تحركات في كييف وموسكو.. هل تنجح تركيا في إحياء اتفاق الحبوب؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
خطوات تركية متسارعة نحو إحياء اتفاق الحبوب الموقع بين روسيا وأوكرانيا برعاية أممية، حيث التقي وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، في العاصمة كييف.
وقال زيلينسكي عبر قناته على "تلغرام" إنه وفيدان ناقشا اتفاق الحبوب و"عدة قضايا ذات أهمية مثل الوصول إلى معادلة للسلام، والتحضيرات للقمة العالمية للسلام، والمخاطر التي يفرضها إغلاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود".
تحركات تركيا تزامنت مع تصريحات روسية حول إمكانية العودة إلى اتفاق الحبوب ولكن بشروط؛ فهل ستنجح تركيا في إعادة موسكو للاتفاق؟
زيارة قريبة
منذ أيام أعلنت أنقرة عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن كان مقررا أن يزور الأخير أنقرة في الشهر الجاري ولكن الزيارة لم تتم.
يقول الأكاديمي كودراخيين بلوخين الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن تركيا تستطيع أن تلعب دور الوساطة بنجاح والتوافق مع بوتين في ملفات معينة منها الغذاء والتسليح والتبادل التجاري والصناعي، لا سيما أن هناك مسارات عمل ومصالح مشتركة واسعة تربط بين موسكو وأنقرة.
ويعول الرئيس التركي في ذلك على علاقات قوية وسياسية متينة تجمعه مع بوتين ووصفه بـ"الصديق"، الذي سيمرر جسر الحبوب لأمور إنسانية خلال أحد خطاباته الأسابيع الماضية.
وتوقع الأكاديمي الروسي، نجاح تركيا في إقناع روسيا للعودة إلى الاتفاق الذي انتهت مدة سريانه في 17 يوليو الماضي، حال الضغط على الغرب وإقناعه في تنفيذ الجزء الثاني من الاتفاق وتأمين خط الأمونيا الذي تنصلت منه أوكرانيا، ولم تنفذ ما تم الاتفاق عليه من استمرار ضخ الأمونيا عبر الخط المدود في أراضيها.
وأضاف كودراخيين بلوخين في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الاتفاق الماضي شهد تحقيق شركات غربية مبالغ طائلة بعد أن تلاعبت بتطلعات روسيا في مسألة إرسال الحبوب إلى دول إفريقية فقيرة وفي حاجة ماسة للحبوب، وبالتالي فموسكو لن تجعل الأمر يحدث ثانية، بخلاف أن أنقرة تدرك أن الأمور ستكون صعبة، لكنها ستواصل جهودها نحو اتفاقية تنهي أزمة الحبوب.
وكان يشكل اتفاق الحبوب طوق النجاة لاقتصادات العديد من الدول والشعوب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وحسب برنامج الأغذية العالمي، تم تصدير 32 مليون طنًا من المواد الغذائية والحبوب إلى 45 دولة بفضل اتفاق 2022، كما تراجعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23 في المئة منذ مارس العام الماضي.
شروط روسية
تحركات تركيا لضمان استمرارية اتفاق الحبوب، بحسب الأكاديمي كودراخيين بلوخين، تشترط على الغرب التحرك في إطار تحقيق الشروط والمطالب الروسية التي كانت جزءا من الاتفاق ولم يتم تنفيذه منها:
استئناف تصدير قطع الغيار ومكونات المعدات اللازمة لقطاع الزراعة وإنتاج الأسمدة. رفع العقوبات المرتبطة بالشحن البحري وتأمين الشحنات الزراعية التصديرية. عدم منع صادرات الأسمدة الروسية والمواد اللازمة لإنتاجها من الوصول إلي الأسواق العالمية. استئناف عمل خط أنابيب الأمونيا "تولياتي – أوديسا" بعد أن تمّ تفجيره من جانب النظام الأوكراني بحسب الاتهامان الروسية. تأمين وصول شحنات الحبوب إلى الدول الأكثر احتياجًا وليس إلى أوروبا وحدها.ممر جديد
على الجانب الآخر يرى ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن موسكو لن تعود للاتفاق مجددا، لأنها تريد أن تستخدم الأمن الغذائي سلاحا وورقة سياسية للضغط، وهذا ما دفع كييف إلى البحث عن ممرات أخرى وسبل لشحن الحبوب.
ويضيف ماتيوشين فيكتور، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هدف موسكو من الانسحاب ليس تنفيذ شروطها فحسب، بل الانسحاب جاء كمبرر لاستهداف جميع الموانئ الأوكرانية وخروجها عن الخدمة، وذلك يعني أنه حال العودة الاتفاق وأن حدث لن يكون ذو جدوى لخروج معظم الموانئ الأوكرانية عن الخدمة وتضرر بنيتها التحتية.
ومنذ انتهاء العمل باتفاق الحبوب هددت وزارة الدفاع الروسية، بأنها ستعتبر جميع السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ناقلات عسكرية محتملة؛ وهنا يقول ماتيوشين فيكتور، بالرغم من التهديد الروسي الصريح نجحت كييف في تأمين ممرا ملاحيا بالبحر الأسود الأسبوع الماضي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات زيلينسكي فيدان اتفاق الحبوب ممر الحبوب البحر الأسود تركيا موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق الحبوب الحرب في أوكرانيا اتفاق الحبوب تركيا زيلينسكي فيدان اتفاق الحبوب ممر الحبوب البحر الأسود تركيا موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق الحبوب أزمة أوكرانيا اتفاق الحبوب
إقرأ أيضاً:
عمدة موسكو: الدفاع الجوي تصدى لهجوم 4 مسيرات باتجاه العاصمة الروسية
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن عمدة موسكو، قالت إن الدفاع الجوي تصدى لهجوم شنته 4 مسيرات باتجاه العاصمة الروسية.
صرّحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، مساء الخميس، بأن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو موافقة روسيا على الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن بشروط معينة.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" على هامش قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، أكدت كالاس أن الولايات المتحدة أبلغت الحلفاء بأن روسيا قد تسعى إلى تمديد النزاع أو خلق حالة من الغموض بشأنه، وهو ما لا تريده واشنطن.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن استبعاده من أي اتفاق، لأن هناك بعض النقاط الحاسمة التي يمتلك مفاتيحها، مشددة على أن وحدة أراضي أوكرانيا تمثل "خطًا أحمر"، ولا يمكن القبول بتخلي كييف عن أجزاء من أراضيها كجزء من أي تسوية.
بوتين: نؤيد وقف إطلاق النار لكن بشروط
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنه "يؤيد" وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في أوكرانيا، معتبرًا أن مقترح الهدنة الأمريكي "جيد" لكنه يتضمن بعض "الخلافات الدقيقة".
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح بوتين أن "وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا سيكون مفيدًا لأوكرانيا نظرًا لوضعها الحالي على الأرض"، مضيفًا أن موسكو تتفهم حاجة كييف لهدنة، لكن "يجب أيضًا النظر في ما يحدث في كورسك"، في إشارة إلى الوضع الأمني في المناطق الحدودية الروسية.
وأكد بوتين أن أي هدنة يجب أن تقود إلى "سلام دائم"، مشيرًا إلى إمكانية مناقشة هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المستقبل القريب.