يمانيون:
2025-04-24@22:52:31 GMT

المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان

تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT

المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان

ماجد حميد الكحلاني

من اليمن إلى غزة… موقف الكرامة لا يُساوَم عليه ففي زمن تتكالب فيه قوى الاستكبار على الشعوب الحرة، لا يمكننا أن نقف صامتين أمام مشهد العدوان المتكرر على اليمن، الذي لم يرتكب ذنباً سوى أنه أعلن وقوفه مع غزة ومع قضايا أمته بوضوح لا لبس فيه. لقد واجهت بلادنا، في الأيام القليلة الماضية، عدواناً أمريكياً غادراً، راح ضحيته أبرياء من الأطفال والنساء، والسبب أن اليمن لم يخضع، ولم يسكت، بل صرخ في وجه الظلم: “أنا مع فلسطين”.

لكن الموقف الرسمي هذه المرة لم يكن صمتاً ولا إدانةً عابرة، بل كان قراراً جريئاً وموقفاً عملياً. ففي زيارة استثنائية لوزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار، أعلن فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى-يحفظه الله- عن منع دخول المنتجات الأمريكية والإسرائيلية إلى اليمن، ومنح مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر لتطبيق القرار بشكل كامل.. مؤكداً أن المقاطعة ليست خياراً عاطفياً، بل واجب شرعي، يستند إلى نصوص صريحة من القرآن الكريم.

لقد استشهد فخامة الرئيس بالآية الكريمة: “لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا”، وهي دعوة قرآنية لمقاطعة كلمة واحدة كان يستخدمها اليهود لما تحمله من نية سخرية وخبث. فإن كان الإسلام قد أمر بمقاطعة كلمة لما فيها من إهانة، فكيف لا يُلزمنا بمقاطعة منتجات تُستخدم في تمويل الحروب، وشراء الصواريخ، وصناعة الأسلحة التي تزهق أرواح المسلمين في اليمن وفلسطين على حدّ سواء؟

المعركة اليوم لم تعد محصورة في ميادين القتال، بل امتدت إلى ساحة الاقتصاد. ففي كل مرة نشتري فيها منتجاً أمريكياً أو صهيونياً، فإننا نساهم دون أن نشعر في تقوية آلة القتل التي تستهدف شعوبنا. في المقابل، فإن قرار المقاطعة ليس فقط امتناعاً عن الشراء، بل هو موقف أخلاقي، وثورة هادئة، وسلاح بأيدي الشعوب حين تُمنع عنها البنادق.

إن ما يميز هذا القرار اليمني أنه لم يصدر استجابة للغضب الشعبي فقط، بل جاء منسجماً مع هوية الشعب ومبادئه الدينية والإنسانية. هو تأكيد أن الكرامة الوطنية لا يمكن أن تباع أو تُساوَم مقابل رفاهية مزيفة توفرها بضائع العدو. وهو أيضاً تذكير لكل من يتهاون في أمر المقاطعة أن الموقف لم يعد يحتمل التردد، وأن القادم سيكون أشد على من لا يلتزم بهذا الواجب.

إن منح مهلة لثلاثة أشهر هو اختبار للوعي العام، ولضمير كل تاجر ومواطن. فمن يصرّ على الاستيراد أو البيع أو الشراء بعد ذلك، فإنه يصطف بشكل واضح في الصف المقابل للأمة، صف المجرمين والغزاة. وهذا ما أشار إليه فخامة الرئيس بوضوح حين قال: “من لا يقاطع، فليقاطَع من الناس، وقد تُتخذ بحقه إجراءات صارمة.”

اليوم، تُكتب صفحة جديدة من صفحات العزة في تاريخ اليمن. هذه المقاطعة ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل معركة وعي وشرف، وأداة مقاومة حضارية. إنها الرسالة التي تقول للعدو: لسنا بحاجة إلى منتجاتكم… كرامتنا أغلى.

ليعلم الجميع ان المقاطعة ليست شعاراً، ولا صيحة لحظية. إنها اختبار حقيقي للإيمان والولاء، امتحانٌ لمدى ارتباطنا بديننا، بقرآننا، بقضايانا. فإما أن نقف في صف الشهداء، أو نكون ممن يموّل قتلتهم.

“إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم” [الممتحنة: 9]

وها هم قد قاتلونا، وأخرجوا أهلنا من فلسطين، وتآمروا على اليمن.
فهل نبقى متفرجين؟ أم نردّ بالوعي… وبالمقاطعة؟

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رابطة علماء اليمن تدعو للنفير الجهادي والجهوزية القتالية لمواجهة العدوان الأمريكي

يمانيون/ صنعاء جددت رابطة علماء اليمن التأكيد على وجوب النفير الجهادي والجهوزية القتالية والاستعداد العالي للتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي.

وشددت الرابطة في بيان لها اليوم الثلاثاء، على أن الواجب الديني الشرعي والجهادي يتحتم أكثر ويتضيق على أداء الجيوش العربية في نصرة غزة وإسنادها.

وأكدت على شرعية سلاح المقاومة وحرمة التعاطي مع فكرة نزع سلاح المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها، معتبرة أن التعاطي مع فكرة التفاوض على نزع السلاح خيانة لله ورسوله والمؤمنين وخدمة رخيصة وتول صريح لإسرائيل وأمريكا.

كما جددت الرابطة التأكيد على وجوب التعبئة العامة والجهوزية القتالية للشعب اليمني وقبائله الأبية.

ودعت كافة التيارات والشخصيات والرموز إلى الإدانة الصريحة والعلنية للعدوان الأمريكي ومجازره المروعة بحق شعبنا.

وباركت رابطة علماء اليمن قرارات وخيارات القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد يحفظه الله وقيادة الدولة، كما باركت المسارات التصعيدية الرادعة للقوات المسلحة وعملياتها المشروعة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي.

ودعت الرابطة إلى وجوب التعاون مع رجال الأمن وإبلاغهم عند أي اشتباه أو ريبة ممن تسول له نفسه بالسوء ونشر الفوضى.

مقالات مشابهة

  • عطوان: اليمن يقود صحوة الأمة.. ويصنع مجدًا لا تقدر عليه عواصم العرب مجتمعة
  • اليوم العالمي للكتاب.. القراءة سلاح ذو أهمية في بناء وعي الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة.. مصر تحافظ على التراث الثقافي بإحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • اليمن يُسقط قناع الهيمنة الأمريكية
  • من فيتنام إلى اليمن.. عندما تُهزَمُ أمريكا أمام الشعوب الحرة
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟
  • رابطة علماء اليمن تدعو للتعبئة والجهاد ضد العدوان الأمريكي
  • رابطة علماء اليمن تدعو للنفير الجهادي والجهوزية القتالية لمواجهة العدوان الأمريكي