كل ما تود معرفته عن قسم علم النفس بـ«آداب المنصورة».. فرص العمل المتاحة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
حددت كلية الآداب بجامعة المنصورة، مجموعة من التفاصيل المهمة عن قسم علم النفس، الذي يرأسه الدكتور أكرم فتحي، حيث يُعد من الأقسام المتميزة في كلية الآداب بالجامعات المصرية، إذ يهتم بتخريج طلاب متميزين في مجال علم النفس والصحة النفسية التي يحتاجها سوق العمل في مصر وخارجهخا.
وفق الدكتور محمود سليمان، عميد الكلية، فإن الدراسة بقسم علم النفس بدأت عام 1989، وتخرجت الدفعة الأولى فيه عام 1991، وتستعد الكلية في عام 2023 لتخريج الدفعة 33، وتتمثل رؤية القسم، بأن يكون رائدا في الإبداع الفكري والتميز في تنفيذ برامج أكاديمية مرتبطة بالتخصص، وفي الأنشطة البحثية المتقدمة، والإسهام في إخراج طلاب متميزين لخدمة الإنسان ورقي المجتمع.
شرح الدكتور محمود سليمان في تقرير له، رسالة القسم التي تتمثل في تخريج الكفاءات المتميزة من المتخصصين في مجال علم النفس، في إطار معتقدات ديننا وتراثنا الأصيل، مع مواكبة التطور العلمي الحديث، والتوسع في البحوث العلمية ذات الصلة بتخصصات القسم، من خلال إعداد المواد العلمية في مجال علم النفس، من اختصاصين أو باحثين.
تعددت وتنوعت أهداف القسم، التي تشتمل على تنمية الدارسين بالقسم معرفيا ومهاريا ووجدانيا، وتعريف الدارسين بالاتجاهات النفسية الحديثة، والتحديات المستمرة في علم النفس، فضلاً عن تكوين اتجاهات إيجابية نحو مهنة الأخصائي النفسي.
وتشتمل أهداف القسم، على تطوير كفاءة الأداء البحثي للأعضاء من هيئة التدريس بالقسم وتنمية المهارات والكفايات البحثية، وتطبيقاتها في الميدان النفسي لدى الباحثين المسجلين في القسم، فضلاً عن نشر الثقافة النفسية، من خلال تلبية احتياجات المجتمع المحلي من الاستشارات والإحصاءات والخدمات النفسية.
فرص العمل لخريجي قسم علم النفستتمثل فرص العمل المتاحة لخريجي القسم، في أخصائي نفسي متخصص في كل مجالات علم النفس، والعمل في القطاع الصناعي، والعمل في الجمعيات الخيرية والمدارس والجامعات، فضلاً عن المجال الصحي المتمثل في رعاية المريض نفسيا، والعمل لدى المستشفيات النفسية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المدارس الجامعات علم النفس كلية الآداب جامعة المنصورة
إقرأ أيضاً:
عيد ميلاد جديد!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مقالي اليوم أضعه في الزاوية الإنسانية وهو شخصي جدا لكنه يهمّ الكثيرين لأنه قلّما يختار الناس الحديث فيه بل يسدلون ستائرهم ويفضلون الانطواء. أما أنا فقررت مبكرا أن أسترجع أزمتي الصحية "فوق العادية" في نفس هذا اليوم من كل عام بل وكل يوم، لأنها مليئة بالدروس، لنفسي ولغيري، ولقناعتي بأن عسل الكلمات يستطيع أن يطفئ التهابات الجروح. وكان وصف التجربة في كتابي "ثورة جسد" -الذي صدر في القاهرة لأول مرة عام 2014 - محاولة مني لاستعادة نسمات الحياة، فمن خلال الكتابة حاولت أن أصارع اليأس وأطرد الأفكار السلبية، وأتقوى على الألم وأهزم المرض الذي يخشى الكثيرون النطق باسمه خوفا من شبحه؛ فهو يناور ويغدر ويتسلل ويداهم بلا إنذار مسبق فيوقف النشاط ويؤجل الأحلام والأمنيات مع الغموض الشديد حول إمكانية الوصول إلى شاطئ السلامة. واستحضار ما جاء بالتحديد في الفصل الأول من الكتاب هو اليوم بمثابة عيد ميلاد جديد لي وجرعة أمل لمن يمرّون بنفس الظروف ويبحثون عن طريق النجاة.
جاء الوصف لمحصِلة المشاعر المتضاربة محموما، فصدمة المرض وتأثير جرعات العلاج القاسي على الحالة الجسدية والنفسيةِ، إضافة إلى مخاضات عاشتها الميادين العربية، كل ذلك جعل عدة شهور أثقل من وزن كل السنين السابقة في حياتي.
وخلال هذه الأزمة تعلمت فن البحث عن الوجه الإيجابي للمصيبة وهو فن نادر لا تدرسه كليات الفنون والآداب الإنسانية وإنما نتعلمه في أكاديميات الحزن؛ ذلك الحزن الذي من فرط شدته يخرس صوت الدموع. فمن المعروف أن الألم الكبير لا دموع له، لكنه يصبح جناح التحليق في سماء الإبداع. واخترت السير في غابات الحكماء القدماء لأتذكر باستمرار أن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا الحزن فإنه يبدأ كبيرا ثم يصغر، ولا يزال يصغر ويصغر حتى يتلاشى ويُنسى. اليوم وأنا أتابع الكثيرين من حولي وهم مساجين في حزنهم، لمرض أو فقد أو حتى حزن عام من فوضى "غير خلاقة" أصابت العالم، أقول: اخرجوا من حزنكم فالحزن لحظة والفرح حياة وابحثوا عن الحكمة!
والأهمُّ في خضم تلك المعارك الداخلية مع النفس أن تتحدثوا لتعبروا تلك الأحداث بمرّها وحكمتها وتتوقفوا عند العديد من القصص الإنسانية خلال هذه المحنة، وترووها فقد تنير سبيلَ أشخاصٍ يعايشون تجارب مشابهة ولا يستطيعون مشاركتنا معاناتهم. تيقنوا أن التهابات الجروح ونيران المواجع تنطفئ مع عسل الكلمات!
كانت التغيرات الفسيولوجية متلاحقة وصادمة، فالشعر يحترق ثم يتساقط ويقتلع تماما من جذوره، والبشرة تصدأ، والجلد يصفرّ ويعتريه الشحوب ثم يجرفه الموات. وتعرّيني انفعالات الحالة الجديدة فتخلع عني الحبّ وتدخلني إلى كهف الكراهية والسخط على النفس، فأجلدها وتطرحني أرضا وكانت كفيلة بأن تدفعني إلى التقوقع وتجنب الاتصال بالناس، بالرغم من أني لم أنج من الشرّ المجاني عبر تعليقات قاسية لبعض الناس انتهكتني ونظرات جارحة أربكتني، لكن سرعان ما كنت ألتمس للبعض حسن النية وقلة الوعي. فجان بول سارتر، الفيلسوف الفرنسي، يرى أن الجحيم هم الآخرون. ولكني أرى ان الانسان كائن اجتماعي وهو من يصنع من الآخرين جحيما أو فردوسا للنجاة. وهذا يتوقف على التصالح مع النفس حتى لا تتحول تلك الندبات في الجسد إلى جراح نفسية. وكلما اشتدت آلامي لجأت إلى الكتابة أمد ُاليد إليّ أولا، ثم إليكم حتى تشاركوني هذا التحدِي، علَهُا تُخفِفُ عن قلبي هذا الغم وتحتوي المصيبة، فكما يقول الأديب الجزائري كاتب ياسين "الـكـتـابـةُ وحـدهـا تـُـلـغـي الـمـوت بـاحـتـوائـه".
كان ملك الحرف يصرخ فيّ كل حين: "اكتبي فمن يكتب لا يموت!". ربما يكون آخرون قد مَرُوا أو يمرون الآن بنفس المحنة أو أقسى حدة، فبكوا حظَهُم العثر، وانتحبوا محنتهم وخرجوا منها ممزقين وقلقين، يحملون المرض في جيناتهم وثقلا نفسيا على أكتافهم، يكمِلون بها ما بقيَ من أيام في حياتهم. لكن بفضل مجاهدة النفس أوقفت نهر البكاء ليبدأ تنفيذ قرار المقاومة من أجل الحياة، وهو قرار تطلب الكثير من الصبر والإرادة ودورات تدريبية على ترويض النفس والتحكم في الغضب و"فنّ التخلّي" كلما ظهر شيء أو شخص يسعى للتحكم في قراراتي أو مبادئي.
بداية المقاومة كانت بالبحث عن معان جديدة للحياة جعلتني أكثر قوة ونضجا، والأهم معاني الاستمتاع بالحياة بشكل ما؛ الاستمتاع بكل ما لديّ وربما لم أكن منتبهة له فيما قبل. وشعرت بالسعادة ليس لأني نجوت من المرض والحزن على نحو ما، وإنما لأني مازلت قادرة على ممارسة تمارين التحلي بالصبر. تعلمت ماذا يعني أن أتدرَب وأتمرَن على مقاومة الألم، وماذا يعني أن أحتمِل السجن، وكيف كنت أحاول أن أُجمّلَ سجني حتى لا تصدأ مشاعري كما صدأت جلدتي. هكذا كنت أتسلى بلعبة لكم الأوجاع فتسرقني الألوان والأفكار من كآبتي وتدغدغني رائحة الكتب القديمة فأغفل عن الألم. مدهشة تلك الأوجاع التي تصنع أزهارها وعطورها وكلماتها.
أعلم أن تلك المقاومة منحتني فرصة استثنائية للنجاة لحد الآن، ربما ضنت الدنيا بها على آخرين؛ كثيرون من الذين أسقطهم المرض اللَعين لم ينهضوا أبدًا! أما وقد مُنحتُ ُهذه الفرصة فقد قررت ُأن أسجل تجربتي، وأحتفل بميلادي الجديد حتى أمسح من سبورة ذاكرتي كل الغيوم التي عبرت سمائي وعطنت مشاعري.
ربما أبكيتكم.. وربما أضحكتكم.. أو لعلني طحنت عظامكم وأنتم تتابعون تفاصيل معركة شرسة.. أرجوكم لا ترددون جملا محفوظة لهذه المناسبات.. إنها لا تليق بالمحاربين، فالحزن يجب أن يسلحكم بالقوة كما سلحني بها. لذلك أودعتكم مشاعري حتى نتلمس معا خطوات الأمل ونمحو الدموع والحسرة وذكريات الضعف والوهن.. والأهم أن أستمر أكتب وتكتبون.. لأن حياةً واحدةً لا تكفينا!