شكّل عدم وجود الجزائر في قائمة الدول الجديدة المنضمة إلى مجموعة "بريكس" مفاجأة غير متوقعة، خصوصا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أكد في لقاء صحفي سابق، أن "سنة 2023 ستتوج بانضمام بلاده للمنظمة".

ورغم أنه اشترط، خلال ذات اللقاء، استمرار جهود تنويع الاقتصاد والانفتاح على الاستثمار لتحقيق ذلك، إلا أن وسائل إعلام محلية، سوّقت منذ ذلك الحين لفكرة أن حظوظ الجزائر وفيرة بالانضمام للمجموعة، وهو ما وصفه معلقون بأنها "كذبة".

وبعد ذلك، تردد في الأشهر الأخيرة أسماء أربعة دول عربية لها حظوظ كبيرة للانضمام لبريكس، وهي السعودية والإمارات ومصر والجزائر، فصعدت الثلاثة الأولى إلى قائمة الدول الأعضاء في المجموعة بداية من مطلع العام المقبل، وغابت الجزائر.

والخميس، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أن المجموعة قررت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، لتصبح دولًا كاملا بالمجموعة.

وتضم "بريكس" الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، وتعد الدول الأربعة الأولى الاقتصادات الأسرع نموا، وتسعى للتخلص من الهيمنة الغربية وسيطرة الدولار، وتشجع التعامل بالعملات المحلية في المبادلات التجارية.

غير أن قمة جوهانسبورغ (22 و24 أغسطس/آب) شهدت تباينات بين الدول الأعضاء حول توسيع "بريكس"، بعد أن أبدت كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تحفظاتها بهذا الشأن، غير أن قادة المجموعة اتفقوا بالنهاية على توسيع المجموعة.

https://www.facebook.com/said.hadjadj.509/posts/pfbid02Ly11Lm55NhnnJL4mzk3v8dW475doUPirAyhtQURue8XM3f3DZwgBx2GGGHANM33l

اقرأ أيضاً

الجزائر.. خيبة أمل ومطالبات بالمحاسبة بعد عدم الانضمام إلى بريكس

وكانت وسائل الإعلام المحلية، سوقت إلى حظوظ الجزائر الوفيرة في الظفر بمقعد إلى جانب الدول المؤسسة للتكتل، إذا ما استمرت جهود تنويع الاقتصاد والانفتاح على الاستثمار، لذلك كانت خيبة الأمل كبيرة  بقرار "بريكس" دعوة 6 دول، واستبعاد الجزائر.

لم تُخف النخب صدمتها من القرار، خاصة وأن سقف التوقعات كان مرتفعاً جداً، ولم يُترك حتى الباب للشك.

وانتقد كثيرون خطاب الدعاية الذي سوّق لدخول "بريكس"، وقالوا إن طريقة تناول هذه القضية لأشهر طويلة ألحق ضررا كبيراً بمصداقية الخطاب الرسمي.

لم تتضح الدوافع وراء القرار ولا المعايير التي اعتُمدت لضم الدول الست، خاصة أن بعضها أقل إنتاجية وأكثر مديونية، على غرار مصر والأرجنتين وإثيوبيا.

وعززت الزيارات الأخيرة التي قام بها تبون إلى كل من روسيا، منتصف يونيو/حزيران الماضي، والصين منتصف يوليو/تموز الماضي، وهي كبرى دول "بريكس"، والعلاقات الممتازة بين الجزائر وجنوب أفريقيا، إضافة إلى مشاورات اللحظة الأخيرة التي كان أجراها وزير الخارجية أحمد عطاف قبل أسبوعين مع سفراء المجموعة في الجزائر، من مؤشرات إمكانية أن تكون الجزائر ضمن دول "بريكس"، قبل أن تتخذ قمة جوهانسبورغ قرارا أطاح الطموح الجزائري.

لكن عدداً من المراقبين، قالوا إن السلطة السياسية استشعرت قبل مدة قصيرة وجود فرص ضئيلة للانضمام، وهو ما دفع وزير الخارجية الجزائري إلى تفضيل التوجه، في بداية يونيو/حزيران الماضي، إلى نيويورك لحضور انتخابات عضوية مجلس الأمن على حضور اجتماع وزراء خارجية "بريكس" في جنوب أفريقيا، فضلاً عن قرار تبون عدم السفر إلى جوهانسبورغ، لحضور قمة "بريكس" والاكتفاء بإيفاد وزير المالية عزيز فايد.

عادي جدا، اين المشكلة؟
الجزائر كانت تعرف أنها خارج حسابات بريكس في هذه الدورة لهذا أوفدت وزير المالية.
يعني إظهار الصدمة غير مبرر صراحة و ليس نهاية العالم.
الهند و البرازيل كانتا العقبة و الجزائر لا تتنازل عن بعض مواقفها التاريخية لإرضاء دولتين.

— HIBA RAHMAN (@HIBARAHMANUN) August 24, 2023

اقرأ أيضاً

انتقاد لاختيار إيران وعدم تمثيل الجزائر.. احتفاء بانضمام 3 دول عربية إلى بريكس

ولاحقا، قالت تقارير إن الجزائر كانت تستهدف "عضوية ملاحظ"، حتى تنهي من إصلاحاتها الاقتصادية وتصبح عضوا كامل الحقوق والواجبات، أي أن الجزائر كانت مدركة مسبقا أن انضمامها بعضوية كاملة لن يكون خلال هذا العام.

وفي أول تعليق رسمي على قرار "بريكس"، قال وزير المالية، في كلمة ألقاها في اليوم الأخير لقمة المجموعة: "لقد أخذت بلادي علما بالقرار الذي أعلن عنه اليوم (الخميس) قادة مجموعة بريكس، والقاضي بدعوة 6 دول جديدة لعضوية المجموعة".

وأضاف أن الجزائر "تقدمت بترشحها للانضمام إلى المجموعة من منطلق إدراكها أن خيار التحالف والتكتل هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي".

وعلق فايد على تطلع قادة "بريكس" لفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى بقوله: "إن قناعتنا تظل راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات، بالإضافة إلى موقعها الجيوستراتيجي، تقدم لعضويتها مزايا جلية".

وذكر بأنها تعول في ذلك على "اقتصادها المتنوع والنمو التصاعدي بفضل طاقة شبابية خلاقة وموارد، تخلق كلها فرصا للتعاون المثمر داخل المجموعة".

ويشير كلام وزير المالية الجزائري، حول فتح المجال لتوسعة أخرى، إلى عدم غلق الجزائر الباب أمام منظمة "بريكس"، على الرغم من الصدمة التي أثارها عدم اختيار البلاد لتكون في المجموعة.

اقرأ أيضاً

بمبلغ يصل إلى 1.5 مليار دولار.. الجزائر تتقدم بطلب للمساهمة في بنك بريكس

وخارج كلمة الوزير المقتضبة في اختتام اجتماع بريكس، لم تظهر ردات فعل أخرى رسمية، كما أن الإعلام الحكومي أحجم عن مناقشة أسباب استثناء الجزائر من التوسعة.

بالمقابل، ظهرت ردود فعل سياسية وشعبية على مواقع التواصل كثيرة، ناقشت قرار بريكس بأساليب مختلفة، بعضها رأى أنه يمثل نكسة وأخرى قالت إن الجزائر ليست مؤهلة بعد لدخول هذه المنظمة وعليها العمل أكثر لتطوير اقتصادها.

يقول رئيس حزب "جيل جديد" سفيان جيلالي، إن اجتماع جوهانسبورغ خلف طعماً مراً، وأطاح بطموح الجزائريين في أن يكونوا جزءاً من الدول التي تبني عالماً متعدد الأقطاب.

وبدل جلد الذات، يدعو جيلالي إلى "مناقشة هادئة للأسباب التي دفعت شركاءنا إلى عدم قبول رغبتنا في الانضمام إليهم".

ويضيف: "يجب استخدام هذه المغامرة الفاشلة للانفتاح على الواقع واستجواب أنفسنا والحد من الشعبوية والاختيار الكارثي للمسؤولين التنفيذيين".

ويردف: "ضعفنا الاقتصادي الدراماتيكي هو خطؤنا نحن، فالطبيعة منحت الجزائر كل الخيرات، لكننا عجزنا أن نثمنها"، وتابع "من بين النقائص التي تضرنا كثيراً، عدم فهم طريقة سير العالم الاقتصادي، اعتمادنا على الدعم الحكومي المعمم وعلى الاقتصاد الريعي والشعبوية، مع تفشي الفساد في الإدارة واستعمالها لأغراض شخصية فضلاً عن الخيارات الكارثية للمسؤولين التنفيذيين".

https://www.facebook.com/SoufianeDjilali/posts/pfbid0QTriFKGiUXAAEnk7NXNdwV9SaPouwn8wKi2JG89Y3bKicci1udYNe9jLNVz3afVKl

اقرأ أيضاً

تبون في الصين.. استقبال حافل وبكين تدعم انضمام الجزائر إلى بريكس (فيديو)

ويرى محللون أن حسابات "بريكس" ليست واضحة على مستوى المعايير والشروط الموضوعية، وأن هناك اعتبارات أُخرى (لا تحتكم فقط للمعايير الاقتصادية) في اختيارها شركاءها الجدد، ويكفي تحفظ واحد لرفض قبول دولة معينة.

وعزا البعض السبب الرئيسي وراء عدم قبول الجزائر، إلى تحفظ الهند والبرازيل اللتين تعيبان على الجزائر اعتمادها الكبير على النفط.

في المقابل دعا آخرون إلى تحمل المسؤولية وفتح نقاش وطني حقيقي من دون أفكار مسبقة ولا حسابات انتخابية، لأن مستقبل البلاد أصبح على المحك.

وكان خبراء اقتصاديون جزائريون، استبعدوا إمكانية انضمام الجزائر لـ"بريكس" لأسباب يرتبط بعضها بالتكتل ذاته، ويتعلق البعض الآخر بطبيعة ونمط الاقتصاد الجزائري.

ويؤكد الخبراء أن أهم 3 عوامل أساسية تفكر المنظمة في إدراجها كشروط أساسية للانضمام، حسب أغلب المتابعين، وهي تنوع الاقتصاد وقيمة الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان.

وتتفوق الجزائر على إثيوبيا بحجم الاقتصاد وإنتاج النفط، وعلى الإمارات والسعودية والأرجنتين ومصر وإثيوبيا من حيث حجم صادرات الغاز، ولا يتفوق عليها من حيث المساحة سوى الأرجنتين، وعدد سكانها أكبر من سكان السعودية والإمارات ويتساوى مع عدد سكان الأرجنتين.

ورغم أن الجزائر لا تتحكم بمضائق مائية إلا أن موقعها الاستراتيجي بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء منحها ميزة استراتيجية.

اقرأ أيضاً

روسيا ترحب بانضمام الجزائر إلى "بريكس".. وتدعو تبون لزيارة موسكو

لذلك من الصعب معرفة سبب عدم اختيار الجزائر ضمن التوسعة الثانية لـ"بريكس"، لأن معايير الاختيار قد تخضع لحسابات سياسية لكل دولة في المجموعة.

ولكن الأسباب الرئيسية، سبق وأن ذكرها تبون، والمتعلقة بحاجة الجزائر إلى هيكلة اقتصادها بعد خروجها من أزمتها الاقتصادية في 2022، ومن أزمتها السياسية في 2019.

والخلل الرئيسي الذي يعاني منه اقتصاد الجزائر اعتماده على مداخيل النفط والغاز بنسبة كانت تصل أحيانا حتى 98%، ما جعله متأثرا بتقلبات أسعار برميل النفط صعودا أو نزولا.

لذلك سعت الجزائر لمعالجة هذا الخلل من خلال رفع الصادرات خارج المحروقات من 2% إلى 11% في 2022، أو ما يعادل 7 مليارات دولار، وتطمح إلى رفع الرقم إلى 10 ثم 15 مليار دولار.

أما الخلل الهيكلي الثاني فيتعلق بحجم الاقتصاد الذي بلغ نحو 192 مليار دولار في 2022، حسب البنك الدولي، لكن تبون قال إنّ "الجزائر لم ترد التصريح بأكثر من 225 مليار دولار كرقم رسمي للناتج المحلي الخام لسنة 2022، في حين أنه قد يراوح بالواقع بين 240 أو 245 مليار دولار".

وربط الإعلان عن الناتج الداخلي الخام الفعلي بـ"اعتماد الرقمنة"، دون احتساب "السوق الموازية" التي تمثل نحو 40% من الاقتصاد الجزائري، وفق تقرير أمريكي.

أما النقطة الثالثة، تتعلق بحجم النمو، فما يميز دول "بريكس" قبل توسعها إلى جنوب إفريقيا، أنها الدول الأكثر نموا في العالم، بينما نسبة نمو الاقتصاد الجزائري تبلغ 4 بالمئة، في حين يفترض أن لا تقل عن 5%.

وأمام ذلك، علت أصوات في الجزائر تدعو إلى تسريع وتيرة الإصلاحات والتخلص من رتابة الجهاز البيروقراطي، الذي لا يزال يشكل عائقاً أمام تحول اقتصادي فعلي، خاصة في مجال الانفتاح على الاستثمار الأجنبي، وتسهيل المشاريع الاقتصادية للمستثمرين في الداخل، ورفع مؤشراتها في القطاع الصناعي والزراعي لتطوير مستوى النمو الذي لا يزال ضعيفاً.

اقرأ أيضاً

رسميا.. الجزائر تقدم طلب الانضمام إلى مجموعة بريكس

لكن السبب الأبرز يتمثل في الجانب السياسي، حيث لم تحظ الجزائر بدعم الهند، ولا بدعم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، على عكس دعمه للأرجنتين والسعودية والإمارات.

وهذا ما ذكره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حين قال إن "النقاشات حول توسيع بريكس كانت مكثفة.. لم تخلُ من مشاكل، لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد".

لكن المعيار الأهم في الاختيار، وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "هيبتها ووزنها (السياسي) وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية".

واعتبر الكثيرون تصريحات لافروف غير موفقة، خاصة أن مسائل الوزن السياسي والهيبة والمواقف على الساحة الدولية، قد تنطبق حسبهم على الجزائر أكثر من عديد الدول التي قبلت في المنظمة.

وأعادوا تذكير لافروف بتصريحاته حول الجزائر التي امتدحها مطولا في الكثير من المناسبات.

من جانبه، علّق رئيس حركة مجتمع السلم السابق عبدالرزاق مقري باستغراب على تصريحات لافروف، متسائلا إن كان وزير الخارجية الروسي يحاول التقليل من الجزائر بهذا الكلام.

وتحدث مقري في السياق، عن أن "الجزائر لا تستطيع أن تكون عضوا في (بريكس)، بسبب ضعف مؤشراتها الاقتصادية خاصة الناتج الإجمالي الخام، والقدرات التكنولوجية والإنتاجية الصناعية، فهي تستطيع أن تكون قريبة من البريكس ولكن لا تستطيع أن تنال العضوية قبل أن تصبح قوة اقتصادية صاعدة فعليا وليس بالادعاء الذي يقنع السذج في بلادنا".

https://www.facebook.com/AbderrazakMakri/posts/pfbid06Dq7dsQ8S37BHZtqzRFDvVznnuwaaxpp5huy1CVpD6jjU6a9NpCvWGWJ4JaVjaDPl

اقرأ أيضاً

وسط تعاون عسكري.. تقارب جزائري روسي سعيا للانضمام إلى بريكس

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الجزائر بريكس تبون عضوية بريكس الصين روسيا وزیر الخارجیة وزیر المالیة ملیار دولار أن الجزائر اقرأ أیضا إلى بریکس

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري يفتتح مؤتمر القوى السياسية السودانية بالقاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح  د. بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية اليوم السبت، والذي يعقد في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.  

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، بأن وزير الخارجية أكد فى كلمته الافتتاحية على خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل، وتداعياتها الكارثية التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة، وبما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.

وأشاد الوزير عبد العاطى بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من الأشقاء السودانيين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة. كما طالب كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد خلال شهر يونيو ٢٠٢٣ في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل ٢٠٢٤ لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز ٧٥٪؜ من إجمالي الاحتياجات، مشيراً لتكثيف مصر لاتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الدكتور عبد العاطى استعرض جهود مصر الإنسانية مند بدء الأزمة، حيث استقبلت مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة. كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية، بالإضافة إلى استمرارها في عدد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، كمشروع الربط الكهربائي، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادي حلفا.

وشدد وزير الخارجية على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، والعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية. وأكد على أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.

ونوه د. عبد العاطي بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادىء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، مشدداً على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه.

واختتم السفير أحمد أبو زيد تصريحاته، مشيراً إلى أن السيد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج حرص فى كلمته على تأكيد أن إستضافة مصر لهذا المؤتمر تعد استكمالاً لجهودها ومساعيها لوقف الحرب في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لاسيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد، معرباً عن تمنياته بالتوفيق لكافة المشاركين في مساعيهم الرامية لتوحيد الرؤى والجهود للخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة، داعياً إياهم جميعاً لإعلاء المصلحة الوطنية للسودان، ومؤكداً أن مصر ستظل دائماً وأبداً داعمة لكافة الجهود الساعية لعودة الاستقرار والتقدم والازدهار للسودان الشقيق.
 

448880827_399213669239758_6648370039008911692_n 448836167_1549812188901154_3871239060843062982_n 449868801_1005197241336736_5117168491692161713_n 449442254_1906362826483888_679555572723387576_n 449050824_1008858227446089_1337706813496413499_n 448838960_376127955493768_1320571369434096356_n 448787740_1166619417892579_2730379267468182874_n 448908464_474011935217216_2073985576087539405_n 448861384_1023675292748487_6743083870896276879_n 448719105_846825950115139_6028413780370861598_n 449598070_987814336140707_2562866746919796287_n 449053585_873173981299897_2087892983497884504_n 448856751_1922312028233752_6191074270462034290_n

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان: تزايد أنشطة القطاع العقاري في الاقتصاد القومي بفضل المشروعات القومية
  • قادة إكواس يعقدون قمة لمواجهة خطر تفكك المجموعة
  • الجزائر تزداد عزلة.. 3 دول إفريقية محاذية لها تعلن توحدها داخل كونفدرالية
  • 3 مناطق جزائرية الأكثر حرا في العالم
  • 3 قادة دول أفريقية يعلنون توحدها ضمن دول الساحل وتحالف جديد
  • "بوركينا فاسو ومالي والنيجر" كونفردالية دول الساحل.. هل نحن بصدد توحد أفريقي جديد؟
  • تفاصيل مكالمة وزير الخارجية ونظيره الجزائري.. استثمار وتنسيق في مختلف القضايا
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الجزائري.. اعرف التفاصيل
  • وزير الخارجية المصري يفتتح مؤتمر القوى السياسية السودانية بالقاهرة
  • مسؤول جزائري: ضعف الأرباح وراء إيقاف أنبوب الغاز العابر من الأراضي المغربية