مسودة اتفاق أميركي روسي تهدد وحدة الناتو والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن ملامح اتفاق سلام أميركي روسي اقترحته إدارة الرئيس دونالد ترامب يتضمن اعترافا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، في خطوة تهدد بانقسام داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وبينما تستعد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية جديدة اليوم الخميس، تنذر التطورات المتسارعة بتقويض هذا المسار، إذ بات واضحا أن أوروبا، رغم سعيها لإعادة بناء علاقتها الدفاعية مع المملكة المتحدة بعد "بريكست"، قد تنجر إلى أزمة جيوسياسية كبرى.
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي لفايننشال تايمز: "لا يمكن تصور سياسة دفاعية أوروبية من دون المملكة المتحدة"، مؤكدا الأهمية المتزايدة للتنسيق الدفاعي الأوروبي البريطاني وسط تضاؤل الالتزام الأميركي التقليدي بالقارة.
لكن هذا التوجه يصطدم الآن بموقف إدارة ترامب الجديدة، التي يبدو أنها تفضل مقايضة أمن أوكرانيا بمكاسب تفاوضية مع موسكو. وبحسب مسؤولين مطلعين، ستشهد الأيام المقبلة محادثات نهائية بين ستارمر وفون دير لاين لوضع إطار اتفاق دفاعي جديد كخطوة إستراتيجية لتعويض غياب الضمانات الأميركية.
إعلانكذلك، كشفت الصحيفة أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيفن ويتكوف، قدم في زيارته الرابعة للكرملين خطوطا عريضة لاتفاق يتضمن اعتراف واشنطن بسيادة موسكو على القرم، واستبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو.
وفي حين رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الشروط، أكد مسؤولون أوكرانيون استعدادهم لمناقشة الجوانب الأخرى من العرض الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن يوليا سفريدينكو، نائبة رئيس الوزراء، قولها: "أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لكن ليس للاستسلام".
انقسام داخلي
بالمقابل، قال دبلوماسي أوروبي رفيع إن "شبه جزيرة القرم وطموحات أوكرانيا المستقبلية لعضوية حلف الناتو خطان أحمران لا يمكننا التخلي عنهما".
ومع اقتراب موعد قمة الناتو في مدينة لاهاي في يونيو/حزيران المقبل، تتزايد المخاوف من إمكانية فرض الاتفاق على الحلف، مما قد يؤدي إلى انقسام داخلي. وأوضح دبلوماسي أوروبي آخر من أن القضية الأساسية للقمة ستكون: "أين نقف من أوكرانيا؟".
أما داخل واشنطن، فنفت شخصيات بارزة، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، وجود نقاش حول رفع العقوبات عن روسيا كجزء من صفقة محتملة، واصفا تقرير بوليتيكو بأنه "لا أساس له من الصحة".
وخلال زيارة مبعوث ترامب إلى موسكو، غاب روبيو عن اجتماع مهم في لندن مع وزراء خارجية أوروبا وأوكرانيا، مما فُهم كإشارة إلى تراجع الانخراط الأميركي في القضايا الأمنية الأوروبية.
وحذر مسؤول في الاتحاد الأوروبي من أن "أي اعتراف أميركي بالقرم أو دعوة لتخفيف العقوبات سيقضي على وحدتنا بشأن أوكرانيا. الأمر يبدو فوضويا".
وفي الوقت الذي بدأت فيه العواصم الأوروبية محادثات مع واشنطن لتجنب تصعيد تجاري، تخشى هذه العواصم من أن تستخدم إدارة ترامب ملف أوكرانيا كورقة ضغط.
وقال جيريمي شابيرو، أحد أعضاء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا انسحب الأميركيون، فلن يكون من الممكن للأوروبيين أن يكونوا موحدين بشأن أوكرانيا".
إعلانوفي ظل التوترات الداخلية في الناتو وتراجع الثقة الأوروبية بإدارة ترامب وغياب إجماع أميركي داخلي بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، يبدو أن القارة العجوز تواجه أخطر اختبار لوحدتها منذ نهاية الحرب الباردة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا صار «قريباً»، لكنه وجه انتقادات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه التنازل رسمياً عن شبه جزيرة القرم لروسيا.
جاءت تصريحات ترامب في وقت حذر فيه نائب الرئيس جاي دي فانس من أن الولايات المتحدة ستتخلى عن مساعيها ما لم تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام، في الوقت الذي اجتمع فيه مبعوثون من واشنطن وكييف ودول أوروبية لإجراء محادثات في بريطانيا.
وأفادت وسائل إعلام أميركية أن ترامب مستعد لقبول الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا في شبه جزيرة القرم بصفتها أراضي روسية، لكن زيلينسكي صرّح للصحافيين هذا الأسبوع أنها أراضٍ أوكرانية، وأن الاعتراف بها كأرض روسية «يتعارض مع دستورنا».
وقال دونالد ترامب أمس: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق».
في وقت سابق، قال نائبه جاي دي فانس في الهند للصحافيين «قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا (نعم)، وإلا فإن الولايات المتحدة ستنسحب من هذه العملية».
وأضاف «يعني ذلك أن الأوكرانيين والروس على حد سواء سيتعيّن عليهم التخلي عن بعض الأراضي التي يملكونها حالياً».
وذكرت التقارير الإعلامية أن المقترح طُرح في البداية أثناء اجتماع مع البلدان الأوروبية في باريس الأسبوع الماضي.
لكن الرئاسة الفرنسية أكدت أمس، أنّ احترام وحدة أراضي أوكرانيا وتطلع أوكرانيا نحو أوروبا، مطلبان مهمّان جداً بالنسبة إلى الأوروبيين.
وتأتي آخر جولة من التحركات الدبلوماسية في ظل موجة قصف جوي روسي جديدة بعد هدنة قصيرة لمناسبة عيد الفصح. وأسفرت ضربة روسية شنّتها مسيّرة على حافلة تنقل عمالاً في مدينة مارغانيتس في جنوب شرق البلاد عن مقتل 9 وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفاد حاكم دنيبروبيتروفسك أمس.
وأفادت السلطات الأوكرانية عن ضربات في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.
وفي روسيا، أفادت تقارير عن إصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود.