صحيفة الأيام البحرينية:
2024-10-06@05:57:23 GMT

في رحاب الفنان إبراهيم بوسعد

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

في رحاب الفنان إبراهيم بوسعد

يؤكد بوسعد على ضرورة تشكيل لجنة اختيار الأعمال التي تصلح لعرضها بالتنسيق بين صالات العرض والمجلس الوطني للفنون وهيئة البحرين للثقافة والآثار! يرى بوسعد الفن كحالة إنسانية راقية، لا يجوز العبث بها. كما يجب أن يكون صادقًا، ونابعًا من القلب، ولابد أن يحترم هدف الفن، ويحترم المتلقي من خلال تقديم ما هو راقٍ.

..
مرت الحركة التشكيلية في البحرين بعدة مراحل، أولها مرحلة الرواد، الذين وضعوا اللبنات الأساسية للفن التشكيلي، أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة جيل أوائل الثمانينيات، وأغلبهم فنانون أكاديميون درسوا الفن في مصر، والعراق، وباريس، وبريطانيا.. فتأثروا بالتيارات الفنية المختلفة، وأضافوا للفن الكثير. يقول الفنان إبراهيم بوسعد، بدأنا بتأسيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية عام 1983 وكنا نحمل رؤية مُغايرة لمفهوم الفن بمعني الرؤية الحديثة من حيث الفكر والتكنيك والتقنيات الفنية، وهنا يجب الإشارة للدور الريادى والفعَال للشيخ راشد آل خليفة الذى تولي رئاسة الجمعية وقد اتبع سياسة «الباب المفتوح» لتشجيع جميع الفنانين والمواهب، وكنت نائبًا للرئيس على مدار دورتين، ومن بداية الثمانينات إلى منتصف الألفية كان العصر الذهبي للفن التشكيلي، وكانت المثابرة والجدية لتقديم الأفضل هي السمة المميزة عند أغلب فناني تلك المرحلة. وكانت الجمعية هي الغطاء الثقافي والفني من حيث تبنيها للمهتمين بالفن وتشجيع الهواة.
دور الأسرة وتأثيرها بالنظر إلى تأثير بيئة الفنان، يخبرني بوسعد بأن تشجيع والدته كان له أكبر الأثر في نفسه، «كانت شغوفة بفن التطريز على الوسائد». أما عن مدى وعي والده إنسانيته «فقد أسهم بأثرٍ بالغ في رحلتي الفنية حيث كان يحتفظ بمجلات مرسومة بالألوان المائية تحتوى على رسوم واقعية دقيق، خاصة للوحات التبشيرية التي ساعدتني في تعلم أساسيات الرسم واللون». يحكي بوسعد بأن من أصعب المواقف التي مرّ بها، عندما رغب منه والده أن يدرس هندسة الطيران، حينها هرول لوالدته مرعوبًا، وقال «أريد الفن».. فذهبت الأم إلى الأب، وصارحتهُ بصوتٍ خائف «إبراهيم لا يريد دراسة هندسة الطيران، بل يريد الفن»، فلم يتكلم الأب، بل انسل إلى غرفته في صمتٍ تام، ثم خرج منها بالقرار: «لا استطيع إجباره على شيء، فاليختر أفضل جامعة فنية، وسأدعم رغبته». يقول بوسعد «كانت لأبي نظرة ثاقبة على الرغم من أن أغلب العائلات في تلك الفترة كانت تريد لأبنائها أن يكونوا مهندسين أو أطباء، ولم يكن يخطر على بالهم أن يكونوا فنانين، فلم يكن الفن مقبولاً آنذاك، حتى من وجهة النظر الدينية».
الفن ليس عبثًا يرى بوسعد أن للوحة أصولها، وأن الفن ليس عبثيًا، «حتى التجريد، له أصوله وتقاليده»، تقول، مستحضرًا الفنان خوان ميرو، وبيكاسو، «كان هؤلاء أكاديميون، درسوا الفن وفق أصوله»، متابعًا «هناك مفاهيم متعارف عليها، تُبنى عليها اللوحة وأهمها العمق، كما في لوحات فان جوخ، وبحثه عن جوهر الشيء، حيثُ قال (أنا لا أرسم التفاحة، أنا أرسم البذرة التي بداخل التفاحة)، فالعمل لابد أن يحمل كل القوانين والمواصفات الصحيحة لبناء العمل التشكيلي».
الفن يعالج ويعطي رؤية مغايرة يؤكد الفنان بأن الفن نسبي، والرضا والقبول بالفن ومستواه نسبيٌ كذلك. ولكن كثرة المعارض ليست مقياس لتطور الفن ومستواه؛ لذلك يجب تقنين المعارض، وتشكيل لجنة من الجهات العليا للثقافة والفنون لاختيار الأعمال الفنية لإجازة المعارض، لأن الإشكالية في الذائقة الجمالية، حيث إن الارتقاء بالذائقة الجمالية للمتلقي هي الأساس والهدف من الفن. وللوصول إلى هذه الغاية نحتاج لدراية علمية وتقنية للعمل الفني، فالعمل الفني الذي يمتلك تلك المقومات الصحيحة سيكون له الدور الريادي في تشكيل الذائقة الجمالية الإيجابية للمتلقي، فالثقافة ضرورة ومسؤولية وليست ترفًا. وعلى الفنان أن يحترم المتلقي وأحاسيسه ومشاعره. ولهذا يؤكد بوسعد على ضرورة تشكيل لجنة اختيار الأعمال التي تصلح لعرضها بالتنسيق بين صالات العرض والمجلس الوطني للفنون وهيئة البحرين للثقافة والآثار. وللنهوض بمسيرة الفنون التشكيلية في المملكة، يقترح بوسعد إنشاء معهد للفنون التشكيلية إن لم تكن كلية، وإنشاء متاحف متخصصة للأعمال الفنية المنتقاه بعناية (أعمال محلية، إقليمية، عربية، عالمية). والاهتمام بالمواهب الحقيقية الجديدة، وعمل الورش المتخصصة في جميع تخصصات الفن التشكيلي، تحت إشراف فنانين من ذوي الخبرات العالية. ويرى بوسعد بأن هذه الأنشطة لابد من تعزيزها بالندوات والمحاضرات ذات الطابع التفصيلي لفلسفة الفن واتجاهاته، وإقامة معرض فني دوري على هيئة «بينالي» لاستضافة مختلف التجارب العالمية، وأيضًا إنشاء قناة فضائية ثقافية متخصصة لتغطية الأنشطة الثقافية والفنية، وأخيرًا اختيار أصحاب العلم والخبرة والمعرفة لتقديم ما هو أفضل، فالثقافة عمل تراكمي تظهر نتائجه بعد حين.
الفن الحقيقي رسالة خالدة يقول الفنان «تأثرت بعلي القلاف الذي كان يبني السفن» فظهرعلى لوحاته كأنه يبني سفينة وليس مجرد رسم لوحة، وبعد عدة تجارب جماعية ركَز على تجاربه ومعارضه الشخصية. ويردف «كل عمل فني أخذ من عمري»، وبالشكل التراكمي أعمال بوسعد تمثل عُمره الذي قضاه في الفن، خمسون عامًا من الفن، والإنسان هو هاجسه الحقيقي، متأملاً مستقبل أفضل للبشرية. ومازال مستمرًا مُتشبثًا بالأمل بأن غدًا سيكون أفضل. وعن رسالته يصرح «رسالتي دومًا هي الارتقاء بالفن وبذوق المتلقي». أما رسالته للأجيال القادمة «علموا أبناءكم الفن منذ الصغر»، مؤكدًا أننا كدولة لها تاريخ عريق تمتلك إرثًا فنيًا تشكيليًا ومن الضروري توثيق هذه المسيرة، فالأمم تبقى بفنونها وثقافتها، لذلك التوثيق مهم ولكن لابد أن يكون توثيقًا صادقًا وأمينًا. يرى بوسعد الفن كحالة إنسانية راقية، لا يجوز العبث بها. كما يجب أن يكون صادقًا، ونابعًا من القلب، ولابد أن يحترم هدف الفن، ويحترم المتلقي من خلال تقديم ما هو راقٍ على المستوى الفكري والفني، للارتقاء بمستوى المتلقي الذي يشكل المجتمع، وبالتالي ينعكس على رقي المجتمع. وعن المغالاة في أسعار الأعمال لفنية، يقول بوسعد: «البعض يعتقد بأنهُ إذا رفع سعر عمله، أصبح عمله ذا قيمة، وهذا بالطبع ليس شرطًا. فما يعطي قيمة للعمل الفني هو التجربة والعمر وإحساس الفنان الذي يعطى تميز للعمل. أما الفنان الذي يسعى للشهرة فليس فنانًا، ومن أكبر الكبائر العبث بالعمل الفني وإعطائه صبغة تجارية». الجدير بالذكر أن أعمال الفنان بوسعد موجودة في مختلف دول العالم من ضمنها المتحف الوطني في مملكة البحرين ومتحف الفن الحديث في قطر والمتحف الوطني في الشارقة ودارالفنون والمتحف الوطني الأردني في الأردن والمتحف البريطاني في المملكة المتحدة والمجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت. وقد حصل على العديد من الجوائز داخل وخارج المملكة أهمها السعفة الذهبية بمعرض دول مجلس التعاون والجائزة التقديرة من وزارة الإعلام بمملكة البحرين.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم ويحتفي بـ17 من مبدعي عروس البحر

نظمت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، برئاسة الناقد الفني الأمير أباظة، مساء اليوم الجمعة، ندوة واحتفالية تكريم 17 من مبدعي الإسكندرية.

الندوة أدارها المخرج محمد السماحي بحضور رئيس المهرجان الناقد السينمائي الأمير أباظة، والإعلامية الكبيرة إيناس جوهر، وقدمت الحفل الإعلامية غادة شاهين ، وذلك في إحدى قاعات فندق هيلنان المعمورة شرق الإسكندرية.

شمل التكريم كل من: الفنان رضا ادريس، والفنانة عارفة عبد الرسول، الدكتورة حنان يوسف عميدة كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية، والفنان علي الجندي.

كما جرى تكريم كل من: الفنان إبراهيم الملاح، المخرج المسرحي أبو الحسن سلام، المخرج حمدي ابو العلا، الشاعر عماد حسن، الفنان خالد محروس، بدرية طلبة، عمر المحمود، المخرج حسام العزازي، الفنان المخرج محمد مرسي، الفنان إبراهيم الفرن.

كما تم تكريم عدد من أسماء الفنانين الراحلين وهم: السيناريست الراحل مؤمن عبده، والفنان ياسر الشرقاوي، والفنان الراحل إبراهيم عبد الشفيع.

وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان، إنن فكرة تكريم مبدعي الإسكندرية تقام للمرة الأولى، مشيرا إلى أن عروس البحر هي منبع للنجوم فأهل المدينة ثقافتهم فن، لافتاً إلى أن أول فيلم جرى تصويره في المدينة وكانت منبت للكثير من كبار صناع الفن فهي عاصمة الفن في العالم.

واضاف: "الإسكندرية هي طريق النجاح لأي فنان، ومن بعلم كيفية مزاج الشعب السكندري سينجح بالتأكيد".

وأشار إلى أن الإسكندرية تضم عدد كبير من الفنانين الجيدين ومنهم من لم تسمح لهم ظروفهم الخروج إلى القاهرة، وهناك من ذهب وعاد مجددا زمنهم المبدع الكبير جلال حرب، علاوة على أن المدينة تضم الكثير من الكتاب والشعراء والمبدعين في كافة المجالات.

وتابع: "الأديب السكندري مظلوم لأن القاهرة تستحوذ على كل شيء وهي من تصنع النجومية، ولو ظللت اقول اسماء مبدعين سنتحدث للعام المقبل.

وتحدث الفنان والمخرج علي الجندي عن مبدعي الاسكندرية، معرباً عن سعادته البالغة لتكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الفنانين السكندريين وذلك للمرة الأولى في تاريخ المهرجان العريق.

وأكد الجندي على دعم مبدعي وفناني الإسكندرية الدائمة لمهرجان لدوره في وضع الإسكندرية على الخريطة الفنية العالمية، مطالبا أن يكون الدور سكندري أكبر عمقاً خلال الدورات المقبلة من المهرجان.

وقال مدير التصوير الدكتور سمير فرج، إن الإسكندرية دائما ما كانت بالنسبة للمنتجين وصناع السينما بمثابة مقياس لنجاح الأفلام، فالفيلم الذي يحقق إيرادات بها ينجح بكل مذهل، مؤكدا أن الفن بالنسبة السكندريين مثل الهواء وقادرين دائماً على تذوق الفن الجيد.

 

مقالات مشابهة

  • نجوي فؤاد: الفن ملهوش أمان.. ونفسي اتحجب زي الفنانة شادية واعتزل
  • «التهمة فلسطيني».. حكاية معاناة الفنان كامل الباشا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم 17 من مبدعي عروس البحر
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم ويحتفي بـ17 من مبدعي عروس البحر
  • كمال أبو رية: الفن المصري شكل وجدان الوطن العربي كله
  • بشرى: الأفلام القصيرة ممكن تحصد جوائز لمصر في مهرجانات عالمية
  • لطفي لبيب: المسرح بيتي الذي أعشقه.. وتوجهت للكتابة الأدبية بعد اعتزال الفن
  • تتويجا لرحلته الفنية.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بتاريخ الفنان لطفي لبيب
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم الفنان خالد محروس عن رحلة كفاحه الفنية
  • محمد إمام يدعم ابنة هذا الفنان