5 أشواط في انطلاق مهرجان ينقل للمزاينة
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
انطلقت اليوم فعاليات مهرجان ينقل لمزاينة الحيران في نسخته الرابعة بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة، برعاية سعادة نجيب بن علي الرواس، محافظ الظاهرة، وسط حضور ومشاركة واسعة من المهتمين بالموروث الشعبي وسباقات الهجن من مختلف ولايات سلطنة عمان. ويستمر المهرجان لمدة خمسة أيام، على ميدان المهرجان الواقع على الطريق الرابط بين محافظتي الظاهرة والباطنة.
وأكد سعادة الشيخ الدكتور علي بن محمد البوسعيدي، والي ينقل ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، في اجتماع سابق، أن نسخة هذا العام تأتي بحلة جديدة وتنوع في الفعاليات التراثية المصاحبة، بما يعكس أهمية المحافظة على هذا الموروث الأصيل في سلطنة عمان. وأضاف سعادته أن توقيت إقامة المهرجان يعد فرصة مثالية لتشجيع ملاك الإبل والمهتمين بالتراث الشعبي على المشاركة، مما يساهم في إحياء هذا الموروث وتعزيز الهوية الوطنية. ويتضمن برنامج المهرجان مجموعة من الفعاليات الشعبية والفنية، من أبرزها: عرضة الهجن والخيل العربية الأصيلة وفن اليولة وأمسيات شعرية ينظمها مجلس شعراء ولاية ينقل بمشاركة عدد من الشعراء، بالإضافة إلى افتتاح خيمة الأسر المنتجة التي تضم منتجات محلية وصناعات تقليدية ووجبات عمانية، إلى جانب عرض زينة الإبل والخيمة البدوية التي تقدم فنونًا مثل التغرود والونة والقصائد البدوية.
وشهد اليوم الأول منافسات مثيرة في أشواط مزاينة الحيران، وكانت نتائجها على النحو التالي: في شوط حيران بواطن الصيافي، جاءت المطية سمحة في المركز الأول لمالكها سعيد العويسي، أما المركز الثاني فكان من نصيب المطية سمحة لمالكها عبدالله البادي، وجاءت المطية الخوارة في المركز الثالث لمالكها محمد الصالحي، وحصلت على المركز الرابع المطية الغزيلة لمالكها يوسف السناني، بينما حلّت المطية عرجة خامسة لمحمد.
أما في شوط حيران بواطن شتاوي، فقد حصلت على المركز الأول المطية سمحة لمالكها سعيد السناني، وجاءت في المركز الثاني المطية الغزيلة لمالكها خميس السناني، أما المركز الثالث فكان من نصيب المطية عرجة لمالكها حمد السناني، تلتها في المركز الرابع المطية فرحة لمالكها عبدالله المزروعي، بينما جاءت المطية الظبية في المركز الخامس لمالكها حمد المزروعي.
وفي شوط حيران بواطن التحدي، فازت بالمركز الأول المطية الخوارة المملوكة لسالم المبيحسي، وذهب المركز الثاني إلى المطية سمحة لمالكها أحمد البادي، أما المركز الثالث فكان مشتركًا بين المطيتين شهبار الدواحنة لمالكها معاذ السعيدي، ومصيحة لمالكها أحمد المعمري.
وفي شوط مفاريد بواطن الفضي، أحرزت المطية سمحة المركز الأول المملوكة لخالد المعمري، بينما جاءت المطية الخوارة في المركز الثاني لمالكها أحمد القعنوني، أما المركز الثالث فقد كان من نصيب المطية بويضا لمالكها سعيد السعيدي، وجاءت في المركز الرابع المطية حمراء عين لمالكها خالد البادي، في حين احتلت المطية لحميمة المركز الخامس لمالكها سالم السعيدي.
أما في شوط مفاريد بواطن الذهبي، فقد حققت المطية سمحة المركز الأول وهي مملوكة لأبناء الشيخ هلال بن محمد البريكي، وجاءت المطية البحري في المركز الثاني لمالكها بدر القطيطي، وفي المركز الثالث حلت المطية مصيحة والمملوكة لسعيد الحوسني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرکز الثانی المرکز الثالث المرکز الأول أما المرکز فی المرکز فی شوط
إقرأ أيضاً:
مهرجان المسرح المدرسي يواصل فعالياته لليوم الثالث وسط تألق طلابي
(عمان) :يواصل مهرجان المسرح المدرسي فعالياته لليوم الثالث على خشبة مسرح المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وسط أجواء يملؤها الشغف والإبداع، وبحضور لافت من الأكاديميين المسرحيين والمشرفين التربويين والطلبة وأولياء الأمور، إلى جانب عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن المسرحي. وقد شهد اليوم تقديم عرضين مسرحيين ضمن جدول المهرجان، تنوعا في الطرح والرسائل التربوية.
واستُهلّت فعاليات الفترة الصباحية من اليوم الثاني لمهرجان المسرح المدرسي، والتي أقيمت برعاية كريمة من صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، بمسابقة العزف الموسيقي الفردي، حيث قدّمت الطالبة المبدعة ريتال بنت موسى الطائية من مدرسة مارية القبطية للتعليم الأساسي (بتعليمية محافظة الداخلية) معزوفة موسيقية أظهرت من خلالها مهاراتها الفنية العالية.
تبع ذلك العرض المسرحي "الفزّاعة زهراء"، من تأليف نعيم فتح مبروك وإخراج المعلمة فاطمة البادية، بمشاركة طالبات مدرسة الصعراء للتعليم الأساسي التابعة لتعليمية محافظة البريمي. وقد تناول العرض حكاية الفزّاعة المسنّة "بشارة"، إحدى أمهر الحرفيات في مجتمع الفزّاعات، والتي تمّت دعوتها إلى مدرسة الفزّاعات لإلقاء محاضرة توعوية لطالبات المدرسة حول أهمية الحرف والصناعات التقليدية وأثرها العميق في الهوية الثقافية. وأثناء وجودها هناك، تتفاجأ بوجود تيار معارض بين بعض الطالبات، ممن يرفضن هذا الموروث ويعتبرنه غير ملائم لروح العصر الحديث الذي يتجه نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتتجلى في العرض مواجهة فكرية بين الأصالة والحداثة، محمّلة برسائل تربوية وثقافية عميقة.
عقب انتهاء العرض، عبّرت صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، راعية المناسبة، عن بالغ إعجابها بالمستوى الرفيع الذي قدّمته الطالبات على خشبة المسرح، مشيدة بما لمسته من أداء ناضج ومواهب فنية واعدة تُبشر بمستقبل مسرحي مشرق. وقالت سموّها: "لقد سعدت كثيرًا بحضوري هذا العرض المسرحي الطلابي، وأبهرتني القدرات الفنية التي ظهرت بها الطالبات، والتي تعكس بوضوح مستوى المهارات التي اكتسبنها عبر هذا الفن الراقي. فقد برزن في العمل الجماعي، وأبدعن في توظيف التفكير الإبداعي، وأتقنّ المهارات التعبيرية في الإلقاء والأداء التمثيلي، فضلًا عمّا تميز به العرض من جمالية في تصميم الديكور وتكامل في عناصره الفنية الأخرى."
كما عبّرت سموّها عن أملها في أن يستمر هؤلاء الطلبة في تنمية شغفهم الفني والمسرحي، مؤكدة ثقتها بأنهم سيشكلون نواةً واعدة لجيل جديد من روّاد المسرح العُماني في المستقبل. وأشارت إلى أن المثابرة، والحرص على صقل المهارات، والاستفادة من فرص التعليم والتدريب المستمر، هي مفاتيح رئيسية لمسيرة فنية ناجحة تُسهم في تعزيز الحراك الثقافي والمسرحي في سلطنة عُمان..
وعقب العرض ثمّن الدكتور محمد الحبسي، الأكاديمي المتخصص في المسرح والباحث التربوي،العمل المسرحي المقدم، مشيدًا بجوانبه الفنية والبصرية، بدءًا من النص المكتوب والإخراج، وصولًا إلى أداء الطالبات اللواتي جسّدن أدوار الفزّاعات ببراعة ملحوظة. وأوضح أن النص جاء محمّلًا برؤية بصرية ثرية، مدعومة بتوظيف مدروس للأغاني التي وُظّفت بعناية لتعزيز الفكرة وإيصال الرسالة التي أراد الكاتب طرحها.
وأكد الحبسي في حديثه أن ما قُدم لا يقل في مستواه عن العروض الاحترافية التي تُقدم على خشبة مسرح الطفل، بل إنه يعكس نقلة نوعية وتطورًا ملحوظًا في تجربة المسرح المدرسي. وأضاف أن التوأمة والانسجام بين الطالبات المشاركات في العرض أضفى على العمل جمالية فنية وتكاملية واضحة.
ورغم الإشادة، أشار الدكتور الحبسي إلى بعض الجوانب التي تستوجب المزيد من العناية، وعلى رأسها تصميم الأزياء، الذي لم يعكس بشكل دقيق الفوارق الطبقية بين الشخصيات المسرحية؛ إذ كان من المفترض أن تبرز ملابس الفزاعة "زهراء" كونها من طبقة فقيرة، على النقيض من الفزّاعات الأخريات اللواتي ينتمين إلى طبقة اجتماعية أرقى.
كما تطرّق إلى أحد المشاهد التي جرت في بيئة صفية، حيث تم تصوير سخرية بعض الطالبات من زميلتهن دون أي تدخل أو رد فعل من المعلمة، وهو ما وصفه بأنه غير منطقي من الناحية التربوية، مؤكدًا على ضرورة أن تنتبه المخرجة لمثل هذه التفاصيل الدقيقة، لما لها من تأثير في ترسيخ القيم الصحيحة داخل النص المسرحي.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بن محمد الحراصي، مدير دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بتعليمية محافظة البريمي، أن العرض المسرحي حمل في طياته مضامين تربوية وقيمية غاية في الأهمية، تمس حياة الطالب بشكل مباشر، وتركز على جوانب جوهرية من الهوية الوطنية والثقافية. ومن أبرز هذه القيم التي سعى العمل لتسليط الضوء عليها: أهمية الحرف التقليدية، وضرورة صونها والمحافظة عليها بوصفها جزءًا أصيلًا من الموروث العُماني، يستحق الاعتزاز والافتخار به، ولا ينبغي التفريط فيه مهما تعاظمت مظاهر الحداثة.
وأشار الدكتور الحراصي إلى أن العرض لم يكتف بتسليط الضوء على البُعد التراثي فحسب، بل حمل كذلك رسالة إنسانية راقية تمثلت في الدعوة إلى التسامح، وتعزيز قيم التآلف والوئام بين أفراد المجتمع، مؤكدًا في هذا السياق أن الدين الإسلامي يحث على المحبة والتراحم، ويؤكد وحدة الصف ونبذ الفرقة.
وفي سياق حديثه عن أهمية المسرح في البيئة التربوية، أكد الحراصي أن المسرح يُعد بحق "أبو الفنون"، لما له من قدرة على تشكيل شخصية الطالب وتنميتها على نحو متكامل، إذ يسهم بشكل مباشر في بناء الثقة بالنفس، وتوسيع مدارك الطالب، وتطوير مهاراته الفكرية والوجدانية، إلى جانب إكسابه خبرات عملية وتفاعلية، سواء على الصعيد المحلي أو من خلال المشاركات الإقليمية والدولية.
وتواصلت فعاليات مهرجان المسرح المدرسي في فترته المسائية بمنافسات متنوعة، استُهلّت بمشاركة الطالب أحمد محمد الكحلاوي من مدرسة حي التراث للتعليم الأساسي، والذي قدّم معزوفة موسيقية ضمن مسابقة العزف الفردي، أظهر من خلالها قدرات عزفية لافتة.
وفي إطار العروض المسرحية، قدّم طلاب المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة عرضًا مسرحيًا بعنوان: "المسار"، من تأليف وإخراج راشد بن عبدالله البريكي. وتناول العمل إحدى القضايا التربوية التي تمس الطلبة في مرحلة حاسمة من مشوارهم التعليمي، وهي مرحلة اختيار التخصص الأكاديمي المناسب.
وسلط العرض الضوء على الحيرة التي تصيب الطلبة، لاسيما في الصف العاشر، عند مواجهة القرار المرتبط بمستقبلهم الأكاديمي، في ظل تعدد التخصصات وتشعّب مساراتها وتغير مسمياتها من وقت إلى آخر. وقد جاءت أحداث المسرحية لتجسّد هذه الحالة من خلال شخصية "سالم"، الطالب الذي يواجه ارتباكًا شديدًا في تحديد المسار التعليمي الذي سينتهجه، لتتوالى بعد ذلك مشاهد درامية مشوّقة تتخللها معلومات تثقيفية حول الخيارات المتاحة، عاكسة أهمية الإرشاد التربوي والتوجيه الأكاديمي في دعم الطالب ومساعدته على اتخاذ القرار السليم.
وضمن البرنامج المصاحب للمهرجان، نُظّمت في اليوم الثاني حلقة تدريبية تخصصية استهدفت الطلبة المشاركين في المهرجان، بعنوان: **"إعداد الممثل: من النص المسرحي إلى خشبة المسرح"**، قدّمها المدرب والمخرج المسرحي خالد بن ناصر الضوياني. وركّزت الحلقة على تأهيل الطلبة تمثيليًا وفنيًا من خلال مجموعة من المحاور التفاعلية التي شملت المهارات البدنية والنفسية والتقنية للممثل، وأساليب تطوير أدواته الفنية.
كما تناولت الحلقة أهمية التركيز الذهني والتواصل مع الجمهور، وفهم أبعاد الشخصية المسرحية، إلى جانب التعرف على العناصر الفنية المساندة مثل الإضاءة والمكياج والأزياء، مع توضيح آلية توظيف هذه العناصر ضمن رؤية إخراجية متكاملة. وهدفت الحلقة إلى تعزيز الوعي الفني لدى الطلبة، وربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي، بما يساهم في بناء قاعدة معرفية ومهارية تؤهلهم للتميز في العروض المسرحية المدرسية.