كيفية علاج خواطر الشيطان على العبد
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
التوحيد من صفات المتقين ومن اسباب النجاة من الشيطان وينبغي أن تعلم أن هذه الخواطر وهذه الأوهام وهذه الأشياء التي تؤذيك كلها من الشيطان، كلها من عدو الله، لما رأى ما لديك من الحرص على الخير وطلب العلم والاستفادة والاجتهاد أراد أن يشوش عليك حياتك وينغصها عليك بهذه الأوهام وهذه الشكوك وهذه الأشياء التي تقظ مضجعك، فينبغي لك أن تحاربها بذكر الله عز وجل والاستعداد للقائه سبحانه وتعالى، وأن تعلم أنها من الشيطان، فينبغي تركها والحذر منها، والإقبال على قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، والاشتغال بما ينفعك من خير الدنيا والآخرة، يكون لك مكسب.
فاسأله جل وعلا واضرع إليه حتى يخلصك من هذه الوساوس، وهذه الأوهام، وهذه المكائد التي يكيد بها عدو الله.
وقد وقع هذا للصحابة لأصحاب النبي ﷺ وشكوا إليه ﷺ هذا وقالوا: يا رسول الله! إن أحدنا يجد فيي نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق به، فقال عليه الصلاة والسلام: هي الوسوسة وفي لفظ: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، وفي لفظ: ذاك صريح الإيمان يعني: محض الإيمان وخالصه، يعني: ما يقع في القلوب من كراهة هذا الشيء وإنكاره واستعظامه، هذا من الإيمان ومن صريح الإيمان.
فاحمد ربك، فقد أصابك ما أصاب غيرك من الأخيار الأولين، فجاهد نفسك في هذا الأمر وأبشر بالخير والعافية، ومتى صدقت مع الله كفاك الله شر هذه الوساوس، وقد قال النبي ﷺ لمن أتاه الشيطان فقال له: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ قال النبي ﷺ: من وجد ذلك فليستعذ بالله ولينتهه وفي لفظ: فليقل: آمنت بالله ورسله فإذا وجدت هذه الوساوس فقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانته، ودع السير مع هذه الوساوس واللين معها دعها وابتعد عنها واحذرها، ولا تلن ولا تسترخ معها، فإن ذلك مما يطمع الشيطان، ولكن دعها وحاربها واشتغل بشيء آخر من ذكر الله، وقراءة القرآن، وغير هذا من المشاغل التي تشغلك عنها من أمور الدين والدنيا جميعاً، وهذا هو العلاج فيما نعتقد، والله سبحانه وتعالى هو الموفق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من الشیطان
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الإيمان وحده لا يكفي دون العمل لحمايته
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قصة أصحاب الكهف تحمل رسالة عميقة تؤكد أن الإيمان وحده ليس كافيًا، بل يجب العمل لحمايته، موضحا أن أصحاب الكهف كانوا يواجهون بيئتين: واحدة غير مناسبة خارج الكهف، وأخرى مناسبة داخل الكهف، مما دفعهم لاتخاذ قرار بالانتقال لحماية إيمانهم.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، إلى أن أصحاب الكهف لم يكتفوا بالإيمان فقط، بل أخذوا بالأسباب لتوفير البيئة المناسبة للحفاظ على عقيدتهم، وبالتالي لو كان الإيمان وحده يكفي، لما احتاجوا للانتقال إلى الكهف، لكنهم خافوا على هديتهم الثمينة، وهي إيمانهم، فاختاروا بيئة تحميهم وتدعمهم.
خالد الجندي: صرف البلاء من نعم الله الخفية التى تحمينا خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمروأضاف: "أول كهف احتمى فيه أصحاب الكهف كان بعضهم لبعض، حيث اختاروا الصحبة الصالحة التي تعزز الإيمان، لو كان بينهم شخص مستهتر، لكان قد أثر على معنوياتهم وأفسد إيمانهم، ثم جاء قرارهم بالانتقال إلى مكان يحمي بيئتهم الإيمانية".
وأكد الجندي أن الانتقال لحماية الإيمان ليس شرطًا أن يكون انتقالًا مكانيًا، بل قد يكون انتقالًا فكريًا أو تغييرًا في أسلوب الحياة أو الصحبة.
وفي حلقة أمس، قال الشيخ خالد الجندي، إننا جميعًا نعيش في نعمة كبيرة من الله، وإن هذه النعم تتفاوت بين الظاهرة والباطنة.
وأوضح: "نسأل الله عز وجل أن تكونوا على خير ونعمة وطاعة، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، نحن نعلم أن نعم الله كثيرة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً.
وأوضح أن نعم الله تتقسم إلى قسمين: نعم ظاهرة واضحة للعين، ونعم خفية قد لا نعلم عنها شيئًا، والنعم الظاهرة هي النعم التي نراها بوضوح في حياتنا، أما النعم الباطنة فهي النعم التي لا نعلم بها، ولكنها تحيط بنا وتلطف بنا في كثير من الأحيان.
وأشار إلى أن النعم الخفية كثيرة جدًا وقد تكون أكبر من النعم الظاهرة، ومن أبسط النعم الخفية التي قد نغفل عنها هي نعمة الصرف، بمعنى أن الله يصرف عنك بلاء قد يواجهك، وأنت لا تدري عنه شيئًا، مثلًا، إذا كان هناك مشكلة صحية كامنة في جسدك، قد يصرفها الله بغير علمك، سواء عن طريق الجهاز المناعي أو بطرق أخرى لا تعلمها.
وأضاف: "قد يحدث لك حادث طريق أو مشكلة كهربائية في منزلك، وتظن أنه سيكون هناك ضرر كبير، لكن الله قد يقيك من ذلك بطرق لا تراها، كم مرة كنت تسير في الطريق وحدث شيء غير متوقع، مثل سيارة طائشة أو عمود نور يتحرك بشكل مفاجئ، وكل شيء يمر بسلام دون أن تشعر."