مصر: تصدير الأطباء هو الحل لمواجهة هجرة الأطباء!
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
في حين تعاني منظومة الرعاية الصحية في مصر من وجود نقص شديد في أعداد الأطباء مقارنة بعدد السكان من ناحية، وبالنسب العالمية من ناحية أخرى، فقد جاءت التصريحات الصادمة لرئيس الوزراء في منتصف شهر نيسان/ أبريل 2025 الجاري؛ أنه يتم تنفيذ التوجيهات الرئاسية، وأنه بعد التوسع في إنشاء كليات الطب؛ فقد تم قبول 29 ألف طالب في العام الحالي سوف يصبحون أطباء بعد ست سنوات حسب قوله، وحينها تصبح مصر تمتلك قوة ناعمة من الأطباء يمكن تصديرها للخارج مما يؤدى إلى النمو المالي وزيادة رصيد العملة الصعبة بالبلاد.
وقد سبق وأن تم الإعلان عن وجود عجز في أعداد الأطباء بصورة رسمية في كلمة وزيرة الصحة السابقة في شهر أيلول/ سبتمبر 2018، وهي تبرر حدوث كارثة وفيات مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية (حزيران/ يونيو 2018)؛ وقتها قالت بأن 60 في المئة من الأطباء تركوا مصر للعمل في الخارج، واستمرت تلك النسبة في تزايد مستمر، وكان آخرها ما أعلنه نقيب الأطباء عن استقالة سبعة آلاف طبيب من العمل في المستشفيات الحكومية عام 2024.
مشكلة زيادة هجرة الأطباء خارج مصر لها أسباب تم رصدها ودراستها من جهات متعددة:
مشكلة مصر ليست في نقص الأطباء، لأن عدد جميع الأطباء المسجلين في النقابة يجعل نسبة الأطباء في مصر أفضل من النسب العالمية لعدد السكان، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن 60 في المئة وأكثر من الأطباء قد هربوا إلى الخارج لعدة أسباب من بينها:
مشكلة مصر ليست في نقص الأطباء، لأن عدد جميع الأطباء المسجلين في النقابة يجعل نسبة الأطباء في مصر أفضل من النسب العالمية لعدد السكان، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن 60 في المئة وأكثر من الأطباء قد هربوا إلى الخارج لعدة أسباب
أولا: فساد بيئة العمل: وتشمل سوء حالة المباني ونقص التجهيزات والآلات والأدوات والأدوية والمستلزمات، وفساد بروتوكولات العمل من طول ساعات العمل ومنع الإجازات.
ثانيا: نقص التدريب وغياب فرص التأهيل العلمي خاصة بعد إلغاء الزمالة، وقلة فرص دراسات الماجستير، ليصبح نظام البورد المصري هو الأساس رغم ما فيه من مشاكل وصعوبات، إضافة إلى القصور الشديد في التدريب خاصة في فترة التدريب الإجباري قبل التخرج (فترة الامتياز)؛ حيث أعلن أطباء الامتياز بمستشفيات قصر العيني العريقة بجامعة القاهرة مؤخرا عن تعرضهم لحالة من الإهمال الشديد وعدم التدريب وسوء المعاملة، ناهيك عن انعدام لوجستيات الإقامة والتغذية وأماكن الراحة وصرف المستحقات المالية.
ثالثا: الافتقاد إلى الأمن والأمان الوظيفي في العمل وكثرة الاعتداءات على الأطقم الطبية بصورة شبه يومية.
رابعا: وهو عنصر محوري يشمل تدني الأجور بصورة عامة لا تتناسب مع الوقت ولا مع المجهود المبذول، مع وجود نوع من التمييز بين الأطباء بحسب الجهات التي يعملون لديها سواء عسكرية أو مدنية، وحتى المؤسسات الصحية المدنية بينها تفاوت كبير في الأجور والمزايا. وانعدام العدالة المالية له أثر كبير في حالة الإحباط والسعي نحو الهروب من مصر، إضافة إلىعزوف الأطباء عن شغل الكثير من التخصصات المهمة، مثل التخدير وطب الطوارئ والعناية المركزة.
وزاد الطين بلة عزوف أوائل دفعات الخريجين عن العمل بوظائف طبيب مقيم داخل مستشفيات الجامعية، وكان آخرها استقالة 117 طبيبا من المستشفيات الجامعية في الإسكندرية في شهر آذار/ مارس 2025 الماضي، بالرغم من كونها وظيفة مهمة في مكان متميز وخطوة نحو الترقي في المنظومة العلمية والطبية بالجامعات.
التوجيهات الرئاسية التي أعلن عنها رئيس الوزراء لمواجهة أزمة نقص الأطباء كان لا بد من إعلان تنفيذها بصورة أو بأخرى:
في شهر حزيران/ يونيو عام 2019 تم عقد اجتماع موسع حول تلك المشكلة وصدرت التوجيهات الرئاسية لمواجهة العجز في أعداد الأطباء؛ وشملت ثلاثة محاور رئيسية وهي: أولا: تحويل الصيادلة إلى أطباء، ثانيا: التوسع في افتتاح كليات جديدة للطب بأنواعها الحكومية والخاصة والأهلية وزيادة أعداد الخريجين، ثالثا: تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء.
بالنسبة للتوجيه الرئاسي الأول بتحويل الصيادلة إلى أطباء، والذي وردت الإشارة إليه في دعوة من رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية لنقيب الأطباء لحضور اجتماع لمناقشة الأمر؛ بناء على تكليف من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، فقد أصدرت نقابة الأطباء بيانا في بداية أيار/ مايو 2020، جاء فيه أن "النقابة العامة للأطباء ترفض هذا المقترح تماما، حيث إنه يضر بصحة المواطن المصري، ومن المعلوم بالضرورة أن كل فئة من فئات الفريق الطبي لها دور هام جدا تقوم به فعلا، وتمارسه طبقا للأصول العلمية والمهنية وطبقا لنوعية الدراسة النظرية والعملية التي درستها لسنوات طويلة". وتابع البيان: "لا تستطيع أي فئة أن تحل محل الفئة الأخرى، ولا يجوز القول بأن أي دراسة مكملة يمكنها معادلة شهادة علمية وعملية مختلفة، وهذا الأمر سيضر بسمعة مصر الطبية العالمية، واختتم البيان بالقول: "لذلك نحيطكم علما بأن نقابة الأطباء ترفض هذا المقترح جملة وتفصيلا".
ولكن وحيث أنه كان من الضرورة الواقعية والجبرية أن تتم تلبية التوجيهات الرئاسية؛ وتحت العنوان العريض "التأمين الصحي الشامل: نواجه نقص الأطباء بالاستعانة بالصيادلة"؛ جاءت تصريحات مدير هيئة الرعاية الصحية في التأمين الصحي الشامل الجديد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بأن الهيئة تسعى لمواجهة النقص في أعداد الأطباء بدراسة "التدريب التحويلي"، والذي يهدف لتأهيل التخصصات التي تضم أعداد كبيرة للعمل في تخصصات أخرى فيها عجز، وعلى سبيل ذلك الصيادلة، حيث من المقرر أن يتم وفقا للرؤية أن يعمل الصيدلي مساعدا للطبيب بعد دورات تدريبية معينة.
التوجيهات الرئاسية هي بمثابة الهروب إلى الأمام؛ وترك الواقع كما هو دون أدنى محاولة لمواجهة حقيقية مع مشكلة تزايد هجرة الأطباء ووجود فجوة تشغيلية في الفريق الطبي، حيث يوجد عجز كبير في أعداد الأطباء بالنسبة لعدد السكان
بالنسبة للتوجيه الثاني: فقد بدأ التوسع في افتتاح كليات جديدة للطب مع منحها تسهيلات لمدة ثلاث سنوات بداية من عام 2019، لاستكمال إنشاء مستشفى جامعي تابع لكل كلية طب لتدريب الطلبة حسب القانون، وكانت الزيادة سريعة جدا؛ حيث بلغ عدد كليات الطب في مصر 47 كلية معتمدة من قبل المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، منها 24 كلية في الجامعات الحكومية، و15 في الجامعات الأهلية، و8 كليات في الجامعات الخاصة حتى الآن، وإن كان شرط وجود مستشفى جامعي بسعة سريرية تتناسب مع عدد الطلبة في كل كلية طب لم يتم تنفيذه بصورة كاملة.
وجاء التوجيه الرئاسي الثالث؛ بخصوص تخريج دفعات استثنائية يحمل مفهوما غامضا، فتلك الآلية قد تكون مقبولة في الكليات العسكرية بحيث يتم استكمال التدريب والدراسة ميدانيا، ولكنه غير متعارف عليه بالنسبة للعاملين في مجال الصحة والطب بصورة خاصة، وكان لا بد من إيجاد صيغة يمكن قبولها عمليا وواقعيا لتخريج دفعات عاجلة أو استثنائية. ومن هنا جاءت فكرة تعديل عدد سنوات دراسة الطب لتصبح خمس سنوات فقط بدلا من نظام السنوات الدراسية الست الموجود في مصر منذ أكثر من قرن، وهذا يعني تسريع تخريج الأطباء، وضمان تواجد عدد كاف منهم في المستشفيات على مدى عامين كاملين بدلا من عام واحد هو فترة التدريب الإجباري أو الامتياز، بحيث يحصل الطبيب على شهادة التخرج بعد قضاء فترة سبع سنوات تشمل الدراسة والتدريب الإكلينيكي في المستشفيات.
الواقع العلمي والعملي لتلك التوجيهات الرئاسية يؤكد على أنها بمثابة الهروب للأمام:
تلك التوجيهات الرئاسية هي بمثابة الهروب إلى الأمام؛ وترك الواقع كما هو دون أدنى محاولة لمواجهة حقيقية مع مشكلة تزايد هجرة الأطباء ووجود فجوة تشغيلية في الفريق الطبي، حيث يوجد عجز كبير في أعداد الأطباء بالنسبة لعدد السكان، ويبلغ 9 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، والنسبة العالمية هي 23 طبيبا لكل عشرة آلاف مواطن، إضافة إلى وجود ضعف شديد في مستوى التدريب والتأهيل والكفاءة، مما يؤثر سلبيا على مستوى الرعاية الصحية للمواطنين.
كان المفروض منطقيا أن تكون التوجيهات الرئاسية تنصب حول إزالة أسباب هجرة الأطباء كأولوية أولى عاجلة، خاصة وأن الحلول واضحة سهلة التنفيذ شرط وجود الرغبة والإرادة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مصر الأطباء الصحة المستشفيات الجامعات مصر صحة جامعات مستشفيات أطباء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوجیهات الرئاسیة فی أعداد الأطباء هجرة الأطباء نقص الأطباء لعدد السکان من الأطباء کبیر فی فی مصر فی شهر
إقرأ أيضاً:
مغردون: هجرة الموساد فخ أمني بغطاء إنساني لتهجير أهالي غزة
منذ استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية الداعية إلى تهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في القطاع، خاصة بعد مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على مقترح قدّمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء مديرية خاصة تُعنى بتهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك قبل عدة أسابيع.
وستتولى "مديرية التهجير" ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي في بيانه بـ"الانتقال الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة لمن يبدون رغبة في ذلك"، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي، وستعمل المديرية بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات الأخرى وفقا لتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي، وستنسق أنشطة الوزارات الحكومية المعنية في هذا الشأن.
ويأتي إنشاء هذه المديرية الجديدة -التي تتناغم مع طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب– في سياق حرب الإبادة المتواصلة على غزة، وسط دعوات من وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى قصف وتدمير مستودعات الأغذية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بهدف دفع السكان إلى الهجرة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام ببث وتسويق شائعات بين سكان القطاع بشتى الطرق حول "الهجرة"، مما أثار جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من التعامل مع هذه الشائعات.
إعلان مصطلح ناعم لمشروع تهجير ممنهجوفي هذا السياق، أوضح الناشط خالد صافي عبر منصة إكس أن جهات مشبوهة تابعة للاحتلال تسوّق لفكرة "الهجرة الطوعية" عبر حملات مضللة تستهدف مشاعر الناس وتستغل واقع الحرب، بينما الهدف الحقيقي هو تفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني.
احذروا "هجرة الموساد".. فخ أمني بغطاء إنساني
في ظل الحرب والحصار، تسوّق جهات مشبوهة تابعة للاحتلال الإسرائيلي لفكرة "الهجرة الإنسانية" لأهالي غزة، في حملة تبدو للوهلة الأولى إنقاذية، لكنها في حقيقتها فخ أمني واستخباري خطير.
???? خلف الستار:
– الحملة تقودها خلية مشبوهة بإدارة… pic.twitter.com/J0q2QFh7gQ
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 21, 2025
من جانبه، كشف الناشط حكيم أن رقم محامٍ إسرائيلي يُدعى يورام يهودا، صاحب مكتب محاماة في تل أبيب، انتشر بين أهالي غزة. وقد حاول عدد من الأشخاص داخل وخارج القطاع التواصل مع الرقم للاستفسار عن "الهجرة الطوعية".
تحذير من التواصل مع الموساد والمخابرات وأعوانهم .
انتشر بين أهالي غزة رقم المحامي الاسرائيلي يورام يهودا صاحب مكتب محاماة في تل أبيب ..
حاول أكثر من شخص من غزة وخارج غزة الاتصال مع صاحب الرقم للاستفسار عن الهجرة الطوعية
أولا يجيب على الاتصالات وعلى نفس الرقم عدة اشخاص يتحدثون…
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) April 21, 2025
وأوضح أن المفاجأة كانت أن من يجيب على هذا الرقم هم عدة أشخاص يتحدثون العربية بطلاقة -ويُرجّح أنهم من جهاز الموساد- ويقومون بطرح أسئلة حساسة على المتصلين.
التهجير موت مضاعف لا نجاة منهبينما كتب الصحفي عميد شحادة "التهجير بالنسبة للفلسطينيين ليس نجاة، بل موت مضاعف. فبينما يراه البعض بديلا عن الموت، تُثبت تجارب اللجوء والذل والطعن بالظهر أن الفلسطيني لا يجد حضنا يحتضنه سوى وطنه".
وأضاف عبر صفحته على موقع فيسبوك "فلسطين وحدها تشبهنا وتحتوينا، وهي ملاذنا من عالم صامت على إبادتنا. الحقيقة المؤلمة؟ الفلسطينيون اليوم يهربون من هذا العالم، لا إليه".
إعلانأما الناشط عبد الله شرشرة، يرى أن الإعلانات المتداولة ليست عشوائية، بل إنها جزء من مخطط منظم. وأشار إلى أن الوقت قد حان ليدرك الغزيون أنهم محاطون بأشخاص بنوايا غير بريئة.
لم يتركوا مكراً ولا خداعاً إلا مارسوه
مارسوا الإجرام بأبشع صوره، ألقوا بكل ما يملكون من قوة وبمساعدة أمريكا والغرب على غ.ز.ة .
وما زالت تقاوم وما زالت تؤلمهم وما زالت تقف بثبات رغم الألم والجوع
— Qais لابُد من غـ زة «????????????????» (@BallackMic92066) April 21, 2025
كما أشار مغردون إلى أن من يردون على الاتصالات يتحدثون العربية بطلاقة، ويرجّح أنهم ضباط موساد يسعون لاستغلال شوق الناس للخروج من جحيم الحرب كفرصة لاختراق المجتمع واستدراج أبنائه.
وكتب أحدهم محذرا: "انتبهوا من الانسياق وراء ضباط المخابرات الإسرائيلية، هذه مشاريع تجنيد، لا هجرة ولا نيلة! لا تتحيّن الفرصة وتركض ورا الأوهام، بدك تهاجر؟ استنى بعد الحرب واطلع بطريقة شرعية وين ما بدك. ركام غزة خير من مذلة المهجر واللجوء".
حقائق مهمة وخطيرة حول ما يُشاع عن "هجرة جماعية من #غزة":
في الوقت الذي تتناقل فيه بعض المنصات وعناصر #شبكة_افيخاي روايات عن هجرة جماعية من غزة إلى أوروبا، من المهم توضيح الأمور التالية للرأي العام:
1. لا توجد موجات هجرة جماعية مسجلة من غزة. السكان في غالبيتهم متمسكون بأرضهم رغم…
— تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) April 21, 2025
وأشار آخرون إلى أن مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة قد بدأ فعليا، وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يخبئ نواياه، فبعد إنشاء "مديرية التهجير" الخاصة بتنظيم خروج الفلسطينيين من القطاع، بدأت تصل رسائل لبعض المواطنين تدعوهم لمقابلات على حاجز نتساريم، بحجة "بحث إمكانية الهجرة".
ورغم أن البعض يراها خطوة استكشافية، فإنها في الحقيقة تمهيد لمرحلة تهجير ممنهجة قادمة.
إعلان تحذيرات حكوميةكذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي من شائعات يبثها الاحتلال حول الهجرة من غزة، مؤكدا أنها جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال "الإسرائيلي" لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني.
وقال المكتب الحكومي، في بيان صحفي، أمس الاثنين، إننا "نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار "رامون" إلى دول مختلفة حول العالم".
وأكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماما من الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.