السفير المغربي في نواكشوط: “أسبوع المغرب” بموريتانيا تجسيد لروابط الأخوة وفرصة لشراكات واعدة
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
زنقة20| علي التومي
افتُتحت، اليوم الخميس 24 أبريل الجاري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة “أسبوع المغرب”، بحضور رسمي وديبلوماسي رفيع المستوى، يتقدمه سفير المملكة المغربية بموريتانيا، الذي أكد في كلمته بالمناسبة أن هذا الحدث يمثل منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات المغربية-الموريتانية في أبعادها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال السفير المغربي إن “أسبوع المغرب” ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو امتداد لعلاقات تاريخية ضاربة في القدم، تقوم على التلاقي الثقافي والتجاري والإنساني بين الشعبين، مذكّرا بالدور الذي لعبته القوافل التجارية والرحلات العلمية والدينية في صقل هذه العلاقة وتعميق جذورها.
وأوضح الدبلوماسي المغربي حميد شبار، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين عرفت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت المبادلات التجارية الثنائية سنة 2024 ما مجموعه 350 مليون دولار، مسجلة نمواً بنسبة 10% مقارنة مع السنة السابقة، كما أن المغرب يحتل المرتبة الأولى على صعيد الدول الأفريقية الموردة للسوق الموريتانية.
وسلط السفير الضوء على مؤهلات المغرب الاقتصادية، مشيراً إلى أن صادرات المملكة بلغت سنة 2024 نحو 45 مليار دولار، بفضل تنوع اقتصادي يشمل قطاعات السيارات، الطيران، الإلكترونيات، الفلاحة، والصناعات الكيماوية، فضلاً عن قطاعات السياحة والخدمات التي تشهد نمواً غير مسبوق.
كما نوه بالعلاقات المتميزة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، وبالأهمية المتزايدة التي يكتسيها التعاون في مجالات استراتيجية كالفلاحة والطاقات المتجددة والنقل والموانئ والبنيات التحتية.
وأكد السفير أن زيارة كاتب الدولة المغربي المكلف بالتجارة الخارجية لنواكشوط، تندرج في إطار دينامية تطوير الشراكة الثنائية، وتشمل مراجعة الإطار القانوني المنظم للتبادلات التجارية، معبّراً عن تفاؤله بمخرجات هذه الزيارة، خاصة فيما يتعلق بتيسير ولوج الصادرات الموريتانية إلى السوق المغربية، لا سيما في قطاعات الخضر والفواكه والمنتجات البحرية.
وختم السفير المغربي، كلمته بتجديد الترحيب بجميع ضيوف التظاهرة، معرباً عن أمله في أن يشكل “أسبوع المغرب” مناسبة لتعزيز الروابط وتمتين جسور التعاون بين المملكتين الشقيقتين.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: أسبوع المغرب
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء زيارة تبون إلى ولاية بشار الملاصقة للحدود المغربية؟
قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الخميس، بزيارة إلى ولاية بشار القريبة من الحدود المغربية، وُصفت رسميًا بأنها "زيارة عمل وتفقد". إلا أن توقيت الزيارة وموقعها الجغرافي أعادا إشعال الجدل السياسي والإعلامي حول طبيعة العلاقة بين الجزائر والمغرب، والخلفيات الأمنية والسياسية الداخلية التي تحيط بهذه التحركات.
سياق أمني حساس
تأتي الزيارة بعد ثلاثة أيام فقط من ترؤس تبون لاجتماع عاجل للمجلس الأعلى للأمن، خُصص لبحث الملفات المرتبطة بالأمنين الداخلي والخارجي. كما تزامنت مع مصادقة البرلمان الجزائري على مشروع قانون "التعبئة العامة"، ما يعكس استعدادًا تشريعيًا لمواجهة أزمات محتملة، سواء حربية أو أمنية، وسط تصاعد التهديدات في منطقة الساحل والجنوب الليبي.
وتشير بعض التحليلات إلى أن الزيارة تحمل رسائل مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل، لتعزيز صورة الرئيس كقائد ميداني يتابع الملفات الأمنية الحساسة، والثانية إلى الخارج، وتحديدًا إلى المغرب، في ظل تجدد التوترات حول الموقف من قضية الصحراء.
بُعد تاريخي وحدودي
منطقة بشار تُعد رمزًا حساسًا في العلاقات الجزائرية ـ المغربية، حيث تُشير بعض الوثائق التاريخية إلى أن الأراضي الواقعة فيها كانت خاضعة للسيادة المغربية قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر إبّان الاستعمار. وعلى الرغم من توقيع اتفاقية ترسيم الحدود في عهد الملك الحسن الثاني، فإن الجدل غير الرسمي حول هذه المناطق لم يُغلق تمامًا.
تجاذبات داخلية وتوازنات القوى
يرى مراقبون أن الزيارة لا يمكن فصلها عن التنافس القائم بين الرئيس تبون ورئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة، الذي سبق له أن تولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة ببشار لمدة 15 عاما متتالية. وتشير بعض المصادر إلى أن شنقريحة هو من يقف وراء تصعيد الخطاب الرسمي تجاه المغرب، في محاولة لتثبيت فكرة "العدو الخارجي" لتوحيد الصف الداخلي، وتغطية ملفات أخرى، من بينها قضايا فساد وتهريب مخدرات اتهم بهاشنقريحة شخصيا من طرف الكاتب الخاص لنائب وزير الدفاع وقائد الجيش أحمد القائد صالح، قرميط بونويرة الذي يقبع حاليا في السجن، ويواجه حكم الإعدام بسبب تسريبه لعدد من الفيديوهات التي تثبت تورط شنقريحة في السماح لبانورات المخدرات بإدخالها من المغرب، خصوصا الحشيش.
كما وردت مزاعم عن أن الصراعات داخل المؤسسة العسكرية باتت تنعكس على بنية الدولة، بعد إسقاط قائد جهاز الدرك الوطني يحيى علي ولحاج والذي كان من أقرب المقربين لشنقريحة، حتى أن هذا الأخير كان يفكر في إعداده لخلافته، لكن تبين له أنه كان يعمل مع فرنسا وأيضا مع جناح تبون وجناح المخابرات سابقا بزعامة التوفيق، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير وفق ذات المصادر.
دور المخدرات في الصراع الخفي
وفق شهادات متداولة، من أبرزها ما نُسب للسكرتير العسكري السابق بونويرة، فإن التهريب بين الحدود المغربية والجزائرية لا يقتصر فقط على الحشيش، بل يتعداه إلى الحبوب المهلوسة التي يُقال إنها تُنتج في مخابر جزائرية عسكرية وتُبادَل مع المخدرات المغربية. هذه الاتهامات، في حال ثبوتها، تشكل فضيحة سياسية وأمنية، وتغذي النظرة إلى أن الصراع السياسي الداخلي يتم التغطية عليه عبر تأجيج العلاقات مع الجار الغربي.
تبون بين المطرقة والسندان
يُعتقد أن تبون، الذي ينحدر من منطقة مشرية ذات الخلفية الثقافية المغربية، ليس من المتحمسين لتأزيم العلاقات مع المغرب، بل يُقال إنه لا يؤمن فعليًا بقضية "الصحراء الغربية"، لكنه يجد نفسه مضطرًا لمجاراة تصعيد الجيش حفاظًا على توازنات الحكم. بعض المصادر تذهب إلى حد القول إن تبون في وضع هش، ويتم الآن تهميشه أكثر فأكثر بعد أن توترت العلاقة مع فرنسا لمصلحة سطوة الذي يحاول منذ سنوات بناء نفوذ خاص به داخل المؤسسة العسكرية، التي تضم أيضا مناوئين له، خصوصا أولئك المتواجدين في قصر الرئاسة..
زيارة تبون إلى بشار هي أكثر من مجرد تحرك رئاسي اعتيادي؛ إنها لحظة سياسية تعكس تشابك المصالح الداخلية والخارجية في الجزائر، وتُظهر كيف يمكن أن تُستخدم الحدود والتهديدات الإقليمية كأدوات لصياغة السياسات الداخلية. ما إذا كانت هذه الزيارة تمهّد لتصعيد جديد مع المغرب أو محاولة لاحتواء وضع داخلي متأزم، يبقى رهنًا بالتطورات القادمة على الساحة الجزائرية.