تعرف على علاج الوساس القهمري من القرأن والسنة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
التوحيد من صفات المتقين و: أصل الوساوس من الشيطان، هو الذي يملي على الإنسان ما يضره ويشوش عليه دينه وقلبه، كما قال الله جل وعلا: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4] فهو وسواس عند الغفلة.
وخناس عند الذكر يتصاغر ويخنس عند ذكر الله عز وجل، فعليك يا أخي! أن تكثر من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فالنبي ﷺ لما قيل له، قال له بعض الصحابة: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد ما لأن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق به -يعني: يجد من الوسوسة أشياء يفضل أن يخر من السماء ولا ينطق بها لشدتها- فقال: ذاك صريح الإيمان المعنى: أن الشيطان لما يئس منهم أتاهم بوساوس شديدة خطيرة في دينهم وعقيدتهم، لأن يخروا من السماء أهون عليهم من أن ينطقوا بها.
فهذا من كيده الخبيث، فهو صريح الإيمان من جهة ما في قلب المؤمن من كراهتها وإنكارها والحذر منها، هذا صريح الإيمان، ليست الوسوسة من صريح الإيمان، بل كراهتها والخوف منها والحذر منها، كون المؤمن لأن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق بها هذا صريح الإيمان في قلوبهم، يعني: أن قلوبهم أنكرت تلك الوساوس، ورأت أن السقوط من السماء أهون من النطق بها، كأن يقول له: إن الله غير موجود، أو إن الله لا يجوز أن يدعى، أو لا بأس أن يشرك معه غيره في الدعاء والعبادة، أو يقول كما جاء في الحديث: الله خلق كل شيء .. فمن خلق الله وأشباه هذه الوساوس المتعلقة بوجود الله واستحقاقه العبادة وأنه الخلاق العليم، أو متعلقة بالجنة والنار كأن يوسوس أنه لا جنة وليس هناك نار ولا بعث ولا نشور كل هذا من وساوس عدو الله، وإنكار هذه الوساوس من صريح الإيمان، إنكارها واعتقاد بطلانها هذا هو صريح الإيمان.
فالمؤمن أرشده النبي ﷺ إذا رأى مثل هذا أن يقول: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أمر الصحابة قال لهم: إذا وجدتم ذلك فليقل أحدكم: آمنت بالله ورسله، وليتعوذ بالله ولينته، هذا هو الدواء لهذه الوساوس الخبيثة إذا رآها المؤمن يقول: آمنت بالله ورسله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ويمضي في حاجته، يستمر في حاجته ولا يركن إليها ولا يلتفت إليها.
أما الوساوس الأخرى في صلاته وفي وضوئه فهي أيضاً من الشيطان يجب أن لا يلتفت إليها، يجب أن يحذرها، فإذا توضأ لا يعيد الوضوء وإذا صلى لا يعيد الصلاة؛ بسبب الوساوس لا، بل يعتقد أن صلاته صحيحة ووضوءه صحيح، ولا يلتفت إلى وساوس عدو الله، فإنه حريص على إفساد أعمال بني آدم وتشويش قلوبهم وإحراجهم، فالواجب الحذر منه بالتعوذ بالله من شره، تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو في الصلاة إذا وسوس لك في الصلاة وكثر عليك الوساوس تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتنفث، تنفث عن يسارك ثلاث مرات وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وقد اشتكى إلى النبي ﷺ عثمان بن أبي العاص الثقفي وقال: يا رسول الله! إن الشيطان لبس عليّ صلاتي، فأرشده النبي ﷺ أن يستعيذ بالله من الشيطان ثلاث مرات في الصلاة أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، ففعل عثمان ذلك وزال عنه ذلك الوسواس، فأنت يا أخي! إذا كان كثر عليك في صلاتك أو في وضوئك تتفل عن يسارك وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، والله يعيذك منه .
وهكذا في جميع الأمور تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتكثر من ذكر الله وتقول: آمنت بالله ورسله إذا كان في العقيدة آمنت بالله ورسله وبهذا تسلم من عدو الله ويبطل كيده، كما فعله الصحابة بإرشاد النبي ﷺ وأبطل الله كيده عنهم، وعافاهم من هذه الوساوس. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثلاث مرات من السماء النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، في رده على سؤال حول كيفية زيادة اليقين بالله: "أعتقد أنه من أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه، كما بدأنا في حديثنا عن حاجة الإنسان إلى الدين، فإن من المحاور الرئيسية في تلك الحاجة هي بحثه المستمر عن الطمأنينة النفسية. عندما يواجه الإنسان أي شدة أو أزمة، يجد نفسه يبحث عن ركن يستند إليه، وهذا هو الدين. ففي الدين يجد الإنسان الراحة والسكينة، ويجد اليقين بالله".
وأضاف الدكتور أسامة الجندي، خلال تصريح اليوم الأحد: "كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'ومن يؤمن بالله يهدي قلبه'، فاليقين بالله هو أساس الطمأنينة النفسية، ولذلك، يجب على المسلم أن يمتلك عقيدة ثابتة راسخة وأن يكون على يقين كامل بالله سبحانه وتعالى".
وتابع: "خذ أمثلة على ذلك من قصص الأنبياء، مثل السيدة هاجر عندما تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنها في الصحراء، أو عندما ألقت أم سيدنا موسى عليه السلام ولدها في اليم، وكثير من المواقف التي تؤكد اليقين في الله سبحانه وتعالى".
وأشار إلى أن الخطوة الأساسية لزيادة اليقين هي أن يكون المسلم دائم الاتصال بالله سبحانه وتعالى، وأن يدرك تمامًا أن الله عز وجل لن يخذل عباده أبدًا، كما يجب أن يحسن الظن بالله.
وقال: "الله سبحانه وتعالى أمرنا بحسن الظن به، كما قال في الحديث القدسي: 'أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء'، لذلك، المسلم عندما يظن في الله الخير، يأتيه الخير سواء في الدنيا أو في الآخرة".