التهجير من غزة: جريمة صامتة بأدوات ناعمة وصمت دولي
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
في الوقت الذي يتصدر فيه المشهد الدامي في غزة صور القصف والتجويع والمجازر، تدور في الخفاء حربٌ أخرى أقل صخبا، لكنها لا تقل فتكا: حرب التهجير. لا تستهدف هذه الحرب فقط بيوت المدنيين، بل توجه ضرباتها الممنهجة نحو العقول والخبرات، نحو الذاكرة الثقافية والهوية الوطنية، نحو مستقبل غزة.
أولا.. التهجير كحلقة ضمن مشروع الصهيونية المسيحية.
ما يجري من تهجير قسري وانتقائي في غزة لا يمكن فصله عن المخطط العقائدي- السياسي الأكبر الذي تتبناه قوى الصهيونية المسيحية، والتي تشكل العمق الأيديولوجي للسياسات الأمريكية والغربية تجاه فلسطين. هذا المشروع، الممتد منذ أوائل القرن العشرين، يسعى إلى تحقيق نبوءات دينية مزعومة ترتبط بـ"نهاية الزمان"، عبر سلسلة خطوات مترابطة:
1- تهجير الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، من القدس وغزة والضفة.
2- الاستيلاء الكامل على الأرض، وتحويلها إلى "أرض الميعاد" الخالية من "النجاسة".
3- تدمير المسجد الأقصى، وهو ما يتم التمهيد له عبر الحفريات المتواصلة.
4- إقامة "الهيكل الثالث" في موقع الأقصى، باعتباره شرطا لعودة المسيح.
5- اندلاع حرب كبرى (هرمجدون)، تُبيد خلالها الشعوب المسلمة والعربية.
6- نزول "المسيح المخلّص" بحسب العقيدة الإنجيلية-الصهيونية ليحكم من القدس.
وقد جاءت النكبة (1948) كنقطة الانطلاق، نكسة 1967 كمرحلة للسيطرة على القدس، حصار غزة (2006-2024) كوسيلة لخنق المقاومة وتجويع الشعب، العدوان الحالي (2023-2025) باعتباره الحلقة الأقرب لتنفيذ مخطط التهجير والإبادة.
ثانيا.. إن التهجير اليوم ليس مجرد "تداعيات حرب"، بل هو تنفيذ حرفي لجزء من المخطط العقدي- السياسي الذي تتبناه القوى المسيحية الصهيونية، ويتم بالتدريج، خطوة تلو الأخرى، تحت أعين عالم مشغول بـ"الإنسانيات الانتقائية".
ثالثا.. التهجير كسياسة إسرائيلية ممنهجة
منذ النكبة عام 1948، اعتمد المشروع الصهيوني على التهجير كأداة لبناء دولته، واليوم يتجدد ذات المشروع بأدوات أكثر تطورا. لم تعد المجازر وحدها وسيلة الطرد، بل أصبحت المعابر والسفارات وشعارات "الإجلاء الإنساني" ستارا لعملية اقتلاع ناعمة، تستهدف سكان غزة وبالأخص نخبها.
رابعا.. التهجير الجماعي بالقوة
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومع بداية العدوان على غزة، لجأت إسرائيل إلى تنفيذ تهجير واسع النطاق، عبر قصف منازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها، وتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة، وتحويل شمال القطاع إلى "أرض محروقة"، وفرض حصار خانق على الجنوب، لإجبار الناس على التفكير في الرحيل الكامل.
خامسا.. التهجير الانتقائي للنخب
الخطير في المرحلة الحالية هو ما كشف عنه رئيس المرصد الأورومتوسطي، رامي عبده، حول وجود تنسيق بين السفارة الفرنسية لدى الاحتلال والجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية "إجلاء" سرية (23 نيسان/ أبريل 2025) تشمل حملة الدكتوراة، والأطباء والمهندسين، والمؤرخين ومختصي الثقافة والآثار.
تفاصيل العملية:
- وقت التنفيذ: فجرا، بهدوء تام.
- الموقع: وسط قطاع غزة.
- الآلية: حافلات تتجه إلى مطار رامون داخل فلسطين المحتلة.
- التغطية: "إنسانية" زائفة لتبرير التهجير أمام العالم.
سادسا.. تهجير تحت غطاء "الإجلاء الإنساني"
تمارس الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة، عملية تهجير هادئة عبر إجلاء المرضى دون ضمان عودتهم، ومنح تأشيرات طارئة للنخب، وترغيب الأكاديميين بالخروج بـ"فرص مؤقتة"، والترويج أن "الرحيل مؤقت ريثما تهدأ الحرب".
لكن الحقيقة، أن هذا ترانسفير ناعم، هدفه إفراغ غزة من قادتها المستقبليين، ليتحول القطاع إلى منطقة مشلولة بلا كفاءات، ولا قدرة على النهوض.
سابعا.. أهداف هذا المخطط
1- تدمير البنية العقلية لغزة، بعد تدمير بنيتها التحتية.
2- قطع جذور الصمود والمقاومة الثقافية والفكرية.
3- منع أي مشروع إعادة بناء أو استقلال معرفي.
4- تمهيد الأرض لتسوية سياسية بشروط إسرائيلية، دون نخبة وطنية ترفضها.
سابعا: الموقف الدولي والعربي
الأمم المتحدة تغض الطرف، وتكتفي ببيانات القلق، والدول العربية، وخاصة مصر، تتورط بالصمت أو التسهيل، والسلطة الفلسطينية صامتة أو متواطئة في بعض الأحيان، في ظل غياب أي خطة لمواجهة التهجير.
ثامنا.. ما العمل؟
- تعرية الخطط الغربية تحت مسمى "الإجلاء".
- تعبئة الرأي العام الدولي بالحقائق الموثقة.
- إطلاق حملة قانونية وحقوقية لتجريم التهجير الانتقائي.
- تحفيز النخب داخل غزة على البقاء، باعتباره موقف مقاومة.
خاتمة: التهجير من غزة ليس حدثا عابرا، بل فصل جديد من فصول النكبة، يُراد له أن يُنفذ بأدوات "إنسانية" هذه المرة. لكنها جريمة كاملة الأركان، يجب أن تُواجه بالوعي والمقاومة والتوثيق، فبقاء العقول في غزة هو بقاء فلسطين نفسها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة التهجير فلسطين الاحتلال احتلال فلسطين غزة تهجير قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حتى لا يتحوّل إلى قنبلة صامتة.. 5 نصائح ذهبية قبل تشغيل التكييف لأول مرة بعد الشتاء
نصائح ذهبية قبل تشغيل التكييف لأول مرة بعد الشتاء، مع بدء الشعور بموجة الحر الشديدة، بدء الكثير من الأشخاص فى تشغيل التكيفات سريعا، دون عمل أى نوع من أنواع الصيانة، فهل فكرت للحظة أن هذا الجهاز الذي يمنحك البرودة قد يتحوّل إلى خطر حقيقي على منزلك وصحتك إذا تم تشغيله بشكل خاطئ.
5 نصائح ذهبية قبل تشغيل التكييف لأول مرة بعد الشتاءفإذا كنت من ضمن هؤلاء أليك أفضل النصائح الذهبية قبل تشغيل جهاز التكيف، لأول مرة بعد موسم الشتاء، حتى تضمن سلامة بيتك وعائلتك، وتحافظ على عمر الجهاز وكفاءته.
لا تضغط زر التشغيل مباشرةقال فني صيانة التكيفات ياسر السعدي، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، ابدأ بتنظيف شامل للجهاز من الخارج والداخل، خصوصًا الفتحات والفلاتر والوحدات الخارجية، أعلم أنه بعد شهور من التوقف، لا ينبغي تشغيل جهاز التكيف بدون الصيانة، فقد يكون متراكم به خلال فصل الشتاء الغبار، والرطوبة، والحشرات، وربما حتى القوارض.
تنظيف فلتر التكيف
فلاتر التكيفات المتراكم عليها الغبار خلال فصل الشتاء، تعني أنك تستنشق هواءً ملوثًا كل ثانية.
قم بإزالة الفلتر وتنظيفه بالماء والصابون، واتركه ليجف تمامًا قبل تركيبه.
إن كان الفلتر مهترئًا أو لونه متغيّرًا بشكل دائم، فربما حان وقت استبداله، بفلتر يساعد على تنقية الهواء بشكل أفضل.
يمكن فحص الوحدة الخارجية بعناية، فغالبًا ما تكون الأكثر تضررًا خلال فصل الشتاء، خصوصًا إذا كانت معرضة للغبار أو المطر، وتركها غير مغطاء بغطاء حماية الوحدة الخارجية للتكيف أو أى من المشمعات البلاستيكية لحماية التكيف، يمكن التحقّق من وجود أعشاش طيور أو حشرات بداخل الوحدة الخارجية، والحرص على تنظيف المروحة ومحيطها بلطف.
أي صوت غير مألوف عند تشغيلها يعني أن هناك خللًا يجب إصلاحه قبل استمرار الاستخدام.
اختبر الأسلاك والوصلات الكهربائية
افحص جميع الأسلاك الظاهرة، وتأكد من عدم وجود قطع أو تشققات، فأحيانا تتعرض الأسلاك للتلف بسبب الرطوبة والحيوانات الصغيرة.
راقب الروائح والصوت عند التشغيل الأولعند تشغيل التكييف لأول مرة، راقب كل شيء:
هل هناك رائحة غريبة؟
هل الصوت طبيعي؟
هل التبريد يعمل بسلاسة؟
إذا لاحظت أي تغير غير مألوف، أوقف التشغيل فورا، واستدعِ فني مختص لفحص الأمر.
نصيحة إضافية:
أحذر من إهمال الصيانة الدورية للتكيف، يحتاج التكييف إلى فحص موسمي لضمان كفاءته، فحص التكيف أول بأول، يُوفّر الكثير من الأعطال المفاجئة في الصيف، كما أنه يطيل من عمر الجهاز، ويوفّر في استهلاك الكهرباء أيضًا.