أجمل الساعات مع بابا الفاتيكان
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
توفي صبيحة الإثنين 21 أبريل الجاري البابا فرنسيس الثاني الذي يعد أول بابا من القارة الأمريكية الجنوبية ومن الأرجنتين تحديداً عن عمر ناهز أل 88 عاماً وقد ولد في 17- 12- 1936 وإنتقل بعد نضال مرير من أجل الإنسانية إلى عاصمة الفاتيكان وسط روما القديمة حيث القلعة التاريخية ومعالم العاصمة الإيطالية العريقة التي كانت تتزعم العالم ، ولكنه عانى خلال الفترة الماضية من إنتكاسات صحية معقدة وإلتهاب رئوي وبقي في المشفى لمدة من الزمن وقد فشل الأطباء في منع النهاية التي كانت حتمية ويذكر أن دي فانس نائب الرئيس الأمريكي كان زار البابا قبل ساعات من وفاته حيث أثيرت الشكوك حول طبيعتها وتوقيتها وما إذا كان هناك شيء ما حصل في وفاة البابا حيث كان البابا يتبنى موقفاً أقرب إلى اليسار الأمريكي والأفكار التحررية .
في 5 آذار 2021 وصل البابا فرنسيس إلى العراق وألقى عدداً من الخطابات وتوجه إلى الناصرية أقصى الجنوب العراقي وأدى طقساً كنسياً عند زقورة أور المكان الذي يعتقد أن نبي الله إبراهيم ولد هناك وألقى كلمة بحضور ممثلين عن ديانات ومذاهب مختلفة وكان اللقاء الأبرز في حاضرة شيعة النجف وفي مكتب سماحة المرجع الأعلى وجرى حوار وصفه البابا بالتأريخي والعظيم وكانت له كلمة في وصف ذلك في طريق عودته بكلمة ورسالة إلى المرجع
آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ، حيث قال : إنَّ التّعاون والصّداقة بين المؤمنين في مختلف الأديان هو أمرٌ لا غِنَى عنه من أجل تنمية ليس فقط الإحترام المتبادل ولكن قبل كلّ شيء الإنسجام الذي يساهم في خير الإنسانية .
نشرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الرسالة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس إلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني بعد سنتين من اللقاء التاريخي الذي تمَّ في النجف وقد سلّمه إياها عميد الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو غيكسوت كتب البابا فرنسيس صاحب السماحة أيّها الأخ العزيز تحيّة طيّبة وبعد يسرني أن أنتهز هذه الفرصة لأخاطبكم من جديد بعد لقائنا قبل عامين في النجف والذي “كان مفيداً لي” كما قلت عند عودتي من العراق وكان علامة فارقة في مسيرة الحوار بين الأديان والتّفاهم بين الشعوب . أتذكر شاكراً الحديث الأخوي والمشاركة الرّوحية في مواضيع سامية مثل التّضامن والسّلام والدفاع عن الأشدَّ ضعفاً وأيضاً إلتزامكم لصالح الذين تعرّضوا للإضطهاد ، وحمايتكم لقدسيّة الحياة وأهميّة وَحدة الشّعب العراقي .
تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ التّعاون والصّداقة بين المؤمنين في مختلف الأديان هو أمرٌ لا غِنَى عنه ، من أجل تنمية ليس فقط الإحترام المتبادل ولكن قبل كلّ شيء الإنسجام الذي يساهم في خير الإنسانية كما يعلّمنا تاريخ العراق الحديث لذلك يمكن لجماعتنا لا بل يجب عليها أن تكون مكاناً متميّزاً للشراكة والوَحدة ورمزاً للعيش السّلمي معاً ، نرفع فيه صلاتنا إلى خالق الجميع من أجل مستقبل تسود فيه الوَحدة على الأرض .
أضاف الأب الأقدس يقول كِلانا مقتنعٌ بأنّ إحترام كرامة وحقوق كلّ فردٍ وكلّ جماعة وخاصّة حرّيّة الدّين والفِكر والتَّعبير هو مصدرُ الطّمأنينة للفرد والمجتمع والإنسجام بين الشّعوب لذلك علينا نحن أيضاً القادة الدّينيّين أن نشجّع أصحاب المسؤوليّات في المجتمع المدني لكي يجتهدوا ويرسِّخوا ثقافة تقوم على العدل والسّلام ويعززوا الإجراءات السّياسيّة التي تحمي الحقوق الأساسيّة لكلّ فرد ، في الواقع إنّه أمرٌ جوهري أن تكتشف الأسرة البشريّة من جديد معنى الأخوّة والقبول المتبادل كإجابة ملموسة على تحدّيات اليوم لهذا فإنّ الرّجال والنّساء من مختلف الدّيانات الذين يسيرون معاً نحو الله هُم مدعوّون إلى “اللقاء في الفسحة الكبيرة للقِيَمِ الرّوحيّة والإنسانيّة والإجتماعيّة المُشتركة وإستثمارِ ذلك في نَشْرِ الأخلاق والفضائل السامية التي تدعو إليها الأديان”.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أتمنّى أن نتمكّن معاً مسيحيّين ومسلمين من أن نكون دائماً شهوداً للحقيقة والمحبّة والرّجاء في عالم مطبوع بالصّراعات العديدة ويحتاج بالتّالي إلى الرّأفة والشفاء ، أرفع صلاتي إلى الله العلِيِّ القدير من أجل سماحتكم ومن أجل جماعتكم ومن أجل أرض العراق الحبيبة .
إلتقيت البابا في القصر الجمهوري في بغداد بحضور رئيس الجمهورية ورئيسي البرلمان والوزراء وشخصيات مهمة في الدولة والمجتمع وهو لقاء لن أنساه ما حييت حيث كنت قريباً منه ومن رئيس الجمهورية السيد برهم صالح في حينه ووثقت تلك اللحظات عبر كاميرات التلفزة العالمية وشاهدها الملايين وكنت سعيداً أن يراني العالم بأسره وفي كل أصقاع الدنيا رفقة هذا الرجل العظيم الذي نقش إسمه في قلوب مليارات البشر وهو يودعنا اليوم لكنه يبقى نبراساً للمحبة ورسولاً للسلام والتسامح . Fialhmdany19572021@gam فراس الغضبان الحمداني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات البابا فرنسیس ة التی من أجل
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس.. صوت الفقراء في قلب الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اشتهر البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بتواضعه اللافت الذي أكسبه احترامًا ومحبةً في مختلف أنحاء العالم، ففي مدينة بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، عاش حياة بسيطة داخل شقة متواضعة، واستقل وسائل النقل العام شأنه شأن المواطنين العاديين، ما جعله رمزًا لرجل الدين القريب من الناس.
اسم مستوحى من القديس الفقيرعندما تم انتخابه بابا للفاتيكان في عام 2013، اختار اسم "فرانسيس" تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي تخلى عن ثروته ليكرّس حياته لخدمة الفقراء والمهمشين، وكان هذا الاختيار رسالة واضحة عن النهج الذي ينوي اتباعه في قيادته الروحية.
استعرض الإعلامي أحمد أبو زيد، خلال تغطية خاصة لقناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرًا بعنوان: "البابا فرنسيس.. الكاردينال الذي باع ثروته واشترى قلوب الفقراء"، حيث تناول مسيرة البابا منذ بداياته وحتى اليوم، مركزًا على مواقفه الإنسانية وسيرته الاستثنائية.
أول بابا من أمريكا اللاتينيةوُلد البابا فرنسيس في الأرجنتين عام 1936، ليصبح البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام، وكذلك أول يسوعي يتولى هذا المنصب الرفيع.
انتخاب مفاجئ ونهج متوازنرغم أن اسمه لم يكن من بين الأسماء المتوقعة للبابوية، فقد شكّل انتخابه مفاجأة كبيرة، ومع خلفيته المحافظة، إلا أن البابا فرنسيس تميز بمزج التقاليد الكنسية بالإصلاح، مع اتخاذ مواقف مرنة وإنسانية تجاه قضايا اجتماعية معقدة.
صوت إنساني في وجه الحروبخلال بابويته، لم يتردد البابا فرنسيس في اتخاذ مواقف جريئة حيال العديد من النزاعات الدولية، فقد دان الحرب في سوريا، مؤكدًا أن "العنف لا يصنع السلام"، كما وصف العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب إبادة جماعية"، داعيًا باستمرار إلى الفصل بين الإسلام والإرهاب، ونبذ خطابات الكراهية والانقسام.
جدل في الملف الأوكرانيوفي الأزمة الأوكرانية، أثارت تصريحاته الجدل عندما دعا في مارس من العام الماضي إلى "رفع الراية البيضاء" والتفاوض مع روسيا، معربًا عن قلقه من أن الحرب باتت صراعًا دوليًا تغذّيه أطراف عديدة، وليس روسيا وحدها.
سجل طبي مقلقيواجه البابا فرنسيس تحديات صحية متزايدة مع تقدمه في العمر، حيث سبق له الخضوع لعملية استئصال جزئي لإحدى رئتيه بسبب التهاب رئوي في شبابه، ومؤخرًا، كشفت الفحوص الطبية إصابته بفشل كلوي، ما زاد القلق بشأن قدرته على مواصلة مهامه.
إصرار على أداء الواجب الرسوليرغم المتاعب الصحية، يواصل البابا أداء مهامه الرسالية بكل التزام، مستندًا إلى إيمانه العميق ومحبته للسلام والعدالة، في وقت تتطلع فيه الشعوب إلى قيادات أخلاقية تدعو للتسامح وتدافع عن الكرامة الإنسانية.