صحيفة الاتحاد:
2024-11-22@12:08:14 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: التفاوضية الثقافية

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

تأتي نظرية التفاوضية لإعادة نظام التفكير حول المفاهيم الكبرى التي تدير علاقات البشر فيما بينهم ذاتياً ومجتمعياً، وهي مفاهيم العدالة والحرية والمساواة.
وحسب جون راولز، فالحرية والمساواة هما ركنا العدالة ولا تقوم العدالة إلا بهما، غير أن تعريف راولز سيصطدم بمقولات أفلاطون بأن الحرية والمساواة شر أكيد، لأنها تساوي بين العبد والسيد، ولو احتكمنا للواقع البشري فسنجد أن مقولات أفلاطون هي التي تصف حال السلوك البشري ليس في أثينا حيث نبتت هذه الأفكار فحسب، بل أيضاً أن هذا ما تشهد عليه حال أفضل الديمقراطيات العصرية، حيث شاهد العالم كله شاشات الفضائيات وهي تبث جملة (حياة السود مهمة/ Black Lives Matter)، وهذه جملة ثقافية تكشف حال العدالة بين الحرية والمساواة، فتؤكد حقيقة مقولة أفلاطون حتى يومنا هذا.


ورغم أن في أميركا دستوراً مقرراً ومعتمداً يعزز مفاهيم الحرية والمساواة بين المواطنين والمواطنات غير أن الواقع يكشف عن تمييزات تعلي من مقام المواطنين بأعلى من المواطنات كما تعلي من مقام البيض بأعلى من مقام السود، وهنا ينشأ المأزق المفاهيمي الذي صاغة أفلاطون بوضوح يبلغ حد البجاحة، وتصوغه سلوكيات البشر والثقافة بوضوح حاد لدرجة قيام مظاهرات في أهم ديمقراطية شهدها التاريخ البشري لكي تصرخ المظاهرات بأن الحياة مهمة ليس لفئة دون فئة بل للجميع، وهذا مطلب لما يزل معلقاً في فضاء النظريات وفي فضاء الأمنيات.
ولن تُحل العقدة المفاهيمية/ السلوكية إلا باعتماد مقولة (التعددية الثقافية)، أي أن العدالة والحرية والمساواة ستظل كلها قابلةً للانحياز وللتوظيف الذي سماه أفلاطون بالقوي، فتجعل الحرية للأقوى والعدالة للأقوى ولا مفر من ذلك ما لم تتعزز نظرية التعددية الثقافية، ومن تعززها تنشأ المساواة بين المختلفين لوناً أو جنساً أو ديناً أو لغة بما أن هذه تعددية بشرية وواقعية، وإذا تم الانطلاق من مقولة التعددية الثقافية، فسيلزم حينها أن ينتفي مفهوم القوي الذي هو مستبد بإغراء قوته لدرجة أن يترجم المعاني لتكون في خدمته وخدمة ثنائية (السيد/ العبد) وهي الثنائية التي لا تقف عند أفلاطون، بل نجدها عند هيجل بمثل ما نراها في واقع الحياة البشرية، حيث تتكشف عن تمييزات قد لا تقول بثنائية السيد العبد صراحةً، ولكنها تمارسها عملياً في السلوك وفي الخطاب وفي الميول والتفضيلات، وهنا لن تقوم التفاوضية الثقافية إلا بشرط الأركان الأربعة مجتمعةً ومبتدئة أولاً وقطعاً من التعددية الثقافية، ومن ثم تنبني عليها مفاهيم الحرية والمساواة لتنتهي بعدالة تشمل الكل، ودون ذلك ستظل الحرية والمساواة والعدالة للأقوى الذي لا يصنع القوانين فحسب بل هو من يفسرها، ومن ثم يحكم بها ويطبقها، وفي هذه العمليات يجري دفعها للأقوى وتأتي مظاهرات في مطلع القرن الحادي والعشرين لتطالب بإعادة الاعتبار للمهمشين وهم الأكثرية العددية، وكل ذنبهم هو اختلافهم عن طبقة السادة، ما يلغي حقوق التعددية الثقافية، ومن ثم يحرف المعاني لتكون لمصلحة فئة متنفذة دون فئات ستظل في الهامش المعنوي باستمرار.

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: العمامة زيادة في القامة د. عبدالله الغذامي يكتب: هل يربي المرء ذاته

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

"الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال

أكد حزب الحرية المصرى؛ برئاسة د. ممدوح محمد محمود؛ أن قرار المحكمة الجنائية الدولية؛ بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق جالانت؛ يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الدولية والإنسانية بحق الضحايا الفلسطينيين الأبرياء بقطاع غزة.

وقال د. ممدوح محمد محمود رئيس حزب الحرية المصرى؛ أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يساهم في تضييق الخناق على تحركات قادة دولة الاحتلال الذين يرتكبون جرائم حرب بحق الشعب الفلسطينى؛ ويستخدمون سلاح التجويع لإجبار الفلسطينيين على التهجير القسري من أراضيهم.

ودعا رئيس حزب الحرية المصرى الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وعددها ١٢٣ دولة؛ بتنفيذ الأوامر الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الدفاع السابق؛ لتحقيق العدالة الإنسانية وتنفيذ القانون الدولى.

وشدد د. ممدوح محمود على سرعة تحرك المجتمع الدولى لوقف المأساة الإنسانية التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطيني؛ الذى يتعرض يوميا إلى حرب إبادة جماعية؛ وتدمير للمبانى والبنية التحتية؛ بهدف تنفيذ مخططاتهم لجعل الأراضى الفلسطينية بيئة غير صالحة للحياة؛ ودفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم والهجرة الى دول أخرى؛ وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد رئيس حزب الحرية المصرى؛ أن مصر ستظل الداعم الأول والرئيسي للقضية الفلسطينية؛ حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقا لمقررات الشرعية الدولية؛ واعلان دولته المستقلة؛ على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧؛ وعاصمتها القدس؛ موضحا أن المجتمع الدولى عليه أن يتخذ من قرار المحكمة الجنائية الدولية خطوة لحماية الشعب الفلسطينى وتحقيق السلام العادل والشامل بالشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!
  • مسئول بـ«الحرية المصري»: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو يعزز السلام الدولي
  • "الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال
  • د.حماد عبدالله يكتب: الجامعات والبيئة !!
  • أردوغان يطلب من البرلمان إسقاط الحصانة عن 12 برلمانيا معارضا
  • سمح الكلامً في خشم سيدو
  • جبريل والعدل والمساواة .. تهنئة لصقور الجديان بمناسبة التأهل لنهائيات بطولة الأمم الأفريقية
  • د.حماد عبدالله يكتب: مطلوب تطوير النظم !!
  • قيصرية الكتاب تحتفي بالإنجازات الثقافية والتعليمية للشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ “رحمه الله” في أمسية “شخصيات وطنية”
  • إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟