لندن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة طلبة في 174 جامعة يشاركون في «الكونغرس العالمي للإعلام» تعاون بين «تريندز» و«الجواء للإعلام»

مع الصعود المدوي للمرأة، تجد وسائل الإعلام نفسها، مضطرة لتعديل اختياراتها والمساحات التي تمنحها لتغطية تجليات هذا الصعود بشتى القطاعات، خاصة فيما يتعلق بالرياضة.
ومؤخراً، أظهرت بطولة كأس العالم في كرة القدم للنساء التي انتهت قبل أيام بفوز منتخب إسبانيا، تحولا كبيرا في حجم الاهتمام الإعلامي برياضة المرأة.

ومع أن الميديا العربية لم تهتم كثيراً بتقديم تغطيات خاصة للحدث، توسعت الميديا العالمية في متابعة المباريات التي استضافتها أستراليا ونيوزيلندا.
تعاملت أقسام الرياضة في وسائل الإعلام العربية مع البطولة، باعتبارها حدثاً ثانوياً لا يستحق صفحات ولا برامج خاصة، على الرغم من خلو فترة البطولة من أي مسابقات رياضية محلية أو دولية قد تختطف الاهتمام (فترة إعداد للأندية).
وبالطبع يتناقض ذلك، مع حجم التغطيات التي تشهدها في العادة مسابقات الرجال. لكن الحجة أن المتابعة الجماهيرية في العالم العربي لمونديال النساء الذي يقام للمرة التاسعة، مازالت محدودة. ينسحب ذلك على رياضة المرأة عموماً في مختلف الرياضات رغم الاهتمام الرسمي بدعمها وتعزيزها.. فالاهتمام الجماهيري بالرياضة يكاد يحتكره الرجال، لذلك تكافح رياضات الجنس الناعم لتجد لها موطأ قدم في الإعلام العربي، خاصة أن أغلب أقسام الرياضة يهيمن عليها الذكور.
لكن الأمر مختلف على الضفة الأخرى من العالم. فالأرقام والإحصائيات تؤكد أن التحول في تغطيات الميديا الغربية للمونديال الحريمي، فاق التوقعات.
الصحف البريطانية مثلاً، توسعت كثيراً في متابعة البطولة التي تألق فيها المنتخب الإنجليزي، من خلال المدونات الحية دقيقة بدقيقة، والتقارير الموسعة والتحليلات المعمقة المزودة بالأرقام والإحصائيات ومقالات وأعمدة الكتاب البارزين أوالقصص المميزة التي تجذب القراء في جميع أنحاء العالم. وتجاوز إجمالي المشاهدات لهذه التغطيات في صحيفة مثل الجارديان 25 مليوناً، وبث موقع مثل Mail Online نحو 83 قصة عن البطولة في يوم واحد، حققت في مجملها أكثر من 4.5 مليون مشاهدة. وفي نصف النهائي، تصدرت اخبار وصور فوز منتخب إنجلترا على أستراليا الصفحات الأولى والأخيرة للصحف ونشرات الأخبار. لم يكن هذا الحماس الجماهيري مفاجئاً. فالميديا البريطانية زادت مؤخراً من اهتمامها بالرياضة النسائية.
يقول تقرير أصدرته مؤسسة إندرز أناليشن للأبحاث في يونيو الماضي إن عدد المقالات حول الرياضة النسائية، ومساحة الصفحات المطبوعة المخصصة لها والأهمية الممنوحة لها على الإنترنت، قد «ارتفع بشكل كبير» في العامين الماضيين.
وأضاف التقرير: «كل جانب من جوانب التغطية يتحسن، على عكس رياضة الرجال، التي وصلت إلى حد التشبع». 
وتابع: «اهتمام الجمهور الواضح بالرياضة النسائية لن يفسد الاهتمام أو المساحة المخصصة للرجال - فالمنشورات المختلفة تعمل بشكل مستقل».
هنا، تبدو المنصات الإعلامية في حيرة من أمرها.
فهل يتعين عليها أن تعطي الميديا للرياضة النسائية نفس مساحة التغطية التي تمنحها لمسابقات الرجال أم تكتفي بالتعامل مع مسابقات المرأة باعتبارها عنصرا احتياطياً لسد الفراغات. 
تقول الكاتبة تشارلوت توبيت في تقرير نشره موقع «برس جازيت» إن الصحف والمجلات ومحطات التلفزيون عليها أن تقرر بنفسها: هل تمنح رياضة المرأة أقساماً منفصلة لضمان تغطيات متساوية مع الرجال أم تكتفي بقسم واحد للرياضة من دون منح الرجال أفضلية تمييزية في التغطية. لكن المشكلة هنا أن معظم محرري الرياضة رجال، وكذلك نسبة كبيرة من الجمهور، بالتالي ربما يصعب على النساء أن يجدن التمثيل العادل لهن في هذه التغطيات.
ويقترح تقرير إندرز أناليشن أن قسما منفصلا للرياضة النسائية، يمنحها مساحة للازدهار، بعيداً عن الاندماج الكامل.
وقد كانت صحيفة التليجراف سباقة في هذا الصدد، حيث خصصت قسما خاصا للرياضة النسائية في 2019، وبحسب الأرقام أثبت القسم نجاحه، فالتعليقات على الأخبار المنشورة في القسم أعلى بنسبة 50 في المئة من بقية الأقسام في الصحيفة.

انفعالات النجمات.. دراما عاطفية تلهب حماس الميديا والجمهور
تلهث الصحافة الغربية وراء تغطية الأحداث الرياضية النسائية، في إطار تركيزها على دعم وتشجيع المرأة والدفاع عن حقوقها ومواجهة أي انتهاكات أو إساءات ضدها.
كما أنها ترى أن لهذه التغطيات جاذبية خاصة عند الجمهور، الذي تبين أنه يبدي قدراً أكبر من التعاطف مع النوبات الانفعالية المتفجرة للاعبات في مختلف الرياضات، عند المكسب أو الخسارة.. فهي على الدوام أقوى بكثير مما تشهده رياضات الرجال. لذلك تتوسع الميديا الغربية في نشر اللقطات ومقاطع الفيديو المميزة جدا للمسابقات النسائية.
وقد أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة إندرز أناليشن للأبحاث التي تغطي صناعة الإعلام والترفية في أوروبا أن ما يسمى بالعلامات التجارية الإخبارية «عالية الجودة» في بريطانيا (مثل التليغراف والتايمز والجارديان وبي بي سي سبورت وسكاي سبورتس) تتقدم على العلامات التجارية «الشعبية» (مثل ميرور وصن وميل وإكسبريس)، في حجم التغطيات الصحفية للرياضة النسائية لكن الأخيرة «تلحق بالركب بسرعة».
وفي عام 2022، استحوذت المقالات الرياضية النسائية على 35% من المساحة المخصصة للرياضة في الصحف المطبوعة عالية الجودة، مقارنة بـ 25% للعلامات التجارية الشهيرة - وكلاهما مرتفع بشكل كبير مقارنة بعام 2019.
وكانت أعلى نسبة من المقالات الرياضية عبر الإنترنت التي تركز على الرياضة النسائية في عام 2022 في «بي بي سي سبورت» تليها الجارديان. وكانت التليغراف في القمة في عام 2021، لكنها انخفضت في العام التالي.

ماذا فعلت «جوجل» لتحقيق التوازن؟
قال موقع ماشابل إن أباطرة التكنولوجيا سعوا قبل بدء البطولة في 20 يوليو الماضي إلى حل مشكلة صارخة في عالم الرياضة: وهي عدم المساواة في فرص مشاهدة مباريات البطولة النسائية وكذلك الوصول إلى التغطيات الإعلامية للمباريات والفرق النسائية. 
وقد أعلنت جوجل قبل انطلاق البطولة عن تحديثات تقنية تساعد المستخدمين في الوصول بسهولة وسرعة إلى التغطيات الخاصة برياضات النساء وخاصة المونديال الأخير.
وقدمت جوجل عبر صفحتها الرئيسية خدمات مميزة للوصول إلى أفضل مقاطع الفيديو وأبرز المشاهد وأهم المباريات والأحداث والأهداف خلال البطولة مع متابعة مكثفة وتفصيلية لكل الفرق ونجماتها وإرسال إشعارات متواصلة بهذه الخدمات للمستخدمين تتضمن أحدث الأخبار والأرقام والإحصائيات من واقع البطولة على مدار الساعة.
وقالت الشركة في بيان: «تقدم نتائج البحث المحتوى المتاح على الويب المفتوح، لذلك لسوء الحظ، في بعض الأحيان يمكن أن تعكس عدم المساواة التي قد تكون موجودة على الإنترنت - وفي المجتمع ككل»، مشيرة إلى التزامها بمعالجة هذا الخلل من خلال التعاون مع منشئي المحتوى وناشري الأخبار لزيادة التغطية الإعلامية للرياضة النسائية.
كما أعلن محرك البحث الشهير أيضاً عن شراكة مع موقع مع The Athletic لتسليط الضوء على اللحظات المهنية لأفضل الرياضيين في العالم، خاصة النساء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرياضة النسائية الإعلام الرياضي الإعلام وسائل الإعلام المساواة بين الجنسين منتخب إسبانيا كأس العالم كأس العالم للسيدات

إقرأ أيضاً:

نساء المغرب يتقن اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية معا أكثر من الرجال

عدد أكبر من النساء اللواتي يمكنهن القراءة والكتابة بالعربية والفرنسية والإنجليزية أكثر من الرجال في المغرب. يمتد هذا الاتجاه إلى المناطق الحضرية والريفية، وفقا للتعداد العام للسكنى لعام 2024. وتشير البيانات التي جمعتها المندوبية السامية للتخطيط ونشرت في إحصائها العام للسكنى لعام 2024، إلى أن النساء تتحدثن العربية والفرنسية والإنجليزية أكثر من الرجال. وفقا للهيئة الإحصائية، فإن 21.3٪ من سكان المغرب المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق، والذين يستطيعون القراءة والكتابة بالعربية والفرنسية والإنجليزية، هم من النساء. هذه النسبة أعلى من نسبة الرجال، والتي تبلغ 18.4٪ فقط. تهيمن الفتيات المتعلمات اللواتي يبلغن من العمر 10 سنوات فما فوق واللاتي يتقنن اللغات الثلاث على المناطق الحضرية، ويمثلن 25.3٪. وبالمقارنة، يسجل الرجال معدل 23.2٪ في نفس الفئة. في المناطق الريفية، حيث تبلغ الكفاءة المشتركة في اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية بين المغاربة المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق 9.3٪، لا تزال النساء في الصدارة. وفي حين تبلغ نسبة للرجال في المناطق الريفية الذين يتقنون اللغات الثلاث 8.3 ٪، فإن معدل النساء أعلى بنسبة 10.7 ٪. فيما تحتل النساء أكبر نسبة في المناطق الحضرية. ففي جهة الدار البيضاء – سطات، التي يقطنها أكثر من 7 ملايين نسمة، تشكلن 24.6٪ من السكان المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق والذين يتحدثون اللغات الثلاث. يمثل الرجال 21.9٪ فقط من هذه الفئة. وفي جهة الرباط سلا القنيطرة، التي تحتل المرتبة الثانية في إتقان اللغات الثلاث بين سكانها المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق. يتقن 23٪ من السكان المتعلمين اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، مع تسجيل نسبة أعلى من النساء بنسبة 24.6٪ مقارنة بـ 21.6٪ للرجال. هذا الاتجاه ثابت في مناطق أخرى، مثل سوس ماسة (23.2٪ للنساء مقابل 20.4٪)، كلميم – واد نون (21.2٪ مقارنة بـ 19.6٪)، العيون – الساقية الحمراء (19.9٪ مقارنة بـ 17.5٪)، ومراكش – آسفي (19.9٪ مقارنة بـ 17.5٪). وعلى الرغم من القدرة على القراءة والكتابة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية مجتمعة، تظهر البيانات أن الرجال يبقون في المدرسة لفترة أطول من النساء. وفقا لأرقام مندوبية التخطيط، فإن 25٪ من الإناث يحصلن على تعليم ابتدائي فقط، مقارنة بـ 28.7٪ للرجال. وتمثل النساء الحاصلات على تعليم ثانوي فقط (اللواتي التحقن بالمدارس الإعدادية) 14.4٪ مقابل 19.8 في المائة بين الرجال. الاتجاه نفسه يلاحظ، على مستوى المدارس الثانوية، حيث تبلغ نسبة النساء 11.1 ٪ مقابل 13.2 ٪ من الرجال. بالنسبة للتعليم العالي، يحقق عدد الرجال هذا المستوى بقليل من النساء، بنسبة 10.4٪ مقارنة بـ 10.1٪. في تحليل أكثر تفصيلا، 99.2٪ من سكان المغرب المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق يمكنهم القراءة والكتابة باللغة العربية، و 57.7٪ يمكنهم ذلك بالفرنسية، و 20.5٪ فقط باللغة الإنجليزية. وتبلغ إجادة اللغة الفرنسية والإنجليزية أعلى في المناطق الحضرية، حيث تبلغ نسبة 64.3٪ و25.2٪ من السكان المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فما فوق، على التوالي، مقارنة بـ 42.1٪ و9.6٪ في المناطق الريفية.

مقالات مشابهة

  • أطول الرجال والنساء في العالم: هولندا تتصدر وتركيا تحتل المراتب الأولى
  • نساء المغرب يتقن اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية معا أكثر من الرجال
  • موضة ملابس الرجال لعام 2025 بألوان وتصاميم كلاسيكية.. «اختر ما يناسبك»
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • من هم الرجال الستة الذين يظهرون قبل نهاية العالم؟
  • 22.2% من الرجال في مصر يمارسون العنف النفسي ضد النساء
  • حكم الاختلاط بين الرجال والنساء وضوابط ذلك في الشرع
  • "خليجي 26" .. أكثر من 2000 إعلامي لتغطية البطولة
  • الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
  • الدكتور محمد طنطاوي: الحب بين الرجل والمرأة يجب أن يبنى على التفاهم لا التنافس