من أين الوجبة التالية؟.. المجاعة تُنافس قنابل الاحتلال في قتل سكان غزة
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
الثورة / متابعات
في مشاهد لا تختلف كثيرًا عما حدث في حروب المجاعات قديمًا، يبدو المواطن الفلسطيني منتظرًا الموت جوعًا أقرب مما ينتظره قصفًا بطائرات الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث تم تدمير كافة القطاعات الحيوية التي تنتج الغذاء داخل قطاع غزة بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 18 شهرًا، كما أن إغلاق المعابر بشكل كامل يحول دون وصول كسرة خبز أو قارورة دواء إلى سكان القطاع المحاصر.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قالت في بيان لها أمس الأحد -على حسابها بمنصة إكس- إن “أكثر من 90 ألف نازح” يعيشون حاليًّا في نحو 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، مشيرة إلى أن “ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجددًا منذ انهيار وقف إطلاق النار” في القطاع.
“من أين الوجبة التالية؟”
كما أكد “برنامج الأغذية العالمي” أن العائلات في القطاع “لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية”، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ نحو 7 أسابيع، موضحة أن “الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية”.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
أكل السلاحف
ويزداد مشهد المأساة وضوحًا بلجوء فلسطينيين من قطاع غزة إلى البحث عن أطعمة غير معتادة لسد شيء من الجوع الذي يفتك بصغارهم؛ حيث أكد بعضهم لصحيفة فرنسية أن الجوع اضطرهم إلى أكل سلاحف البحر، كما قال آخرون لصحيفة بريطانية إنهم باتوا يخشون الجوع أكثر من القصف الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن الجوع دفع الأهالي في غزة إلى أكل سلاحف البحر، وهو نوع محمي من الحيوانات البحرية. ونقلت الصحيفة عن سيدة اسمها ماجدة أن أولادها كانوا في البداية مترددين، لكنها نجحت في إقناع بعضهم بأكل لحم سلاحف البحر مطبوخا.
ويقول فلسطينيون للصحيفة إنهم لم يفكروا يومًا في أكل السلاحف البحرية لو كانت أمامهم خيارات أخرى.
الصياد الغزّي عبد الحليم قنان، يقول إنه لجأ إلى اصطياد السلاحف لتحويلها إلى وجبة بروتينية لتعويض ما يفقدونه من لحوم ودواجن وخضراوات وغيرها.
ويقوم الصيادون بذبح السلاحف وتقطيعها ثم طهيها وتوزيعها على المحتاجين، كونها سلعة لا تباع في الأساس، وذلك بسبب شح البضائع في الأسواق وارتفاع ثمنها.
الحصار الأطول
ومن جهتها ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الحصار الذي فرضته إسرائيل عقب نقضها اتفاق الهدنة دفع قطاع غزة نحو مستوى غير مسبوق من المعاناة الإنسانية، موضحة أن الحصار المطلق الذي يدخل أسبوعه الثامن يتميز الآن بكونه الأطول في تاريخ غزة، مستبعدة أن تتراجع عنه إسرائيل في غياب أيّ ضغط دولي عليها.
وكان رئيس شبكة المنظمات الأهلية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة أمجد الشوّا قال: إن “القطاع دخل في حالة مجاعة، والوضع الإنساني بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي”.
أما رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي فصرّح بأن نحو 70% من سكان القطاع كانوا يعتمدون بشكل رئيسي على المخابز المتعاونة مع برنامج الغذاء العالمي لتأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز.
وكان قطاع غزة يضم قرابة 140 مخبزًا قبل بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، دُمر منها حتى الآن 25 مخبزًا بشكل كلي، بين مخابز آلية ونصف آلية. كما تعاني المخابز المتبقية من أزمات حادة في الوقود والطحين تهدد بتوقفها الكامل عن العمل، وفق العجرمي.
غزة بلا خبز
وتتفاقم هذه المعاناة، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، الذي شمل إغلاقًا تامًا لجميع المعابر، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، مما أدى إلى انقطاع تام في إمدادات الطحين والوقود والمواد الغذائية والطبية.
وبحسب تقارير أممية وحقوقية، يواجه نحو 2.3 مليون فلسطيني خطر المجاعة، في ظل تدمير البنية التحتية الغذائية ومنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.
ومطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أن جميع المخابز المدعومة من قبله وعددها 25 مخبزا في قطاع غزة، أغلقت أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود المتوفر لديه، رغم أن الخبز أحد السلع الأساسية التي بات الحصول عليها يمثل تحديًا يوميًا للسكان، خاصة في ظل تدمير عشرات المخابز وشح الوقود اللازم لتشغيلها.
وقال البرنامج العالمي في بيان سابق له، إنه كان يوزع يوميًا أكثر من 306,000 كيلوغرام من دقيق القمح لتشغيل المخابز في جميع أنحاء القطاع، بالإضافة إلى الخميرة والسكر والملح.
وأشار إلى أنه مع استمرار إغلاق الحدود ومنع دخول المساعدات، نفدت الإمدادات اللازمة، مما أدى إلى وقف دعم إنتاج الخبز في جميع المخابز المدعومة من البرنامج.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: دخول المساعدات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بدء عبور قوافل مساعدات عبر معبر رفح وسط اتهامات لاسرائيل بتجويع سكان غزة
بدأت الأحد شاحنات محملة بالمساعدات بالعبور إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، وفق لقطات وصور لوكالة فرانس برس، بعد إعلان إسرائيل « تعليقا تكتيا » لعملياتها العسكرية في أجزاء من القطاع للسماح بتوزيع الإعانات.
وأظهرت صور وشريط فيديو لوكالة فرانس برس، شاحنات ضخمة محملة بأكياس ييضاء تدخل عبر بوابة معبر رفح من الجانب المصري والذي يؤدي الى جنوب قطاع غزة.
إلا أن الشاحنات لا تدخل مباشرة الى القطاع عبر الجانب الفلسطيني من المعبر المدمر والمقفل بسبب الحرب. وتسير الشاحنات بعد ذلك كيلومترات قليلة جدا نحو معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي حيث يتوقع أن تخضع للتفتيش مجددا قبل دخول منطقة رفح الفلسطينية.
وحمل بعض الشاحنات شعار الهلال الأحمر المصري، بينما حملت أخرى رسم العلم الإماراتي مع عبارة « الإمارات العربية المتحدة، المساعدات الإنسانية الى غزة، مشاريع دعم المياه في غزة ».
وذكرت قناة « القاهرة الإخبارية » القريبة من السلطات المصرية أن « شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من مصر وصلت إلى معبر كرم أبو سالم ».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تعليقا تكتيكيا يوميا لعملياته العسكرية في القطاع، « اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة الثامنة مساء (17،00 بتوقيت غرينتش) »، مضيفا أن هذا التعليق سيشمل المناطق التي لا يتحر ك فيها الجيش « وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميا حتى إشعار آخر ».
وأشار إلى أنه « تم تحديد ممرات مؤمنة بشكل مستدام اعتبارا من الساعة السادسة صباحا (3,00 بتوقيت غرينتش) وحتى الحادية عشرة مساء (20,00 بتوقيت غرينتش) ستسمح بالتحرك الآمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة ».
وأتى القرار الإسرائيلي في ظل تصاعد الضغوط الدولية في مواجهة تفاقم أزمة الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدم ر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا.
وبدأت إسرائيل ليلا إلقاء مساعدات غذائية جوا على القطاع، بموازاة خطوات مماثلة أعلنت الإمارات وبريطانيا أنها ستقوم بها أيضا.
وبشكل عام، تشكك المنظمات الإنسانية الدولية بجدوى هذه الوسيلة. وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني السبت، إن استئناف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات يمثل استجابة « غير فاعلة » للكارثة الإنسانية المستمرة. وأضاف « إنها مكلفة وغير فاعلة ويمكن حتى أن تقتل مدنيين يتضورون جوعا ».
كذلك، أعلن الأردن الأحد تسيير قافلة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة زيكيم بين إسرائيل وشمال قطاع غزة.
وقالت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية في بيان إن « القافلة تتكون من 60 شاحنة محملة ب962 طن من المواد الغذائية، جرى تجهيزها بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وبرنامج الأغذية العالمي والمطبخ المركزي العالمي » مضيفة « ستتبع هذه القافلة دفعات إضافية من المساعدات خلال الأيام المقبلة ».
(ا-ف-ب)
كلمات دلالية اسرائيل المجاعة غزة مساعدات