الإمارات: الجماعات الإرهابية تغير استراتيجياتها لزعزعة الأمن الدولي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة محمد بن راشد: عمر الدول يقاس بإنجازاتها الإمارات تحمي الغلاف الجوي بتخزين ثاني أكسيد الكربون في الأرضحذّرت دولة الإمارات، أمس، من استمرار الجماعات الإرهابية في إعادة ضَبط أساليبِها وتغيير استراتيجياتِها لتحقيق غاياتِها المُزعزِعَة للأمن والاستقرار الدوليين، رُغم التقدُم الملموس ضِد الإرهاب، داعية المجتمع الدولي إلى وقفة جادة من أجل ردع التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، بما في ذلك تنسيق الجهود، ودعم الدول المُتأثِرة بالنزاعات وبناء قُدُراتِها.
وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، أدلت به أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة والقائمة بالأعمال بالإنابة: «نرى أن تقريري الأمين العام للأمم المتحدة وفريق الرصد والتحليل التابع للجنة عقوبات داعش والقاعدة يَكتسيَان أهمية بالِغة من حيث تسليطُهما الضوء على أساليب وأنماط وتَحرُكات تنظيم داعش الإرهابي، لتمكين المجتمع الدولي من مكافحتِه بفاعِليّة».
وأوضحت أميرة الحفيتي أن من التطورات المُقلقَة التي أشار إليها تقرير الأمين العام في هذا الشأن استمرار استخدام التقنيات التكنولوجية لأغراض إرهابية، واستغلال تنظيم داعش الأعمال المُعادِيَة للإسلام، مثل حَرق نسخ من المُصحف الشريف، لإذكَاء نار التعصب وخطاب الكراهية والدعوة لِشَن الهجمات الإرهابية.
وأضافت: تَزدادُ الشواغِل في ظل إشارة التقرير إلى استمرار الجماعات الإرهابية في أفريقيا في توسيع رُقعَة سيطَرَتها، مُستغلةً انتشار النزاعات وتَدهور الأوضاع الاقتصادية والفراغ الأمني في الأراضي التي لا تَتمَتَع بسُلطَة كافية للدولة، إضافة إلى الأنشطة المُماثِلة التي يقوم بها الإرهابيون في مناطق أخرى حول العالم.
وأعربت الحفيتي عن إدانة الإمارات الشديدة لاستخدام «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، للعُنف الجنسي والعُنف القائم على نوع الجنس كأسلوب وأداة حرب، الأمر الذي يُؤثِر بشكلٍ كبير وغير مُتناسِب على النساء والفتيات، ويَهدف إلى إذلال السكان والسيطرة عليهم.
وتابعت: «نحن بأمَس الحاجة لوقفة جادة من المجتمع الدولي لردع التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، ويَشمَل هذا تنسيق الجهود ودعم الدول المُتأثِرة بالنزاعات وبناء قُدُراتِها، ونَتطلع في هذا السياق، إلى انعقاد القِمة الأفريقية حول مكافحة الإرهاب، والتي يُنظِمُها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ونيجيريا في مَطلَع العام المُقبل».
وقالت الحفيتي، بحسب البيان: «يجب تعزيز تدابير الوقاية من خلال مُعالَجة الأسباب الجذرية للتطرف قبل أن يؤدي في نهاية المَطَاف إلى إراقة دماء الأبرياء، مع بَذِل الجهود لبناء مجتمعات سلمية وقادرة على الصمود في وجِه التطرف»، موضحة أن ذلك يقتضي اتباع نهجٍ حكومي ومجتمعي شامل يرتكِز على الاستثمار في التعليم، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، إلى جانب تمكين المرأة والشباب.
ومن هذا المنطلق، عَمِلَت الإمارات، وفق الحفيتي، على المشاركة في صياغة قرار مجلس الأمن 2686 حول «التسامح والسلام والأمن الدوليين» والذي يدعو إلى اتخاذ نهجٍ شاملٍ لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي لِمُعالَجة دوافع النزاعات.
ولفتت إلى أن القرار يشجع جميع الشُركاء، بما فيهم القادة الدينيون والمُجتمَعيون ووسائل الإعلام ومِنصَّات التواصل الاجتماعي، على التصدي لخطاب الكراهية والتطرف، حيث نأمل أن يتم اتخاذ خُطواتٍ ملموسَة لتنفيذ هذا القرار، لأهميتِه في تحصين مجتمعاتِنا من آفتي التطرفِ والإرهاب.
وشددت على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، أو جنسية، أو حضارة، أو جماعة عِرقيَّة، إذ يُعَد أي عملٍ إرهابي عملاً إجرامياً بَحْتاً ولا مُبرِر لارتكابِه، مجددة تأكيد الإمارات على ضرورة تَجَنُب استخدام مُسمَيات تحت شعار الدين عند الإشارة إلى الجماعات الإرهابية مثل داعش، فعِندمَا تَستَخدِم الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعبيراتٍ مثل «الدولة الإسلامية» فإنها تُخِلُ بذلك بحقيقة عدم صِلَة الإسلام بالإرهاب، فهذه المُسميات هي جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجيات الجماعات الإرهابية في تَشويه الدين واستغلالِه لتحقيق مآربِها.
وأكدت على ضرورة مواصَلَة تطوير أساليب مَنع ومكافَحَة استغلال الإرهابيين للتقنيات المُتطورَة، ومنها الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطائرات المُسيرة، والعملات المُشفَرة، والمِنصَات الرَقمية، والتي يُشكل وقوعها في أيدي الأفراد والجماعات الإرهابية تهديداً خطيراً على السلم والأمن الدوليين.
وقالت: إن التوافق على نَهجٍ جماعي مُشترك، وتعزيز الأطُر القانونية لمواجَهَة هذه التهديدات، دون الحَدِ من القُدرة على الابتكار، أصبح ضرورياً ويتطلب تعاوناً وثيقاً بين الحكومات والقطاع الخاص.
وذكرت أنه من الضروري تَنشيط وتَسريع العَمَل على اعتماد اتفاقية دولية شامِلة بشأن الإرهاب، فعلى الرُغم من وجود اتفاقياتٍ وقراراتٍ دولية للتصدي للتهديدات المُتنامِية للإرهاب، ومنها استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، فإن القضاء على هذه الآفة يتطلب اتفاقية دولية شامِلَة لتعزيز الإطار القانوني الدولي في هذا المجال.
وأكدت الحفيتي، في ختام البيان، أن الإمارات ستواصِل جهودَها، بما في ذلك من خلال رئاستِها للجنة مكافحة الإرهاب هذا العام، لتعزيز منظومَة مكافحة الإرهاب لدى الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجماعات الإرهابية الإمارات التنظيمات الإرهابية الأمن العالمي مكافحة الإرهاب أميرة الحفيتي مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن داعش الجماعات الإرهابیة الأمم المتحدة الأمن الدولی
إقرأ أيضاً:
"اليونيفيل": تدمير الجيش الإسرائيلي المتعمد والمباشر لممتلكات تابعة لنا انتهاك صارخ للقانون الدولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، اليوم الجمعة، أن "حفارتين وجرافة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أقدمت أمس الخميس، على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لنا في رأس الناقورة جنوب لبنان، وردا على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع يونيفيل".
وأشارت "يونيفيل"، في بيانٍ اليوم الجمعة، أن "التدمير المتعمد والمباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة ليونيفيل يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقرار 1701"، مذكرة -مجددًا- الاحتلال وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
وذكرت أنه منذ 30 سبتمبر الماضي، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق من أجل سلامتهم، مشيرة إلى أن حادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي.
ولفتت "يونيفيل" -بقلق- إلى تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل (الخط الأزرق) هذا الأسبوع.
شاهد جنود حفظ السلام، قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء إزالة البراميل بشكل مباشر".
وأكدت أنه رغم الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701".
وأثار استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" في لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي موجة من التنديد الدولية، فيما دعا زعماء أوروبيون لوقف مبيعات الأسلحة إلى تل أبيب للضغط عليها لوقف عدوانها سواء على قطاع غزة أو لبنان.
يذكر أن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ الخامس من أكتوبر الماضي، توسع نطاقه حتى العاصمة بيروت، ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف من المدنيين، فضلًا عن إجباره أكثر من مليون شخص على النزوح من منازلهم.