صحيفة الاتحاد:
2024-12-16@09:52:16 GMT

د. شريف عرفة يكتب: نسبة التعاسة

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

مهما كان سعيداً، لا يوجد شخص لم يعانِ من تكدير ما لصفو حياته. فمن الطبيعي أن نشعر بالاستياء عند حدوث أمر مزعج، وأن نصادف أشياء لا نأمل حدوثها.. فالحقيقة أن كثيراً من الأحداث خارج نطاق تحكمنا. من المستحيل أن يحدث كل شيء كما نأمل له بالضبط بأن الحياة لا تسير على هذا النحو. فما الذي يميز الشخص السعيد عن غيره؟
للسعادة جزء معرفي، يتعلق بالرضا وتوافر معنى للحياة، لكن لها أيضاً شق عاطفي.

. يتعلق بالمشاعر اللحظية. وإذا كانت المشاعر السلبية جزءاً من تجربتنا الحياتية، فما هي النسبة الذهبية بين المشاعر الإيجابية والسلبية، التي تميز الأشخاص السعداء؟
حاول العديد من العلماء معرفة هذه النسبة.. منهم «باربرا فريدريكسون» الباحثة الرائدة في دراسة المشاعر الإيجابية، وكذلك «مارشيال لوسادا» المتخصص في تحسين أداء فرق العمل.. كلاهما وجد أن هناك نسبة تتكرر بشكل مثير للانتباه.. وهي 3:1.. السعداء يشعرون بثلاثة مشاعر إيجابية في مقابل كل شعور سلبي.. وكذلك فرق العمل الناجحة، يتبادلون عبارات الثناء والتشجيع ثلاثة أضعاف الانتقاد والخلاف..
هذه النسبة تتمتع بقدر من الثبات النسبي على المدى الطويل.. لكن كيف؟ الحياة متقلبة فكيف يحافظ السعداء على هذه النسبة؟ التفسير هو اعتياد نمط تفكير يحافظ على هذه النسبة رغم تقلب الظروف!
بالطبع أتحدث عن الأحوال العادية المستقرة، لا الظروف الاستثنائية شديدة القسوة والتطرف.. فلا يمكن أن تطلب من شخص تعرض لكارثة أن يحافظ على هذه النسبة الذهبية! بل أتحدث عن تقلبات الحياة العادية التي تحدث للجميع كل يوم.. شخص ضايقك، أو ارتكبت مخالفة مرورية دون قصد، وما إلى ذلك.. رغم حدوث هذه التقلبات، فإن الشخص السعيد يحافظ على طريقة تفكير تجعله يتعمد أن يكون سعيداً.. بالتركيز على الإيجابيات وتقديرها، أو التقليل من شأن السلبيات، وإعادة فهم أحداث الحياة بطريقة تحفظ له هذا التوازن النفسي. هذا يعني أن لكل واحد منا نسبته الذهبية الخاصة الناجمة عن طريقة تفكيره المعتادة.. لكل شخص نسبة ذهبية للسعادة، أو نسبة للتعاسة! فالبعض يحافظ على نمط تفكير تشاؤمي أو انهزامي أو سوداوي.. كمن يصر على تذكر المآسي، والشكوى من الأحوال، وملاحظة السلبيات، وتوقع المخاطر والتهديدات بما يؤجج الشعور بالتوتر والقلق.. من اعتاد نسبة تعاسة ما، سيظل يحافظ عليها مهما تحسنت أحواله.. لأنه اعتاد طريقة التفكير هذه!
لذلك عزيزي القارئ.. تحلَّ بطريقة تفكير تحفظ لك نسبة السعادة.. وحين تتضايق عند حدوث أمر عابر، اسأل نفسك..
هل كل شخص في هذا العالم سيتضايق عند مواجهة الموقف ذاته بالقدر نفسه؟

أخبار ذات صلة د. شريف عرفة يكتب: فن الهدوء د. شريف عرفة يكتب: كيف تكلم عقلك الباطن؟

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شريف عرفة یحافظ على

إقرأ أيضاً:

الدكتور يوشار شريف: الفتوى أداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات

أكد الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان، في كلمته بجلسه الوفود بالندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، على أهمية الفتوى كأداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات، وتقديم الدعم للأقليات المسلمة حول العالم.

شوقي علَّام: الندوة الدولية لدار الإفتاء تمثِّل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء نقيب الأشراف يشارك في فاعليات الندوة الدولية "الفتوى والأمن المجتمعي"

وأشار الدكتور يوشار شريف إلى ضرورة أن يُعنى المسلمون بنفع الآخرين، دون تمييز بين الأفراد، سواء أكانوا ينتمون إلى دينهم أم لا، خاصة في سياق وجود الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية. وقد أوضح تجربة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تسعى جاهدة لتلبية احتياجات الأقليات المسلمة، مما يعكس أهمية الفتوى في المجتمع الأوروبي.

كما أكد على أن المفتي أو الفقيه، الذي يمثل مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجب أن يكون مؤهلًا علميًا، متمكنًا من العلوم الشرعية ولديه فهم عميق للواقع الاجتماعي والإنساني. وركز على ضرورة أن يمتلك المفتي معرفة شاملة بقواعد الفقه، مستشهدًا بالقول المعروف: "من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم رائحة الفقه."

وعن الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالإفتاء، قدم الدكتور يوشار شريف ملاحظات مهمة، مشددًا على أن العلم يجب أن يُصاحبه العمل الصالح والتقوى.

وأوضح أن العلم الذي لا يؤدي إلى خشية الله ليس له قيمة، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر 28). كما أشار إلى أهمية إحالة السائل إلى من هو أعلم منه، مبرزًا موقف عائشة رضي الله عنها عندما طلبت من السائل أن يسأل عليًا رضي الله عنه لمعرفته الأعمق بالموضوع.

وأشار الدكتور يوشار شريف أيضًا إلى التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في أوروبا، مثل التمييز العنصري والضغوط الاجتماعية، فضلًا عن مشاكل داخلية مثل التفرق بين الأجيال. 

وفي ختام كلمته، أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان أن الفتوى هي مسؤولية عظيمة ومهمة شرعية جسيمة، مشددًا على ضرورة أن يتحرر المفتي من العصبية المذهبية، ويغلب روح التيسير على التشديد. كما أكد على أهمية مخاطبة الناس بلغة يفهمونها، متجنبًا المصطلحات الصعبة والألفاظ الغريبة، لتكون الفتوى عملية مفيدة ومتسقة مع احتياجات المجتمع المعاصر.

انطلاق الندوة الدولية الأولى

وكان شهد مركز مؤتمرات الأزهر الشريف انطلاق الندوة الدولية الأولى التي تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، تُعقد الندوة على مدار يومين، في الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، إلى جانب نخبة من الوزراء وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف.

وتأتي هذه الندوة في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى دار الإفتاء المصرية من خلال هذا الحدث الدولي إلى تسليط الضوء على دَور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري، ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

كما تهدُف الندوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية على مستوى العالم، وصياغة رؤى ومقترحات لتطوير منهجية الإفتاء بما يتلاءم مع التحديات المعاصرة.

ويشارك في الندوة مجموعة من العلماء البارزين من مختلف دول العالم الإسلامي، فضلًا عن حضور مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين من الدولة المصرية، مما يعكس أهمية الحدث في تعزيز الدور المحوري الذي تلعبه الفتوى في بناء المجتمعات المستقرة والمزدهرة.

يشار إلى أن الندوة تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية لنشر الفكر الوسطي، وتعزيز قيم الاعتدال والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، بما يساهم في مكافحة الفكر المتطرف ويعزز من دور المؤسسات الدينية في نشر الأمن الفكري على مستوى العالم.

مقالات مشابهة

  • استقرار أسعار الذهب اليوم الإثنين 16 ديسمبر 2024: عيار 21 يحافظ على مستواه بعد تراجعه الأخير
  • إعلامي: الأهلي ليس لديه نية في عودة شريف.. واستعارة عبدالمنعم واردة
  • النفط العراقي يحافظ على ارتفاعه فوق 70 دولارا للبرميل
  • يوشار شريف: الفتوى يجب أن تكون متَّسقة مع احتياجات المجتمع المعاصر
  • الدكتور يوشار شريف: الفتوى أداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات
  • شريف حلمي ينعي نبيل الحلفاوي:" لم يشتكي أحدًا منه يومًا"
  • "قبل ما تروح للحج".. تعرف على المناسك ومبطلات الفريضة
  • وفاة شقيق السيناريست شريف بدر الدين
  • حزنا على رحيل أخيه | وفاة شقيق شريف نور الدين
  • شريف عامر: "جعل الله للأستاذ نبيل الحلفاوي نصيبا من اسمه"