ينهي الفاتيكان الجمعة الاستعدادات لجنازة البابا فرنسيس التي ستقام صباح السبت في ساحة القديس بطرس في روما حيث يمكن للمصلين والسياح المرور أمام نعشه الذي سيكون مفتوحا لليوم الأخير.

ومن المقرر أن يصل إلى روما الجمعة معظم رؤساء الدول الخمسين والملوك العشرة الذين أكدوا حتى الآن حضورهم جنازة البابا، في حين قدّر الدفاع المدني الإيطالي أن عدد المشاركين سيكون "مئات آلاف".





ووضعت السلطات الإيطالية والفاتيكان المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس تحت إجراءات أمنية مشددة، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيّرة، وقناصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع.

واصطف عشرات آلاف الأشخاص لساعات طويلة لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان البابا فرنسيس الذي سيغلق نعشه الجمعة في الساعة الثامنة مساء، في مراسم سيحضرها الكرادلة.

وسيرأس الكاردينال كيفن فاريل الذي يدير شؤون الفاتيكان اليومية حتى انتخاب بابا جديد "طقوس إغلاق التابوت".

وتوفي أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أمريكا الجنوبية الاثنين في عيد الفصح عن 88 عاما، بعد أقل من شهر من خروجه من المستشفى في روما حيث كان يتلقى العلاج من التهاب رئوي حاد.

بين رعيه

حضرت فيرونيك مونت-كولومب، وهي سائحة من تولوز كانت تنتظر دخول الكاتدرائية الخميس، قداس عيد الفصح الذي ظهر فيه البابا آخر مرة قبل وفاته وروت "رأينا البابا يمر في سيارته البابوية، وبدا في صحة جيدة، وفوجئنا عندما علمنا أنه توفي صباح الاثنين".

وكان البابا الذي كانت صحته تتدهور والذي طلب منه أطباؤه الحصول على الراحة القصوى، تحدى توصياتهم بالظهور أمام المؤمنين في عيد الفصح.

وتدفقت التعزيات من كل أنحاء العالم بفرنسيس، البابا المصلح القوي الذي دافع عن الأشخاص الأكثر ضعفا وتهميشا خلال 12 عاما أمضاها على رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,4 مليار كاثوليكي في العالم.




وسجي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة. ووضع النعش على المذبح الرئيسي في البازيليك لكن من دون عرضه على منصة، نزولا عند طلب صريح من خورخي بيرغوليو الذي أوصى بطقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة مع التقاليد السائدة للباباوات.

بدأ المؤمنون التجمع أمام النعش منذ الأربعاء، وكل واحد منهم لديه بضع ثوان لإلقاء نظرة عليه. وقال الإيطالي ماسيمو بالو (63 عاما) لوكالة فرانس برس الخميس بعد زيارته "كانت لحظة قصيرة لكنها مكثفة بجوار جثمانه".

وأضاف "لقد كان بابا بين رعيه وشعبه، وآمل بأن يكون الباباوات في المستقبل مثله".

مراسم مهيبة

وبعد الجنازة، سينقل نعش البابا فرنسيس للدفن بحسب رغبته، في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما.

وقال الكرسي الرسولي إنّ مجموعة من الفقراء ستكون حاضرة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، مذكّرا بأنّ الفقراء كانت لهم مكانة مميّزة "في قلب وتعاليم الأب الأقدس، الذي اختار اسم القديس فرنسيس.

وأعلن الفاتيكان في بيان الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس، اعتبارا من السبت، يوم جنازة البابا الراحل.

وخلال فترة الحداد، ستقام مراسم مهيبة كل يوم في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من أيار/مايو.




وبعد الجنازة، ستتجه كل الأنظار إلى الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 135 الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة فرنسيس.

ولم يعرف بعد موعد بدء المجمع المفلق، لكن بحسب قواعد الفاتيكان، يفارض أن يفتتح بين اليوم الخامس عشر والعشرين من وفاته، أي بين الخامس والعاشر من أيار/مايو.
وسيجتمع الكرادلة الذين بدأوا التجمع في روما، في كنيسة سيستينا وسيجرون أربع جلسات انتخاب يوميا، اثنتان في الصباح واثنتان بعد الظهر.

ويعد الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين الذي كان الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، المرشح الأوفر حظا بحسب شركة المراهنات البريطانية وليام هيل، متقدما على الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي، رئيس أساقفة مانيلا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفاتيكان البابا إيطاليا مسيحية الفاتيكان البابا أديان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البابا فرنسیس فی روما

إقرأ أيضاً:

ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا

رجل دين كاثوليكي وُلد في روما عام 1955 ورُسّم كاهنا عام 1981. وشغل منصب نائب كاهن في كنيسة سانت ماريا في تراستيفيري مدة 19 عاما، وانخرط في جماعة سانت إيجيديو، ثم أصبح لاحقا مرشدها الكنسي العام. وعام 2012، عيّنه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا مساعدا لأبرشية روما، ثم رُقي عام 2015 على يد البابا فرانشيسكو لمنصب رئيس أساقفة بولونيا، وعام 2022 اختاره رئيسا لمجلس الأساقفة الإيطاليين.

المولد والنشأة

وُلد ماتيو ماريا زوبي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 1955، في العاصمة الإيطالية، لعائلة تربطها علاقات وثيقة بالفاتيكان.

وكان والده إنريكو زوبي يعمل صحفيا ومصورا، وعيّنه الكاردينال جيوفاني باتيستا مونتيني -الذي أصبح لاحقا البابا بولس السادس- رئيسا لتحرير مجلة "لوسيرفاتوري ديلا دومينيكا" وهي نسخة يوم الأحد من صحيفة "لوسيرفاتوري رومانو".

أما من جهة والدته كارلا فوماغالي، فينحدر زوبي من إرث كنسي وازن، فهي ابنة شقيقة الكاردينال كارلو كونفالنيري أحد كبار رجال الكنيسة في القرن الـ20 والذي تولى مناصب بارزة من بينها سكرتير البابا بيوس الحادي عشر ورئيس مجمع الأساقفة.

وقد التقى زوبي أثناء دراسته الثانوية بالمؤرخ والمفكر أندريا ريكاردي مؤسس جماعة "سانت إيجيديو" وهي حركة كنسية علمانية انطلقت من قلب روما. واعتبرها بمثابة "إنجيل آخر وكنيسة أخرى" وانخرط في صفوفها وأصبح أحد أبرز وجوهها ومرشديها الروحيين.

زوبي تبنى رؤية البابا فرانشيسكو وسعى لتحقيقها (غيتي) الدراسة والتكوين العلمي

عام 1977 حصل زوبي على شهادة في الأدب والفلسفة من جامعة "لا سابينزا" وقدّم فيها أطروحة عن تاريخ المسيحية.

ولاحقا التحق بإكليريكية بالسترينا، ثم تابع دراسته في الجامعة البابوية اللاتيرانية ونال درجة البكالوريوس في اللاهوت.

إعلان الفكر والتوجه الأيديولوجي

تبنى زوبي نهج ورؤية البابا فرانشيسكو، كما سعى في تحقيقها انطلاقا من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وحتى وثيقة "الأخوّة الإنسانية" التي وُقّعت في أبو ظبي عام 2019.

وعُرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع اهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.

وقد جعله هذا النهج الاجتماعي والانفتاحي يُصنّف ضمن التيار اليساري في إيطاليا، لدرجة أن الإعلام المحلي علق ساخرا عند تعيينه كاردينالا بالقول "كاهن الحزب الاشتراكي الإيطالي أصبح كاردينالا".

واشتهر بمواقفه المعارضة لحزب "ليغا" اليميني، وإشادته العلنية أثناء جنازات شخصيات يسارية معروفة بمواقفها المؤيدة للإجهاض، إلى جانب موافقته على خدمة كاهن شيوعي ترشّح سابقا للبرلمان الأوروبي ضمن أبرشية بولونيا.

زوبي عينه البابا بنديكت السادس عشر عام 2012 أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا (غيتي)

وقد تصاعد الجدل حوله بسبب علاقته بجويلي ماغالدي أحد كبار رموز الماسونية التقدمية في إيطاليا، والذي صرّح عام 2020 بأن زوبي "أكثر الكرادلة الذين يقدّرهم".

كما أثارت مواقفه جدلا داخليا داخل الكنيسة، خاصة في ما يتعلق بترحيبه بالشواذ دون اشتراط توبتهم أو تغيير نمط حياتهم، مما جعله في مرمى انتقادات بعض التيارات المحافظة داخل الكنيسة.

التجربة الدينية

رُسّم زوبي كاهنا في 9 مايو/أيار 1981 في كاتدرائية القديس أغابيتوس، ثم عُيّن على الفور نائبا لكاهن رعية بازيليك سانت ماريا في تراستيفيري. وعام 2000، تولى منصب الكاهن الرئيسي في الكنيسة ذاتها، وظلّ في هذا المنصب عقدا من الزمن.

وعام 1992 كان له دور حيوي في التوسط لإنهاء الحرب الأهلية في موزمبيق، مما أسهم في توقيع اتفاقيات السلام ومنحه الجنسية الفخرية لهذه البلاد. كما شغل منصب المرشد الكنسي العام لجماعة "سانت إيجيديو" بعد نجاحه بهذه الوساطة.

إعلان

وعمل كاهنا في كنيسة "سانتا كروتشي ألا لونغارا" الفترة بين عامي 1983 و2012، وانضم رسميا إلى كهنة أبرشية روما في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988. وكان عضوا بمجلس كهنة الأبرشية من عام 1995 وحتى 2012.

وعام 2006، منحه البابا بنديكت السادس عشر لقب "كاهن فخري" تكريما لخدماته.

وخلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، شغل منصب رئيس دائرة كنيسة المنطقة الثالثة في روما. وفي 31 يناير/كانون الثاني 2012، عينه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا ومساعدا لأسقف روما، وتلقى رسامته الأسقفية في 14 أبريل/نيسان من العام نفسه.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عينه البابا فرانشيسكو رئيسا لأبرشية بولونيا. وفي 12 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، دخل كاتدرائية سان بيترونيو.

ونال زوبي لقب كاردينال "سانت إيجيديو" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2019. وفي 22 مايو/أيار 2022، تولى منصب رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين بموجب المادة 26 من النظام الأساسي للمؤتمر.

وفي 2023 عُيّن قاضيا في المحكمة العليا لدولة الفاتيكان، وفي مايو/أيار من العام ذاته، كلفه البابا فرانشيسكو بقيادة البعثة الدبلوماسية للكرسي الرسولي ومحاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

مقالات مشابهة

  • الوداع الأخير للبابا فرنسيس..كيف يمكن زيارة روما لحضور الجنازة؟
  • في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة على البابا فرنسيس
  • كنيسة القديس فرنسيس في أبوظبي تقيم قداساً تذكارياً للبابا فرنسيس
  • جثمان البابا فرنسيس يصل كاتدرائية القديس بطرس لنظرة الوداع الأخيرة
  • ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا
  • جثمان البابا فرانسيس يصل إلى كاتدرائية القديس بطرس لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة
  • الساعات الأخيرة للبابا فرنسيس
  • تفاصيل وداع البابا فرنسيس.. موعد النظرة الأخيرة والجنازة والقادة الحضور
  • تفاصيل وداع البابا.. النظرة الأخيرة والجنازة والقادة الحضور