????هل فعلاً مافي جيش منظم انتصر على ميليشيا.. ولا يمكن حدوث حسم عسكري في السودان؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
هل فعلاً ما حصل إنتصار عسكري في العصر الحديث في المنطقة وما ممكن يحصل حسم عسكري في السودان؟
– هل فعلاً مافي جيش منظم انتصر على ميليشيا في العصر الحديث؟
– هل الإنتشار بيعني السيطرة؟
– هل ممكن الحرب تستمر لسنوات؟
دي كلها أسئلة حاصل فيها جدال في التايملاين وعايز أوضح بعض الاغلاط المنتشرة وأحاول اجاوب على الأسئلة دي بالاستشهاد ببعض الصراعات والحروب الحديثة في المنطقة ودول الجوار بطريقة مفصّلة شوية.
أولاً لازم نحدد تعريف للحرب الدائرة حالياً وحدودها، أي لازم نفصل بين حرب السودان وهي الحرب الدائرة في الخرطوم، الأبيض وبعض مناطق دارفور – وبين حرب الخرطوم اللهي المعركة الدائرة في الخرطوم حالياً والحذكرها في المقال دا باسم معركة الخرطوم. ومعركة الخرطوم هي بتمثل الجزء الأكبر من حرب السودان من ناحية الأهمية الرمزية، السيادية والاستراتيجية. وفي المقال دا أنا حاتكلم تحديداً عن معركة الخرطوم واجباتي حتكون مقترنة بيها نظراً لأنه أنا أدرى بتفاصيلها من تفاصيل الحرب في دارفور مثلا بتعقيداتها وثانياً لأنه نهاية معركة الخرطوم بتشكّل نهاية جزء كبير جداً من حرب السودان.
نجي لمكونات الصراع الحالي، والبيتم فيها دائماً تشبيه حالتنا باليمن في صراع الحوثي مع الدولة، حيث أنه الحوثي كميليشيات نمت في ظل حكم الدكتاتور علي عبد الله صالح واداها نفوذ في فترة تمدد السلفية في اليمن وقام بتسليحها سراً تحت الطاولة من قبل الحرس الرئاسي التابع لعلي عبد الله صالح نفسه في فترة نزاع صعدة في الفترة ما بين 2004-2010 لإطالة أمد الصراع واستغلاله في إشغال الجيش التابع للواء علي عبد الله محسن الكان علي عبد الله صالح متخوف منه، مع دعم خارجي من إيران لميليشيا الحوثي وبعداك الميليشيا لقت فرصة اتمددت وانقضت على الدولة.
طيب دا هل بيعني أننا حنكون زي اليمن؟ لا، لسبب بسيط أنه على عكس الدعم السريع، ميليشيا الحوثي نجحت في إسقاط العاصمة صنعاء في يوم واحد، ودا الفشل فيهو الدعم السريع في يوم ١٥ أبريل ولو ما كان الدعم السريع نجح كان ممكن نتكلم عن سيناريو اليمن لكن حالياً وضع الحرب في السودان مختلف بسبب عدم سقوط الخرطوم في يوم واحد.
طيب نجي لمسألة الانتصارات العسكرية وانتصار جيش منظم على ميليشيا هل فعلا ما حصل؟ طبعا حصل، عندك مثال إنتصار الجيش الوطني الليبي على ميليشيا مجلس شورى بنغازي والسيطرة على مدينة بنغازي وهو مثال لإنتصار عسكري لجيش منظم ضد ميليشيا، وفي برضو إنتصار الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني على تنظيم الدولة في سرت وهو برضو إنتصار عسكري لجيش منظم على ميليشيا، وبرضو عندك إنتصار حكومة التوافق الوطني على خليفة حفتر في جنوب غربي ليبيا وهو إنتصار عسكري لجيش منظم ضد جيش منظم آخر في نفس الدولة.
ممكن تسأل وتقول أنه دي معارك تحرير مدن ما زي معركة الخرطوم القامت من جوا بتواجد الطرفين في نفس المدينة، وحاقول ليك صح لكن في برضو مثال قريب للصراع دا اللهو كان بين حكومة الإنقاذ وحكومة التوافق الوطني في صراع مَن يحكم طرابلس حيث أنهم الاتنين بقوتهم العسكرية كانوا في طرابلس وكلو واحد عايز يحكم وانتهى بإنتصار عسكري لحكومة التوافق الوطني.
طيب ما هي ليبيا لسة حربها مدورة ما انتهت؟ أيوة فعلا، لأنه الحروب على المستوى الكبير بتنتهي بتفاوض من منطلق قوة لطرف على طرف آخر، ولو رجعنا لليبيا في سنة 2019 حنلقى أنه حكومة خليفة حفتر كانت مسيطرة على كل مدن ليبيا ما عدى طرابلس ومصراتة، ولولا التدخل العسكري الخارجي وتعنّت خليفة حفتر في أخذ تفاوض من منطلق قوة ليهو كان يا إما حسمها عسكرياً أو اتفاوض وانتصر.
طيب هل تفاوض توازن ضعف كويس؟ معظم دُعاة تفاوض توازن الضعف بيقولوا أنه ماف معركة اتحسمت عسكرياً ودا زي ما وضحنا فوق أنه غلط، هم برضو بيحاولوا يدسوا الحقيقة في أنه اي تفاوض توازن ضعف بينتهي بالفشل أقربها اتفاقيات باريس وغيرها لوقف الصراع بين حكومة خليفة حفتر وحكومة التوافق الوطني بتوازن ضعف اللي انهارت بعد فترة ما طويلة بسبب أنه الطرفين بيستغلوا فترة اللاحرب في التحشيد والاستعداد وبتجي لحظة واحد من الطرفين بيدور الحرب تاني في محاولة للاستفراد بالحكم.
طيب السؤال هل ممكن الجيش يحسم الميليشيا عسكرياً في معركة الخرطوم؟ نعم زي ما شفنا في كل المعارك الذكرتها فوق دي وغيرها، وبل ممكن الحل العسكري يكون أنسب خيار لأنه تفاوض توازن الضعف سيء زي ما شفنا وحيخلي يوم ١٥ أبريل يتكرر علينا كلنا في المستقبل القريب بالتأكيد، وممكن يتكرر بصورة أسوأ كمان.
أقرب أمثلة الحسم العسكري الحديث برضو هو “حمامة السلام” أبي أحمد حيث أنه ما اتفاوض مع التقراي إلا بعد كسر شوكتهم عسكرياً وهو نموذج مثالي للحسم العسكري الحديث أنك بتحارب الطرف التاني لحدي ما يخضع لشروطك في التفاوض وتتأكد أنه قوته الضاربة تم تدميرها.
طيب هل الإنتشار بيعني السيطرة؟
طبعاً من وجهة نظر المواطنين الإنتشار الكثيف للدعم السريع بيعني بالنسبة ليهم سيطرتهم خصوصاً أنهم عايشين تحت بطش الميليشيا دي وشايفين انتهاكاتها بعيونهم،
لكن لما نجي نتكلم عسكرياً فممكن نشوف كلام رئيس هيئة الأركان المصري الأسبق الفريق/ الشاذلي في عهد جمال عبد الناصر لما اتكلم عن استيلاء إسرائيل على أراضي سيناء، قال أنه الإنتشار وحيازة الأرض ما مهمة طالما دفاعات ومعسكرات الجيش المصري موجودة وقادر يدافع كويس فاستعادة الأرض مسألة وقت، وقد كان.
ونحن شايفين قدامنا رغم أنه الميليشيا منتشرة على ٨٠% من مساحة ولاية الخرطوم إلا أنهم ما قدروا يعيدوا تشغيل المدينة وإعادة نشاطها السياسي والإنتاجي لصالحهم،
وما لم يستطيعوا إنهاء الوجود العسكري للجيش أو على أقل التقديرات إسقاط القيادة، الإشارة، المدرعات، الذخيرة، المهندسين، ووادي سيدنا كلهم، فالخرطوم لسة ما سقطت في يدهم ولا حيقدروا يستفيدوا منها
في حين أن الدولة بدأت تعيد دولاب حركتها تدريجياً من خارج الخرطوم. الإنتشار بيدي أفضلية في أنه بيخلي عدوك ما عندو أهداف واضحة يهاجمها، فعسكرياً الجيوش بتتمركز في معسكراتها الكبيرة وبتعتمد على استنزاف العدو المنتشر ومهاجمته بفرق مدربة على حرب المدن والعصابات زي القوات الخاصة واستهداف أماكن تجمعهم بالطيران والمدفعية.
طيب هل الحرب حتستمر لسنوات؟
الإجابة على السؤال دا بتعتمد إعتماد كلي على قدر التدخل العسكري الخارجي وقدرته على توفير منظومة دفاع جوي متكاملة أو غطاء جوي قادر على إختراق منظومة الدفاعات الجوية السودانية والامرين ديل رغم أنهم ما صعبين مادياً على الميليشيا وحلفاءها إلا أنه صعب لوجستياً وسياسياً بدليل أنه الميليشيا عولت على الإيقاد في تحييد سلاح الجو والمدفعية السودانية لإعطاء أفضلية للميليشيا، وفي ظل عدم توفرها فمعركة الخرطوم مصيرها تنتهي إن شاء الله في ظل شهور بالكتير سواء بتفاوض او بمعركة كبيرة، أما حرب السودان فتقدير زمن لنهايتها صعب لكن حتى الآن احتواء الجيش للمعركة على أنها بين الدولة والدعم السريع منع محاولات الميليشيا لتحويلها لحرب أهلية تمتد لزمن طويل.
في الأخير عايز اقول انه لكل دولة تجربة فريدة، فزي ما شفنا محاولة توقع سيناريوهات للثورة وما بعدها على نفس خطى نماذج إقليمية تانية بحذافيرها فشلت في توقع حاجات كتيرة، فبنفس الصورة مقارنة حرب السودان بأي حروب تانية ومحاولة اخذ التنبؤات بحذافيرها من سيناريو تاني خطأ.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.
أحمد الخليفة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: معرکة الخرطوم على میلیشیا حرب السودان خلیفة حفتر عبد الله هل فعلا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة:الصراع بين القوى السياسية تسبب في أكبر أزمة جوع في العالم
أم درمان " وكالات": اكدت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن الصراع بين القوى السياسية المتحاربة في السودان دفعت 11 مليون شخص للفرار من منازلهم وتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم موضحة بأن نحو 25 مليون نسمة، أي نصف سكان السودان تقريبا، يحتاجون إلى المساعدات في وقت تنتشر فيه المجاعة في مخيم واحد للنازحين على الأقل اضافة الى ذلك فأن إحصاء عدد القتلى يشكل تحديا في ظل الحرب.
من جهة ثانية، أظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفا قتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب في السودان مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سجل من قبل.
وشملت التقديرات سقوط نحو 26 ألفا قتلى بجروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف وهو رقم أعلى من الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.
وتشير مسودة الدراسة، التي صدرت عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة أمس قبل مراجعة من زملاء التخصص، إلى أن التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يتم الإبلاغ عنها في أنحاء السودان.
وقال الباحثون إن تقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50 بالمائة عن المتوسط المسجل على مستوى البلاد قبل بدء الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
ويقول باحثون إن حتى في أوقات السلم لا يتم تسجيل الكثير من الوفيات في السودان. ومع تصاعد حدة القتال، تقطعت بالسكان السبل للوصول للجهات التي تسجل الوفيات، مثل المستشفيات والمشارح والمقابر. كما تسبب الانقطاع المتكرر في خدمات الإنترنت والاتصالات في عزل الملايين عن العالم الخارجي.
تقول ميسون دهب المختصة بعلوم الأوبئة والمديرة المشاركة بمجموعة أبحاث السودان، وهي أيضا من قادت الدراسة، إن الباحثين حاولوا "رصد (الوفيات) غير المرئية" من خلال أسلوب عينات يعرف باسم "الرصد وإعادة الرصد".
وأضافت أن هذا الأسلوب المصمم بالأساس للأبحاث البيئية استُخدم في دراسات منشورة لتقدير عدد من قتلوا خلال احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في السودان في 2019 ووفيات جائحة كوفيد-19 في وقت لم يكن يتسنى فيه إحصاء الأعداد بالكامل.
وباستخدام بيانات من مصدرين مستقلين على الأقل، بحث الباحثون عن أفراد يظهرون في عدة قوائم. وكلما قل التداخل بين القوائم، زادت فرص وجود وفيات غير مسجلة وهي معلومات يمكن البناء عليها لتقدير الأعداد الشاملة للوفيات.
وفي تلك الحالة، جمع الباحثون ثلاثة قوائم للمتوفين.
القائمة الأولى بناء على مسح للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي بين نوفمبر 2023 ويونيو 2024. أما القائمة الثانية فقد اعتمدت على نشطاء في المجتمع المدني و"سفراء للدراسة" لتوزيع المسح بشكل شخصي على معارفهم وشبكات تواصلهم.
والقائمة الثالثة جمعت من منشورات نعي على وسائل تواصل اجتماعي وهو أمر شائع في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا منطقة العاصمة السودانية.
وكتب الباحثون "ما خلصنا إليه يشير إلى أن الوفيات ظلت دون رصد إلى حد كبير".. فهناك وفيات غير مسجلة لا تشكل الوفيات التي رصدتها القوائم الثلاث سوى خمسة بالمائة فحسب من تقديرات إجمالي الوفيات في ولاية الخرطوم وسبعة بالمائة من تلك الوفيات يعزى إلى "إصابات متعمدة". وتقول الدراسة إن النتائج تشير إلى أن مناطق أخرى منكوبة بالحرب من البلاد ربما شهدت خسائر بشرية مماثلة أو أسوأ.
وأشار الباحثون إلى أن تقديراتهم لعدد الوفيات الناتجة عن العنف في ولاية الخرطوم تجاوزت 20178 حالة قتل تم تسجيلها في أنحاء السودان خلال نفس الفترة بجهود من مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (أكليد)، وهي مجموعة معنية بمراقبة الأزمات مقرها الولايات المتحدة.
ويستند مسؤولون من الأمم المتحدة ووكالات أخرى معنية بالمجال الإنساني إلى بيانات أكليد التي تعتمد على تقارير من مصادر تشمل مؤسسات إخبارية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وسلطات محلية.
وقالت ميسون إن الباحثين لم يكن لديهم بيانات كافية لتقدير معدلات الوفيات في مناطق أخرى من البلاد أو تحديد عدد الوفيات إجمالا الذي يمكن ربطه بالحرب.
وتشير الدراسة أيضا إلى قيود أخرى. إذ تفترض المنهجية المستخدمة على سبيل المثال أن فرص كل حالة وفاة متساوية للظهور في البيانات. لكن الباحثين يقولون إن أفرادا معروفين جيدا ومن قتلوا نتيجة العنف ربما تكون احتمالات إعلان موتهم أكبر.
وقال بول شبيجل رئيس مركز الصحة الإنسانية في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة الذي لم يشارك في الدراسة إن هناك مشكلات في المصادر الثلاثة للبيانات قد تؤدي إلى انحراف التقديرات. لكنه قال إن الباحثين راعوا مثل هذه القيود في منهجيتهم وتحليلهم.
وأضاف "رغم صعوبة معرفة كيف يمكن للتحيزات المتنوعة في منهجية الرصد وإعادة الرصد تلك أن تؤثر على الأعداد الكلية، تشكل تلك محاولة جديدة ومهمة لتقدير عدد الوفيات ولفت الانتباه لتلك الحرب المروعة في السودان".
وقال مسؤول في تجمع الأطباء السودانيين بأمريكا (سابا)، وهي منظمة تقدم الرعاية الصحية بالمجان في أنحاء السودان، إن النتائج تبدو مقنعة.
وقال عبد العظيم عوض الله مدير برنامج سابا لرويترز "العدد ربما يكون أكبر حتى من ذلك" مشيرا إلى أن ضعف المناعة بسبب سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وقال "أمراض بسيطة تقتل الناس".
وجاء تمويل الدراسة من المراكز الأمريكية لمكافة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا.