بغداد اليوم - ترجمة 

كشفت صحيفة الفورين بوليسي الامريكية في تقرير نشرته، اليوم الجمعة (25 آب 2023)، ان الخلاف بين الحكومة العراقية والتركية حول عمليات تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي ما تزال مستمرة دون وجود أي بوادر لحلول قريبة، مؤكدة ان الخلاف بات "يؤثر ويدمر" المنطقة وما بعدها. 

وأوضحت الصحيفة بحسب ما ترجمته "بغداد اليوم"، ان الاتفاقية المعقودة قبل خمسين عاما بين البلدين حول تصدير النفط عبر ميناء جيهان ما تزال حتى الآن من دون حلول على الرغم من زيارة وزير الخارجية التركية هاكان فيدان الى بغداد والاعلان عن قرب "تحقيق زيارة تاريخية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق".

 

وبينت ان "عملية إيقاف تصدير النفط المستمرة منذ خمسة أشهر باتت تؤثر بشكل مضاعف على السوق النفطي العالمي في المنطقة بشكل عام والعالم بشكل خاص، حيث أدت عملية القطع الى فقدان السوق الدولي نحو 0.5% من مجموع صادرات النفط الدولية وما يقارب 10% من صادرات العراق، الامر الذي ترك تأثيرات أصبحت تبعاتها اكثر خطورة مع تقدم الوقت على سوق النفط واسعاره" بحسب وصفها. 

وأضافت الصحيفة "على الرغم من المباحثات المستمرة بين الطرفين، الا ان وزير الخارجية التركية رفض الاعتراف او مخاطبة رفض حكومته لاطلاق الصادرات النفطية عبر أنبوب وميناء جيهان مع بقاء الخزين النفطي العراقي عالقا في خزين الميناء"، مضيفة "لا توجد حتى اللحظة أي بوادر حول نية تركيا إعادة اطلاق صادرات النفط العراقية عبر مينائها". 

وتوقعت الصحيفة ان يؤدي استمرار قطع صادرات النفط من قبل تركيا الى "تدمير إقليم كردستان العراق بالكامل"، مشددة "حكومة الإقليم تعاني منذ سنوات اقتصاديا وتفقد القدرة على دفع مستحقات موظفيها بشكل تدريجي ومتنامي، الامر الذي بات متضاعف التاثير نتيجة للموقف التركي". 

وأشارت الصحيفة أيضا الى ان استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية داخل الإقليم مع استمرار ازمة التصدير مع تركيا، ستؤدي في النهاية الى "وقوع حرب أهلية" بين الحزبين الكرديين الرئيسيين التحالف الوطني الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني، محذرة من ان يستغل تنظيم داعش الإرهابي الصراع الأهلي المتوقع في إقليم كردستان لتحقيق عودة أخرى الى المنطقة، بحسب وصفها.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

العراق في مواجهة سياسة الصدمة.. تحديات المرحلة المقبلة في ظل إدارة ترامب - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يترقب العراق تغيرات كبيرة في العلاقة مع واشنطن وسط تحذيرات من اتباع الإدارة الأمريكية الجديدة سياسة الصدمة، التي تعتمد على اتخاذ قرارات مفاجئة دون تمهيد مسبق. هذا النهج يثير مخاوف واسعة، خاصة مع تصاعد الحديث عن إمكانية تأثيره بشكل مباشر على الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق.


أمريكا أولا

مقرر مجلس النواب الأسبق، محمد عثمان الخالدي، أكد في حديث خاص أن سياسات ترامب تختلف تمامًا عن نهج سلفه جو بايدن، إذ يعتمد الرئيس الأمريكي الجديد على مبدأ "أمريكا أولًا"، مما يعني أن جميع قراراته ستكون مبنية بشكل مباشر على المصالح الأمريكية دون اعتبار لأي عوامل أخرى. ويضيف الخالدي أن ترامب ينتهج أسلوب القرارات المفاجئة والصادمة، وهو ما بدا واضحًا في تعامله مع ملفات حساسة مثل أوضاع أمريكا الشمالية وقناة بنما، ما يعكس طريقة جديدة في إدارة العلاقات الدولية تهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة دون الالتفات إلى التداعيات طويلة الأمد.


الانقسامات الداخلية "فرصة لواشنطن"

العراق قد يكون أحد الدول الأكثر تأثرًا بهذا النهج، خاصة في ظل الانقسامات السياسية الداخلية التي قد تتحول إلى ورقة ضغط بيد واشنطن. هذه الانقسامات قد تمنح الإدارة الأمريكية فرصة لفرض شروطها أو اتخاذ قرارات قد تؤثر على المشهد السياسي العراقي. في الوقت ذاته، من المتوقع أن تستمر السياسة الأمريكية في تعزيز نفوذ حلفاء واشنطن الإقليميين، وهو ما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة بحق العراق، سواء من خلال الضغوط الاقتصادية أو إعادة النظر في طبيعة الوجود الأمريكي في البلاد.


الفصائل والملف الاقتصادي

على الجانب الاقتصادي، يشير المراقبون إلى أن العراق قد يواجه مزيدًا من الضغوط المالية، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في تدفق الدولار إلى الأسواق العراقية، وهو ملف حساس قد يؤثر على الاستقرار الاقتصادي. إلى جانب ذلك، قد تشهد المرحلة المقبلة تصعيدًا في المواقف تجاه بعض الفصائل المسلحة، ما قد يخلق توترًا إضافيًا في الساحة الأمنية، خصوصًا إذا قررت واشنطن فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات مباشرة ضد بعض الأطراف الفاعلة في المشهد العراقي.

ولتجنب أي تداعيات خطيرة، يشدد الخالدي على ضرورة دعم حكومة محمد شياع السوداني من خلال التركيز على سياسة متوازنة وغير منحازة لأي طرف، والعمل على بناء قاعدة اقتصادية متينة تقلل من التأثيرات الخارجية، إضافة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع وقوع العراق في دائرة الصراعات الدولية. كما أن توحيد الموقف الداخلي سيكون عنصرًا أساسيًا في مواجهة أي ضغوط محتملة، حيث تحتاج بغداد إلى تقديم خطاب سياسي موحد يعبر عن مصلحة العراق أولًا، بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية والدولية.


كيف سيتعامل العراق؟

وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل العراق مستعد للتعامل مع سياسة الصدمة التي قد يتبناها ترامب؟ الإجابة تعتمد على قدرة الحكومة على صياغة استراتيجيات استباقية، قادرة على التعامل مع أي قرارات مفاجئة قد تصدر من واشنطن. ورغم أن المرحلة المقبلة قد تكون صعبة، إلا أن العراق يمتلك فرصًا كبيرة للمناورة إذا ما أحسن إدارة ملفاته الداخلية والخارجية بمرونة وحكمة. في النهاية، ستحدد الأسابيع والشهور المقبلة ما إذا كان العراق قادرًا على احتواء تداعيات هذه السياسة الجديدة أم أنه سيجد نفسه مجددًا في مواجهة تحديات قد تعيد خلط الأوراق في المشهد السياسي والاقتصادي للبلاد


المصدر: بغداد اليوم + وكالات

مقالات مشابهة

  • أعضاء الكونغرس يطالبون الحكومة الامريكية بإيقاف المساعدات العسكرية الى العراق - عاجل
  • النموذج العائلي.. بصيص أمل لإنقاذ العراق من أزمة الكهرباء عبر الطاقة الشمسية - عاجل
  • معضلة ربط بغداد بطهران: العقوبات الأمريكية ستفتك بالعراق قبل إيران - عاجل
  • أردوغان يؤكد لماكرون ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا بشكل عاجل
  • تقرير أمريكي يحذر من تحالفات خطيرة للحوثيين في المنطقة (ترجمة خاصة)
  • تحرك عاجل في العراق لاحتواء أزمة ترامب
  • العراق في مواجهة سياسة الصدمة.. تحديات المرحلة المقبلة في ظل إدارة ترامب - عاجل
  • نائب: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تهدد استقرار المنطقة بشكل خطير
  • ما حقيقية الخلاف بين السلطات القضائية في العراق؟ - عاجل
  • تهديد أمريكي لرئيس الوزراء العراقي بشأن تسوركوف.. هذه قصة المحتجزة الإسرائيلية