في ذكراها.. تعرف على القديسة جيوفانا إليزابيتا ماريا لوسيا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تحتفي الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديسة جيوفانا إليزابيتا ماريا لوسيا، وترصد “البوابة القبطية” أهم المعلومات عنها:
ولدت جيوفانا إليزابيتا ماريا لوسيا في 5 يوليو عام 1773م في قصر دي إيج،في لو بلان ، بين بواتييه وبورج بفرنسا. والدها هو أنطونيو بيشيير لورد لمقاطعات دي إيج ، وأمها تدعى ماريا أوجييه دي موساك .
كانت جيوفانا طفلة خجولة وحساسة، في سن العاشرة تم إرسالها إلى المدرسة في دير في بواتييه ، كان النائب العام للمدينة ورئيس الدير من أقاربها . كانت لعبة إليزابيث المفضلة هي بناء قصور بالرمال.
قالت إن البناء كان دائمًا شغفها. في سن التاسعة عشرة فقدت والدها.
في فبراير 1792، أصدر المجلس الوطني مرسومًا يحرم من ممتلكات أولئك الذين غادروا فرنسا هربًا من الثورة. كان شقيق إليزابيث أحدهم.
منذ أن كانت والدتها مسنة ومريضة، طلبت إليزابيث من عمها أن يعلمها أساسيات المحاسبة وقانون الملكية. دافعت عن شرف شقيقها وعائلتها في محاكمة طويلة انتهت لصالحها. في عام 1796، غادرت إليزابيث ووالدتها القصر. فعاشت إليزابيث حياة صلاة وإحسان تجاه الفقراء.
وكان كاهن الرعية دستوري،وقع على ميثاق الحفاظ على الدستور المدني وفقًا لطلبات الجمعية الوطنية في عام 1790م.
فقد أدان البابا بيوس السادس الدستور والاتفاق ، مما تسبب في مشاكل كبيرة للعديد من رجال الدين الفرنسيين، وكانت إليزابيث ضد هذا الاتفاق، فكانت تجمع كل ليلة فلاحين القرية للصلاة والغناء وقراءات روحية. فسمعت عن الأب أندرو فورنيه الذي كان يقيم القداس الإلهي في ما يلي بحظيرة للمواشي، ثم استطاع أن يجعلها كنيسة بعد ذلك .
فظلت إليزابيث مواظبة على حضور جميع الصلوات . في عام 1801 أعاد الاتفاق بين البابا بيوس السابع ونابليون الوضع الرسمي للديانة المسيحية الكاثوليكية في فرنسا: أعيد فتح الكنائس وتمكن الكهنة من أداء خدمتهم بحرية.
سمح دون فورنيه في عام 1804 لإليزابيث بالانضمام إلى بعض الشابات الراغبات ، وأن تتشكل لمدة عام في الحياة الدينية في دير في بواتييه فأرشادها الأب فورنيه بأن زيارة المرضى والمحتاجين وتعليم الأطفال ، هي من الأعمال الرسولية العظيمة ، وقامت برسالته بمساعدة صديقتان لها هم مادالينا مورو وكاترينا جاسكار .
وفى صيف عام 1804م توفت أمها ، فقامت إليزابيث بموافقة مرشدها الروحي فورنيه بارتداء ملابس الفلاحين الفقيرة ، هذا الفعل أساء إلى أقاربها وقدموا شكوى ضده إلى النائب العام . فذهبت إليزابيث إلى راهبات الكرمليات في بواتييه ، ثم لجمعية العناية الإلهية ، تعرفت فيها على أسس الحياة الرهبانية ، بعد ستة أشهر استطاعت إليزابيث أن تكون النواة الأولى للمجموعة الرهبانية للقيام بالعمل الرسولي مكونة من مجدلين وماريا آنا وفتاتين أخريين. في مايو 1806 استقروا في قلعة مولانتي لتعليم الأطفال ورعاية المرضى وكبار السن ودفن الموتى، وإصلاح الأضرار التي سببتها الثورة. وعلى الرغم من حياة الفقر المدقع وصرامة قانون الرهبنة، التي تنص على ثلاثة أيام من الصيام الشديد في الأسبوع، انتشرت الرهبنة بسرعة في جميع الأنحاء، كانت الأخت إليزابيث تتمتع بموهبة التنظيم. كانت تعرف كيف تحرك القلوب بمثالها وبكلماتها.
وكانت تقول لكي نساعد الفقراء علينا نحن بنات الصليب أن نحرم أنفسنا من خبزنا وملابسنا وسريرنا. وكانوا فى أيام الصوم الكبير يعيشون فقط على الخبز الجاف وبعض حبات البندق وثمار الخوخ المجففة.
في عام 1811م، انتقلت الجماعة الرهبانية ، الذي كان يبلغ عددها 25 راهبة ، إلى منزل أكبر ، وبعد خمس سنوات اعتمدت السلطة الكنسية قانون الرهبنة واتخذوا اسم راهبات الصليب. في عام 1815م، اضطرت إليزابيث للسفر إلى باريس للخضوع لعملية جراحية بعد وقوع حادث لها ،وتسبب الصليب المعدني الذي كانت ترتديه حول رقبتها في كدمة في صدرها مع مضاعفات مفزعة واستقبلها الملك الجديد لويس الثامن عشر في التويلري. وبمساعدة ماركيز كورز استطاعت إنشاء دير مركزي في إيزي ، لتلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة للعمل الرسولي ، تضاعفت المنازل أيضًا في جنوب فرنسا ، وخاصة في بلاد الباسك. على الرغم من الجرح في صدرها الذي سينزف لمدة خمسة وعشرين عامًا كانت لا تتوقف عن العمل الرسولي والصلاة، وكانت حريصة على حضور القداس اليومي وصلوات درب الصليب طوال أيام السنة، وكانت تنام على لوح خشبي ، وتقوم بتقشفات وإماتات كثيرة، وأنعم الرب عليها بعمل معجزات عديدة لكثير من الأشخاص الذين كانوا يأتون إليها طالبين صلاتها لأجلهم .
وقد أسست أكثر من ثلاثة وستون ديراً، وأصيبت بالتهابات في الصدر وقرح شديد في جسمها، رقدت بعطر القداسة في 26 أغسطس 1838م ، وهى تقول :"يا يسوع أبو الفقراء ارحمني" .
تم وضعها بجوار القديس أندرو فورنيه في كنيسة بنات الصليب في لا بوي (فيين).
قام البابا بيوس الحادي عشر بتطويبها في 13 مايو 1934م، وقام البابا بيوس الثاني عشر بإعلانها قديسة في 6 يوليو 1947م .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط الكنيسة الكاثوليكية فی عام
إقرأ أيضاً:
البابا يُبدي استعداده للتدخل من أجل إطلاق سراح أسرى الاحتلال في غزة
أعلن بابا الفاتيكان، أمس الخميس، عن استعداده من أجل بذل كل جهد ممكن لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة، وذلك خلال لقاء له مع وفد إسرائيلي من عائلات الأسرى والمحررين من طرف حماس، إلى جانب عدد من المسؤولين في كل من الفاتيكان وإيطاليا.
وأبدى بابا الفاتيكان، استعداده لبذل الجهد لتحرير الأسرى، خلال اللقاء نفسه، الذي تم يوم أمس، في سياق المساعي الحثيثة التي تقوم بها عائلات الأسرى بغية التمكّن من حشد الدعم الدولي وكذا تسليط الضوء على ملفّهم، عقب مرور 400 يوم منذ أسرهم.
ودعت ابنة أحد الأسرى، شارون ليبشيتس، البابا، إلى التذكير بأن "قضية تحرير الأسرى هي قضية إنسانية في المقام الأول، وأن خلف كل صورة شخص حقيقي له حياة وقصة"، مطالبة إياه بالدعوة لعودة جميع الأسرى إلى عائلاتهم.
وفي السياق نفسه، كان الأسير الإسرائيلي، ألكسندر توربانوف، قد دعا يوم الأربعاء، مواطني بلاده إلى البدء في إضرابات شاملة من أجل عودتهم عبر اتفاق تبادل، فيما أكّد أن ممارسات حكومة بنيامين نتنياهو من تجويع وقصف متواصل على قطاع غزة تقتل الأسرى الإسرائيليين.
وجاءت دعوة الأسير البالغ من العمر 28 عاما، عبر رسالة صوتية مدتها 3 دقائق و33 ثانية، وجّهها إلى الإسرائيليين، وبثتها "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" عبر منصة "تلغرام".
وأبرز توربانوف: "منذ أكثر من عام وأنا في أسر مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي. سنة من نقص الطعام والشراب والكهرباء، والآن نقصت احتياجاتنا من صابون وشامبو وظهرت لدي مشاكل جلدية".
وتابع: "أريد أن أذكركم أنكم عندما تغلقون معبر رفح، من أجل أن تضيقوا على الفلسطينيين داخل غزة، فأنتم تضيقون علينا".
وفي رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، أكد الأسير: "عندما تأكلون أو تشربون شيئا تذكرونا نحن الأسرى الذين لم نحظ بمثل فرصتكم في التمتّع بالطعام والشراب"؛ مردفا: "سنة كاملة من الأسر.. سنة كاملة وحياتي تتعرض للخطر بسبب العمليات العسكرية التي من المفترض أنها لتحريرنا".
"أريد أن أقول لكم إن حياتي تتعرض للخطر يوميا.. العمليات العسكرية لإطلاق سراحي التي اختارها لكم نتنياهو هي التي ستؤدي في النهاية إلى قتلي" تتابع الرسالة نفسها التي وجّهها الأسير إلى الإسرائيليين.
واسترسل بالقول: "مجاهدو حركة الجهاد حافظوا على حياتي مرّات عدة كي لا أتعرض للموت. بعضهم أُصيبوا وبعضهم قتلوا وهم يحاولون الحفاظ على حياتي"، مستطردا: "بدأت أخاف من الجيش. أنا خائف من اللحظة التي سيصل فيها الجيش إليَّ أو اللحظة التي سيقصفون فيها مكان تواجدي".
وفي السياق نفسه، أشار إلى أن "كثيرا من الأسرى قُتلوا في الحرب، إثر الغارات الإسرائيلية، وعدد ضئيل جدا تم تحريرهم. والشيء الوحيد الجيد الذي فعلوه من أجل الأسرى هي عملية وقف إطلاق النار الأولى"، موضحا: "وضعي صعب وحياتي اليومية سيئة جدا. حكومتنا بعد سنة من الحرب في غزة بدأت حربا في لبنان، لكي يتم نسياننا، وبعدها سوف يفتعلون حربا مع إيران ليتم إغلاق ملفنا".
وتابع: "مواطنو إسرائيل.. أرجوكم لا تنسونا. برجاء تظاهروا. أشكركم على المظاهرات الأسبوعية مساء كل سبت. تتظاهرون منذ سنة ولا أحد في الحكومة يصغي إليكم"، مردفا: "أطلب منكم الخروج وإغلاق الشوارع لمدة من الزمن وبدء إضرابات شاملة. تذكرونا ولا تنسونا"، مبرزا: "رجاء افعلوا كل ما تستطيعون فعله لإعادتنا سالمين وبصحة جيدة، عبر اتفاق تبادل، وهذا ممكن فقط من خلال الضغط على الحكومة.. برجاء لا تنسونا".
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت نحو 147 ألف شهيد وأسير فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
إلى ذلك، يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، ويقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.