كاتب إسرائيلي: حماس انتصرت علينا في ست مجالات داخلية وخارجية
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أكد كاتب إسرائيلي أن المنتصرين في الحروب ليسوا من يقتلون المزيد من الجنود، ومن يسيطرون على المزيد من الأراضي.
وقال ييغأل بن نون، خبير العلاقات السرية بين دولة الاحتلال والمغرب، نه "منذ خمسينيات القرن العشرين، انتهت جميع الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بالفشل، ومقتل ملايين المدنيين، خمس حروب دامية أظهرت ضعف قوة عالمية رائدة: الحرب الكورية 1950-1953، وحرب فيتنام 1964-1975، وحرب الخليج الأولى 1991، وحرب أفغانستان 2001-2014، وحرب العراق 2003-2011، ولم تساهم أي من هذه الحروب بتعزيز قوة الولايات المتحدة، بل ألحقت أضراراً بالغة بملايين المدنيين".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "هذه النتيجة مهم أن تكون حاضرة لدى دولة الاحتلال بوصفها "تغذية راجعة"، مفادها أن المنتصرين في الحروب ليسوا من يقتلون المزيد من الجنود، ومن يسيطرون على المزيد من الأراضي، ويبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا تعلمتا الدرس، وقررتا حل صراعات الدول في المقام الأول بالوسائل غير العسكرية، ولعل نموذج الحرب الباردة ماثلا أمام الإسرائيليين، حيث هزمت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي دون إطلاق رصاصة واحدة، وهذه طبيعة الحروب الدائرة اليوم بين الولايات المتحدة والصين، وبينها وبين أوروبا".
واعترف أنه "في المقابل، فإن حماس كمنظمة عصابية بلا جيش وبلا دولة، انتصرت على الاسرائيليين في عدة مستويات في فترة قصيرة من الزمن: أولها تنفيذ هجوم قاتل في السابع من أكتوبر، وثانيها جرّ الجيش إلى غزة دون أن يكون مستعداً له، وثالثها منع القضاء عليها على يد أحد أفضل الجيوش في العالم، ورابعها جرّ الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لارتكابها جريمة إبادة جماعية، وخامسها نجحت بوضع القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية، وسادسها جعلت الإسرائيليين غير مقبولين في نظر أجزاء واسعة من العالم".
وأشار إلى أنه "قبل هجوم السابع من أكتوبر لم تكن أي دولة عربية تهدد إسرائيل، بل سعى أغلبها للتقرب منها، أما بعده، فإن أغلب الدول تخشى من الأعمال المسلحة والميليشيات العصابية التي قد تجرّها لصراعات عالمية، وبعد أن ظهر الوضع السياسي لإسرائيل مثاليا في كثير من النواحي، وامتلك أحد أكثر الأجهزة الأمنية شهرة في العالم كالموساد والشاباك، لكنه بعد الفشل الذريع، أصبح واضحا أن الجيش ليس الجهاز المناسب لمنع الميليشيات العصابية من استهداف المستوطنين، وليس الوسيلة المناسبة لحمايتهم".
وكشف أن "هجوم السابع من أكتوبر أدى لانهيار المزايا التي احتاجتها إسرائيل، حيث فشلت تدابيرها الأمنية، وتبين أن قوة الجيش أعطت الإسرائيليين وهماً من الأمن، وثبت خطأ اعتقادهم بأن الأسوار الكهربائية وعشرات الكيلومترات من الجدران التي كلفت مليارات الدولارات، ستجعلهم يتغلبون على أي سيناريو مفاجئ، حيث لم يكن سلاح الجو مستعدًا لسيناريو الغزو الجماعي، وانهارت أجهزة الاستخبارات بسبب الكم الهائل من المعلومات التي فُرِضت عليها، وتبين أن البيانات الضخمة لا تشكل ضمانة للمعرفة الفعالة".
وتساءل: "هل كان الاجتياح الفوري لغزة هو الطريق الصحيح للسيطرة على حماس، وهل كانت هناك خطة معدة مسبقاً لتحديد أماكن الأنفاق وتدميرها، مع أن الوضع يقول إن حماس جرّت الاحتلال للحرب التي أرادتها، والجيش اليوم يعاني من نقص هيبته، مما يستدعي من قيادة الدولة إعادة النظر في قضية الأمن، بعيداً عن العامل العسكري، لأن الحرب على الميليشيات المسلحة لا تتطلب بالضرورة استخدام الزي الرسمي، والصفوف المكشوفة، وتركيز المعلومات الحساسة في معسكرات الجيش، والجدران والأسوار الشائكة الكهربائية".
ودعا بن نون إلى "استخلاص الدرس المستفاد من فشل الحرب الحالية في غزة بعدم زيادة تسليح الجيش، والبحث عن حلول غير تقليدية، بدليل أن حماس لم يكن لديها سلاح جوي، ولا دبابات، ولا وسائل تكنولوجية متطورة، بل لجأت للتفكير والخداع، وحققت هدفها بسهولة مدهشة في مواجهة جيش هائل، والاستنتاج الواضح أن الجيش لا يشكل ضمانة أكيدة للدفاع عن دولة إسرائيل، مما يستدعي التوقف عن الاعتماد الحصري على القوة العسكرية، وقتل المقاومين، واحتلال أراضي الفلسطينيين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة حماس مقاومة غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المزید من
إقرأ أيضاً:
أزمة داخلية تهز إسرائيل.. احتجاجات ضد نتنياهو وتوتر متصاعد بينه وبين جهاز "الشاباك"
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الغليان المتصاعد، في ظل استمرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في سياساته التصعيدية ضد سكان قطاع غزة، ورفضه المتكرر للمبادرات التي تدعو إلى وقف القتال وتنفيذ اتفاقيات تبادل الأسرى والرهائن مع حركة المقاومة الفلسطينية.
المعارضة الإسرائيلية تهاجم نتنياهو: "يعرض وجودنا للخطر"عقب إفادة مثيرة للجدل قدمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار بشأن إخفاقات الحكومة قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، عقد عدد من قادة المعارضة الإسرائيلية مشاورات طارئة، شارك فيها كل من زعيم المعارضة يائير لابيد، ورئيس حزب معسكر الدولة بيني جانتس، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب "الديمقراطيين" يائير جولان.
عاجل - احتجاجات حاشدة في تل أبيب ضد نتنياهو بسبب استمرار الحرب على غزة وتجاهل اتفاقيات تبادل الأسرى نتنياهو: رئيس الشاباك فشل خلال هجوم 7 أكتوبر.. ولن تندلع حرب أهلية بإسرائيلوقالت المعارضة في بيان مشترك عقب الاجتماع: "سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقًا لإفادة رئيس الشاباك، يعرض مستقبلنا ووجودنا للخطر ويمس بأمن الدولة"، محذرين من تداعيات استمراره في إدارة الملف الأمني والعسكري بهذا النهج.
ليبرمان يحذر من "الاغتيال السياسي" والغليان الشعبي يتصاعدمن جهته، أطلق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان تحذيرًا لافتًا حول خطورة الأوضاع السياسية في إسرائيل، قائلًا إن "هناك حالة غليان حقيقية داخل المجتمع الإسرائيلي"، محذرًا من أن استمرار الضغط السياسي قد يؤدي إلى "اغتيال سياسي"، في إشارة إلى تصاعد الاحتقان الداخلي.
قرار إقالة رئيس الشاباك يُجمد بقرار قضائيوبينما تتصاعد الأزمة بين نتنياهو وجهاز "الشاباك"، كشفت وسائل إعلام عبرية أن الحكومة قررت، في 20 مارس الماضي، إقالة رئيس الجهاز رونين بار، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة، دفعت المحكمة العليا إلى إصدار قرار بتجميد تنفيذ الإقالة، لحين النظر في الالتماسات المقدمة من المعارضة ضد القرار.
تفاصيل إفادة رئيس "الشاباك" بشأن هجوم 7 أكتوبروفي بيان رسمي قدمه إلى المحكمة العليا، نفى رونين بار بشدة الاتهامات الموجهة إليه من قبل نتنياهو، والتي تزعم أن "الشاباك" تلقى تحذيرًا مسبقًا بشأن هجوم السابع من أكتوبر، لكنه لم يُبلغ رئيس الحكومة أو الأجهزة الأمنية الأخرى.
وأوضح بار أن الجهاز رصد "مؤشرات غير عادية" مساء السادس من أكتوبر، وتم إبلاغ قيادة الجيش ووحدات الاستخبارات التابعة لها في تمام الساعة 11 مساءً، ثم أُصدر إنذار رسمي الساعة 3:03 فجر السابع من أكتوبر، حول تحضيرات غير معتادة ونوايا هجومية محتملة لدى حركة حماس.
وأشار بار إلى أنه وصل إلى مقر الجهاز الساعة 4:30 فجرًا، وأصدر تعليمات بإبلاغ السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بالتطورات الجارية في الساعة 5:15، مؤكدًا أن "لا أحد قدّر أن هجومًا بهذا الحجم قد يقع، وخصوصًا في ذلك الصباح"، وفق تعبيره.
وأكد رئيس الشاباك أن الجهاز سبق أن حذّر الحكومة، منذ يوليو 2023، من خطورة الأوضاع الأمنية، محذرًا من "تحذير حرب" وضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لمنع انهيار ميزان الردع.
نتنياهو يرد: "نخوض حرب النهضة وسنغير وجه الشرق الأوسط"وفي أول تعليق رسمي له بعد بيان رئيس "الشاباك"، شن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هجومًا على المعارضة ورئيس الجهاز الأمني، مؤكدًا أن "الحرب القائمة هي حرب نهضة تاريخية تهدف إلى تقويض حماس وإعادة المختطفين وتحقيق كل أهداف إسرائيل".
وقال نتنياهو في بيان صدر اليوم الإثنين: "نشن هجومًا هائلًا على العدو، وسنقضي عليه بالكامل، وقلت مرارًا إننا نعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما نفعله حاليًا بفضل قرارات حكومتي وصمودها".
وأضاف: "بقراراتنا، كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا، ولن نقبل بقيام أي خلافة إسلامية على شاطئ البحر المتوسط"، مختتمًا: "إسرائيل لن تشهد حربًا أهلية، ولا تصدقوا قنوات الدعاية السياسية".
أرقام مرعبة من غزة: أكثر من 168 ألف قتيل وجريحفي سياق استمرار العمليات العسكرية، لا تزال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي، تخلف خسائر كارثية في صفوف الفلسطينيين.
ووفقًا لبيانات محدثة، فقد أسفر العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر عن أكثر من 168 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود..