تصريف مياه فوكوشيما في المحيط.. خبراء: التأثير البيئي ذو مخاطر ضئيلة.. وآخرون: مخاطر قاتلة على المدى البعيد أبرزها «السرطان»
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
فى خضم مشهد يجمع بين التأييد والتنديد، تزايدت التحديات في كشفت حقائق بحتة حول الخطة اليابانية المثيرة للجدل لإطلاق المياه الملوثة نوويًا من محطة فوكوشيما دايتشي المتضررة، في المحيط الهادئ، وهو ما حصل على موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحظى بدعم بعض الخبراء المختصين فى هذا المجال.
فيما أثار احتجاجات دول مجاورة مثل الصين، وتحذيرات خبراء من أن هذا القرار قد يترك تأثيرات سلبية على البيئة البحرية لواحد من أكبر المحيطات فى العالم، كما يرون أن هذه العملية قد تتسبب فى آثار بيئية مدمرة وتهدد التنوع البيولوجي للبيئة البحرية بشكل مستدام.
أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية يوم الخميس بدءها فى عملية تصريف المياه المعالجة والمخففة من محطة فوكوشيما دايتشى للطاقة النووية إلى المحيط. وجاء ذلك وفقًا لبيان أصدرته الشركة وتم نقله عبر هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه).
وأوضحت الشركة أن المرحلة الأولى من عملية التصريف ستستمر لمدة ١٧ يومًا، حيث ستقوم بتصريف حوالى ٧٨٠٠ طن من المياه المعالجة والمخففة باستخدام مياه البحر.
كما أعلنت الشركة عن خطط لتصريف أكثر من ٣١ ألف طن من هذه المياه خلال العام المالى الحالي، ما يعادل حوالي ٣٠ خزانًا. ومن المتوقع أن تستغرق العملية الكاملة لتصريف المياه حوالى ٣٠ عامًا على الأقل حتى تكتمل بالكامل.
وتعليقا على الحدث نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا طرحت خلاله نقاشا حول ما إذا كان من الآمن إطلاق المياه من محطة فوكوشيما النووية، وقالت خلال التقرير إن العلماء الذين يدعمون الضوء الأخضر للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدوا أن المنشآت فى جميع أنحاء العالم نفذت مثل هذه الإطلاقات، والتى تقع ضمن المعايير التنظيمية.
التأثير المحتمل بين التأييد والرفض
وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن خطة "التصريف التدريجي والمراقب للمياه المعالجة إلى البحر" سيكون لها "تأثير إشعاعي ضئيل" على الناس والبيئة من خطة ضخ ١.٣ مليون طن من المياه المعالجة فى البحر. على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.
وقال جيم سميث، أستاذ العلوم البيئية بجامعة بورتسموث فى المملكة المتحدة: "فى أى موقع نووى آخر فى العالم، سيعتبر هذا إطلاقًا "روتينيًا" لمياه الصرف الصحى المعالجة بمستويات منخفضة جدًا من النشاط الإشعاعي".
يقابل ذلك تحذيرًا من علماء آخرين، بما فى ذلك لجنة استشارتها ١٨ دولة من جزر المحيط الهادئ، من أنهم لم يروا معلومات كافية لدعم سلامة الإصدار، مضيفين أن التأثير المحتمل على المحيط لم يتم فحصه بشكل كامل.
ووصف جاك لوتشارد، النائب السابق لرئيس اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع، وهى هيئة استشارية مستقلة، نظام تصريف المياه فى اليابان بأنه "فعال للغاية"، ومع ذلك، أضاف أنه "لم تكن هناك أى مشاورات حقيقية مع السكان المحليين" - وهى مشكلة قال إن الوقت لم يفت بعد لمعالجتها.
وقال بوب ريتشموند، أستاذ الأبحاث فى جامعة هاواى فى مانوا ومدير مختبر كيوالو البحري، إن التلوث الناجم عن النويدات المشعة فى مياه الصرف الصحى يمكن أن ينتقل من قاع الشبكة الغذائية عبر كائنات صغيرة مثل العوالق النباتية إلى الكائنات الأكبر حجمًا، مثل التونة.
وأضاف أن هذه النويدات المشعة تتراكم بمرور الوقت، وتصل فى النهاية إلى مستويات عالية بما يكفى لتدمير الحمض النووى والحمض النووى الريبوزى (RNA) فى الخلايا إذا تم تناولها من خلال المأكولات البحرية، مثل المحار والكركند. وأن ذلك قد يثير مخاوف بشأن الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
ومن جانبها تشدد الصين على أنه "لا ينبغى الموافقة على خطة تفرض مخاطر على الحياة البحرية وصحة الإنسان"، كما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانج ون بين، إنه "من المخالف للعلم أن نساوى بين المياه الملوثة نوويا، من محطة فوكوشيما، مع مياه صرف المحطات النووية التى تعمل بشكل طبيعي".
فى هذا السياق، يعارض الرئيس التنفيذى لهونج كونج جون لى بشدة تصريف المياه العادمة من محطة فوكوشيما للطاقة، كما أعلنت البلاد فرض قيود على واردات بعض المنتجات الغذائية اليابانية.
بدورها؛ تعارض أبرز منظمة علمية رئيسية خارج آسيا إطلاق سراح عملية تصريف مياه فوكوشيما فى المحيط وتتمسك بورقة موقف أصدرتها فى ديسمبر الماضى وجاء فيها: “إن البيانات الداعمة التى قدمتها اليابان غير كافية وفى بعض الحالات غير صحيحة، مع وجود أخطاء فى بروتوكولات الأخذ عينات وتحليلات الإحصاءات والافتراضات، مما يؤدى بدوره إلى وجود عيوب فى استنتاج السلامة ويعرقل التقييم الأكثر دقة للنهج البديل الأفضل للتخلص.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فوكوشيما المحيط الهادئ المياه الملوثة نووي ا محطة فوكوشيما تصريف مياه فوكوشيما من محطة فوکوشیما تصریف المیاه
إقرأ أيضاً:
650 ميجاوات من الرياح.. "مدبولي" يتفقد أكبر محطة للطاقة في إفريقيا برأس غارب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 650 ميجاوات شمال غرب رأس غارب، وذلك للوقوف على سير تنفيذ الأعمال، ومتابعة المكونات الرئيسية للمشروع، والجدول الزمني للتشغيل.
رافق رئيس الوزراء في جولته المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعدد من مسؤولي الوزارة والشركات المنفذة للمشروع.
غرفة التحكم وتفاصيل المشروع من أرض الواقعبدأت الجولة بتفقد غرفة التحكم والمراقبة ومحطة المحولات، حيث قدّم المهندس خالد الدجوي، رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر لطاقة الرياح، عرضًا تفصيليًا أشار فيه إلى أن المشروع يقع على مساحة 70 كيلومترًا مربعًا، ويعد أحد المشاريع الاستراتيجية في خطة الدولة للاستفادة من موارد الرياح في خليج السويس.
وأوضح الدجوي أن المشروع يتم بناؤه وتشغيله بنظام (BOO) "البناء والتملك والتشغيل"، ويعتمد على رياح شمال جبل الزيت لتوليد طاقة نظيفة بتكلفة تنافسية.
أكبر توربينات في إفريقيا وتقدم زمني في التنفيذخلال الجولة، تفقد رئيس الوزراء إحدى التوربينات (D52)، واستمع لشرح مفصل عن مكونات المشروع الذي يضم 104 توربينات رياح؛ بينها 84 توربينة بقدرة 6 ميجاوات، و20 توربينة بقدرة 7.5 ميجاوات، وهي الأكبر من نوعها في مصر وإفريقيا من حيث القدرة والارتفاع.
كما لفت رئيس مجلس إدارة الشركة إلى أن المشروع يتم تنفيذه بوتيرة سريعة، حيث تم إنشاء 500 ميجاوات خلال 24 شهرًا فقط، متقدمًا على الجدول الزمني الأصلي بستة أشهر.
شملت الجولة أيضًا تفقد مكونات المشروع الداعمة، ومنها محطة المحولات بجهد 220/33 ك.ف، وغرفة التحكم الرئيسية، و4 مبانٍ إدارية، إلى جانب مباني الخدمات وشبكة طرق داخلية متكاملة. وقد تم التأكيد على وجود نظام مراقبة حديث داخل غرفة التحكم، يتيح التنسيق المستمر مع المركز القومي للتحكم في الطاقة.
مراحل التنفيذ وتواريخ التشغيلخلال زيارته لتوربينة قيد الإنشاء (D98)، اطّلع مدبولي على الخطة الزمنية للمشروع، التي انطلقت من توقيع اتفاقية شراء الطاقة في أكتوبر 2021. وقد دخلت المرحلة الأولى من التشغيل التجاري حيز التنفيذ في ديسمبر 2024 بقدرة 306 ميجاوات، تلتها المرحلة الثانية في أبريل 2025 بقدرة 194 ميجاوات. ومن المقرر استكمال المرحلة الثالثة في يونيو 2025 بقدرة إضافية تبلغ 150 ميجاوات، ليكتمل المشروع بإجمالي 650 ميجاوات.
استثمارات أجنبية وتوفير آلاف فرص العملقدّم المهندس أسامة بشاي، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاءات، شرحًا عن الجانب الاستثماري للمشروع، الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع شركات عالمية من اليابان وفرنسا، ضمن تحالف يضم "تويوتا تسوشو"، و"يوروس"، و"إنجي" الفرنسية. وتبلغ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المشروع نحو 780 مليون دولار، على أن ينتج 3050 جيجاوات/ساعة سنويًا، ويوفر أكثر من 1.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأشار بشاي إلى أن المشروع وفر أكثر من 1000 فرصة عمل، وحقق أكثر من 6 ملايين ساعة عمل آمنة دون حوادث، مع التزام صارم بإجراءات السلامة والتدريب، فضلًا عن الاعتماد الجزئي على التصنيع المحلي لبعض المكونات، وهو ما شدد رئيس الوزراء على تعميمه في جميع مشروعات طاقة الرياح بالمستقبل.
أثناء الجولة، ناقش مدبولي مع مسؤولي الشركات المنفذة أبرز التحديات التي تواجه المشروع، مؤكداً على أهمية التنسيق مع الجهات المعنية لتذليل أي عقبات، وضمان سرعة التشغيل الكامل للمحطة في التوقيت المحدد.
1000134512 1000134513 1000134514 1000134511