الثورة نت/

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ غزة بلا سيولة نقدية، و”إسرائيل” تستخدم الحصار المالي لتعميق معاناة السكان وإهلاكهم.

وأشار إلى أنّ “إسرائيل” منعت منذ بدء ارتكاب الإبادة الجماعية على غزة من إدخال أيّ كمية أو نوع من السيولة النقدية إلى القطاع.

وأوضح، أنّ الشح الحاد في السيولة النقدية أفرز أزمة إنسانية واقتصادية خانقة تتصاعد حدّتها يومًا بعد يوم في سياق منهجي للقضاء على أيّ قدرة للبقاء في قطاع غزة.

وأضاف “اضطر السكان إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على النقد مقابل عمولات مرتفعة تستنزف ما تبقى من قدراتهم المعيشية”.

ولفت إلى أنّ استهداف “إسرائيل” المباشر للقطاع المالي في غزة لا يمثل فقط اعتداءً ماديًا على البنية الاقتصادية بل يُشكّل أداة مركزية في سياسات التجويع والإهلاك الجماعي للسكان.

وأكد الأورومتوسطي أنّ حرمان السكان عمدًا من الوصول إلى مواردهم المالية الأساسية يُعدّ إخضاعًا قسريًا لظروف معيشية لا إنسانية.

وشدد على أنّ “إسرائيل” تفرض عمدًا ظروفًا معيشية قسرية تؤدي إلى تدمير بطيء ومنهجي للسكان وتُشكّل فعلًا من أفعال الإبادة الجماعية.

وطالب المرصد الحقوقي بضرورة الضّغط الدولي الفعّال لإلزام “إسرائيل” برفع الحصار المالي عن غزة وإدخال السيولة النقدية دون أي قيود.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السيولة في غزة .. أزمة تفاقم معاناة المواطنين تحت وطأة الغلاء والحصار

غزة ـ يمانيون
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره التاسع عشر، تزداد الأوضاع المعيشية تعقيدًا وسط انهيار اقتصادي شامل، تتصدره أزمة السيولة المالية التي باتت تُحاصر يوميات السكان، وتحوّل تفاصيل حياتهم إلى سباق مرهق للبقاء وسط الغلاء الفاحش، وانعدام النقد، وارتفاع عمولات التكييش إلى مستويات صادمة.

في أحد الأزقة المدمّرة شرق مدينة غزة، يقف الحاج أبو مصطفى أمام محله الصغير، ينظم ما تبقى من البضائع القليلة على رفوفه، ويُحدّق في الداخلين بعينين غلب عليهما التعب.

يقول بصوت منخفض: “كنت أبيع على التطبيق لأسهّل على الناس أزمة الكاش، لكن للأسف ما عدنا نستطيع الشراء من التجار إلا نقدي، فاضطررت للعودة للبيع نقدًا فقط”.

ويضيف: “الناس ما عندها كاش، واللي بده يسحب من التطبيق بيدفع دم قلبه عمولة، صار الوضع لا يُحتمل، والموردين نفسهم صاروا يبيعونا بأسعار غالية وبشروط صعبة”.

عمولات خانقة..

أصبحت عمولة الحصول على النقد – المعروفة محليًا بـ”التكييش” – عبئًا يوميًا ينهك كاهل المواطنين.

ويُوضح الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “نحن أمام أزمة سيولة غير مسبوقة في القطاع، نتيجة الحصار المُطبق ورفض الاحتلال إدخال النقد، إضافة إلى غياب أي تدخل جاد من الجهات المالية الرسمية في الضفة أو غزة لتدارك الوضع”.

ويتابع: “بلغت عمولات التكييش أرقامًا غير منطقية، تتراوح بين 25% و35% من قيمة المبلغ، ما يعني أن المواطن يخسر ما يقارب ثلث أمواله فقط ليستلمها نقدًا، هذه النسبة تعتبر جريمة اقتصادية بحق الناس”.

ويرى أبو جياب أن “السوق السوداء” هي المستفيد الأكبر من هذا الواقع، مستغلة غياب الرقابة البنكية وتعطل عمل المؤسسات الرسمية: “في ظل انهيار الدور النقدي الرسمي، أصبح المواطن فريسة لتجار الأزمات الذين يتحكمون بالسيولة وبوسائل الدفع”.

ومنذ بداية الحرب أوقفت قوات الاحتلال إدخال السيولة النقدية إلى بنوك غزة، التي أغلقت مقراتها وبقيت تقدم خدمات محدودة أغلبها يرتبط بالتعامل مع التطبيق البنكية.

“أخسر لأعيش”..

محمد، موظف حكومي في غزة، يصف كيف تحوّلت الحياة إلى “رحلة بحث يومية عن النقد”، لا تقل قسوة عن مواجهة القصف.

يقول: “كنت أشتري من المتاجر عبر التطبيقات، بس مع الوقت سكرت المحلات، وصرت مجبر أسحب كاش بعمولة عالية، وأشتري من السوق بأسعار أغلى”.

أما أم يزن، أم لثلاثة أطفال، فتقول: “ما عندي خيار غير ألف على المحلات اللي بتبيع بالتطبيق، بس صارت نادرة، حتى مصروف الأولاد بطلت أقدر أعطيهم، لأن إذا ما معك كاش، ما بتقدر تشتري حتى الخبز”.

نقد تالف وأزمة مركبة

ويشير أبو جياب إلى تفاقم المشكلة بسبب انتشار العملة التالفة التي يرفض المتاجرون قبولها، ما زاد من حدة الأزمة: “انتشار العملة التالفة حوّلها إلى عبء إضافي، فتضاعف الضغط على الكاش السليم، مما جعل السيولة المتاحة أصغر بكثير من الحاجة الفعلية”.

وأضاف: “نحن بحاجة لحلول عاجلة، أهمها الضغط على الاحتلال لإدخال النقد بشكل منتظم، ودعم أنظمة الدفع الإلكتروني بشكل فعّال، وتوعية المواطنين بالتحول الرقمي، إلى جانب تدخل جاد من سلطة النقد الفلسطينية لإعادة هيكلة السوق وضبطه”.

أزمة نقد أم انهيار إنساني؟

ليست أزمة السيولة في غزة مجرد خلل اقتصادي، بل هي انعكاس مأساوي لحرب إبادة اقتصادية تشنّها إسرائيل ضد أكثر من مليوني إنسان.

ومع غياب الحلول الجذرية، وغياب سلطة نقد فاعلة، تبقى خيارات السكان محدودة، بينما تتضخم السوق السوداء، وتتحول الحياة إلى معركة يومية للبقاء.

يؤكد خبراء أن تخفيف الأزمة يبدأ من إعادة فتح المعابر، وإدخال النقد، وتفعيل أدوات رقابية حقيقية على السوق، بالتوازي مع تعزيز أدوات الدفع الرقمي، وتمكين المواطن من التكيّف دون أن يُستنزف في كل معاملة مالية.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات مشابهة

  • مركز حقوقي يحذر من تفاقم أزمة السيولة النقدية بقطاع غزة
  • غزة بلا سيولة نقدية.. إسرائيل تستخدم الحصار المالي لتعميق معاناة السكان وإهلاكهم
  • مرصد حقوقي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس تهجيرًا قسريًا معلنًا في غزة تحت عنوان الهجرة الطوعية
  • مرصد حقوقي: إسرائيل تنفذ تهجيرا قسريا للفلسطينيين بغزة وسط صمت دولي
  • مرصد حقوقي : “إسرائيل” تنفّذ تهجيرًا قسريًا في غزة وتسوّقه كهجرة طوعية
  • الأمم المتحدة: جيش الاحتلال يستخدم المساعدات سلاح حرب في غزة 
  • السيولة في غزة .. أزمة تفاقم معاناة المواطنين تحت وطأة الغلاء والحصار
  • “الأونروا”: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات “ورقة مساومة” ضد غزة
  • الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات ورقة مساومة ضد غزة