الجزيرة:
2025-04-24@09:38:03 GMT

استبدال الليرة السورية هل هو ضرورة اقتصادية؟

تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT

استبدال الليرة السورية هل هو ضرورة اقتصادية؟

دمشق– بعد سنوات من الصراع والانقسام الاقتصادي في سوريا، بات السؤال عن مستقبل العملة المحلية وإمكانية استبدالها مطروحًا بقوة في الأوساط الحكومية والشعبية، خصوصًا مع تزايد الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وفي ظل تدهور الليرة وظهور عملات بديلة في بعض المناطق، تتجه الأنظار إلى خيارات استبدال العملة، وما يترتب عليها من تحديات اقتصادية وسياسية قد تواجه الإدارة السورية.

ومنذ اندلاع الثورة عام 2011، فقدت الليرة أكثر من 98% من قيمتها أمام الدولار، وبلغ سعر الصرف مستويات قياسية. ورافق هذا الانهيار اعتماد مناطق واسعة، خصوصًا شمال البلاد، على الليرة التركية أو الدولار في التعاملات اليومية، مما قلل من مركزية العملة المحلية كمصدر نقدي.

ومع سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأت أصوات في الداخل السوري والخارج تتحدث عن ضرورة استبدال العملة كجزء من خطة الإصلاح الاقتصادي، وإعادة الثقة بالقطاع المالي والنقدي في البلاد.

ويعزو دعاة استبدال العملة القيام بذلك لعدة أسباب من أبرزها:

وجود أموال بالليرة داخل وخارج البلاد. سرقة أموال الدولة على يد مسؤولين ومتهمين بجرائم. تدهور العملة وانخفاض قيمة الليرة. وجود صور رموز النظام السابق على العملة كصور عائلة الأسد. إعلان سعر الليرة

أكّد الخبير الاقتصادي السوري أسامة قاضي أن استبدال العملة الورقية أمر لا مفر منه "عاجلًا أم آجلًا" مشيراً إلى أن هذا يتطلب أولًا معرفة القيمة الحقيقية لليرة بالسوق ضمن بيئة استثمارية نشطة يدخل من خلالها مليارات الدولارات، مما ينعكس على تحريك عجلة الاقتصاد ويُفعّل آليات العرض والطلب بشكل واضح.

وقال قاضي -في حديث للجزيرة نت- إن المصرف المركزي بحاجة إلى هذا المشهد الاقتصادي المستقر لتحديد السعر الواقعي لليرة، مما يدفعه للتريث في اتخاذ خطوة طباعة عملة جديدة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتكاليف الطباعة العالية، والتقنيات المتطورة اللازمة لمنع التزوير.

وأضاف أنه قدّم مقترحاً رسمياً إلى "المركزي" ووزارة الاقتصاد لطباعة فئة جديدة قيمتها 5 آلاف ليرة، كإجراء إسعافي يهدف إلى وقف التزوير، والحد من المضاربات، ومكافحة غسل الأموال، وبيّن أن هذه الخطوة من شأنها أن تُفقد العملات المهربة إلى خارج البلاد قيمتها.

وأشار قاضي إلى أن عملية الاستبدال ستتيح للمصرف المركزي تتبّع مصادر الأموال ومعرفة إن كان أصحابها يغطّون على عمليات غسل أموال أم يملكون أنشطة اقتصادية حقيقية.

وفيما يخص تمويل الطباعة، كشف قاضي أن ثمة دولا عرضت تغطية التكاليف على 3 دفعات، مرجحًا أن إحدى الدول العربية الشقيقة قد تتبنى تمويل الدفعة الأولى، غير أن المقترح لم يُعتمد رسمياً حتى الآن.

استعادة الثقة

في المقابل، يحذر آخرون من أن التسرع في الإقدام على الخطوة -قبل تحقيق حالة استقرار اقتصادي وسياسي- يجعل الخطوة بلا جدوى.

ويتطلب استبدال العملة السورية شروطا أساسية يجب أن تتحقق على المدى الطويل، وفق المحلل الاقتصادي فراس شعبو، مشيراً إلى من أبرزها:

تحقيق استقرار سياسي مستدام. إجراء إصلاحات اقتصادية شاملة. شفافية تامة في إدارة الشؤون المالية. إعلان

وشدد المحلل الاقتصادي -في حديث للجزيرة نت- على أن استبدال العملة يجب أن يتم فقط بعد استعادة الثقة بها، لافتاً إلى أن أي تغيير شكلي لن يؤدي إلى تحسن حقيقي في قيمة العملة أو في الوضع الاقتصادي بشكل عام.

وحسب شعبو، فإن تكلفة طباعة عملة جديدة أكبر من قيمة الليرة نفسها، وهو تحد كبير في حد ذاته للحكومة.

وأشار إلى أن أي خطة إصلاح اقتصادي يجب أن تشمل إعادة هيكلة القطاعات المصرفية، مع العمل على الحد من التضخم المزمن الذي يعاني منه الاقتصاد السوري، فضلًا عن إيجاد بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات استبدال العملة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان والرئيس الروسي يؤكدان على ضرورة وقف الحرب في غزة.. ودعوة لتشكيل لجنة اقتصادية عُمانية روسية مشتركة

موسكو - العمانية

أكد جلالةُ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، حرصهما المشترك على تعزيز وتطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، وذلك في بيان مشترك صدر في ختام المحادثات الرسمية بين الجانبين في موسكو.

وأشار البيان إلى اتفاق الطرفين على توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وتشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، إلى جانب التوصل إلى اتفاق لإعفاء مواطني البلدين من التأشيرات، في خطوة تعزز التبادل السياحي والاقتصادي.

وأكد القائدان على أهمية تسوية النزاعات والخلافات الدولية عبر الحوار والوسائل السلمية، مع الالتزام بقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وعبّر الزعيمان عن قلقهما البالغ إزاء الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، مؤكدين دعم جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وعودة النازحين إلى أراضيهم. كما شددا على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • السداد والتحصيل الإلكتروني.. لجنة استبدال العملة تقف على ترتيبات المصارف لبدء استبدال العملة بولايتي الخرطوم والجزيرة
  • السودان: ترتيبات لبدء استبدال العملة بولايتي الخرطوم والجزيرة
  • هل تقوم الحكومة السورية بحذف الأصفار من الليرة؟ جدل متصاعد
  • أقوى 10 عملات أفريقية في أبريل 2025 وانعكاسها الاقتصادي
  • العملة تنهار والأسعار تشتعل.. عدن تواجه أزمة اقتصادية خانقة
  • سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأربعاء يواصل التراجع
  • جلالة السلطان والرئيس الروسي يؤكدان على ضرورة وقف الحرب في غزة.. ودعوة لتشكيل لجنة اقتصادية عُمانية روسية مشتركة
  • تراجع طفيف في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الثلاثاء
  • استقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الاثنين