هل للكرادلة الأفارقة تأثير في اختيار بابا الفاتيكان الجديد
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
شهد عهد البابا الراحل فرانشيسكو توسعا ملحوظا في دور أفريقيا في المجمع الكرادلي، حيث بذل جهدا واضحا لتمثيل القارة السمراء ومنحها صوتا قويا في قلب الكنيسة الكاثوليكية العالمية.
وفقا لتقرير فرنسي، عمل البابا منذ توليه البابوية على زيادة تمثيل أفريقيا في مجمع الكرادلة بتعيين 17 كاردينالا أفريقيا، معظمهم مؤهلون للمشاركة في انتخاب البابا القادم، حيث أعمارهم تقل عن 80 عاما.
تمثل هذه الخطوة جزءا من اهتمام البابا المستمر بأفريقيا، الذي تجلى أيضا في زياراته المتعددة للقارة.
من خلال هذه الرحلات، أنشأ البابا العديد من العلاقات القوية مع شخصيات دينية بارزة، مثل الكاردينال ديودونيه نزابالاينغا من أفريقيا الوسطى والكاردينال فريدولين أمبونغو من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويتبنى "أمراء الكنيسة" هؤلاء نهجا رعويا يتسم بالانفتاح على المصالحة، خصوصا في المجتمعات التي تمزقها الحروب والنزاعات.
وتساءلت صحيفة ستاندر الكينية عن ما إذا حان الوقت لأفريقيا لنيل منصب بابا الكاثوليك الذين يبلغ تعدادهم في القارة نحو 260 مليون كاثوليكي، وهي الثانية في التعداد بعد الأميركيتين. وإذا ما انتخب بابا من أفريقيا فسيكون الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وتقول الصحيفة إن الأنظار تتجه إلى 135 كاردينالا يحق لهم التصويت لاختيار البابا الجديد.
لكن، ورغم هذه التوجهات المتناغمة في العديد من القضايا الرعوية، لم تكن كل آراء الكرادلة الأفارقة متوافقة دائما مع اختيارات البابا فرانشيسكو.
إعلانفقد أعرب بعض الشخصيات الكنسية من القارة عن اعتراضاتهم على بعض المواقف التي اتخذتها الكنيسة تحت قيادته، خاصة في القضايا الاجتماعية.
في ديسمبر/كانون الأول 2023، أصدرت الغالبية العظمى من الكنائس الأفريقية بيانا يعبر عن رفضهم لتصريحات الفاتيكان حول "البركة" التي يمكن منحها للأزواج المثليين، وذلك في إطار الوثيقة التي أصدرها دير دائرة العقيدة والفكر في الفاتيكان.
هذا التباين في الآراء كان محل نقاشات شخصية بين البابا وبعض الكرادلة الأفارقة، مثل الكاردينال الكونغولي فريدولين أمبونغو، على خلاف بعض الشخصيات الأخرى، مثل الكاردينال فيسكو، رئيس أساقفة الجزائر.
الجدير بالذكر أن شخصية أخرى من أفريقيا، الكاردينال الغيني روبرت سارا، مثل لأعوام طويلة المعارضة الأبرز للبلاط البابوي في الفاتيكان، إذ كان يشتهر بتوجهاته التقليدية وكان قريبا من الأوساط الكنسية التي تتبنى مواقف أكثر تحفظا.
تظل أفريقيا تلعب دورا محوريا في تشكيل مستقبل الكنيسة الكاثوليكية، ومن خلال 18 كاردينالا أفريقيا من 135 يحق لهم الانتخاب، سيظل تأثير القارة قائما في رسم مسار الكنيسة عالميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من أفریقیا
إقرأ أيضاً:
العالم يودع بابا الفاتيكان.. رحلة بدأت من مسرح الجامعة إلى الكنيسة الكاثوليكية
خيم الحزن على العالم، بعد أنباء وفاة البابا فرنسيس، الذي توفي اليوم الإثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع مع المرض، بعد أن قضى أيامه الأخيرة تحت الرعاية الصحية بسبب تكرار إصابته بأزمات الجهاز التنفسي.
وفاة بابا الفاتيكانرحل البابا فرنسيس عن عالمنا تاركًا خلفه مسيرة استثنائية حافلة بالإنجازات المشرفة، بدأت من خشبة المسرح وانتهت بمنبر الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، التي جعلته ف واجهة الأحداث الدولية لأكثر من ربع قرن.
ولد البابا فرنسيس «خورخي ماريو بيرجوليو» يوم 17 ديسمبر عام 1936، نشأ وسط أسرة متواضعة من أصول إيطالية، في بداية شبابه أبدى شغفًا كبيرًا بالفن، حيث شارك في العديد من العروض المسرحية في الجامعة، مما جعل الأضواء والتمثيل جزءًا كبير من أحلامه.
ومع مرور الأيام، بدأ بابا الفاتيكان بالانجذاب تدريجيًا للعمل الكنسي، حيث وجد في الرهبنة اليسوعية روحه الضائعه، ووجد قلبه طريقه في طريق الكهنوت وانضم إلى الرهبنة اليسوعية، حيث لمع نجمه بفضل حنكته وإنسانيته، فانضم إليها في مطلع العشرينات، وبعد سنوات من الدراسة والخدمة، تم تعيينه بيرجوليو كاهنًا عام 1969، وكانت هذه مجرد البداية.
وبعد تعيينه، تطلع فرنسيس الأول بابا الفاتيكان للإنغماس أكثر فأكثر في الرهبنة اليسوعية، وتوالت المناصب حتى أصبح رئيسًا للأساقفة في بونيس آيرس، والتي كانت بمثابة السطر الأول بالفصل الجديد من حياته الروحية والإدارية داخل الكنيسة الكاثوليكية، كما شغل مناصب دينية متقدمة في بلاده، قبل أن يُعيّن كاردينالًا عام 2001.
حتى جاء يوم 13 مارس عام 2013، والذي يعد اليوم الفارق بشكل كبير في حياة فرنسيس الأول، والذي قلب حياته رأسًا على عقب، بعد استقال البابا بنديكتوس السادس عشر، ليقع اختيار مجمع الكرادلة على فرنسيس الأول بابا الفاتيكان ليكون أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يشغل هذا المنصب.
وبالرغم من منصبه، لم يتملك منه الغرور والتكبر، حيث اشتهر طيلة حياته بقربه من الناس وتواضعه معهم بشكل كبير، مما جعلهم يطلقون عليه «بابا الفقراء»، وخلال سنوات بابويته سعى إللا تبسيط حياة الكنيسة، وإصلاح هياكلها الإدارية، والدفاع عن حقوق اللاجئين والمهمشين.
بابا الفاتيكان يناصر الفقراء ويحد من مظاهر الترفوتميزت فترة ولايته بالتركيز على العدالة الاجتماعية، ومناصرة الفقراء، والدعوة إلى التواضع والرحمة، وساهم في التخفيف من مظاهر الترف في الفاتيكان، وكرّس وقته للإصلاح الداخلي ومحاربة الفساد.
كان بابا الفاتيكان فرنسيس، مثال كبير يحتذى به في الإنسانية، حيث دعاء طوال حياته للتسامح الديني بين الشعوب، وشارك في العديد من اللقاءات التاريخية التي جمعت أتباع مختلف الأديان، وكانت رسالته في الحياة هي نشر السلام.
كان البابا فرنسيس قريبًا من الناس، حريصًا على الحوار مع مختلف الطوائف والأديان، رافعًا شعار «السلام والتسامح»، وحتى في موته، حافظ على بساطته، حيث طلب أن لا يُعرض جثمانه، وأن تكون جنازته متواضعة.
العالم يودع بابا الفاتيكانونعى قادة وزعماء العالم البابا الراحل بكلمات مؤثرة، مشيدين بدوره كصوت للسلام، وجسر للتفاهم بين الشعوب، وودع الملايين حول العالم، رجلًا كسر التقاليد، وترك إرثًا خالدًا من المحبة والإنسانية.
اقرأ أيضاً«ليست حربا بل وحشية».. العالم يستذكر بابا الفاتيكان مدافعا عن غزة
الرئيس السيسي ينعى بابا الفاتيكان: غادر عالمنا تاركاً إرثاً إنسانياً عظيماً
بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة