تحت رعاية محمد بن زايد.. «أبوظبي الدولي للكتاب» يستضيف 1400 جهة من 96 بلداً
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
متابعات: «الخليج»
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعقد الدورة الرابعة والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب فعالياتها في الفترة من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي.
يُنظِّم المعرض مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تحت شعار «مجتمع المعرفة.
وتحتفي الدورة الحالية من المعرض بالعالِم الموسوعي «ابن سينا» شخصية محورية، تزامناً مع مرور ألف عام على إصدار كتابه «القانون في الطب»، الذي يُعَدُّ أحد أبرز الإسهامات العلمية العربية التي أثَّرت في تطوُّر الطب عالمياً. ويشهد المعرض جلسات حوارية، ومعارض تفاعلية تسلِّط الضوء على إرث ابن سينا العلمي، وتستعرض أفكاره وإنجازاته وتأثيره في الحضارة الإنسانية.
ـ ألف ليلة وليلةوفي إطار توجهات دولة الإمارات لإحياء التراث العربي عالمياً، يحتفي المعرض بكتاب «ألف ليلة وليلة» بوصفه «كتاب العالم»، تقديراً لتأثيره العابر للثقافات والأزمان، وقدرته على إلهام الأدباء والفنانين حول العالم.
وتحلُّ ثقافة دول حوض الكاريبي ضيف شرف على دورة هذا العام، في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز الشراكات الثقافية العالمية، وتقديم تجارب معرفية غنية تُسهم في تعميق التبادل المعرفي بين الشعوب، ما يرسِّخ مكانة أبوظبي وجهة رئيسة للتلاقي الثقافي والفكري.
ويشارك في الدورة الحالية من المعرض نخبة من كبار الأدباء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى من الوطن العربي والعالم، ليقدِّموا مجموعة متنوِّعة من الفعاليات التي تُلبِّي تطلُّعات الجمهور، وتعزِّز الحضور الدولي للفعاليات الثقافية في أبوظبي موزَّعة على خمسة محاور رئيسية هي المجتمع، والفانتازيا، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي والابتكار.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يرسِّخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب الموقع الريادي الذي تحتله إمارة أبوظبي وجهة عالمية قائمة على الابتكار والإبداع. وتُخصِّص الدورة الحالية مساحةً واسعةً للاحتفاء بالإرث العربي، عبر تسليط الضوء على كتاب (القانون في الطب) للعلامة الكبير ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، بمناسبة مرور ألف عام على تأليفه، باعتباره شاهداً على عبقرية الطب العربي، إلى جانب تسليط الضوء على كتاب (ألف ليلة وليلة) الذي يُعَدُّ حلقةَ وصلٍ حضاريٍّ وجماليٍّ بين الشرق والغرب ضمن مبادرة (كتاب العالم)، ويأتي اختيار ثقافة دول حوض الكاريبي ضيفَ شرفٍ لهذا العام تتويجاً لتميُّزها المعرفي في نسيج الثقافة العالمية، وإيماناً منّا بأنَّ الحوار الثقافي هو جسرُ التعاون الأمثل بين الأمم».
وأكَّد أنَّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب حريص دوماً على خدمة المجتمع من خلال تعزيز علاقة أفراده باللغة العربية، والإسهام في دعم حركة الصناعات الإبداعية العربية عبر استخدام التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي لتطوير صناعة النشر، من خلال برامجَ وورشٍ متخصِّصةٍ وندواتٍ تستشرف مستقبل الكتاب، وتستقطب خبراء العالم، وتواكِب أحدث التحولات النوعية والعالمية في هذا القطاع الحيوي الذي صار أحد أبرز مكوِّنات الاقتصاد، ومحاور التنمية.
وللمرة الأولى، يطلق المعرض «ليالي الشعر» ويستمر 10 أيام للاحتفاء بإبداعات الشعر بشقَّيْه الفصيح والنبطي في حوارات أدبية استثنائية، إلى جانب استمرار برنامج «بودكاست من أبوظبي» في موسمه الثالث، الذي يقدِّم محتوى ثقافياً نوعياً يرصد تحوُّلات المشهد الأدبي.
وتماشياً مع رؤيته المتجدِّدة، يطلق المعرض النسخة الأولى من مؤتمر «رقمنة الإبداع» لاستكشاف تداخُل الذكاء الاصطناعي مع الفنون، وتأثير التقنيات الحديثة في صناعة المحتوى، من خلال جلسات متخصِّصة تناقش أحدث التطوُّرات في مجالات النشر والإنتاج الإبداعي، لرسم ملامح مستقبل الصناعات الثقافية.
ويقدِّم المعرض لزوّاره تجربة فنية ثقافية شاملة تتنوَّع بين الطهي والسينما والتصوير، إذ تُعرَض في «سينما الصندوق الأسود» أفلامٌ عربيَّةُ قصيرة تعالج قضايا ثقافية معاصرة، إضافةً إلى برنامجٍ موسيقيٍّ حيٍّ، وورش عمل في التصوير وصناعة الأفلام، فضلاً عن تجربة «أطباق وثقافات»، التي تستكشف نكهات عالمية.
ويخصِّص المعرض للأطفال والناشئة مساحات تفاعلية تحتفي باللغة العربية؛ إذ تُقدِّم «واحة الأطفال» و«ركن ألفا» ورشاً تعليمية تجمع بين الترفيه والمعرفة، وتُتيح البرامج المخصَّصة للناشئة خوض تجارب علمية وإبداعية تعزِّز مهاراتهم، وتوثِّق صلتهم بتراثهم الثقافي.
ويواصل الحدث احتضانه للثقافات العالمية عبر «جناح ضيف الشرف» الذي يسلِّط الضوء على الأدب والفنون والموسيقا للبلد الضيف، إلى جانب «ركن التواقيع» الذي يلتقي فيه الجمهور بكتّابهم المفضّلين، و«تحت ظلال الغاف» الذي يحتضن حوارات أدبية استثنائية مع المؤلفين، فيما تجمع «ردهة الأعمال» الناشرين وصُنّاع المحتوى لتعزيز التعاون في قطاع النشر.
ويمثِّل البرنامج المهني للمعرض منصة لدعم قطاع النشر والصناعات الإبداعية، عبر مواكبة أحدث التطورات في المجال، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، بهدف تعزيز استدامة صناعة النشر العربي والعالمي، وتسهيل التواصل بين الناشرين والمبدعين والمؤسسات الثقافية، ما يرسِّخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للنشر والمعرفة، ويسلِّط البرنامج، عبر مبادرات الشركاء، الضوء على إسهامات المؤسسات الحكومية والخاصة في المشهد الثقافي، بما يعزِّز التجربة الفريدة للزوّار، ويوطِّد الروابط بين المجتمع الأدبي العالمي.
وفي إطار دعم اللغة العربية، يُطلق المعرض مبادراتٍ مبتكرةً تشجِّع على القراءة والإبداع، تماشياً مع المبادرة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة المنبثقة عن رؤية دولة الإمارات وأبوظبي لبناء مجتمع قارئ قادر على إنتاج محتوى عربي يواكب العصر الرقمي، من خلال رعاية المواهب الأدبية الناشئة، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات حديثة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبوظبی الدولی للکتاب الضوء على ابن سینا من خلال الذی ی
إقرأ أيضاً:
نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا الفاتيكان
(CNN)-- بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل/ نيسان، ومراسم جنازته المرتقبة صباح الـ 26 من الشهر الجاري؛ تتجه الأنظار إلى عملية انتخاب خليفة له، وسبق أن سلط فيلم Conclave في عام 2024 الضوء على هذه العملية، وإليكم نظرة على هذا الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس.
فيلم Conclave أو "المجمع البابوي"، من إخراج إدوارد بيرغر، وبطولة نجوم كبار مثل رالف فاينز، وستانلي توتشي، وإيزابيلا روسيليني، وجون ليثغو، ويُجسّد مزيجًا ساحرًا من الغموض، والطقوس، والتقاليد، والأهم من ذلك كله، سياسة عملية اختيار البابا.
وحظي الفيلم باهتمام كبير من النقاد، وهو مُقتبس عن رواية الإثارة الصادرة عام 2016 للروائي البريطاني روبرت هاريس، والتي يلخصها كاتبها بأنها قصة عن "قوة الله وطموح البشر"، وتتخيل كيف سيكون المجمع البابوي القادم.
وتتمحور أحداث الفيلم حول التوتر القائم بين كبار الشخصيات في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، بين متطلبات إيمانهم ورغبتهم في الوصول إلى مناصب عليا. ويصور النقاشات الخافتة في أروقة الفاتيكان، والمناورات السياسية الخفية التي تجري خلف الكواليس في عملية يُرجح فيها استبعاد أي شخص يُنظر إليه على أنه يروج للمنصب.
ويحاول الفيلم تسليط الضوء على الصراع حول جوهر الكنيسة، والذي يدور خلال الانتخابات البابوية، بما في ذلك التوترات بين التقدميين والتقليديين، ودور المرأة أو غيابه.
وبالنسبة للمتابعين، فإن السؤال الأهم في الاجتماع الواقعي القادم، هو ما إذا كان الكرادلة سيختارون بابا يُحافظ على نهج البابا فرانسيس الأكثر انفتاحًا؟، أم أن القوى المُعارضة لبابويته ستكون قادرة على تغيير الأمور في اتجاه مُغاير؟ أما فيما يتعلق بالكرادلة، فيكمن التحدي في إيجاد مُرشّح يتمتع بجاذبية واسعة ومصداقية شخصية كافية لاختياره لهذا المنصب.
وكشف ستيفن ب. ميليز، مدير مركز "برناردين" في الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي، وهي كلية لاهوتية في شيكاغو، أن: "تصوير الفيلم للعملية مُثبت بتقارير من الكرادلة تفيد بأن المجامع تُمثل تمرينًا في بناء تحالفات دقيقة أثناء تقييمهم لمستقبل الكنيسة".
وقال ميليز في تصريحٍ سابق لشبكة CNN، إن "المجامع حدث سياسي بأسمى معاني السياسة.. إنه تفكير مُتأنٍ، بل وصلاة، في مستقبل المجتمع".
ولتجنب الضغوط الخارجية ولضمان حرية الكرادلة في اختيار من يرونه الأنسب للمنصب، تُعقد اجتماعات الكرادلة في سرية تامة، حيث يُعزل المشاركون عن العالم، ويُمنعون من التحدث إلى أي شخص خارج نطاق هذه العملية التي قد تستغرق عدة أيام، بما في ذلك قراءة التقارير الإعلامية أو تلقي الرسائل.
ويُسمح فقط للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا بالتصويت. ويُدلون بأصواتهم في كنيسة "سيستين"، أمام المنظر المهيب للوحة "يوم القيامة" لمايكل أنجلو، ويكتبون اختياراتهم على أوراق اقتراع تُحرق بعد فرزها.
وتستمر جولات التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين. يُبلّغ الحشد المنتظر في الخارج بانتخاب بابا عندما تتصاعد دخان أبيض من المدخنة فوق كنيسة "سيستين".
ويسعى فيلم Conclave جاهدًا لأن يكون واقعيًا قدر الإمكان. وساعد هاريس في روايته الكاردينال الإنجليزي الراحل كورماك مورفي أوكونور، والذي شارك في اجتماعات عامي 2005 و2013، بينما حظي كاتب السيناريو، بيتر ستراوغان، وصانعو الفيلم بجولة خاصة في كنيسة "سيستين".
ويُظهر الفيلم تفاصيل كثيرة بدقة؛ نرى الكرادلة وهم يدفعون حقائبهم الليلية عند بدء العملية، ومشاهد لهم وهم يدخنون قبل ذلك. وإقامتهم في غرف دار الضيافة المخصصة لهم خلال الاجتماعات، مع وجبات طعام جماعية، وحافلات تنقلهم ذهابًا وإيابًا بين جلسات التصويت.
كما يُظهر لنا إغلاق غرفة البابا الراحل وتدمير خاتمه، واليمين التي أقسمها الكرادلة قبل التصويت، واستخدام المواد الكيميائية لضمان خروج اللون الصحيح للدخان من المدخنة للإشارة إلى النتيجة (الأسود لعدم وجود قرار والأبيض للدلالة على اختيار البابا)، وتفتيش كنيسة "سيستين" بحثًا عن أجهزة تنصت.
ومع ذلك، هناك أخطاء في تفاصيل الفيلم، مثل تفاصيل كيفية ترتيب الطاولات في كنيسة الكنيسة، وطريقة مخاطبة الكرادلة لبعضهم البعض. لكن الجزء الأقل تصديقًا في الفيلم هو نهايته غير المتوقعة.
واعتبر توم ريس، وهو قس يسوعي ومعلق كنسي مقيم بواشنطن في تصريح لشبكة CNN حول الفيلم، أن "قيم التمثيل والإنتاج رائعة، لكن التقلبات في الحبكة كانت غريبة وغير معقولة".
ومع ذلك، بالنسبة لميليز: "لا يتمحور الفيلم حول التقلبات النهائية في الحبكة، أو حتى حول عمليات اختيار البابا"، بل يراه كقصة عن: "كاردينال يحاول استعادة إيمانه، ثم يجده مرة أخرى" في إشارة إلى شخصية "عميد مجمع الكرادلة:الكاردينال لورانس"في الفيلم, والذي يلعب دوره الممثل رالف فاينز، وهو ما يصفه بأنه "أمر جميل أن نشاهده".
و فاز فيلم Conclave، بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس، وجائزة غولدن غلوب لأفضل سيناريو، و3 جوائز بافتا من الأكاديمية البريطانية للأفلام ؛ "أفضل فيلم بريطاني، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مونتاج".