تمويلات صندوق النقد الدولي بلغت أزيد من 300 مليار دولار منذ بداية كورونا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
وافق صندوق النقد الدولي منذ بداية جائحة كورونا إلى الآن على أزيد من 300 مليار دولار من التمويلات الجديدة لـ96 دولة.
واعتبرت المديرة العامة للصندوق، كريستالينا جورجييفا، بأن هذا “أكبر دعم يتم تقديمه على الإطلاق في مثل هذه الفترة القصيرة”.
وأوضحت بأنه من أصل هذا المبلغ، تم تقديم أزيد من 140 مليار دولار من المساعدات منذ اندلاع النزاع الروسي الأوكراني، بهدف مساعدة الدول أعضاء الصندوق على مواجهة الضغوط المالية، لاسيما تلك الناجمة عن الحرب.
وحذرت من مغبة تجزئة التجارة التي يمكنها أن تؤدي أيضا إلى اضطرابات شديدة في أسواق السلع الأساسية وإلى انعدام الأمن الغذائي والطاقي.
وأوضحت في مقال افتتاحي نشرته مجلة الشؤون الخارجية، بأنه على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي تجزئة التجارة، أي زيادة القيود على المبادلات التجارية للسلع والخدمات بين البلدان، إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 7 في المائة، أو 7,4 تريليون دولار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي المشترك لفرنسا وألمانيا، وأكثر من ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد بأكمله في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وقالت “إن العالم يشهد تصاعد التشرذم، وهو مسار يبدأ مع تنامي الحواجز أمام التجارة والاستثمار، وينتهي، في شكله المتطرف، بتجزئة البلدان إلى كتل اقتصادية متنافسة – وهي نتيجة تهدد بعكس الفوائد التحويلية التي حققها التكامل الاقتصادي العالمي”.
واعتبرت أن “توسع التجارة ضمن اقتصاد عالمي متكامل بشكل متزايد حقق امتيازات هامة في ما يتعلق بالنمو والحد من الفقر”.
وأشارت إلى أن تنامي عدم المساواة يسهم في عدم الاستقرار السياسي ويقوض آفاق النمو المستقبلي، لاسيما بالنسبة للاقتصادات الهشة والفئات الأكثر فقرا. والأمر ذاته ينطبق على التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ، الذي يؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة وإحداث صدمات جديدة.
كلمات دلالية تمويلات جائحة كورونا صندوق النقد الدوليالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: تمويلات جائحة كورونا صندوق النقد الدولي
إقرأ أيضاً:
الجدعان: الدعم السعودي مرتبط ببرامج «النقد الدولي» لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية
قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن العالم يواجه تحديات كبيرة في تعبئة المصادر اللازمة لدعم التنمية، وإن بلاده ستواصل مساعداتها التنموية لدول عدة رغم تخصيص ميزانيات كبيرة لتحقيق أهداف «رؤية 2030»، مبيناً أن جزءاً كبيراً من تلك المساعدات رُبط ببرامج «صندوق النقد الدولي» لضمان استخدامها بشكل مستدام يدعم الإصلاحات الاقتصادية لتؤثر إيجاباً على شعوب تلك الدول ولتنويع اقتصاداتها.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: «الديون المرتفعة والحيز المالي المنخفض» في «مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة»، الأحد، شارك فيها أيضاً وزير مالية الاتحاد الروسي، أنطون سيلوانوف، ووزير المالية والتخطيط الوطني في جمهورية زامبيا، سيتومبيكو موسوكوتواني، ووزير المالية السابق في كولومبيا، ماوريسيو كارديناس.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” تابع الجدعان أن الدول التي تعاني صعوبات حادة في إدارة ديونها السيادية تحتاج بشكل ملح إلى الدعم متعدد الأطراف للتعامل مع تلك الأزمة.
أخبار قد تهمك «مؤتمر العُلا»… شراكات اقتصادية لمواجهة تحديات الأسواق الناشئة 16 فبراير 2025 - 9:58 مساءً ملتقى مجالس الجمعيات الأهلية يشهد جلسات حوارية إثرائية متنوعة 13 فبراير 2025 - 5:49 صباحًاوأوضح أن التقارير الصادرة عن «صندوق النقد الدولي» و«مجموعة البنك الدولي» بشأن الدول ذات الدخل المنخفض وبعض الاقتصادات الناشئة، تظهر أنها «تنفق أكثر على خدمة ديونها مقارنة بما تنفقه على التعليم والصحة معاً، وهو أمر غير مستدام».
وأضاف أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو «الإطار المشترك» لإعادة هيكلة الديون السيادية، مؤكداً أن «تقدماً كبيراً أُحرزَ رغم البداية البطيئة، حيث كانت الدول تتعلم خلال العملية».
كما شدد على أهمية استخدام المؤسسات التنموية متعددة الأطراف في توفير المساعدات، «حيث تتمكن من مضاعفة التأثير المالي والمساعدة في تقديم الدعم الفني المهم لهذه الدول لتكون أكثر استدامة، وبالتالي تقليل الحاجة إلى المساعدات في المستقبل».
الدين العام
وخلال الجلسة، تحدث وزير المالية والتخطيط الوطني في جمهورية زامبيا، سيتومبيكو موسوكوتواني، عن الوضع الاقتصادي الذي واجهته البلاد في عام 2021 وقال: «كانت وضعية الدين العام كارثية، حيث بلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 108 في المائة. ومن كل دولار جرى جمعه من الضرائب، كانت 60 سنتاً تُخصص لتسديد الدين الخارجي، وليس الدين المحلي فقط. كما وصلت مخصصات رواتب موظفي الخدمة العامة إلى نحو 45 سنتاً من كل دولار».
وأضاف موسوكوتواني أنه «لا توجد آلية رسمية لحل مشكلات الديون، ولكن كان هناك إطار عمل مشترك صُمّم من قبل (صندوق النقد الدولي) و(البنك الدولي) وبعض المؤسسات الثنائية الأخرى. ضمن هذا الإطار. كان على الدول، مثل زامبيا، أن تجد طريقة للتفاوض مع الدائنين».
سياسة مالية حذرة
من جانبه، قال وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، إن بلاده على استعداد لإعادة هيكلة ديون الدول الأجنبية، وإن مواجهة أزمة الديون تكون باعتماد سياسة مالية حذرة، مشيراً إلى أنه على مدار السنوات الـ25 الماضية، أعيدت هيكلة ديون 22 دولة بقيمة نحو 30 مليار دولار. إلى جانب مبلغ مماثل عبر اتفاقيات ثنائية.
واستطرد الوزير الروسي: «الوصول إلى موازنة متوازنة ليس سهلاً في ظل الأوضاع الحالية، لكن الأمر يعود هنا إلى احترافية وزارة المالية ليس فقط في وضع سياسة مالية حذرة… وإنما أيضاً الإشراف على تنفيذها… تجب علينا معالجة المرض وليست الأعراض».
التقشف الذكي
بدوره، تطرق وزير المالية السابق في كولمبيا، ماوريسيو كارديناس، إلى تبني بلاده فكرة «التقشف الذكي» بصفتها استراتيجيةً لمعالجة الصدمة التي واجهت البلاد خلال عام 2014؛ «حيث جرى التعامل مع الفارق البالغ 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عبر 3 محاور: أولاً، معالجة نقطة مئوية واحدة من خلال زيادة مؤقتة في العجز المالي. ثانياً: زيادة الإيرادات الضريبية عبر فرض ضرائب جديدة. وأخيراً: خفض نفقات الحكومة بنقطة مئوية واحدة».
وبشأن تخفيض النفقات، شدد كارديناس على «أهمية أن تكون هذه التخفيضات مدروسة وألا تكون عشوائية، مع ضرورة أن تعكس أولويات الحكومة والدولة»، مؤكداً أنه في «أوقات الأزمات، من المهم مراجعة النفقات الحكومية غير الفعّالة التي استمرت لأسباب تاريخية».
وفي سياق الوضع الحالي، خصوصاً في الاقتصادات الناشئة، أشار كارديناس إلى «ضرورة الانتباه إلى ضبط مالي محكم»، محذراً من «ميل بعض الدول نحو زيادة العجز المالي رغم الظروف الاقتصادية المواتية، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات للحد من هذا الاتجاه لضمان استدامة المالية العامة».