في تطور أمني لافت ومثير للقلق، شهد شمال قطاع غزة، اليوم الخميس، انفجارات ضخمة ومتتالية هزّت المنطقة، وسط تعتيم إعلامي فرضته الرقابة العسكرية الإسرائيلية على تفاصيل الحدث. ورغم محاولات التعتيم، تسرّبت معلومات من وسائل الإعلام العبرية تكشف عن عملية عسكرية معقدة شاركت فيها وحدات من جيش الاحتلال، مما ينبئ بتصعيد جديد وخطير في المشهد الميداني.

تكتم رسمي يقابله ضجيج في الميدان

فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا صارمًا على تداول أو نشر أي تفاصيل دقيقة حول ما وصفته بـ"الحدث الأمني الصعب" في غزة، غير أن قنوات عبرية مثل القناة 12 كشفت أن هذا الحدث يرتبط مباشرة بوحدات من لواء المدفعية والفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي. وتم الحديث عن نقل مصابين بواسطة مروحيات عسكرية من داخل القطاع، ما يعزز فرضية وقوع خسائر في صفوف الجنود.

معارك طاحنة وقصف غير مسبوق

في شمال قطاع غزة، وخاصة في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، أفادت تقارير إعلامية عبرية بأن الجيش الإسرائيلي يشن قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا، بالتزامن مع تحليق لمقاتلات حربية في سماء المنطقة. الانفجارات كانت عنيفة لدرجة سماعها بوضوح في مناطق النقب الغربي داخل الأراضي المحتلة.

كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على منطقة اليرموك وسط مدينة غزة، ما يشير إلى اتساع رقعة العمليات العسكرية.

خسائر إسرائيلية وقلق في غلاف غزة

أعلنت وسائل إعلام عبرية عن مقتل جندي إسرائيلي على الأقل، وإصابة سبعة آخرين بجراح متفاوتة، جراء قصف صاروخي استهدفهم داخل القطاع.

السكان في مستوطنات غلاف غزة تحدثوا عن دوي انفجارات "غير مسبوق"، في وقت كثف فيه سلاح الجو الإسرائيلي غاراته في محاولة لإجلاء الجنود المصابين وتأمين المنطقة.

عملية نوعية للمقاومة؟

الحدث الأمني في شمال غزة، وفقًا للمصادر الإسرائيلية، تضمن عمليات قنص وإطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه قوة إسرائيلية. وفي مفارقة لافتة، أشار ناشطون عبر منصات إسرائيلية غير خاضعة للرقابة إلى أن الهجوم وقع في نفس النقطة التي شهدت مقتل الجندي الإسرائيلي من وحدة "جفعاتي"، ناصر غالب، قبل أسبوع.

سيناريوهات مفتوحة وتصعيد محتمل

في ظل الغموض والتكتم الذي يلف تفاصيل الحدث، يبدو أن الأوضاع في شمال غزة تتجه نحو مزيد من التصعيد. وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية الردّ على الاعتداءات، يحشد الاحتلال مزيدًا من القوات في مشهد قد يحمل في طياته مواجهات أعنف خلال الأيام القادمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة جيش الاحتلال معارك طاحنة منصات إسرائيلية الرقابة العسكرية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه في الضفة الغربية.. تفجير منازل واعتقالات وهدم عمارة سكنية

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها في الضفة الغربية المحتلة، حيث نفّذت سلسلة من الاقتحامات في بلدات عدة، أسفرت عن تفجير منازل واعتقالات ومواجهات، تزامنًا مع مواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يدخل شهره التاسع عشر.

تفجير منزل شهيد في بلدة الرام شمال القدس

اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، فجر الثلاثاء، وحاصرت منزل الشهيد محمد شهاب قبل أن تُقدم على تفجيره، بعد أن أجبرت السكان المجاورين على إخلاء منازلهم.

عاجل - احتجاجات حاشدة في تل أبيب ضد نتنياهو بسبب استمرار الحرب على غزة وتجاهل اتفاقيات تبادل الأسرى 42 شهيدًا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. وكتائب القسام تنفذ كمينًا محكمًا

وأفادت مصادر مطلعه أن قوات الاحتلال سبقت عملية التفجير بانتشار واسع في محيط حاجز قلنديا العسكري، بينما أضرم شبان فلسطينيون النيران في إطارات السيارات لإعاقة تحركات الاحتلال.

وكانت المحكمة الإسرائيلية قد صادقت على تفجير منزل الشهيد محمد شهاب، بزعم تنفيذه عملية دهس في يوليو الماضي بمدينة الرملة داخل الخط الأخضر، أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة ثلاثة جنود، قبل أن يُستشهد برصاص شرطة الاحتلال.

اقتحامات ومداهمات في جنين وطولكرم

وفي شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة برقين غرب جنين، وسيرت دوريات راجلة داخل شوارعها، ودهمت منازل عدة وفتشتها، كما احتجزت عددا من المواطنين وأخضعتهم للتحقيق الميداني، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

كما شهد حي خلة الصوحة بمحيط مخيم جنين اقتحامًا جديدًا، رافقته مداهمات واعتقال أحد المواطنين، قبل أن تنسحب القوات من المنطقة.

وفي سياق المقاومة، أعلنت "سرايا القدس – كتيبة جنين" أن مقاتليها في سرية سيلة الظهر استهدفوا القوات المقتحمة بعدد من العبوات الناسفة فجر الأحد، مؤكدين استمرار التصدي للاجتياحات المتكررة.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم التسعين على التوالي، كما تدخل الحملة العسكرية على مدينة ومخيم طولكرم يومها الرابع والثمانين، وسط عمليات اقتحام وتنكيل واعتقالات متواصلة.

حصار واقتحامات في مخيم نور شمس

وفي مخيم نور شمس المحاصر منذ أكثر من 70 يومًا، اقتحمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين وأجبرت نحو 10 عائلات على إخلاء بيوتها. 

وأعلن جيش الاحتلال قصف موقع للمقاومة الفلسطينية في المخيم باستخدام الطيران الحربي، ضمن عمليات تصعيد غير مسبوقة.

هدم عمارة سكنية في الخليل

وفي جنوب الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمارة سكنية مكونة من سبعة طوابق قيد الإنشاء في بلدة بيت أمر شمال الخليل، في عملية هدم استمرت 8 ساعات متواصلة، استخدمت خلالها ثلاث آليات ثقيلة وهدم متعمد.

وأفادت مصادر محلية بأن العمارة تقع في منطقة واد الوهادين، جنوب البلدة، مقابل مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي المواطنين.

كما سلّمت قوات الاحتلال إخطارات بهدم 10 منازل أخرى بذريعة قربها من المستوطنة.

شهيد في سنجل واعتداءات المستوطنين

في بلدة سنجل شمال رام الله، استشهد مواطن فلسطيني جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، فيما أضرم مستوطنون النيران في مركبة ومنشآت، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الأهالي والمستوطنين بحماية جيش الاحتلال في منطقة خربة التل جنوب البلدة.

أرقام مأساوية: الضفة وغزة تنزفان

وفي سياق متصل، تستمر الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث استشهد أكثر من 953 فلسطينيًا، وأُصيب نحو 7 آلاف، فيما بلغت حالات الاعتقال أكثر من 16،400 حالة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق معطيات فلسطينية.

أما في قطاع غزة، فتواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بدعم أميركي مطلق، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • كمين مُحكم.. حدث أمني صعب للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.. تفاصيل
  • استشهاد 8 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا شمال غزة
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم
  • الاحتلال الإسرائيلي يشدد من إجراءاته على الحواجز العسكرية بمحيط نابلس
  • قتلى وجرحى في صفوف عناصر حركة "الشباب" إثر عملية عسكرية بوسط جنوب الصومال  
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيًا شمال رام الله
  • شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية عنيفة على غزة وخانيونس  
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
  • الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه في الضفة الغربية.. تفجير منازل واعتقالات وهدم عمارة سكنية