في ذكرى عودة سيناء إلى حضن الوطن.. خبير: القانون الدولي سيف الحق ودرع التحرير
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
في الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، بزغ فجر جديد على أرض سيناء الحبيبة، يوم استعادت مصر أرضها الغالية كاملة غير منقوصة بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي.
لم يكن هذا الانتصار ليتحقق لولا تضافر جهود دبلوماسية وقانونية حثيثة، استندت إلى مبادئ راسخة في القانون الدولي، فكان القانون سيف الحق الذي أشهرته مصر ودرع التحرير الذي حمى مساعيها.
ولقد لعب القانون الدولي دورًا محوريًا في تحرير سيناء، وتجسدت مظاهره في عدة جوانب حاسمة منها المفاوضات الدبلوماسية المباشرة بعد حرب أكتوبر 1973
وقال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي ان حرب أكتوبر المجيدة مثلت نقطة تحول حاسمة، إذ أكدت على ضرورة إيجاد حل سلمي وعادل للصراع العربي الإسرائيلي.
استند سلامة إلى مبدأ التسوية السلمية للمنازعات الدولية المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وانخرطت مصر في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، بدأت لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 338 وقف إطلاق النار.
هذه المفاوضات، وإن كانت شاقة، إلا أنها شكلت اعترافًا ضمنيًا من الطرفين بضرورة الاحتكام إلى القانون الدولي وقواعده في إنهاء حالة الاحتلال.
معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979
واكد سلامة ان هذه المعاهدة تُعد حجر الزاوية في عملية تحرير سيناء. ارتكزت المعاهدة على مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي. نصت المعاهدة بوضوح على انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء وعودة الأرض إلى السيادة المصرية. كما أكدت على حظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات بين الدولتين، مما فتح الباب أمام حل النزاع بالطرق السلمية والقانونية.
حق الشعوب في التحرر من الاحتلال العسكري
واضاف ان مصر استندت إلي مطالب تحرير سيناء لحق الشعوب في تقرير مصيرها والتحرر من الاحتلال الأجنبي، وهو مبدأ متأصل في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. على الرغم من أن هذا الحق يرتبط في الأصل بحركات التحرر الوطني ضد الاستعمار التقليدي، إلا أنه يمتد ليشمل حالات الاحتلال العسكري للأراضي. لقد شكل هذا الحق سندًا أخلاقيًا وقانونيًا قويًا لموقف مصر.
الوساطة الأمريكية والمساعي الحميدة
واشار سلامة إلي ان الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط النشط في المفاوضات التي أفضت إلى معاهدة السلام. كما ساهمت المساعي الحميدة التي بذلتها دول أخرى مثل المغرب ورومانيا في تقريب وجهات النظر. هذه الجهود الدبلوماسية، وإن لم تكن مصدرًا مباشرًا لقواعد قانونية، إلا أنها ساهمت في تطبيق مبادئ القانون الدولي من خلال تسهيل التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا.
في الختام، يمكن القول بثقة إن القانون الدولي، بمبادئه الراسخة وحقوقه الثابتة، كان القوة الدافعة والموجهة لعملية تحرير سيناء. لقد تجسد هذا الدور في المفاوضات المباشرة، ومعاهدة السلام التاريخية، والاستناد إلى حق الشعوب في التحرر، والجهود الدبلوماسية المساندة. سيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل شاهدًا أبديًا على انتصار الحق والقانون، وعلى قدرة الدول على حل نزاعاتها سلميًا بالاستناد إلى مبادئ العدل والإنصاف التي ينادي بها القانون الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر تحرير سيناء أستاذ القانون الدولي أكتوبر الاحتلال القانون الدولی تحریر سیناء
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
هنأ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، تلك الذكرى الخالدة التي تجسد إرادة شعب عظيم، وعزيمة لا تلين، وتضحيات جسام قدمها أبطال القوات المسلحة في سبيل استعادة الأرض وصون الكرامة الوطنية.
وأكد وزير الأوقاف أن يوم الخامس والعشرين من أبريل سيظل علامة مضيئة في سجل المجد المصري، ومناسبة وطنية نستحضر فيها معاني الفداء والولاء والانتماء، حيث استطاع أبناء مصر المخلصون أن يكتبوا ملحمة وطنية خالدة، أعادت للأمة عزتها وكرامتها، ورسّخت مبدأ أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، ولا يُصان إلا بالتضحيات.
وأضاف الدكتور أسامة الأزهري أن القوات المسلحة المصرية كانت وما زالت درع الوطن الحامي وسيفه البتار، وقدمت ولا تزال تقدم رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وواصلوا الليل بالنهار في حماية الحدود، وصون الأرض، والدفاع عن مقدرات الشعب المصري، مؤكدًا أن روح أكتوبر، وعبق انتصارات تحرير سيناء، ما زالا حيّين في وجدان المصريين، يمدّونهم بالعزيمة والإصرار في كل تحدٍ يواجه الوطن.
واختتم وزير الأوقاف بيانه بالتضرع إلى الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها وقيادتها، وأن يظل هذا الوطن منيعًا آمنًا مستقراً، مشيدًا بالوعي المتنامي لدى أبناء الشعب المصري، وبتلاحمهم الصادق مع مؤسسات دولتهم، من أجل استكمال مسيرة التنمية، وبناء المستقبل المشرق الذي تستحقه مصر.
وفي سياق متصل، قررت وزارة الأوقاف تخصيص خطبة الجمعة غدًا في جميع مساجد الجمهورية عن سيناء، بعنوان: "الأرض المباركة"، وذلك لإحياء هذه الذكرى المجيدة، وتسليط الضوء على مكانة سيناء الدينية والتاريخية والوطنية، وما تحمله من رموز الفداء والتضحية، ولتعريف الأجيال الجديدة بعظمة تلك البقعة الغالية من تراب الوطن وما شهدته من ملاحم خالدة في سبيل تحريرها وبنائها.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف ينعى بابا الفاتيكان: كان مثالًا يُحتذى به في الإخلاص لقضايا السلام
وزير الأوقاف ومحافظ الجيزة يفتتحان مسجد النور بقرية عرب أبو عريضة بمركز الصف
وزير الأوقاف يتقدم بالتعازي والمواساة لميانمار وتايلاند إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين