ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
رجل دين كاثوليكي وُلد في روما عام 1955 ورُسّم كاهنا عام 1981. وشغل منصب نائب كاهن في كنيسة سانت ماريا في تراستيفيري مدة 19 عاما، وانخرط في جماعة سانت إيجيديو، ثم أصبح لاحقا مرشدها الكنسي العام. وعام 2012، عيّنه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا مساعدا لأبرشية روما، ثم رُقي عام 2015 على يد البابا فرانشيسكو لمنصب رئيس أساقفة بولونيا، وعام 2022 اختاره رئيسا لمجلس الأساقفة الإيطاليين.
وُلد ماتيو ماريا زوبي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 1955، في العاصمة الإيطالية، لعائلة تربطها علاقات وثيقة بالفاتيكان.
وكان والده إنريكو زوبي يعمل صحفيا ومصورا، وعيّنه الكاردينال جيوفاني باتيستا مونتيني -الذي أصبح لاحقا البابا بولس السادس- رئيسا لتحرير مجلة "لوسيرفاتوري ديلا دومينيكا" وهي نسخة يوم الأحد من صحيفة "لوسيرفاتوري رومانو".
أما من جهة والدته كارلا فوماغالي، فينحدر زوبي من إرث كنسي وازن، فهي ابنة شقيقة الكاردينال كارلو كونفالنيري أحد كبار رجال الكنيسة في القرن الـ20 والذي تولى مناصب بارزة من بينها سكرتير البابا بيوس الحادي عشر ورئيس مجمع الأساقفة.
وقد التقى زوبي أثناء دراسته الثانوية بالمؤرخ والمفكر أندريا ريكاردي مؤسس جماعة "سانت إيجيديو" وهي حركة كنسية علمانية انطلقت من قلب روما. واعتبرها بمثابة "إنجيل آخر وكنيسة أخرى" وانخرط في صفوفها وأصبح أحد أبرز وجوهها ومرشديها الروحيين.
عام 1977 حصل زوبي على شهادة في الأدب والفلسفة من جامعة "لا سابينزا" وقدّم فيها أطروحة عن تاريخ المسيحية.
ولاحقا التحق بإكليريكية بالسترينا، ثم تابع دراسته في الجامعة البابوية اللاتيرانية ونال درجة البكالوريوس في اللاهوت.
إعلان الفكر والتوجه الأيديولوجيتبنى زوبي نهج ورؤية البابا فرانشيسكو، كما سعى في تحقيقها انطلاقا من الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وحتى وثيقة "الأخوّة الإنسانية" التي وُقّعت في أبو ظبي عام 2019.
وعُرف بتركيزه على القيم الإنسانية مثل نبذ الكراهية والتضامن والانفتاح الديني، مع اهتمام بالفئات المهمشة مثل المهاجرين.
وقد جعله هذا النهج الاجتماعي والانفتاحي يُصنّف ضمن التيار اليساري في إيطاليا، لدرجة أن الإعلام المحلي علق ساخرا عند تعيينه كاردينالا بالقول "كاهن الحزب الاشتراكي الإيطالي أصبح كاردينالا".
واشتهر بمواقفه المعارضة لحزب "ليغا" اليميني، وإشادته العلنية أثناء جنازات شخصيات يسارية معروفة بمواقفها المؤيدة للإجهاض، إلى جانب موافقته على خدمة كاهن شيوعي ترشّح سابقا للبرلمان الأوروبي ضمن أبرشية بولونيا.
وقد تصاعد الجدل حوله بسبب علاقته بجويلي ماغالدي أحد كبار رموز الماسونية التقدمية في إيطاليا، والذي صرّح عام 2020 بأن زوبي "أكثر الكرادلة الذين يقدّرهم".
كما أثارت مواقفه جدلا داخليا داخل الكنيسة، خاصة في ما يتعلق بترحيبه بالشواذ دون اشتراط توبتهم أو تغيير نمط حياتهم، مما جعله في مرمى انتقادات بعض التيارات المحافظة داخل الكنيسة.
التجربة الدينيةرُسّم زوبي كاهنا في 9 مايو/أيار 1981 في كاتدرائية القديس أغابيتوس، ثم عُيّن على الفور نائبا لكاهن رعية بازيليك سانت ماريا في تراستيفيري. وعام 2000، تولى منصب الكاهن الرئيسي في الكنيسة ذاتها، وظلّ في هذا المنصب عقدا من الزمن.
وعام 1992 كان له دور حيوي في التوسط لإنهاء الحرب الأهلية في موزمبيق، مما أسهم في توقيع اتفاقيات السلام ومنحه الجنسية الفخرية لهذه البلاد. كما شغل منصب المرشد الكنسي العام لجماعة "سانت إيجيديو" بعد نجاحه بهذه الوساطة.
إعلانوعمل كاهنا في كنيسة "سانتا كروتشي ألا لونغارا" الفترة بين عامي 1983 و2012، وانضم رسميا إلى كهنة أبرشية روما في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988. وكان عضوا بمجلس كهنة الأبرشية من عام 1995 وحتى 2012.
وعام 2006، منحه البابا بنديكت السادس عشر لقب "كاهن فخري" تكريما لخدماته.
وخلال الفترة من عام 2005 حتى 2010، شغل منصب رئيس دائرة كنيسة المنطقة الثالثة في روما. وفي 31 يناير/كانون الثاني 2012، عينه البابا بنديكت السادس عشر أسقفا فخريا لمدينة فيلانوفا ومساعدا لأسقف روما، وتلقى رسامته الأسقفية في 14 أبريل/نيسان من العام نفسه.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عينه البابا فرانشيسكو رئيسا لأبرشية بولونيا. وفي 12 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، دخل كاتدرائية سان بيترونيو.
ونال زوبي لقب كاردينال "سانت إيجيديو" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2019. وفي 22 مايو/أيار 2022، تولى منصب رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين بموجب المادة 26 من النظام الأساسي للمؤتمر.
وفي 2023 عُيّن قاضيا في المحكمة العليا لدولة الفاتيكان، وفي مايو/أيار من العام ذاته، كلفه البابا فرانشيسكو بقيادة البعثة الدبلوماسية للكرسي الرسولي ومحاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البابا فرانشیسکو سانت إیجیدیو
إقرأ أيضاً:
كلاوس شواب يتنحّى عن رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي
أعلن كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، يوم الاثنين استقالته من رئاسة مجلس الأمناء، بعد أكثر من نصف قرن من قيادته للمنظمة الدولية التي تجمع نخبة قادة الأعمال والسياسة والفكر في بلدة دافوس السويسرية سنويًا.
وقال المنتدى، الذي يتخذ من جنيف مقرًا له، في بيان رسمي، إن شواب البالغ من العمر 87 عامًا قرر التنحي بأثر فوري، مضيفًا أن مجلس الأمناء عقد اجتماعًا استثنائيًا في 20 أبريل/نيسان وافق فيه رسميًا على الاستقالة.
حان وقت الانتقالوفي بيان نشره المنتدى، صرّح شواب: "مع دخولي عامي الثامن والثمانين، وبعد الإعلان الأخير، قررت التنحي عن منصب رئيس وعضو مجلس الأمناء فورًا".
وكان المنتدى قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن نية شواب مغادرة منصبه، دون تحديد موعد واضح، إلا أن إعلان اليوم وضع نهاية رسمية لمسيرته الطويلة في قيادة المنظمة.
وأفاد المنتدى أن نائب رئيس المجلس، بيتر برابيك ليتماث، سيتولى منصب الرئيس المؤقت لمجلس الأمناء حتى يتم تعيين رئيس دائم.
كما تم تشكيل لجنة خاصة لتعيين رئيس جديد للمجلس، في خطوة تؤكد أن المنتدى مقبل على مرحلة انتقالية مهمة بعد عقود من الاستقرار المؤسسي تحت قيادة شواب.
إعلان شواب وميراث دافوسوأسّس شواب المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1971، كمبادرة تجمع قادة الأعمال الأوروبيين، قبل أن يتحول إلى أحد أهم المنصات العالمية للحوار الاقتصادي والسياسي.
وخلال العقود الماضية، لعب المنتدى دورًا محوريًا في تشكيل النقاشات العالمية حول العولمة، التنمية المستدامة، الابتكار التكنولوجي، والتحديات المناخية، ونجح في جذب شخصيات بارزة من مختلف القارات، بينهم رؤساء دول وحكومات، ومديرو شركات كبرى، وأكاديميون بارزون.
توقيت حساس دوليًاويأتي هذا التغيير القيادي في وقت تشهد فيه السياسة الدولية اضطرابات حادة، خصوصًا مع انكفاء الولايات المتحدة عن النظام الدولي تحت ولاية الرئيس دونالد ترامب، وتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية بين القوى الكبرى، بحسب تقارير متزامنة من بلومبيرغ.
ويُتوقّع أن يفرض غياب شواب تحديات جديدة على المنتدى في الحفاظ على مكانته كمنصة محايدة للحوار الدولي، وسط تحوّلات عالمية متسارعة قد تُعيد رسم ملامح الاقتصاد والسياسة خلال السنوات المقبلة.