الأمم المتحدة: المعارك في السودان تثير وضعاً إنسانياً طارئاً
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أسماء الحسيني (الخرطوم)
أخبار ذات صلة 26 يناير يوماً عالمياً للطاقة النظيفة الأمم المتحدة تحذّر من مخاطر تهدد بتدمير السودانحذرت الأمم المتحدة، في بيان أمس، من أن النزاع والجوع يهددان بـ«تدمير» السودان بالكامل في ظل المعارك العنيفة الجارية منذ 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع.
وصرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بأن «المعارك في السودان تثير وضعاً إنسانياً طارئاً له أبعاد هائلة»، لافتاً إلى أن «هذا النزاع الذي يتسع مع ما يخلفه من جوع وأمراض ونزوح سكاني، بات يهدد بالإطاحة بالبلاد بكاملها».
وأسفرت المعارك عن مقتل ما يقرب من 5000 شخص، وفقاً لمنظمة «أكليد» غير الحكومية. لكن الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك على الأرجح نظراً لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تماماً عن العالم، كما يرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي خلال أربعة أشهر، اضطر أكثر من 4.6 مليون شخص إلى النزوح داخل البلاد أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وشدد غريفيث على أنه «كلما طال أمد القتال، صار تأثيره أكثر تدميراً، بعض المناطق لم يتبق فيها أي طعام، ويعاني مئات آلاف الأطفال سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت الوشيك إذا لم يحصلوا على العلاج». ولفت المسؤول الكبير في الأمم المتحدة إلى أن المعارك العنيفة التي اجتاحت العاصمة الخرطوم ودارفور منذ منتصف أبريل الماضي، امتدت إلى كردفان.
وأضاف «في كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، استُنفدت الإمدادات الغذائية بالكامل، في حين أن الاشتباكات وحواجز الطرق تمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى السكان الذين يعانون الجوع»، كما تعرضت مكاتب منظمات الإغاثة للسرقة والنهب في الفولة عاصمة غرب كردفان.
وأضاف أنه «قلق للغاية بشأن سلامة المدنيين في ولاية الجزيرة، مع اقتراب النزاع من سلة الغذاء السودانية».
وقال غريفيث إن الأمراض، مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك وغيرها، تنتشر في جميع أنحاء البلاد، ولا يحصل معظم الناس على العلاج الطبي، بعد أن «تسببت الحرب بتدمير القطاع الصحي، وخرجت معظم المستشفيات عن الخدمة».
وبعد أن زاد لجوء نحو مليون شخص من السودان إلى البلدان المجاورة الضغط على المجتمعات المضيفة، قال إن «طول أمد النزاع في السودان قد يدفع المنطقة بأكملها إلى كارثة إنسانية». وأضاف «آن الأوان لكي يضع جميع المنخرطين في هذا النزاع مصلحة شعب السودان فوق السعي للاستحواذ على السلطة أو الموارد».
إلى ذلك، يعتزم الاتحاد الأفريقي دعوة أكثر من 60 شخصية من مختلف القوى السياسية والمدنية والأكاديميين لاجتماع تحضيري للأطراف المدنية السودانية في أديس أبابا، في الفترة ما بين 8 و13 سبتمبر المقبل.
ومن بين المدعوين رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، وممثلون لمختلف الكتل السياسية والحركات المسلحة والأكاديميين والمهنيين والمجتمع المدني.
وتضم القائمة الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية وأطراف السلام، بالإضافة للحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحزب الشيوعي وحزب البعث.
ويهدف الاجتماع إلى النظر في الجهات المطلوب دعوتها وحصة التمثيل في الحوار السوداني- السوداني، وجدول الأعمال، وهيكل إدارة الحوار، والمكان والتاريخ والتمويل، ودور المجتمع الدولي، وستكون المرحلة الثانية هي الانعقاد الرسمي للحوار السياسي بناء على النتائج الموصى بها في المرحلة الأولى.
وقال كمال بولاد، عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في تصريحات لـ«الاتحاد»:
«نركز جهودنا الآن من أجل بناء جبهة واسعة لوقف القتال»، محذراً من أن المجتمع الدولي لا تتوافر لديه الإرادة الكافية لوقف المعارك في السودان، ولم يمارس الضغوط الكافية على أطراف القتال لوقف المعارك.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة السودان أزمة السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع الدعم السريع الاتحاد الأفريقي الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
ماكرون يدعو طرفي الصراع في السودان إلى “إلقاء السلاح”
“ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح وكافة الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دورا، إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيرا”
التغيير: وكالات
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت طرفي النزاع في السودان إلى “إلقاء السلاح” بعد عام ونصف من الحرب التي تعصف بالبلاد معتبرا أن المسار الوحيد الممكن هو “وقف إطلاق النار والتفاوض”.
وقال ماكرون،وفقا لـ”فرانس برس”، خلال جولة في القرن الافريقي عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد “ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح وكافة الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دورا، إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيرا”.
وأضاف “العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيرا للإعجاب خلال الثورة، مكانته” في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلا كبير.
ومنذ أبريل 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.
ويواجه حوالي 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجددا الخميس بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.
وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4,2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
الوسومالسودان القرن الافريقي ماكرون