جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@18:36:15 GMT

الحُب في زمن التوباكو (5)

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

الحُب في زمن التوباكو (5)

 

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟

ماتيلدا: لقد رحل.

جوليتا: إلى أين؟

ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.

جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟

ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات.

 بالطبع  كنت أعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا، والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، وفي الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.

ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمرُ في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنتُ أنا منشغلة برجل القطار، وكان اسمه غابرييل.

كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي، وكان بالطبع مُرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثتُ عنه ووجدتُ عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.

جوليتا: وهل وجدتِه يا عمتي؟

ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.

وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.

جوليتا: وهل يئستِ؟

ماتيلدا: لا، وسعى والدك لأن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.

جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟

ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.

 

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المغرب ينهي عهد “القطارات الحرارية” و يحدث محطات سككية من الجيل الجديد

زنقة 20 | الرباط

كشف وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، عن نقل أزيد من 56 مليون مسافر عبر القطارات خلال سنة 2024.

قيوح، و خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الإثنين، ذكر أن اغلب هؤلاء المسافرين تنقلوا على متن قطارات البراق.

المسؤول الحكومي، أكد أنه يتم حاليا بناء محطات جديدة للقطار من الجيل الجديد تنضاف إلى محطات القطار الاربعة الموجودة (الرباط ، القنيطرة، طنجة، الدارالبيضاء)

و أوضح قيوح أن المحطات قيد الإنشاء ستكون ملتقى ما بين القطار السريع و القطارات الرابطة بين المدن بوتيرة تتراوح ما بين 10 و 15 دقائق.

وزير النقل و اللوجستيك، اشار إلى أن عدة مدن ستنتقل من الطاقة الحرارية العادية الى الطاقة الكهربائية في تنقل القطارات ، مثل المحمدية، تمارة ، كرسيف ، تاوريرت، بن جرير، برشيد.

و أضاف قيوح ، أن الاشغال متواصلة بعدد من المحطات السككية الجديدة بكل من مدن سطات ، تازة ، الرباط المدينة ، الصخيرات، مكناس.

مقالات مشابهة

  • الحب في زمن التوباكو (٥)
  • مصرع شخص دهساً تحت عجلات القطار فى أسوان
  • تصوير جوي.. شاهد معدلات تنفيذ مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع
  • أكثر من 55 مليون مسافر مغربي ومغربية اختاروا القطار في 2024
  • المغرب ينهي عهد “القطارات الحرارية” و يحدث محطات سككية من الجيل الجديد
  • الوزير: وصول أول قطار كهربائي سريع فيلارو إلى مصر أغسطس القادم
  • وزير النقل: أول قطار كهربائي سريع «فيلارو» يصل مصر أغسطس 2025
  • كامل الوزير: وصول أول قطار كهربائي سريع "فيلارو" إلى مصر أغسطس المقبل
  • شم النسيم.. مواعيد وأسعار تذاكر قطار النزهة بين القاهرة والإسكندرية