بدأ التوتر يتصاعد عندما رفضت جامعة هارفارد الامتثال لمجموعة من المطالب الصادرة عن إدارة ترامب، والتي اعتبرتها الجامعة تدخلاً صارخًا في شؤونها الداخلية. من بين هذه المطالب، فرض قيود على حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك حظر ارتداء الأقنعة أثناء الاحتجاجات، وإدخال تعديلات على سياسات التوظيف والقبول ترتكز على "الجدارة" فقط، وتقليص نفوذ بعض أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية الذين اعتبرهم البيت الأبيض ناشطين سياسيًا.

قرارات مالية عقابية من البيت الأبيض

ردّ البيت الأبيض كان حازمًا وسريعًا؛ إذ أعلن عن تجميد ما يزيد على 2.2 مليار دولار من المنح والعقود التي كانت مخصصة لهارفارد. ولم يكتفِ بذلك، بل لوّح بإلغاء مليار دولار إضافية من التمويل الفيدرالي إذا لم تلتزم الجامعة بالإشراف الحكومي المباشر على إدارتها الأكاديمية، وخاصة فيما يتعلق بملفات القبول والتوظيف و"الأيديولوجيا الطلابية".

في 11 أبريل، نشرت جامعة هارفارد رسالة من فريق العمل الفيدرالي لمكافحة معاداة السامية، طالبت فيها الحكومة الفيدرالية بحق مراقبة وإدارة السياسات الداخلية للجامعة، وهو ما اعتبرته الجامعة اعتداءً مباشرًا على حريتها.

موقف هارفارد.. لا تنازل عن الاستقلال

رئيس الجامعة، آلان م. غاربر، أصدر بيانًا قوي اللهجة أكد فيه أن هارفارد "لن تتنازل عن استقلالها أو حقوقها الدستورية".. هذا الموقف يعكس رغبة الجامعة في الحفاظ على هويتها كمؤسسة تعليمية مستقلة وغير خاضعة للإملاءات السياسية، وهو ما أكده العديد من الأكاديميين داخل وخارج الولايات المتحدة.

ملفات حساسة على الطاولة

بحسب شبكة "سي إن إن"، تسعى إدارة ترامب للوصول الكامل إلى تقارير أعدتها الجامعة حول معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين منذ أكتوبر 2023، في محاولة لضبط توجهات الجامعات الأمريكية لتتوافق مع رؤى الإدارة السياسية.

 

ليست القضية بين ترامب وهارفارد مجرد خلاف مالي، بل هي اختبار حقيقي لمفاهيم الحرية الأكاديمية واستقلالية المؤسسات التعليمية في أمريكا. فالمعركة التي تخوضها هارفارد اليوم تمثل صوت الجامعات التي ترفض أن تكون أدوات في يد السياسة، وتصرّ على أن تظل منارات للعلم والفكر الحر، حتى في وجه أقوى السلطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الداخلية البيت الأبيض الحرم الجامعي التمويل الفيدرالي هارفارد

إقرأ أيضاً:

جامعة هارفارد تقاضى ترامب بسبب خفضه تمويلها

أفادت وسائل إعلام بأن جامعة هارفرد قررت اللجوء إلى القضاء ضد ترامب بسبب خفضه تمويلها.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هاجم جامعة هارفارد مجددا، بعد أن أعلن وقف التمويل الفيدرالي للجامعة وهدد أمس بسحب إعفاء الجامعة من الضرائب لرفضها الامتثال لمطالبه التى تتعلق بسلطة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

في منشور على تروث سوشيال، قال ترامب إن جامعة هارفارد خارج السياق، وكتب: "يعلم الجميع أن جامعة هارفارد قد ضلت طريقها. لقد وظفت اثنين من أسوأ رؤساء البلديات وأكثرهم عجزًا في تاريخ بلدنا، من نيويورك (بيل د) وشيكاغو (لوري ل)، برواتب ورسوم باهظة للغاية، لتدريس إدارة البلديات والحكم. هذان الأحمقان اليساريان المتطرفان تركا وراءهما مدينتين ستستغرقان سنوات للتعافي من عجزهما وشرهما"

مقالات مشابهة

  • اليمين الإسرائيلي يحرض من أمريكا.. وبن جفير يدعو لتجويع غزة أمام مسؤولي ترامب
  • جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد تخفيضات ترامب في ميزانيتها
  • جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب 2.2 مليار دولار
  • بالتفاصيل.. جامعة هارفارد تقاضي ترامب
  • جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب تجميد منح بـ2.2 مليار دولار
  • جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب تجميد منح بـ 2.2 مليار
  • جامعة هارفارد تقاضي ترامب
  • جامعة هارفارد تقاضى ترامب بسبب خفضه تمويلها
  • جامعة هارفارد ترفع دعوى قضائية ضد ترامب