ساعر يطالب بسحب ورقة نقدية فئة 200 شيكل من غزة.. ما علاقة حماس؟
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
وجّه وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، رسالة إلى "محافظ بنك إسرائيل" أمير يارون، دعا فيها إلى إلغاء التداول القانوني لسلاسل محددة من أوراق النقد من فئة 200 شيكل، بزعم أن هذه الفئة تُعد المصدر الرئيسي للسيولة النقدية التي تعتمد عليها حركة "حماس" في قطاع غزة.
ووفقاً لما جاء في الرسالة، اعتبر ساعر أن الخطوة المقترحة ستشكل "ضربة اقتصادية استراتيجية" للحركة، لافتاً إلى أن وزارة الخارجية تبذل جهوداً دبلوماسية لفرض عقوبات دولية على كيانات مرتبطة بـ"الإرهاب"، غير أن اتخاذ إجراء داخلي من هذا النوع قد يُسهم في تقويض القدرات المالية لحماس دون الحاجة إلى شركاء خارجيين.
وأوضح ساعر أن "تقديرات مهنيين وخبراء" تشير إلى أن غالبية السيولة النقدية التي تعتمد عليها الحركة تُحتفظ بها على هيئة أوراق نقدية من فئة 200 شيكل، تُستخدم في دفع الرواتب لعناصرها، وتعود مجدداً إلى خزائنها عبر جباية الضرائب من التجار في غزة.
وأشار إلى أن فريقاً فنياً متخصصاً قدّر أن ما نسبته 80% من السيولة المالية المتوفرة لدى حماس موجودة بهذه الفئة من العملة، مقترحاً أن تبدأ الإجراءات بإلغاء التداول القانوني لسلاسل معينة سبق ضخها إلى القطاع في السنوات الماضية.
وعدّ ساعر هذه الخطوة وسيلة لإضعاف قدرة حماس على دفع الرواتب وتجنيد الأفراد، وتقليص كفاءتها اللوجستية، إضافة إلى تقويض قدرتها على الحفاظ على الهياكل الإدارية وشراء الولاءات الشعبية، وفق قوله.
كما وصف المقترح بأنه جزء من "الجهد القومي" الرامي إلى تجفيف مصادر تمويل التنظيمات، داعياً إلى الشروع في تنفيذ الخطوة بشكل عاجل باعتبارها إجراءً داخلياً فورياً.
من جانبه، رفض "بنك إسرائيل" المقترح، مشدداً على أن صلاحية إلغاء أي ورقة نقدية تعود حصرياً إلى محافظ البنك، وبموجب ما ينص عليه القانون.
وقال البنك في بيان رسمي، مساء الخميس، إن "الموضوع أُثير مؤخراً، إلا أنه لم يُعرض على المحافظ حتى الآن أي مبرر مهني متماسك يبرر اتخاذ مثل هذه الخطوة".
وأضاف البيان أن "المقترحات التي تقدمت بها جهات مختلفة لا تفي بالمعايير المهنية المطلوبة، ولا توجد إمكانية واقعية لتنفيذها، كما أنها لم تُعرض على البنك بشكل منظم أو بالتنسيق معه".
وأكد البنك أنه "لا توجد نيّة لدى المحافظ لاستخدام صلاحياته لإلغاء أي فئة نقدية، أو لإحداث أي تغيير في تركيبة الأوراق النقدية المتداولة حالياً"، مشدداً على أن ورقة الـ200 شيكل، شأنها شأن باقي العملات والأوراق النقدية، ستبقى قيد التداول والاستخدام بشكل طبيعي، دون أي تعديل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ساعر شيكل حماس غزة حماس غزة شيكل ساعر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صحيفة اسرائيلية تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت
هاجمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية البابا فرنسيس الراحل بسبب مواقفه تجاه "إسرائيل"، معتبرا أنها "متحيزة وغير متوازنة وأنه فرصة ضائعة بالنسبة لإسرائيل"، على الرغم من سمعته العالمية بوصفه بابا التواضع والدفاع عن المهمشين.
وجاء في افتتاحية الصحيفة الثلاثاء أنه منذ بداية بابويته، استخدم البابا فرنسيس "نبرة مختلفة بشكل ملحوظ تجاه الدولة اليهودية مقارنة بنبرته تجاه خصومها، وسوف يتذكر الناس البابا فرنسيس لأشياء كثيرة: تواضعه، وسلوكه اللطيف، وتعاطفه مع الفقراء، ودعواته الدؤوبة للسلام في عالم متصدع".
وذكرت الصحيفة أنه "كان أول بابا يُطلق عليه اسم فرنسيس، تكريمًا للقديس الذي دافع عن الفقراء والمستضعفين، ووفاءً لهذا الإلهام، قاد الكنيسة الكاثوليكية عبر الاضطرابات – من أزمة اللاجئين الأوروبية إلى جائحة كوفيد-19 – متخذًا خطوات طال انتظارها لمواجهة الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة".
واعتبرت أنه "على صعيدٍ واحد، تعثرت بوصلة البابا الأخلاقية مرارًا وتكرارًا: علاقته بدولة إسرائيل. فمنذ بداية حبريته، اتبع فرنسيس نهجًا مختلفًا تمامًا تجاه الدولة اليهودية عنه تجاه خصومها، وكانت زيارته للمنطقة عام 2014 حافلة بالإيماءات الرمزية التي هدفت إلى إظهار التوازن حيث لم يكن هناك أي توازن".
وأضافت "زار كلاً من "ياد فاشيم" والجدار الفاصل، حيث ظهر في صورة وهو يُريح رأسه على الجدار، على غرار الحجاج الذين يزورون الحائط الغربي، ووضع إكليلاً من الزهور على قبر ثيودور هرتزل، في بادرة غير مسبوقة من بابا، كما دخل الضفة الغربية عبر الأردن، لا عبر إسرائيل، وأقام قداسًا في بيت لحم إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وفي وقت لاحق، دعا عباس والرئيس آنذاك شمعون بيريز إلى الفاتيكان لحضور صلاة".
وزعمت الصحيفة أنه "سرعان ما قوّض هذا التناسق الظاهري تصريحاتٌ وأفعالٌ واضحة كشفت عن تحيزٍ مقلق. ففي عام 2015، استقبل البابا فرنسيس عباسَ بحرارة في الفاتيكان، وقيل إنه وصفه بملاك السلام – وهو وصف محيّر حقًا لرجل مجّد الإرهاب، وموّل عائلات الانتحاريين، وأنكر المحرقة، بينما نفى متحدث باسم الفاتيكان هذا التصريح، الذي تناقلته وسائل إعلام عديدة. وفي الزيارة نفسها، أبرم الفاتيكان معاهدةً تعترف رسميًا بـ"دولة فلسطين"، وهي خطوة أدانتها إسرائيل ووصفتها بأنها متسرعة قوضت جهود السلام وتجاهلت الحقوق التاريخية لليهود في القدس".
وقالت "أعربت إسرائيل مرارًا وتكرارًا عن استيائها من ميل الفاتيكان إلى تضخيم الروايات الفلسطينية وتجاهل المخاوف الإسرائيلية. وصرّحت وزيرة الخارجية آنذاك، تسيبي ليفني، بوضوح: "يؤسفني أن الفاتيكان قرر المشاركة في خطوة تتجاهل بشكل صارخ تاريخ الشعب اليهودي في إسرائيل والقدس".
وزعمت أنه "لطالما فضّل موقف الفاتيكان في عهد البابا فرنسيس روايةً مسيّسةً للقضية الفلسطينية على حساب الواقع المعقّد على الأرض. سواءً خلال تقديس راهبتين فلسطينيتين عام 2015، أو في التصريحات التي أعقبت الاشتباكات في القدس عام 2021، بدا الكرسي الرسولي في كثير من الأحيان أكثر اهتمامًا بالدفاع عن الهوية الفلسطينية من الاعتراف بالمعضلات الأمنية الإسرائيلية".
وأشارت إلى أنه "حتى بعد 7 أكتوبر – الذي يُعد أسوأ هجوم على اليهود منذ الهولوكوست – أدان البابا فرنسيس كلا الجانبين بطريقة غير متوازنة ومقلقة. فبينما أدان مذبحة حماس في البداية، سرعان ما انتقد الرد العسكري الإسرائيلي واصفًا إياه بالوحشية، وأنها ليست حربًا، ووصل به الأمر إلى وصف الغارات الجوية الإسرائيلية بالإرهاب بعد مقتل امرأتين مسيحيتين فلسطينيتين في غزة. ولم يرد أي ذكر في تلك التصريحات لاستخدام حماس للدروع البشرية، أو دمجها في البنية التحتية المدنية، أو استغلالها الموثق للكنائس والمستشفيات لأغراض عسكرية"، على حد قول الصحيفة.
واعتبرت أنه "مع استمرار الحملة الإسرائيلية، اشتدت حدة خطاب البابا. ففي نوفمبر 2024، تساءل علنًا عمّا إذا كانت الحملة العسكرية الإسرائيلية تُشكّل إبادة جماعية. وفي إحدى خطاباته العامة الأخيرة، التي أُلقيت بصوت عالٍ يوم أحد الفصح بسبب مرضه، وصف الوضع في غزة بأنه "مأساوي ومؤسف".
ودعا إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن – نعم – لكن انتقاد إسرائيل كان واضحًا ومستمرًا، بينما حُوّلت فظائع حماس إلى مجرد مساواة أخلاقية غامضة".
وقالت إنه "يُحسب للبابا فرنسيس أنه دعا حماس لإطلاق سراح الرهائن وأدان معاداة السامية في رسالته الأخيرة بمناسبة عيد الفصح. لكن هذه اللفتات بدت ضرورية، إذ جاءت بعد أشهر من التعليقات المتحيزة والصمت إزاء عدوان حماس المستمر".
وأضافت أنه "حتى في دعواته للسلام، تحدث البابا في كثير من الأحيان كما لو أن وجود إسرائيل كان عرضيًا في هذا الصراع، لا جوهريًا لتحقيق السلام.. وهناك مفارقة مأساوية في حقيقة أن البابا الذي سعى إلى فتح قلب الكنيسة الكاثوليكية للمهمشين، والذي أكد على التواضع والمصالحة، واجه صعوبة في إظهار نفس التوازن عندما يتعلق الأمر بالدولة اليهودية الوحيدة في العالم".
وذكرت الصحيفة "في التقليد اليهودي، نقول: زِخرونو ليفراخا أي "ليُبارك ذكراه"، وفي نواحٍ عديدة، ستكون ذكرى البابا فرنسيس كذلك. ولكن، للأسف، ليس عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. ففي هذا الصدد، قد يُسجله التاريخ كفرصة ضائعة – بابا آخر حسن النية فشل في تجاوز سياسات اللحظة، وبذلك منح غطاءً أخلاقيًا لمن يسعون إلى تدمير إسرائيل".