إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (2-2)
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أمريكا هي كلمة السر
أمام هذا المشهد المؤذي المؤلم لكل عربي ومسلم حرّ، قد نستدعي فكرة الدور الأمريكي، وأنه كلمة السر، وأن إسرائيل مجرد أداة تنفيذية، والأدلة كثيرة، ومنها ما كان بُعيد التصريحات الإسرائيلية المعادية لتركيا ودورها في سوريا، كيف أن ترامب كبح جماح نتنياهو ورسم له حدود التعامل مع الأتراك، وانصاع الأخير إلى رغبات ترامب، وقد نرى في قادم الأيام والأسابيع شكلا مختلفا لإدارة الملف بين إسرائيل وتركيا.
هذا صحيح، بل حتى وقف إطلاق النار الذي انقلبت عليه إسرائيل، أشرفت عليه الولايات المتحدة، وهي التي تقرر موعد وقف الحرب في حقيقة الحال.
ومع ذلك، فإن إسرائيل هي ذراع أو موظف له "طبيعة خاصة" في المؤسسة الأمريكية؛ فهي تشبه ذلك النوع الذي نعرفه من الموظفين النشطين في مؤسسة ما، الذي يمتاز بالمبادرة والنشاط، والحركة المستمرة، لخدمة مصالحه الشخصية، وتقديم خدمات وإنجازات لإدارة المؤسسة أو الشركة. وتعطيه إدارة الشركة صلاحيات ونفوذ يتقن استخدامه، ولا تتخذ ضده أي إجراء عقابي في حال ارتكب خطأ ما، بل تتغاضى عن أخطائه حتى لو كررها!
استحضار العامل الأمريكي، وهو فاعل ومركزي بلا ريب، لا يغير في حقيقة الصورة في المنطقة، لا سيما أنه لا يوجد أي نوع من الكوابح مقابل صلف وغطرسة واستكبار إسرائيل، فما الذي يمنعها من استحضار "النموذج الفرعوني" وسعيها للهيمنة المطلقة على المنطقة؟
هكذا يبدو المشهد، مع أن ترامب يحرص دوما على تذكير نتنياهو والعالم أنه "المدير" وصاحب القرار، ولكنه يعطيه ما لا يعطي أحدا من الدعم السخي (مع أن ترامب يوصف بالبخل والشح).
ولذا، فإن استحضار العامل الأمريكي، وهو فاعل ومركزي بلا ريب، لا يغير في حقيقة الصورة في المنطقة، لا سيما أنه لا يوجد أي نوع من الكوابح مقابل صلف وغطرسة واستكبار إسرائيل، فما الذي يمنعها من استحضار "النموذج الفرعوني" وسعيها للهيمنة المطلقة على المنطقة؟
الليكود العربي!
كنت ومجايليّ من الرافضين لما كان يسمى "عملية السلام في الشرق الأوسط" نحذّر من الوقوع في فخ التصريحات والكلام المعسول من شمعون بيريز أو يوسي بيلين، وأن الأفاعي ناعمة الملمس ولكن في أنيابها العطب، وأنه لا يوجد "معسكر سلام" في إسرائيل كما يروّج بعض العرب اللاهثين خلف التطبيع. ولا أنكر أنه راودتنا رغبة أن يصعد اليمين إلى سدة الحكم في إسرائيل، كي يرى العرب وجهها الحقيقي بعيدا عن مساحيق التجميل التي يضعها حزب العمل وحلفائه.
وقد جاءتنا الصدمة الأولى، إبان تولي شارون مقاليد الحكم وما اقترن بتلك الفترة من تصعيد وعدوان، فقد بقي الحال العربي على هوانه وعجزه وخطابه الاستجدائي تجاه الكيان. وحين تولت أكثر الحكومات تطرفا ويمينية وعنصرية قيادة المؤسسة الإسرائيلية، صعقنا بخطاب وتوجهات عربية، لم نشاهدها حتى أيام رابين وبيريز.
فإذا كانت إسرائيل تعتبر حماس وسائر حركات المقاومة الفلسطينية أذرعا إيرانية، وأن المشكلة هي "محور إيران" لا الاحتلال المتواصل منذ عقود، بناء على عدم اعترافها بوجود الشعب الفلسطيني في مخيالها السياسي، وسلوكها وخططها، وصولا إلى ما قاله غالانت عن أهل غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، فإن هذا متوقع من عدو نهجه الاقتلاع والإحلال والسطو والعدوان والعنصرية المتأصلة، أما أن يتبنى عرب من طبقات سياسية وثقافية ودينية هذه الرؤية فتلك من عجائب الكون؛ فنحن نرى هذا الخطاب طافيا على السطح بكل وقاحة، ويرى أن علاقة حماس مع إيران تستدعي عدم الشفقة لما يجري في غزة، باعتبار إيران عدوا مشتركا للعرب وإسرائيل، وأي حليف عربي لإيران هو بالتالي عدو للعرب.
ولست بصدد الدخول في نقاش حول العدو الأخطر، بافتراض اعتبار إيران عدوّا، بقدر الجهل أو التجهيل بأن اغتصاب فلسطين كان في 1948 والثورة الإيرانية كانت في 1979.
يرافق ذلك التباكي على الشعب السوري ودور إيران في دعم النظام، ومع أن حماس توترت علاقتها بإيران بسبب رفضها لهذا الموقف، وخرجت من سوريا وخسرت لفترة كثيرا من الدعم الإيراني، ولكن أولئك القوم يواصلون اتهاماتهم التي تتوسل تبرير الخنوع والعجز بل احتضان الرواية الإسرائيلية، ويتناسون أن النظام العربي الرسمي قبل أسابيع من سقوط نظام الأسد كان قد قطع خطوات لإعادة تأهيله من جديد!
هذا إضافة إلى استدعاء تهييجي للخلاف السني- الشيعي بطريقة مقززة مستفزة، واتهام حماس بأنها حركة "شيعية"! وصولا إلى اعتبار "طوفان الأقصى" سببا لا نتيجة للاحتلال والاستيطان والتهويد، وتحميل حماس مسئولية المقتلة في غزة، وتبرئة مبطنة بل صريحة لإسرائيل.
وقبل عقدين ما كنت أحسب أنني سأكتب توضيحا لما يفترض أنه بديهي لا نقاش فيه، بل اضطررنا بسبب بعض هؤلاء إلى تقديم الأدلة على أن المسجد الأقصى المذكور في مطلع سورة الإسراء الكريمة مكانه مدينة القدس في فلسطين، وليس في مكان آخر كما تجرأ بعضهم على القول!
طبيعة قوانين الحياة والكون ترفض هذه المعادلة، ولا يمكن لإسرائيل الاستمرار وفق هذه العقلية الاستعلائية في المنطقة، وهي أصلا جسم غريب زرع فيها عنوة نتاج ظروف وحروب كونية وعوامل لا مجال لشرحها
هناك نشطاء يسمون هذا التيار، وهو ليس منفصلا عن منظومة رسمية، بـ"الليكود العربي"، وإذا كنت أستوعب وجود "حزب العمل أو المعراخ أو ميرتس" عربيا في يوم ما، فإن وجود "ليكود" في المجال العربي، ربما كان أشبه بخرافات أو حالة تشاؤمية لا داعي لها قبل سنوات ولكن هذا هو الحال.
وإن الليكود العربي هو أحد أهم أسباب الحالة التي وصل إليها العلو والاستكبار الإسرائيلي الذي نراه، وهو ما زاد إسرائيل جرأة واندفاعا نحو تطبيق خططها وممارسة هواياتها المريضة بقتل الأطفال والنساء وهدم المباني والمنشآت وقصف المشافي والعيادات. فالليكود العربي حقيقة لا يقل خطرا عن الليكود الإسرائيلي، بل هو أخطر من حصان طروادة في المجال العربي.
وضع إسرائيلي يتعارض مع الطموح المجنون
ومع كل السوداوية الظاهرة فيما نرى، فإن إسرائيل في وضع داخلي لا يتلاءم مع طموحها المجنون لصهينة المنطقة، ونتنياهو الذي يبدو مطبقا لأفكار جابوتنسكي لا يحكم الجيل الطليعي من المستوطنين الصهاينة حاليا.
وتعاني إسرائيل من خلافات وانقسامات، ومشكلة في التجنيد، وجدلا حول مؤسسات القضاء، وتكاد تتحول إلى دولة أشبه بالدول الحاكمة في المنظومة العالمثالثية. بل هناك جيل إسرائيلي ولد وترعرع وجيل كبر واكتهل، لا يعرف سوى نتنياهو رئيسا للوزراء، وهو يسعى بكل قوة إلى الهيمنة على كل المؤسسات الإسرائيلية، التي بنيت بمحاكاة لنظيراتها في الغرب، بمعيار مهني صارم، وتداول منضبط سلس للقادة والمسئولين.
ولا يمكن لبضعة ملايين مستوطن يهودي إسرائيلي استعباد 400 مليون عربي وحوالي 200 مليون إيراني وتركي، حتى مع الدعم الأمريكي المطلق، ووجود الليكود العربي. فطبيعة قوانين الحياة والكون ترفض هذه المعادلة، ولا يمكن لإسرائيل الاستمرار وفق هذه العقلية الاستعلائية في المنطقة، وهي أصلا جسم غريب زرع فيها عنوة نتاج ظروف وحروب كونية وعوامل لا مجال لشرحها.
لا أقول هذا من باب التفاؤل في وضع حرج؛ ولكن من التأمل في قوانين الكون والتاريخ، وقد ثبت في تاريخ الأمة منذ عهد النبوة حتى الآن أن أي "صائل" لن يتمكن من الأمة ويخرج له من يدفعه ويجعله أثرا بعد عين.. والأيام بيننا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء عربي إسرائيل نتنياهو التطبيع الفلسطينية إسرائيل فلسطين نتنياهو تطبيع عرب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليس
القدس المحتلة- تتابع إسرائيل بقلق بالغ المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الإيطالية روما داخل سفارة سلطنة عمان، وسط مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس في مسار التفاوض بين الجانبين.
هذا التقدّم، الذي يُنظر إليه في تل أبيب بقدر من الارتياب، أعاد إلى الواجهة النقاش حول الخيارات الإسرائيلية في مواجهة ما تعتبره "تهديدا إستراتيجيا وجوديا"، وفق تقديرات محللين عسكريين وباحثين في الشؤون الأمنية.
فعلى المستوى الإستراتيجي، لا تزال إسرائيل ترى أن تفكيك البرنامج النووي الإيراني، سواء عبر ضربة عسكرية شاملة أو من خلال مفاوضات تفضي إلى "إسقاط النظام الإيراني"، هو السبيل الأمثل لضمان أمنها القومي.
وتستند هذه الرؤية -بحسب التحليلات الإسرائيلية- إلى قناعة أن زوال النظام الإيراني وحده كفيل بإنهاء الطموحات النووية لطهران، على غرار ما حدث مع نظام معمر القذافي في ليبيا.
حالة ترقّب وحذر
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بلاده -في الوقت الراهن- دعم أي تحرك عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، فإن مصادر إسرائيلية عليا تشير إلى أن خيار تنفيذ هجوم محدود لا يزال مطروحًا على الطاولة.
إعلانويرى محللون أن تسريب نوايا إسرائيل بشأن "هجوم محدود" على المنشآت النووية الإيرانية لم يكن اعتباطيا، بل جاء كرسالة ضغط موجهة إلى طهران في سياق المفاوضات الجارية، ومحاولة لتحصين مسار التفاوض من "تنازلات" محتملة قد تقدم عليها الإدارة الأميركية.
في ظل هذه الأجواء، تبقى إسرائيل في حالة ترقّب وحذر، تخشى أن يؤدي أي اتفاق نووي جديد إلى ترسيخ نفوذ النظام الإيراني بدلًا من إضعافه، بينما تواصل تلمّس خياراتها البديلة، بما في ذلك العمل العسكري، إذا ما رأت أن المفاوضات تسير في اتجاه لا يخدم مصالحها الأمنية.
خطة لإسقاط النظام
في قراءة تحليلية نشرها الخبير العسكري والأمني رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت، يكشف عن البُعد الحقيقي للخطة الإسرائيلية الرامية إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لبن يشاي، لا يقتصر الهدف من هذه الخطة على تدمير البنية التحتية النووية، بل يتعدّاها إلى محاولة إسقاط النظام الإيراني ذاته، باعتباره الضامن الأول لاستمرار المشروع النووي.
ويشير إلى وجود إجماع داخل المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل على أن ضرب المنشآت النووية سيشكّل ضربة قاصمة للنظام الإيراني، وربما تؤدي في نهاية المطاف إلى انهياره. وقد عبّرت المؤسسة الأمنية عن هذه القناعة بوضوح، قائلة: "إذا لم نتحرك خلال الأشهر المقبلة، فقد نفقد فرصة إستراتيجية تزداد ندرتها يومًا بعد يوم".
خيبة أمل إسرائيليةلكن الفرصة التي كانت متاحة -بحسب التقديرات الإسرائيلية- في ظل حالة الضعف الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها إيران، تم تجميدها بقرار من ترامب.
ووفقًا لبن يشاي، فإن نتنياهو لم يخرج من اجتماعه مع ترامب بأي نتائج ملموسة، ولم يحصل على دعم واضح أو التزام أميركي بخطة الهجوم، رغم التقديرات الإسرائيلية التي كانت تراهن على تلك اللحظة المفصلية.
إعلانويضيف أن الموقف الأميركي الحالي يتسم بغياب خطة واضحة لإدارة المفاوضات النووية مع إيران، باستثناء الهدف المعلن المتمثل في منعها من امتلاك سلاح نووي، وهو موقف خيّب آمال حكومة نتنياهو التي كانت تتوقع إعلانا أميركيا صريحا بدعم خيار القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني.
"الشيطان يكمن في التفاصيل"وفي تحليل نشرته صحيفة هآرتس تحت عنوان "التفاؤل في المحادثات النووية مع إيران لا يكفي للمضي قدمًا بالاتفاق، الشيطان يكمن في التفاصيل"، أشار محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية تسفي برئيل إلى التعقيدات التي بدأت تلوح في أفق المفاوضات النووية، لا سيما بعد الجولة الثانية من المحادثات في روما.
ويرى برئيل أن الأجواء الإيجابية التي رافقت الجولة الأولى، واستُكملت بزخم إعلامي حول "تقدم مفيد" و"محادثات مثمرة"، بدأت تتراجع مع دخول المفاوضات مرحلتها الفنية الأكثر تعقيدًا.
ويقول: "في هذه المرحلة، يكمن الشيطان"، إذ إن التحوّل من مناقشة الإطار العام إلى الخوض في التفاصيل الفنية الدقيقة يشكل العقبة الكبرى أمام تحقيق تفاهمات سياسية بين إدارة ترامب والقيادة الإيرانية ممثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
كما يشير إلى أن طابع المحادثات الثنائي والمنعزل -بين طهران وواشنطن- زاد من قلق الأطراف الأخرى، حيث لم تُشرَك الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الأصلي، كما لم تُدعَ روسيا أو الصين، أما إسرائيل فتم تغييبها بالكامل حتى كمراقب.
هذا التهميش دفع تل أبيب إلى إيفاد كل من رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع، والوزير رون ديرمر إلى روما، للقاء رئيس الوفد الأميركي ستيف ويتكوف، في اجتماع شبه سري بهدف عرض المطالب الإسرائيلية ومحاولة التأثير على مجريات التفاوض.
"نمر جائع" تحت القيودوفي تقدير موقف صادر عن معهد "إمباكت" للإستراتيجيات الإسرائيلية أعدّه مدير المعهد حاييم آسا، ورُفع لموقع "زمان يسرائيل"، تُطرح رؤية متشائمة لمستقبل العلاقة بين إسرائيل وإيران، تقوم على احتمال تصاعد التوتر نحو مستوى توازن "الرعب النووي".
إعلانويقول آسا إن الحديث السائد حاليًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية يدور حول نية شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهي نية جرى إحباطها من قبل ترامب. ويرى أن الرسالة الأميركية غير المباشرة لطهران قد تكون: "لقد أوقفنا الإسرائيليين عن مهاجمتكم، وعليكم أن تقدّروا ذلك وتواصلوا المفاوضات معنا".
ويضيف أن السؤال ليس ما إذا كانت واشنطن قد منعت الهجوم الإسرائيلي فعليًا أم لا، بل الأهم أن هناك محاولة أميركية واضحة للتأثير على إيران من داخل مجريات المفاوضات الثنائية.
ويصف آسا إسرائيل بأنها "نمر عسكري جائع"، يمتلك قدرات هجومية عالية جوا وبرا، لكنه يفتقر إلى التأثير الإستراتيجي الحقيقي، ويُنظر إليه في سياق المفاوضات كقوة عسكرية فقط، تخضع حاليا لقيود أميركية صارمة، من غير المرجح أن تُرفع في المستقبل القريب.