عربي21:
2024-06-27@12:19:54 GMT

تحرّكات أمريكيّة في العراق.. ثمّ ماذا؟

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

تتوالى، ومنذ أكثر من أسبوعين، التحليلات العسكريّة والسياسيّة لخبراء ومحلّلين سياسيّين تَتعلّق بالتحرّكات العسكريّة والدبلوماسيّة الأمريكيّة في العراق!

وأخبار تلك التحرّكات تُتَداول بين العراقيّين تماما مثل انتقال النار في الهشيم، ووصلت لدرجة أنّ بعض الوكالات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعيّ تصرّ عبر منشورات مصوّرة على أنّ القوّات الأمريكيّة تجري مناورات عسكريّة في قاعدة فكتوريا بمطار بغداد الدوليّ، والحقيقة أنّ الأفلام المُتَداولة هي صور قديمة لتخلُّص الجيش الأمريكيّ من ذخائره خلال انسحابه من أفغانستان في العام 2021!

وتزامنت هذه المنشورات مع زيارة كبيرة وغامضة لوفد عسكريّ عراقيّ إلى واشنطن، في التاسع من آب/ أغسطس الحاليّ، ضمّ العديد من كبار ضبّاط الجيش والأجهزة الأمنيّة وعلى رأسهم وزير الدفاع ثابت العباسي، وقائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأوّل عبد الوهاب الساعدي!

وقد عقدوا اجتماعات "غامضة" مع وزير الدفاع الأمريكيّ لويد أوستن، والعديد من المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجيّة ومجلس الأمن القوميّ!

وهذه الزيارة تحمل في طياتها العديد من الرسائل لبغداد، ولكن حتّى الساعة لم يُفصح عنها!

تُكرّر واشنطن بأنّ تأجيل زيارة السوداني مُرتبط بانشغالات الرئيس جو بايدن، والحقيقة فإنّ تبريرات البيت الأبيض غير مقنعة، وهنالك ربكة في العلاقات العراقيّة والأمريكيّة
وتعتبر هذه الزيارة الأهمّ والأبرز لمسؤولين عراقيّين، وبالذات مع استمرار عدم إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لرئيس حكومة بغداد محمد شياع السوداني لزيارة البيت الأبيض، رغم مرور عشرة أشهر تقريبا على تسنّمه لمنصبه!

وتُكرّر واشنطن بأنّ تأجيل زيارة السوداني مُرتبط بانشغالات الرئيس جو بايدن، والحقيقة فإنّ تبريرات البيت الأبيض غير مقنعة، وهنالك ربكة في العلاقات العراقيّة والأمريكيّة!

كما أنّ السفيرة الأمريكيّة ببغداد، إلينا رومانوسكي، وبعد عودتها من واشنطن منتصف الشهر الحاليّ التقت، وخلال (48) ساعة فقط، بما يقرب من عشر شخصيّات "ثقيلة"، بينها الرئيس السوداني، وزعيم دولة القانون نوري المالكي، ورئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي، وآخرون.



وقد انشغل الشارع العراقيّ بهذه اللقاءات، لدرجة أنّ بعض السياسيّين والإعلاميّين أكّدوا بأنّ رومانوسكي تُناقش ساسة العراق ويدها على الزناد!

وبعد لقاءات رومانسكي تناقلت بعض الوكالات المحلّيّة والأجنبيّة أنباءً "مؤكّدة" عن تحرّكات أمريكيّة بمحافظات صلاح الدين شمالي بغداد، والأنبار الغربيّة وبالتحديد في قاعدتي "عين الأسد"، و"التَّنَف" الواقعة على الحدود السوريّة مع الأردن والعراق، أيضا في الموصل الشماليّة بقاعدة القَيّارة!

وهكذا يستمرّ تداول أنباء تلك التحرّكات في العديد من المدن الأخرى، وكأنّ الاستهداف الأمريكيّ لهدف ما قاب قوسين أو أدنى!

وجميع هذه المعطيات المهمّة والخطيرة دفعت الكثير من العراقيّين للظنّ بأنّ بلادهم سائرة نحو تغيير سياسيّ وأمنيّ مرتقب!

فهل ستقلب واشنطن الطاولة على الجميع وتغيّر كفّة الحكم وتسلّم البلاد لقيادات عسكريّة "تثق" بها، وربّما كان بعضهم ضمن زيارة الوفد العسكريّ لواشنطن بداية الشهر الحاليّ؟

قضيّة تغيير النظام العراقيّ فهذه، على الأقلّ في المرحلة القريبة المنظورة، مُستبعدة كون واشنطن لا تريد فتح جبهات أخرى، وكونها حقّقت ما تصبو إليه من احتلالها للعراق وخضوعه شبه التامّ لإرادتها؛ فلهذا لا يوجد مبرّر منطقيّ وعسكريّ وسياسيّ يدفع واشنطن للتفكير بقلب الطاولة العراقيّة في المرحلة المنظورة
أمْ أنّ واشنطن ستمزّق أجنحة إيران في العراق، والمتوقّع بأنّها ستساند طهران في حال توجيه ضربة أمريكيّة ضدّ القوى والمصالح الإيرانيّة في سوريا؟

أمْ أنّ القضيّة مجرّد تحرّكات تكتيكيّة خصوصا مع تواجد أكثر من 2500 عسكريّ أمريكيّ في العراق!

أتصوّر أنّ واشنطن إن أرادت توجيه أيّ ضربة لأيّ هدف مهمّ فيُمْكنها عبر طائراتها المسيّرة والدقيقة التصويب أن تُنفّذ خطّتها!

أما قضيّة تغيير النظام العراقيّ فهذه، على الأقلّ في المرحلة القريبة المنظورة، مُستبعدة كون واشنطن لا تريد فتح جبهات أخرى، وكونها حقّقت ما تصبو إليه من احتلالها للعراق وخضوعه شبه التامّ لإرادتها؛ فلهذا لا يوجد مبرّر منطقيّ وعسكريّ وسياسيّ يدفع واشنطن للتفكير بقلب الطاولة العراقيّة في المرحلة المنظورة!

وأتوقّع أنّ واشنطن ستستخدم الملفّ الاقتصاديّ، وبالذات مع سيطرتها التامّة على سوق الدولار في العراق، وتحكمها بمبيعات النفط العراقيّ التي تدخل للبنك الفيدراليّ الأمريكيّ ومن ثمّ تُرسل إلى العراق!

والعقوبات الأمريكيّة الأخيرة على 14 مصرفا عراقيّا ووضعها في القائمة السوداء، ومنعها من دخول سوق الدولار في العراق لاعتقادها بأنّ هذه المصارف مُساهمة في سياسة غسيل الأموال لصالح إيران، تدخل ضمن الملفّ الاقتصاديّ.

وخلال الأسبوع الماضي وصل إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيرانيّ لبغداد، وهي زيارته الرابعة خلال مرحلة حكم السوداني، ولا شكّ بأنّ للزيارة علاقة بالتطوّرات الميدانيّة المُتسارعة!

جميع السيناريوهات السابقة متوقّعة إلا أنّ سيناريو "الانقلاب" العسكريّ هو الأبعد، وسيناريو العقوبات الاقتصاديّة التي ستقود إلى تغيير معيّن في العراق هو الأقرب والممكن
وأرى أنّ الملفّ الأقوى يرتبط بالخدمات وبالذات بمعضلة الطاقة الكهربائيّة غير المستقرّة، وهذه بدورها ستقود إلى الورقة الأهمّ والأخطر وهي الاحتجاجات الشعبيّة والتي تتخوّف منها القوى الحاكمة ببغداد!

وقد تكون جميع تلك التحرّكات جزءا من أوراق "الكسب" للديمقراطيّين في الانتخابات الرئاسيّة العام المقبل.

وربّما هي جزء من تفاهمات أمريكيّة روسيّة وصينيّة سرّيّة لتقاسم الكعكة العالميّة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوكرانيا، وهذا السيناريو وارد، وبقوّة، وهذا ما ستكشفه المرحلة القادمة!

وفي المقابل، قد تدفع بعض القوى العراقيّة الفاعلة لنشر أخبار التغيير لـ"تخدير" الناس، وترقّبهم لتغيير خارجيّ، وهذه من أكبر الحُقن المخدّرة!

ومعلوم أنّ الشعوب الساكنة لن تنال ما تصبو إليه من حياة حرّة كريمة!

جميع السيناريوهات السابقة متوقّعة إلا أنّ سيناريو "الانقلاب" العسكريّ هو الأبعد، وسيناريو العقوبات الاقتصاديّة التي ستقود إلى تغيير معيّن في العراق هو الأقرب والممكن!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق التغيير العراق امريكا التغيير مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المرحلة الأمریکی ة العراقی ة فی العراق أمریکی ة عسکری ة

إقرأ أيضاً:

عاجل - هل فشل الانقلاب العسكري في بوليفيا؟.. ماذا يحدث الآن؟ (تطورات وتفاصيل جديدة)

أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، بانسحاب المركبات المدرعة والجنود من ساحة القصر الرئاسي في بوليفيا، مشددة على أن القائد العسكري في بوليفيا يأمر بعودة القوات إلى ثكناتها.

وأفادت تقارير إعلامية، برصد مركبات مدرعة وجنود ينسحبون من ساحة القصر الرئاسي في بوليفيا، وسط أنباء ترجح انتهاء الانقلاب العسكري.

بعد الانقلاب العسكري.. رئيس بوليفيا يوجه رسالة أخيرة لـ الشعب

ودعا الرئيس البوليفي لويس آرسي، الأربعاء، مواطنيه إلى التعبئة ضد ما وصفها بمحاولة انقلاب، بعدما حاول عسكريون اقتحام القصر الرئاسي في وسط العاصمة لاباز.

وفي رسالة تلفزيونية من داخل القصر الرئاسي، محاطا بوزرائه، قال آرسي: "نحتاج من الشعب البوليفي تنظيم نفسه، والتعبئة ضد الانقلاب ولصالح الديمقراطية"، مضيفا: "لا يمكننا أن نسمح لمحاولات الانقلاب أن تودي بحياة البوليفيين مرة أخرى".

وجاءت دعوة الرئيس بعد انتشار عسكريين مدججين بالسلاح وعربات مصفحة أمام مقر الحكومة في لاباز، ومحاولة بعضهم اقتحام بوابة القصر الرئاسي، وفقا لشهود عيان وصحافيين من وكالة فرانس برس.

من جانبه، حذر الرئيس السابق إيفو موراليس (2006-2019) في منشور على منصة "إكس"، من أن "انقلابا يجري الإعداد له"، متهما قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا بـ "قيادة" حركة التمرد هذه.

وتزايدت الشائعات في بوليفيا منذ الثلاثاء حول إقالة الجنرال زونيغا، الذي يشغل منصب قائد الجيش منذ نوفمبر 2022، بعد تصريحاته المعادية لموراليس، الذي كان حليفا وثيقا لآرسي، وأصبح اليوم أكبر خصم سياسي له في حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وصرح الجنرال زونيغا بأنه لن يتردد في اعتقال الرئيس السابق إذا أصر على الترشح للرئاسة، وهو تصريح يتعارض مع القوانين المعمول بها في البلاد.

تولى موراليس رئاسة بوليفيا من عام 2006 إلى 2019، وأعيد انتخابه في 2009 و2014. وفي 2019، استقال وسط اضطرابات اجتماعية واتهامات بتزوير الانتخابات.

مشاهدة فيديو لحظة تنفيذ انقلاب عسكري في بوليفيا

واقتحمت مدرعات وجنود بقيادة قائد الجيش القصر الوطني البوليفي، وسط اتهامات بتنفيذ انقلاب عسكري للإطاحة بالرئيس لويس آرسي، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها.

وقال قائد الجيش خوان خوسيه زونيغا إنه ستكون هناك حكومة جديدة، مشيرا إلى أن الجيش "لا يزال يعترف بالرئيس آرس قائدا أعلى للقوات المسلحة، "حتى الآن".

و أدان الرئيس البوليفي لويس آرسي يوم الأربعاء، "التعبئة غير النظامية" لبعض وحدات الجيش في البلاد في منشور على منصة إكس، حيث اتهم الزعيم السابق للأمة جنرالًا بارزًا بالتخطيط لانقلاب.

مقالات مشابهة

  • موقع أميركيّ يصف حزب الله بـالجيش.. ماذا قال عن قدراته العسكريّة؟
  • ظاهرة تحرير صكوك بدون رصيد تنتشر في الأسواق.. ماذا يقول القانون العراقي؟
  • مستثمر أمريكي يحذر من مشاكل بعد الانتخابات الأمريكية
  • مسؤول أمريكي: زودنا إسرائيل بأسلحة قيمتها 6.5 مليار دولار منذ 7 أكتوبر
  • جندي أمريكي يواجه تهم الاعتداء الجنسي على قاصر في اليابان
  • القصة الكاملة لأسرع انقلاب عسكري في بوليفيا.. ماذا حدث؟
  • عاجل - هل فشل الانقلاب العسكري في بوليفيا؟.. ماذا يحدث الآن؟ (تطورات وتفاصيل جديدة)
  • النفط الكندي الرخيص يحل مكان الخام العراقي في الساحل الغربي الأمريكي
  • ‏إعلام إسرائيلي: لا يوجد تغيير في الدعم الأمريكي لإسرائيل وشحنات الأسلحة تصل بشكل مستمر
  • واشنطن: استمرار العمل العسكري في غزة يضعف تل أبيب