منافسة OpenAI.. شركة Hugging Face الناشئة مركز تلاقي عمالقة التكنولوجيا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تمكنت شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي ناشئة تدعى Hugging Face، ومقرها نيويورك، من جمع تمويلات تقدر بـ 235 مليون دولار وحازت على تقييم قدره 4.5 مليار دولار من بعض أكبر شركات التكنولوجيا.
وفقا لتقرير موقع CNBC الإخباري كل الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا تقريبا ساهموا في الشركة الناشئة ومن الأسماء اللامعة جوجل، أمازون، إنفيديا، Salesforce، أيه إم دي AMD، شركة إنتل Intel، آي بي إم IBM و كوالكوم.
وصرحت Hugging Face إن الجميع ساهموا في جولتها الأولى لجمع التمويلات وقال كليمنت ديلانج، الرئيس التنفيذي لشركة Hugging Face، إن الأموال ستركز على توظيف المواهب لتكون قادرة على المنافسة بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح التركيز الأساسي لشركات التكنولوجيا حاليا.
وصلت الشركة الناشئة التي تعمل على نماذج الذكاء الاصطناعي إلى تقييمات عالية حيث تسعى الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية إلى جني الأرباح من طفرة الذكاء الاصطناعي الأخيرة، والتي بدأت شرارتها أواخر العام الماضي عندما قامت مايكروسوفت بدعم شركة OpenAI الأمريكية مخترعة برنامج الدردشة الآلي ChatGPT الخاص بها.
يعكس التقييم الكبير لشركة Hugging Face وقائمة الداعمين البارزين كيف اكتسب مجال الذكاء الاصطناعي قوة وزخما عالميا في الأشهر الأخيرة وأصبحت هناك تكتلات عملاقة للدفع بمزد من التطوير في هذا الاتجاه، خاصة بعد أن أصدرت شركة Meta الشركة الأم لفيسبوك نموذج Llama ، والذي يمكن استخدامه مجانًا للغالبية العظمى من الشركات.
تعمل شركات ناشئة أخرى ذات قيمة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل OpenAI أو Cohere، بشكل مختلف عن "ميتا" ونموذجها الجديد، إذ تعمل بشكل مباشر على تطوير النماذج اللغوية الكبيرة وتحمي النتائج باعتبارها سرًا تجاريًا، ثم تفرض رسومًا على المستخدمين للوصول إلى هذه البيانات من خلال واجهات برمجة التطبيقات، أو واجهات برمجة التطبيقات (APIs).
تعمل شركة Hugging Face منهجية مختلفة قليلا عن باقي الشركات السائدة، حيث تتيح منصة يمكن من خلال لمطوري الذكاء الاصطناعي مشاركة التعليمات البرمجية والنماذج ومجموعات البيانات واستخدام أدوات المطورين الخاصة بالشركة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر بسهولة أكبر.
قامت شركة Hugging Face بتطوير بعض النماذج بالفعل، مثل BLOOM، ولكن منتجها الأساسي هو منصة موقع الويب الخاص بها، حيث يمكن للمستخدمين تطوير برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم باستخدام الأدوات المختلفة التي تتيحها الشركة، يمكنك تحميل النماذج وأوزانها، كما تقوم أيضًا بتطوير سلسلة من الأدوات البرمجية تحت بند "المكتبات" والتي تتيح للمستخدمين تشغيل نماذجهم بسرعة، أو القيام بتنظيف البيانات ومسحها، أو تقييم أداء المنتجات.
تبدو منصة Hugging Face مشابهة في عملها من حيث الموضوع والممارسة لواجهة GitHub التي استحوذت عليها مايكروسوفت Microsoft في عام 2018، ومن خلالها ينشر المبرمجون من جميع أنحاء العالم مشاريعهم أثناء عملهم عليها.
تعتقد شركة Hugging Face وفقا لرؤية المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ديلانجو بأن معظم الشركات التي تعمل مع برمجيات وآليات الذكاء الاصطناعي سوف ترغب في تطوير نماذجها أو تقنياتها الخاصة، وسوف تحتاج إلى أدوات للقيام بذلك، وبالتالي يأمل أن يعتمد مطورو برامج الذكاء الاصطناعي على Hugging Face بشكل يومي لإنجاز عملهم، مضيفا أن أحد أسباب قيام الشركات الكبرى بضخ استثمارات كبيرة للشركة هو أن موظفيها يستخدمون المنصة بشكل مستمر.
قال ديلانج: "يستخدم مطورو الذكاء الاصطناعي Hugging Face طوال اليوم وكل يوم".، متوقعًا أن ينمو عدد مطوري البرمجيات الذين يعملون مع نماذج الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، "ربما في غضون 5 سنوات، سيكون لديك ما يقرب من 100 مليون مطور برامج ذكاء اصطناعي".
على الرغم من أن معظم التركيز حاليا في مجال التكنولوجيا على النما1ج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT أو Llama التي تركز على إنشاء النص، إلا أن Hugging Face تعمل بطريقة أشمل وأعم من ذلك لأنها هي المركز الذي من خلاله يسمح للمطور بتنفيذ برمجيات جديدة وتجريبها، سواء كانت برمجيات لإنشاء نصوص أو لتوليد الصور والموسيقى وغيرها من الإبداعات.
كما صرحت الشركة أن Hugging Face تستضيف 500000 نموذج مختلف للذكاء الاصطناعي، و250000 مجموعة بيانات، ولديها 10000 عميل يدفعون في مقابل خدماتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمازون إنفيديا إنتل كوالكوم الذكاء الاصطناعي مجال الذکاء الاصطناعی فی مجال
إقرأ أيضاً:
من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
ابتهال أبو سعد مهندسة ومبرمجة مغربية وُلدت عام 1999، تخرجت في جامعة هارفارد الأميركية. تخصصت في الذكاء الاصطناعي، وعملت لدى شركة مايكروسوفت العالمية.
وفي الذكرى الـ50 لتأسيس الشركة، وفي حفل بهذه المناسبة، احتجت ابتهال ونددت بما سمته "تواطؤ" مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي بتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لخدمة جيش الاحتلال.
المولد والدراسة
وُلدت ابتهال أبو سعد عام 1999 في العاصمة المغربية الرباط، وفيها درست وحصلت على الثانوية العامة في تخصص العلوم الرياضية من ثانوية مولاي يوسف عام 2017، وبعدها حصلت على منحة للدراسة في جامعة هارفارد.
وقبل ذلك، في صيف 2016، شاركت في برنامج "تيك غيرلز" (TechGirls)، وهو برنامج تبادل صيفي أكاديمي يرعاه ويموله مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويستهدف الشابات بين سن 15 و17 سنة، وينتقي بعضهن للحصول على منح وإتمام دراساتهن الجامعية بالولايات المتحدة في المجالات المذكورة.
ويستهدف هذا البرنامج -الذي استفاد منه أكثر من 44 ألف شخص بين عامي 2012 و2024- الفتيات في أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل البرنامج في دول المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن ولبنان وفلسطين.
وقد حكت ابتهال عن هذه التجربة في فيديو على موقع يوتيوب حينما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وقالت إنها "تجربة غيرت حياتها ومكنتها من خبرات عبر زيارة شركات للتكنولوجيا ومختبرات للهندسة في الولايات المتحدة ولقاء بعض رواد التكنولوجيا في العالم".
وأضافت أنها استفادت "مهارات تعمل على توظيفها في تغيير واقع المعرفة التكنولوجية في بيئتها"، وأنها "استفادت من التبادل الثقافي مع فتيات من جنسيات أخرى".
ومما صرحت به أيضا بعد استفادتها من هذا البرنامج، أنها "ترغب في العمل بجد لسد الفجوة في التحصيل الدراسي بالمغرب وجعل التعليم الجيد في متناول الجميع، وتحسين المناهج الدراسية لتزويد الطلاب بمعارف ومهارات شخصية أوسع ليصبحوا فاعلين في التغيير".
تجارب عملية
شاركت ابتهال أبو سعد -وهي طالبة في المرحلة الثانوية- في تأسيس منتدى أسبوعي على الإنترنت سمي "آي تي ويكند"، ويهتم بتعليم علوم الكمبيوتر للفتيات ذوات الدخل المحدود في المدارس الابتدائية، كما عملت في منتدى آخر عبر الإنترنت سمي "تكنوفيشن تشالنج"، ويهتم بتدريب الفتيات على التكنولوجيا وإشراكهن في حل مشاكل مجتمعاتهن عبر تطبيقات الهاتف الذكي.
والتحقت أيضا ببرنامج لمحو الأمية الرقمية، وكانت تُدَرِّس أساسيات لغة البرمجة الحاسوبية لطلاب المراحل الابتدائية في ولاية بوسطن الأميركية، كما ساهمت في تأسيس منصة "ريسنتيبوس"، وهي منصة رقمية تعنى بحفظ وتوثيق السجلات الطبية الرقمية للاجئين حول العالم، وتقول عن نفسها إنها "منظمة غير ربحية".
العمل في مايكروسوفت
بعد تخرجها في جامعة هارفارد التي درست فيها علوم الحاسب الآلي والبرمجة، وتخصصت في الذكاء الاصطناعي، انضمت ابتهال عام 2022 إلى شركة مايكروسوفت.
وعملت في قسم الذكاء الاصطناعي، كما عُينت ضمن فريق طور تقنيات متقدمة ومنتجات للشركة، منها برنامج الخدمات السحابية "مايكروسوفت أزور" (Microsoft Azure).
عملت ابتهال أيضا ضمن الفريق الذي كلفته مايكروسوفت بتطوير تقنيات تُستخدم في مجالات مثل المراقبة والتحليل البياني.
استنكار للتواطؤ مع إسرائيل
وفي احتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس شركة مايكروسوفت، وبعد العمل فيها 3 سنوات ونصف السنة، قاطعت ابتهال أبو سعد كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان (بريطاني من أصل سوري) واحتجت على علاقات الشركة مع إسرائيل.
وقاطعت ابتهال كلمة مديرها في الاحتفال متهمة إياه بأنه يُسَخّر الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وقالت "أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى الجيش الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا".
ولاحقا نشر موقع "ذا فيرج" ما قال إنها رسالة من ابتهال تقول فيها إنها "لم تعد قادرة على الصمت بعدما اكتشفت أن تقنيات شركة مايكروسوفت تُستخدم في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وذكرت أبو سعد أنها قررت الخروج عن صمتها والحديث بعدما اكتشفت أن شركة مايكروسوفت كانت تشارك في تطوير تقنيات تُستخدم في دعم جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الشركة أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 133 مليون دولار لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة "مايكروسوفت أزور"، الأمر الذي يُعتبر مساهمة في مراقبة الفلسطينيين.
واتهمت الرسالة شركة مايكروسوفت بـ"قمع أي معارضة" من زملاء ابتهال "الذين حاولوا إثارة هذه القضية"، وقالت إن الشركة "فصلت موظفَين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
وتابعت "لقد حطمتني صور الأطفال الأبرياء المغطاة بالرماد والدماء، وبكاء الآباء المفجوعين، وتدمير عائلات وتجمعات بأكملها (…) وفي الوقت نفسه، يُمكّن عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي من هذه المراقبة والقتل".
وأضافت "عندما انتقلتُ إلى منصة الذكاء الاصطناعي، كنتُ متحمسة للمساهمة في تطوير تقنياته وتطبيقاته لما فيه خير البشرية، ولم أُبَلّغ بأن مايكروسوفت ستبيع أعمالي للجيش والحكومة الإسرائيليين للتجسس على الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة وقتل عائلات مدنية بأكملها".
وكشفت الرسالة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و"أوبن إيه آي" في مارس/آذار 2025 تضاعف نحو 200 مرة مقارنة بما قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى).
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت "يُشغل أكثر المشاريع حساسية وسرية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بنك الأهداف وسجل السكان الفلسطيني".