بطاقة بلغة الإشارة في مطار سفنكس.. خطوة نحو سماء دامجة.. ومبادرات حكومية متتالية لتمكين ذوي الهمم
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار جهود الدولة لتعزيز دمج ذوي الهمم وتمكينهم من الحصول على خدمات تتناسب مع احتياجاتهم، أطلق مطار سفنكس الدولي مبادرة جديدة تستهدف فئة الصم والبكم، في خطوة تعكس التزام وزارة الطيران المدني بتحقيق الشمول المجتمعي وتطبيق أعلى معايير الجودة داخل المطارات المصرية.
وتتمثل الخدمة الجديدة في إصدار بطاقة تعريف تحمل شعار "Service for Deaf & Mute" ورمزًا تعبيريًا بلغة الإشارة، يرتديها الراكب لتسهيل تعرف موظفي المطار عليه وتقديم الدعم اللازم دون الحاجة إلى تدخل مباشر، بما يضمن توفير تجربة سفر سلسة وآمنة.
ولتفعيل هذه الخدمة بشكل فعّال، تم تخصيص مختص مدرّب على لغة الإشارة بمنطقة الحجر الصحي، يتولى استقبال الركاب وتسليمهم البطاقة فور وصولهم، بما يعزز من سبل التواصل مع جميع الجهات داخل المطار.
وتُعد هذه المبادرة باكورة خطة موسعة تستهدف تعميم الخدمة في كافة المطارات المصرية، تنفيذًا لاستراتيجية وزارة الطيران المدني التي تضع دمج ذوي الهمم ضمن أولوياتها، وتسعى من خلالها لتهيئة بيئة سفر دامجة تعزز مفاهيم الابتكار والمسؤولية المجتمعية في منظومة الطيران.
مبادرات حكومية متتالية لتمكين ذوي الهممشهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من مؤسسات الدولة بدعم ذوي الهمم، خاصة الصم وضعاف السمع، من خلال إطلاق سلسلة مبادرات تهدف إلى دعم لغة الإشارة وتهيئة بيئة تواصل وتعليم دامجة.
خدمات بلغة الإشارة في القطار الكهربائي الخفيفأعلنت شركة RATP المسؤولة عن إدارة وتشغيل الخط الأخضر الثالث لمترو القاهرة والقطار الكهربائي الخفيف "قطار العاصمة" في سبتمبر الماضي عن إدخال خدمات بلغة الإشارة ضمن منظومة المعلومات المقدمة للركاب.
ويأتي ذلك كتجربة أولية تشمل توفير صراف تذاكر مخصص للصم والبكم، إلى جانب عرض فيديوهات توعوية بلغة الإشارة داخل القطارات، وتُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في مصر في قطاع النقل الجماعي الذكي.
مبادرة الأزهر الشريف لتعليم لغة الإشارةضمن جهود دمج ذوي الهمم بالمؤسسات التعليمية الدينية، أطلق الأزهر الشريف عام 2021 مبادرة متكاملة لتعليم لغة الإشارة، تهدف إلى تقديم تعليم ديني وثقافي لطلاب الصم وضعاف السمع، مع تدريب معلمين متخصصين لضمان جودة المحتوى التعليمي.
مترجمو لغة الإشارة بالجامعات الحكوميةأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي الشهر الماضي عن توفير مترجمي لغة إشارة بكليات التربية النوعية داخل الجامعات الحكومية، مع تحمل الوزارة تكاليف رواتبهم الشهرية، وذلك بهدف تسهيل استيعاب الطلاب للمحتوى الدراسي وتعزيز تواصلهم مع أعضاء هيئة التدريس وزملائهم داخل الحرم الجامعي
اختلاف الإشارات بين الدول يعزز أهمية وجود مختص محترفوأعربت "فاطمة يس"، مترجمة لغة الإشارة، لـ"البوابة نيوز"، عن تقديرها لإطلاق مطار سفنكس الدولي خدمة متخصصة للصم والبكم، مؤكدة أن تخصيص مدرب مختص بلغة الإشارة داخل المطار يُعد من أبرز النقاط الإيجابية في المبادرة، موضحة أن وجود مختص يتقن لغة الإشارة أمر ضروري، خاصة في ظل وجود اختلافات بين الإشارات المستخدمة من دولة لأخرى، بل وأحيانًا من منطقة لأخرى داخل العالم العربي، نظرًا لاعتماد بعض الإشارات على الثقافة المحلية والعادات المجتمعية.
وأضافت “ يس" أن لغة الإشارة ليست مجرد إشارات عشوائية، وإنما لغة كاملة تقوم على الرمزية والمفاهيم البصرية، تعبر عن الأفكار والمشاعر بطريقة دقيقة، وهو ما يجعل وجود مختصين مؤهلين في الأماكن الخدمية ضرورة حقيقية لضمان وصول الرسائل بشكل صحيح، ولتفادي سوء الفهم الذي قد يؤثر على تجربة السفر أو التعامل مع الخدمات العامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التضامن مطار سفنكس الدولى دمج ذوي الهمم بلغة الإشارة لغة الإشارة ذوی الهمم
إقرأ أيضاً:
“الأطوم” رمز بيئي تحتضنه المملكة بحماية صارمة ومبادرات وطنية
يواصل الأطوم المعروف علميًا باسم Dugong dugon، حضوره كأحد رموز التنوع البيولوجي في المملكة، ومؤشر بيئي حساس يعكس صحة النظم البحرية واستقرارها, حيث يسبح في أعماق المياه الساحلية الدافئة للمملكة وارتبط وجوده في المخيلة الشعبية بالأساطير البحرية، والحقيقة البيئية، فجمع بين دهشة الحكاية وأهمية العلم.
وخلال أسبوع البيئة 2025، تصدرت جهود حماية الأطوم مشهد الفعاليات الوطنية، بوصفه كائنًا مهددًا بالانقراض تتقاطع حوله مسؤوليات الباحثين والمهتمين وصنّاع القرار البيئي وتقوم المملكة ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على تنفيذ برامج نوعية لحماية هذا الكائن من خطر التلاشي، من خلال مشاريع تتبع بالأقمار الصناعية ودراسات علمية ترصد توزيعه في المياه الإقليمية السعودية، إلى جانب خطط وطنية لإدارة موائله الطبيعية وتأهيلها بما يضمن استدامة بيئته البحرية وتوفير الظروف الملائمة لتكاثره واستمراره ضمن المنظومة البيئية.
ويمتلك الأطوم جسمًا أسطوانيًا يصل طوله إلى ثلاثة أمتار ويزن ما بين 300 إلى 500 كيلوجرام، ويتميز بجلده السميك وذيله المشابه لذيل الحوت، ويعيش هذا الكائن في مجموعات صغيرة، متنقلًا بين مناطق الأعشاب البحرية التي تشكل مصدره الغذائي الرئيسي، ويستهلك يوميًا ما يصل إلى أربعين كيلوجرامًا منها مما يجعله لاعبًا أساسيًا في الحفاظ على صحة المراعي البحرية التي تعتمد عليها أنواع بحرية أخرى مثل السلاحف البحرية والقشريات.
“الأطوم” بطبيعته شديد الحساسية للتغيرات البيئية، وأدى تدهور موائله الطبيعية والتلوث البحري واصطدامه بالقوارب والصيد العرضي إلى تناقص أعداده في العديد من مناطق العالم حتى انقرض وظيفيًا في بعض البيئات، الأمر الذي يُحتم مضاعفة الجهود الوطنية والدولية لصون هذا الكائن وضمان استمراريته كجزء أصيل من التنوع البيئي البحري.
وتمثل مياه المملكة بيئة حاضنة لهذا الكائن، وتحتضن مياه الخليج العربي ثاني أكبر قطيع في العالم من الأطوم التي تتراوح أعدادها من ٦٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ كائن، وتتوفّر لها مراعٍ بحرية غنية، وتوفر شروط الاستقرار النسبي الذي يحتاجه في تنقله الموسمي.
ورغم كل هذه المقومات، تبقى معدلات تكاثر الأطوم منخفضة للغاية، إذ لا تنجب الأنثى سوى عجل واحد بعد فترة حمل تتجاوز ثلاثة عشر شهرًا ويحتاج الصغير إلى رعاية تمتد حتى ثمانية عشر شهرًا، بينما لا يتم التزاوج إلا مرة واحدة كل ثلاث إلى سبع سنوات ما يجعل نمو أعداده بطيئًا ولا يتجاوز خمسة بالمئة سنويًا حتى في أفضل الظروف.
ويعود اهتمام المملكة بحماية الأطوم إلى عقود من العمل المؤسسي المتواصل، انطلق من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، واستمر اليوم عبر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الذي يتولى قيادة جهود متكاملة في هذا الإطار، شملت برامج التوعية المجتمعية والرصد البيئي، وسن التشريعات الصارمة ومنها تغليظ عقوبة صيد الأطوم لتصل إلى مليون ريال.
وحرصت المملكة على تعزيز تعاونها الدولي في هذا المجال، إذ وقّعت في عام 2013 اتفاقية لحماية هذا النوع وموائله الطبيعية وشاركت بفاعلية في المبادرات البيئية العالمية، من بينها مبادرة “عام أطوم المحيط الهادئ” التي أطلقها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عام 2011.
وخلال أسبوع البيئة، استعرض المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أحدث دراساته حول الأطوم، وقدم برامج توعية تثقيفية للزوار والطلاب والمهتمين ركزت على أهمية هذا الكائن في التوازن البيئي وضرورة الحفاظ على موائله، وعرضت تقنيات التتبع الحديثة التي تُستخدم في رصده وفهم تحركاته.
ويأتي ذلك في إطار التزام المركز بتفعيل دوره الوطني في نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الحفاظ على الحياة الفطرية، من خلال فعاليات تسلط الضوء على الكائنات النادرة والتنوع الحيوي الذي تزخر به المملكة.
والأطوم ليس مجرد مخلوق بحري نادر، بل هو مرآة تعكس وعينا البيئي وشاهد حي على التوازن الذي نحتاجه جميعًا في علاقتنا مع الطبيعة، واستمرار بقائه لا يُعد إنجازًا علميًا فحسب، بل قصة التزام طويل الأمد تُثبت فيها المملكة يومًا بعد آخر أن حماية الحياة الفطرية ليست خيارًا بل واجب وطني، ورسالة بيئية سامية تتجدد في كل موجة وكل نسمة بحر وكل نبضة حياة.