كيف تحصن نفسك من الحسد؟.. بـ5 أمور بينها سورة الصمد 11 مرة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
يتساءل البعض قائلًا: كيف تحصن نفسك من الحسد ؟، وهو سؤال أجاب عنه كثير من علماء الدين، وورد في بيانه آيات وأحاديث ومجربات الصالحين، لعل أبرزها ما ذكره القرآن الكريم من آيات المعوذتين والإخلاص، وفي التقرير التالي نوضح كيف تحصن نفسك من الحسد؟
كيف تحصن نفسك من الحسد؟يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الحسد : تمني زوال النعمة عن الغير فيشتمل في طياته على الحقد، والغبطة تمني مثل ما أنعم الله به على الغير، مشيرًا إلى أن ربنا سبحانه وتعالي أرشدنا أن نتعامل مع الحسد بأن نستعين بالقرآن والأذكار والدعاء .
وأوضح في جواب: كيف تحصن نفسك من الحسد؟، إن من محصنات الحسد ذكر الله تعالى، محض الذكر (الله) أو بالدعاء (يا الله)، قراءة المعوذتين وتحديدًا سورة الفلق، قراءة سورة الفاتحة، آية الكرسي، لافتًا إلى أن من المجربات : قراءة سورة الصمد 11 مرة، حيث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، احْتَرَقَ بَيْتُكَ ، فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ بَيْتِي ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، احْتَرَقَ بَيْتُكَ ، فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ بَيْتِي ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، اتَّبَعْتُ النَّارَ فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى بَيْتِكِ طُفِيَتْ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، مَا نَدْرِي أَيُّ كَلامِكَ أَعْجَبُ ؟ قَوْلُكَ مَا احْتَرَقَ ، أَوْ قَوْلُكَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ.
لإبطال الحسد والسحر عليك بهذا الأمر النشرة الدينية.. انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية.. كيفية تحصين الأبناء من الحسد.. أدلة تبرك الصحابة بالنبيوبين علي جمعة أن (ما شاء الله) هي كلمة وكأنها بحاجة إلى جواب، والجواب مضمر بمعنى (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)، فهذه الكلمة التي يقولها الإنسان يذكر نفسه أن ما يراه من رزق حسن له أو لأحد إنما هو بمشيئة الله، ومن فوائد هذه الكلمة أنها تمنع الحسد من الشخص، فإن الحسد قوة شيطانية بداخل الإنسان؛ حيث يتمنى زوال ما يرى من نعمة على أخيه، وبهذه الكلمة يتذكر المسلم أن ما يراه هو مشيئة الله سبحانه وحده، وأن هذا التمني هو في الحقيقة اعتراض على قسمة الله عز وجل، فيترك هذا الخلق البغيض ويرضى بما قسم الله، ولا حرج أن يسأل الله أن يرزقه مثل رزق فلان دون أن يزول من رزقه شيء.
وأوضح أن هذه الكلمة تكثر في رؤية الخير على الآخرين، وقد أمر الله بها على لسان العبد الصالح الذي أمر صاحبه الذي كفر أن يقولها حتى لا تزول النعمة من عنده قال تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) [الكهف:39].
وأكمل علي جمعة في جواب كيف تحصن نفسك من الحسد؟: حتى تكون من الرحماء يجب عليك أن تبتعد عن الحسد، فالحسد منهيٌ عنه، وعدم الحسد والغبطة من صفات الرحماء، والحسد من صفات الجفوة والعنف، لأنه هو تمنّي زوال النعمة من يد الآخرين، ما هذه القسوة؟ والرحيم لا يكون كذلك، ولذلك قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:5]، اعتبر الحسد شر، وعلمنا كيف نستعيذ بالله من هذا الشر.
واستدل بما جاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا يجتمعان في قلب الإيمان والحسد» يعني إذا دخل الحسد في قلب مؤمن فالإيمان يخرج، إذا دخل الإيمان وعمّر القلب فإن الحسد لا يكون له مكان، إذن حتى تكون من الرحماء يجب عليك أن تبتعد عن الحسد.
وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» إذن عدم الحسد فيه خير، فيه ألفة، فيه اجتماع، والله سبحانه وتعالى يُؤلّف بين القلوب، البعد عن الحسد يعني نبعد عن النقمة، والحسد يجلب النِقَم ويُزيل النعم كما قالوا، الحسد منبع الشرور العظيمة، ومفتاح العواقب الوخيمة، يورث ويتولد منه الحقد والضغينة.
وإذن فهو معول في هدم الاجتماع البشري، يجب علينا إذن أن نبتعد عن الاجتماع البشري بكل وسائله وبكل طرقه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء الحسد دعاء الحسد والعين ی ا أ ب ا الد الحسد من
إقرأ أيضاً:
معنى الصعود في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾
معنى الصعود.. أوضحت دار الإفتاء المصرية المراد بالصعود في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكونَ الصعود إليه سبحانه؛ فيكون مجازًا عن علو المكانة ورُقيِّ المرتبة عنده؛ لاستحالة المكان في حقه سبحانه، وإما أن يكون لمواضع مخلوقاته المشرفة؛ فيصحّ فيه ارتفاع المكانة أو المكان.
معنى الصعود بالقرآن الكريم
قال الإمام بدر الدين بن جماعة الشافعي في كتابه "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل" (ص: 111-112، ط. دار السلام): [قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْه﴾ [المعارج: 4]، ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55]: اعْلَم أَنه قد تقدَّم الكلامُ عليه في آيَة الاسْتوَاء، ونزيد هَهُنَا: أَنه إِذا ثَبت اسْتِحَالَةُ الْجِهَة فِي حَقه تَعَالَى وَجب تَأْوِيل هَذِه الْآيَات، وَأَن المُرَاد: يصعد ويعرج إِلَى مَحل أمره وإرادته، أَو أَنَّ المُرَاد بالمعارج: الرتب والدرجات؛ كَمَا ورد فِي دَرَجَات الْجنَّة، وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ: الدَّرَجَات الَّتِي هِيَ مراقي من سفل إِلَى علو الرُّتْبَة والمنازل عِنْده تَعَالَى، وَفِي إفاضات النعم فِي الْجنَّة، ومنه قولُه تعالى: ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾، وقوله: ﴿بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ﴾ إِلَى مَحل كرامته؛ كَمَا يُقَال: رفع السُّلْطَان فلَانا إِلَيْهِ؛ لَيْسَ المُرَاد مَكَانًا وَلَا جِهَة علو، بل قرب رُتْبَة ومنزلة] اهـ.
وقالت الإفتاء إن علماء المسلمين اتفقوا على أنَّ العروج إلى الله تعالى إنما هو بالرتبة والمنزلة والمكانة، لا بالمسافة والانتقال؛ لأنَّه تعالى مُنزَّهٌ عن المكان والجهة والنُقلة ودُنوِّ الْمسَافَة.
قال الإمام الثعلبي في "الكشف والبيان" (25/ 86، ط. دار التفسير): [ودُنوّ الله من العبد ودنوّ العبد من الله تعالى بالرتبة، والمنزلة، والمكانة، وإجابة الدعوة، لا بالمسافة؛ لأن المسافة لمن يكون له المكان مشتغلًا به، فيكون بينه وبين المكان الآخر مسافة، وذلك كله من أمارات الأجسام وخواصها، والله عزَّ شأنه يتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، وإنما هو كقوله تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ﴾ [البقرة: 186]، وقوله: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ﴾ [الواقعة: 85]؛ يعني: بالعلم والقدرة وإجابة الدعوة] اهـ.
وقال الإمام القرطبي المالكي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (11/ 333، ط. دار الكتب المصرية-القاهرة): [وقال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى» المعنى: فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن الباريَ سبحانه وتعالى ليس في جهة] اهـ.
وقال الإمام بدر الدين بن جماعة الشافعي في كتابه "إيضاح الدليل" (ص: 144): [اعْلَم أَن دنو الْمسَافَة على الله تَعَالَى محَال] اهـ.
وقال العلَّامة القسطلاني الشافعي في "إرشاد الساري" (10/ 393، ط. الأميرية) عند شرحه لقول زينب بنت جحش رضي الله عنها: "إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ": [وذات الله تعالى منزّهة عن المكان والجهة، فالمراد بقولها: "فِي السَّمَاءِ": الإشارة إلى علوّ الذات والصفات، وليس ذلك باعتبار أنَّ محله تعالى في السماء، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا] اهـ.
وأكدت دار الإفتاء أن الذي عليه الأمة الإسلامية كلها بفقهائها ومُحدثيها ومتكلميها أن الصعود إليه سبحانه معناه ارتفاع الرتب وزيادة الفضائل وعلو المكانة وشرف المنزلة، ونحو ذلك؛ مما ليس فيه صعودٌ حِسِّيٌّ ولا نُقلةٌ أو قطع مسافة.