أمريكا تحت «قبة حرارية»| التغيرات المناخية تتسبب بارتفاع الحرارة في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر قياسية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية.
قبة حرارية
وقبع أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، حوالي 170 مليون شخص، تحت تحذيرات الحرارة، الثلاثاء، حيث تنتشر قبة حرارية خطيرة على رقعة رئيسية من الغرب الأوسط والجنوب والجنوب الغربي.
إلغاء الدراسة
وانتشرت ظروف الهواء الحار والرطب وسط البلاد مسجلة درجات حرارة قياسية أجبرت المدارس على إلغاء الفصول الدراسية في مناطق من نورث وودز إلى ساحل الخليج، وفقا لواشنطن بوست.
ارتفاع درجات الحرارة
ويبرز هذا الارتفاع في درجات الحرارة أواخر صيف كان مليئا بمثل هذه الموجات، خاصة وأن المناطق التي ضربتها درجات الحرارة هذه معروفة بتعرضها لطقس متطرف شتاء وليس صيفا.
استمرار ارتفاع درجات الحرارة نهاية الأسبوع
ووفقا لموقع أكسيوس، فإن قوة هذه القبة الحرارية تتفوق على تلك التي حدثت خلال أغسطس 1936، والتي كانت في خضم فصل عرف بـ"وعاء الغبار".
ومن المتوقع أن تستمر الحرارة "الوحشية" في 22 ولاية على الأقل حتى نهاية الأسبوع، وفقا للموقع.
تحطيم درجات الحرارة القياسية
ومن المرجح أن يتم تحطيم "العديد" من أرقام درجات الحرارة القياسية، وفقا لتوقعات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) الإثنين.
وعبر مئات الأميال، من ميسيسيبي إلى ميسوري إلى مينيسوتا، فتحت مراكز لتجمع السكان في ظروف مبردة، وأغلقت المدارس التي لا تحتوي على تكييف هواء في وقت مبكر أو أغلقت تماما.
حرائق فى كندا وهاواى
وضرب الارتفاع في درجات الحرارة مختلف أنحاء القارة، حيث بدأ الصيف بحرائق هائلة في كندا، وانتهى بحرائق غابات قاتلة في هاواي، كما شهد فيضانات ناجمة عن عاصفة استوائية نادرة في كاليفورنيا، وعواصف في المكسيك، وأسابيع من الحرارة الخانقة في أريزونا.
وحذر الباحثون من أن الأحداث الجوية المتطرفة ستصبح أكثر شيوعا مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وفي منطقة مينيابوليس، المعروفة بظروف الشتاء المتطرفة، قال خبراء الأرصاد الجوية إن سجلات درجات الحرارة اليومية قد تنخفض يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، نزولا من نحو 40 درجة مئوية.
ونقلت واشنطن بوست عن خبراء أرصاد قولهم إن "قبة حرارية مثل هذه يتوقع أن تحدث كل خمسة أعوام، ولكن في يونيو ويوليو، وليس أغسطس".
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن من المتوقع أن تصل درجات الحرارة المرتفعة إلى 20 درجة فهرنهايت فوق المعدل في جميع أنحاء ولاية أيوا والولايات المجاورة خلال الأيام القليلة المقبلة، وترافق تلك الدرجات مستويات رطوبة مرتفعة تجعلها أكثر إيذاء.
وحثت وكالة إدارة الطوارئ في تكساس في بيان "الجميع على التوقف وزيارة أحبائهم للتأكد من أنهم بصحة جيدة خلال هذه الحرارة الشديدة".
وطلب مجلس تجهيز الطاقة الكهربائية في من سكان الولاية البالغ عددهم 30 مليون نسمة تقليل استخدام الطاقة طواعية من الساعة 7 مساء حتى 10 مساء بتوقيت وسط الولايات المتحدة بسبب "درجات الحرارة القصوى واستمرار ارتفاع الطلب والخسارة غير المتوقعة للتوليد الحراري".
وتختبر الحرارة المرتفعة قدرات البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد حيث يلجأ الناس إلى تكييف الهواء للتبريد، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة ويزيد من احتمال انقطاع التيار الكهربائي.
وحذر العلماء منذ فترة طويلة من أن تغير المناخ، المدفوع بحرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات وبعض الممارسات الزراعية، سيؤدي إلى لمزيد من نوبات الطقس المتطرفة الطويلة، بما في ذلك درجات الحرارة الأكثر سخونة.
وفي يوليو سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا لدرجات الحرارة خلال الليل.
وظلت درجات الحرارة الدنيا مرتفعة بشكل غير عادي في العديد من المناطق، مما يمنع الناس من الحصول على بعض الراحة من الحر، حتى في الليل.
وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى 600 إلى 700 حالة وفاة بسبب الحرارة سنويا في الولايات المتحدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية قبة حرارية موجة حر حرائق كندا حرائق هاواي أريزونا المكسيك كاليفورنيا ادارة الطوارئ الولایات المتحدة درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
دراسة: الأشجار غير المناسبة قد تجعل المدن أكثر حرارة ليلا
أظهرت دراسة حديثة أن الأشجار، التي يُعرف عنها أنها تخفف من حرارة المدن خلال النهار، قد تساهم أحياناً في زيادة درجات الحرارة ليلاً إذا لم تُزرَع بشكل استراتيجي.
تهدف الدراسة، التي قادها فريق من جامعة "كامبريدج"، إلى مساعدة المخططين الحضريين في اختيار الأنواع المناسبة من الأشجار، وأماكن زراعتها المُثلى لمواجهة الإجهاد الحراري الحضري.
وتشهد المدن حول العالم ارتفاعاً مستمراً في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلات صحية واجتماعية وفي البنى التحتية.
ويتسبب الإجهاد الحراري الحضري في أمراض ووفيات، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الطاقة لتبريد المباني، ما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية.
وللحد من هذه الآثار، بدأت بعض المدن بالفعل في تنفيذ استراتيجيات تخفيف الحرارة، وعلى رأسها زراعة الأشجار.
ولكن الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة "كومينكيشن إيرث آند إنڤيرونمنت" (Communications Earth & Environment)، تُحذّر من أن زراعة الأنواع الخاطئة من الأشجار، أو وضْعها في أماكن غير مناسبة، قد تقلل من فوائدها وتَحد من تأثيرها الإيجابي.
الأشجار مفيدة بـ"شروط"
توصَّل الباحثون إلى أن الأشجار يمكن أن تخفّض درجات حرارة الهواء عند مستوى المشاة بمقدار يصل إلى 12 درجة مئوية خلال النهار، ما يتيح الوصول إلى "عتبة الراحة الحرارية" في 83% من المدن التي تمت دراستها. ولكن ليلاً، قد تحتجز الأشجار الحرارة، وتزيد درجات الحرارة في المناطق المحيطة.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة رونيتا باردان، أستاذة البيئة المبنية المستدامة في جامعة كامبريدج، إن الدراسة تُظهر أن الأشجار ليست الحل السحري لارتفاع حرارة المدن في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أن "للأشجار دور حيوي في تبريد المدن، لكننا بحاجة إلى زراعتها بشكل استراتيجي لتحقيق أقصى استفادة".
ووجدت الدراسة أن تأثير تبريد الأشجار يختلف باختلاف المناخ، ففي المناخ الجاف والحار، كانت الأشجار فعّالة في تبريد المدن بمقدار يزيد على 9 درجات مئوية خلال النهار، لكنها زادت الحرارة ليلاً بمقدار 0.4 درجة مئوية.
وفي المناخ الرطب المداري، انخفض تأثير التبريد خلال النهار إلى درجتين مئويتين، بينما زادت الحرارة ليلاً بمقدار 0.8 درجة مئوية.
أما في المناطق ذات المناخ المعتدل، فقد ساعدت الأشجار في خفض الحرارة بنحو 6 درجات مئوية نهاراً، لكنها قد ترفعها ليلاً بمقدار 1.5 درجة مئوية.
كيف تختار الأشجار المناسبة؟
أوصت الدراسة باستخدام مزيج من الأشجار دائمة الخضرة والنفضية -التي تُسقط أوراقها- في المدن ذات المناخات المعتدلة والاستوائية.
ويساعد هذا المزيج في توفير توازن بين التظليل في الصيف، والسماح بدخول ضوء الشمس في الشتاء، مما يحسّن التبريد العام بمقدار 0.5 درجة مئوية مقارنة بزراعة نوع واحد من الأشجار.
أما في المناخات الجافة والمدن ذات التخطيط العمراني المكتظ، تكون الأشجار دائمة الخضرة أكثر فاعلية في تبريد المناطق.
أما في المدن المفتوحة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، فإن استخدام مساحات خضراء أكبر، وأشجار متنوعة، يؤدي إلى تحسين التبريد بمقدار إضافي يبلغ 0.4 درجة مئوية.
دليل شامل للتخطيط الحضري
ويرى الباحثون أنه ينبغي على المخططين الحضريين ليس فقط زيادة المساحات الخضراء في المدن، بل أيضاً زراعة مزيج مناسب من الأشجار في مواقع استراتيجية لتحقيق أقصى فوائد للتبريد.
وطوَّر الباحثون قاعدة بيانات تفاعلية، وخريطة تُمكّن المستخدمين من تقدير فاعلية استراتيجيات التبريد، بناء على بيانات من مدن ذات مناخات وهياكل حضرية مماثلة.
وشددت الدراسة على أن الأشجار وحدها لن تكون كافية لتبريد المدن في ظل التغير المناخي. لذلك ستظل الحلول التكميلية مثل الظلال الشمسية، والمواد العاكسة جزءاً أساسياً من الحل.
وتقدّم هذه الدراسة دليلاً شاملاً للمخططين الحضريين بشأن كيفية تحسين استخدام الأشجار لمواجهة تحديات ارتفاع درجات الحرارة في المدن، مع التأكيد على أهمية التخطيط المستدام لضمان فاعلية الجهود المبذولة لمواجهة أزمة المناخ.