اليونان: موجة تعليقات مناهضة للمهاجرين بعد ادعاءات بوقوفهم وراء حرائق الغابات
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
سادت موجة من التعليقات المضادة للمهاجرين عبر الإنترنت في اليونان عقب ادعاءات غير دقيقة بأنهم وراء عدد من الحرائق التي اجتاحت اليونان هذا الأسبوع. وكان تقريران إخباريان على الأقل قد أشارا إلى تورط مهاجرين، وسرعان ما تم نفيهما.
ازداد التوتر بعدما ذكر سكان أنه تم ضبط 13 باكستانيا وسوريا متلبسين وهم يحاولون إشعال نار خارج مدينة ألكساندروبولي في منطقة إيفروس المحاذية لتركيا.
ونشر أحد السكان الثلاثاء تسجيلا بالبث الحي على فيس بوك يظهر المهاجرين مكدسين داخل مقطورة، متباهيا بأنه قبض عليهم لمحاولتهم "إحراقنا". وعلق مستخدم آخر على البث قائلا "لا تعرضهم.. أحرقهم".
قبض على الرجل البالغ 45 عاما إلى جانب آخرَين يشتبه بتورطهما فيما شددت السلطات على أنها لن تتسامح مع "الاقتصاص".
ووُجّهت للموقوفين الثلاثة اتهامات بالتحريض على أعمال العنف العنصرية. أما المهاجرون، فاتهمهم مدع في ألكساندروبولي بالدخول بشكل غير قانوني ومحاولة إشعال حريق. لكن مصدرا حكوميا أفاد صحيفة "كاثيميريني" بأن الأدلة ضدهم تبدو مرتبطة بإشعالهم النار من أجل الشواء وليس بإضرام النار المتعمد.
ونُشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إطاري سيارات محشوين بالستايروفوم والخشب.
وفرضت على الرجل الذي اعتقل المهاجرين الجمعة الإقامة الجبرية. وتطلق وسائل الإعلام اليونانية عليه لقب "شرطي إيفروس".
وقال الرجل الذي يقيم في المنطقة وهاجر من ألبانيا، إنه تدخل بعد أن رأى المهاجرين وهم يحاولون إشعار النار في الغابة قرب متجر سوبرماركت.
وترافقت المخاوف المتصاعدة في المنطقة مع حملة تضليل إعلامية. وذكرت منصة إخبارية في إيفروس الثلاثاء أن 20 مهاجرا أوقفوا خارج ألكساندروبولي بعدما تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة، وهو أمر نفته السلطات لاحقا.
كما نشرت محطة "أوبن" التلفزيونية الوطنية الأربعاء تصحيحا بعدما ذكرت خطأ أن مهاجرَين ضبطا أثناء إضرامهما النار في منطقة رودوبي المجاورة.
اجتاح حريق هائل اندلع السبت شمال اليونان، ما أدى إلى تنفيذ أكثر من 14 ألف عملية إجلاء بما في ذلك في مستشفى محلي. وأفاد رئيس بلدية ألكساندروبولي يانيس زامبوكيس أنه اندلع بسبب البرق.
وبحلول الخميس، اندمجت الحرائق المستعرة على عدة جبهات لتشكّل خطا يمتد على مسافة 15 كيلومترا فوق مساحة 60 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والغابات.
تقع المنطقة على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود التركية. ويعبر المهاجرون بمساعدة مهرّبين إلى المنطقة بشكل دائم.
عام 2020، حاول عشرات آلاف المهاجرين الوصول إلى هذه المنطقة النائية في شمال شرق البلاد حيث وقعت صدامات مع قوات الأمن اليونانية تواصلت لأيام.
ومن المقرر استكمال العمل على تمديد حاجز فولاذي بطول 37,5 كلم لسد الطريق بحلول نهاية العام.
وبعد اندلاع أول الحرائق السبت قرب ألكساندروبولي، انتشرت صور وتسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي قيل إنها لأجهزة بدائية تشعل الحرائق صنعها مهاجرون يعبرون الحدود مع تركيا.
"ربما يتلقون المال"تزداد المشاعر المناهضة للمهاجرين في المناطق الحدودية اليونانية حيث يتهم السكان طالبي اللجوء بالسرقة ويشيرون إلى أن القيادة المتهورة للمهربين تشكل خطرا كبيرا على السلامة المرورية.
وقال خريستوس باسخالاكيس الذي يقطن إيفروس لوكالة الأنباء الفرنسية "أنا مقتنع تماما بأن مهاجرين تسببوا بالحرائق".
وأضاف "إنهم يحرقوننا ويسرقون منا ويقتلوننا في حوادث مرورية".
بدوره، أفاد فانجيليس راليس (70 عاما) من داديا، وهي قرية قريبة من حديقة وطنية رئيسية احترقت العام الماضي "لا شك لدي في أن مهاجرين أشعلوا حريق الغابات.. أحرقوها العام الماضي وعادوا هذا العام لإتمام المهمة. ربما يتلقون المال مقابل القيام بذلك. يريدون تدميرنا".
"نحن في حالة حرب"أثارت القضية جدلا سياسيا هذا الأسبوع بعدما ضم زعيم حزب "الحل اليوناني" القومي كرياكوس فيلوبولوس صوته إلى من يهاجمون المهاجرين وأشاد بالرجل الذي يشتبه بأنه أوقف بسبب اعتقاله لهم.
كما دعا النائب من الحزب ذاته باري باباداكي السكان إلى "اتخاذ إجراءات" نظرا إلى أن المهاجرين "يعرقلون" الطيارين العاملين على إخماد الحرائق. وقال في منشور على فيس بوك "نحن في حالة حرب".
خلال الانتخابات الوطنية في حزيران/يونيو، حقق حزب فيلوبولوس وحزبان آخران من اليمين المتشدد أفضل نتائج لهم في شمال اليونان. وفي منطقة إيفروس، نال "الحل اليوناني" نحو تسعة في المئة من الأصوات.
19 مهاجرا من بين الـ20 شخصا الذين قضوا بسبب الحرائقيعتقد أن 19 من الأشخاص العشرين الذين قضوا في حرائق هذا الأسبوع كانوا من المهاجرين. وعُثر على 18 شخصا بينهم طفلان الثلاثاء قرب قرية تقع على بعد 38 كلم عن الحدود التركية. كما عُثر على مهاجر آخر ميتا في منطقة ليفكيمي القريبة من الحدود التركية قبل يوم على ذلك.
وتوقع قائد حرس الحدود في إيفروس فالانديس يالاماس لوكالة الأنباء الفرنسية أن يتم العثور على جثث مزيد من المهاجرين مع ازدياد عمليات العبور من تركيا في الأيام الأخيرة.
ودعت منظمة العفو الدولية اليونان الأربعاء إلى "إجلاء جميع العالقين في منطقة إيفروس وأولئك غير القادرين على التحرك بأمان بسبب الحرائق بشكل عاجل، وضمان قدرة اللاجئين والمهاجرين الذين دخلوا اليونان بشكل غير منظم على طلب اللجوء بحيث لا تتم إعادتهم قسرا وبشكل غير مشروع عند الحدود".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مجموعة بريكس ريبورتاج اليونان حرائق الهجرة غير الشرعية الإنترنت فی منطقة
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني فوز ترامب للمهاجرين في الولايات المتحدة؟
وعد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب بإجراء إصلاح شامل في سياسة الهجرة الأميركية إذا فاز في الانتخابات، وذلك بهدف توسيع التدابير الصارمة التي اتخذها خلال فترة ولايته الأولى.
ويعتزم ترامب بدء ترحيلات جماعية لملايين الأشخاص، وهو مشروع قد يشهد مداهمات واسعة في أماكن العمل واستعانة بالجيش الأميركي، مع تخصيص الموارد الفيدرالية لتوسيع الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وساعدت رؤية ترامب المتشددة للهجرة في تشكيل مسيرته السياسية منذ انطلاق حملته الرئاسية الأولى في عام 2015، وقد أثارت لغته حول هذا الموضوع مخاوف من أن تكون أجندته للهجرة مبنية على فكرة "نقاء عرقي متخيلة"، حسبما ذكرت مجلة "التايم" الأميركية.
وصرّح ترامب في خطاب له بديسمبر، أن المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة "يسممون دماء بلادنا".
وفي الشهر الماضي، قال ترامب إن المهاجرين غير الموثقين الذين يرتكبون جرائم قتل لديهم "جينات سيئة".
وأثارت مقترحات ترامب نقاشات حول الشرعية والأخلاق والتأثيرات الاجتماعية المحتملة لهذا القمع الواسع.
ويقول المنتقدون إن استراتيجيات ترامب قد تشكل تحديات أساسية لحقوق الإنسان والالتزامات الإنسانية، لكن حملة الرئيس السابق تسعى إلى استغلال السخط الشعبي المتزايد بشأن الهجرة وأمن الحدود، مقدمة خططها كرد ضروري على ما يسميه ترامب "أزمة وطنية".
الترحيلات الجماعية
يضع ترامب خططه لترحيل جماعي للمهاجرين غير الموثقين كجزء أساسي من فترة رئاسته الثانية المحتملة.
وقد أشار إلى طموحاته لتنفيذ ما يسميه "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا"، مما يعني جهودا تمتد لسنوات لطرد نحو 11 مليون شخص موجودين في البلاد دون تصريح قانوني.
وتهدف إدارته إلى الاستفادة من إجراءات الترحيل المعجل، التي تتيح الترحيلات السريعة دون جلسات استماع قانونية.
استخدام الجيش في الهجرة
يقترح ترامب استخدام الجيش لتنفيذ سياسات الهجرة، وهو تصعيد كبير في نهج الحكومة الفيدرالية تجاه المهاجرين غير الموثقين.
ويخطط لنشر القوات الفيدرالية للمساعدة في اعتقال المهاجرين على الحدود الجنوبية، وذلك عبر تفعيل "قانون الأجانب الأعداء" لعام 1798 و"قانون التمرد"، مما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية جدية حول دور الجيش في إنفاذ القانون الداخلي.
مداهمات في أماكن العمل
كذلك يخطط ترامب لتوسيع نطاق المداهمات في أماكن العمل كوسيلة لتحديد واعتقال المهاجرين غير الموثقين، وهو نهج عززه أيضا خلال ولايته الأولى.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة وضوح وإنفاذ قوانين الهجرة في الحياة اليومية، مستهدفة الصناعات التي توظف غالبا عمالة غير موثقة.
توسيع الجدار الحدودي
يعد بناء وتوسيع الجدار الحدودي جزءً أساسيا من أجندة ترامب للهجرة، وهو وعد يلقى صدى عميقا لدى مؤيديه.
ويبلغ طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك نحو 3218 كيلومترا.
وخلال ولايته الأولى، بنى ترامب أقل من 804 كيلومترا من الجدار، ومعظمها كان استبدالا للحواجز القديمة.
إعادة تفعيل سياسة "البقاء في المكسيك"
وعد ترامب بإعادة تطبيق سياسة "البقاء في المكسيك" التي كان قد طبقها خلال ولايته الأولى.
هذه السياسة، المعروفة رسميا باسم بروتوكولات حماية المهاجرين، كانت تجبر المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية ويطلبون اللجوء على العودة إلى المكسيك أثناء النظر في قضاياهم.
زيادة عدد وكلاء حرس الحدود
يخطط ترامب لتوظيف 10000 وكيل جديد لحرس الحدود.
إنهاء حق المواطنة بالولادة
يعد ترامب بإصدار أمر تنفيذي في يومه الأول في المنصب لإنهاء المبدأ الدستوري الذي يمنح الأطفال المولودين في الولايات المتحدة حق المواطنة.