كيف عاش البشر حينما انقلبت أقطاب الأرض قبل 41 ألف سنة؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
خلال تاريخها الطويل، شهدت الأرض ضعفًا ملحوظًا في مجالها المغناطيسي أكثر من مرة، بل ورصد العلماء انقلابات كاملة لمغناطيسية الأرض.
ولا يعني ذلك انقلاب الأرض نفسها، لكن انقلاب أقطابها المغناطيسية فقط، ويعني ذلك أن البوصلة لو كانت موجودة وقتها، فإنها ستتجه للجنوب بدلا من الشمال.
أقرب هذه الأحداث لنا زمنيا يسمى "انحراف لاشامب"، حيث ضعف المجال المغناطيسي وانقلب بشكل غير مستقر (لكنه غير كامل) ثم عاد إلى وضعه الطبيعي.
استمر الأمر لحوالي ألف سنة فقط، وكان أقصى ضعف للمجال المغناطيسي خلاله لمدة 250 سنة تقريبًا، وخلال الذروة، انخفضت شدة الحقل المغناطيسي بنسبة حوالي 90% عن مستواها الطبيعي. بمعنى أوضح، كانت الأرض تقريبا دون درع يحميها.
جعل ذلك الأرض أكثر عرضة للإشعاعات الكونية والشمسية، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما شكل تحديات للحياة على الكوكب، حيث يمكن أن يؤدي هذا الإشعاع إلى مشاكل صحية، بما في ذلك تلف الجلد وزيادة معدلات الطفرات.
تشير دراسة حديثة من جامعة ميشيغان، نُشرت في مجلة ساينس أدفانسز، إلى أن البشر طور إستراتيجيات تكيفية للتخفيف من هذه التحديات، والتي ربما ساهمت في بقائهم، وتراجع أعداد إنسان النياندرتال.
إعلانوبحسب الدراسة، وضع البشر المغرة على بشراتهم، وهي صبغة طينية طبيعية غنية بأكسيد الحديد، وتشير الدراسات التجريبية إلى أن المغرة قادرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وتعمل كواقٍ شمسي بدائي، وبالتالي فقد وفرت هذه الممارسة الحماية من التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية.
إلى جانب ذلك، تشير الأدلة إلى أن الإنسان العاقل أنتج ملابس مُفصّلة باستخدام أدوات مثل الإبر والمخرز، وقد وفرت هذه الملابس حماية أفضل من العوامل البيئية، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية.
وفي تلك الفترة، شهد استخدام الكهوف كمأوى ارتفاعًا ملحوظًا، إذ وفرت الحماية من الإشعاع وظروف الطقس القاسية.
في هذا السياق، افتقر إنسان نياندرتال، الذي تعايش مع الإنسان العاقل خلال هذه الفترة، إلى أدلة على سلوكيات تكيفية مماثلة، ويعقد الباحثون أن ذلك جعلهم أكثر عرضة للتحديات البيئية في ذلك الوقت، وربما تسبب ذلك في تراجع أعداد إنسان النياندرتال.
هل يمكن أن نشهد انحراف لاشامب جديدا؟انعكس المجال المغناطيسي للأرض مرات عديدة عبر تاريخه بمعدل وصل إلى مرة كل 200 ألف إلى 300 ألف عام تقريبًا، لكن رغم ذلك كانت هناك انقلابات أبعد زمنيا، وحدث آخر انقلاب كامل ومستقر منذ حوالي 780 ألف عام.
يقترح فريق من العلماء أننا قد نكون على موعد مع انقلاب آخر قريب نسبيا، حيث ضعف المجال المغناطيسي للأرض تدريجيًا على مدار الـ150 عامًا الماضية، خاصةً فوق منطقة تُسمى شذوذ جنوب الأطلسي، حيث تتعرض الأقمار الصناعية لمزيد من الإشعاع، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الانقلاب وشيك.
وفي كل الأحوال، فإن الانقلابات المغناطيسية عمليات بطيئة تستغرق عادةً آلاف السنين، حيث لا ينقلب المجال المغناطيسي بين عشية وضحاها، بل يضعف، ويتحرك، ثم يُعيد توجيهه.
إذا حدث ذلك فقد يؤدي ضعف المجال المغناطيسي إلى وصول المزيد من الإشعاع الشمسي والكوني إلى السطح، وخاصة في المناطق القطبية والاستوائية، وقد يؤثر هذا على الأجهزة الإلكترونية والأقمار الصناعية، وقد تتعطل شبكات الكهرباء، ونظام تحديد المواقع العالمي.
إعلانلكن في هذا السياق لا يُتوقع حدوث انقراضات جماعية، حيث لا يوجد دليل على أن الانعكاسات المغناطيسية تسببت في انقراضات جماعية في الماضي.
ومثلما فعلت في الماضي، فمن المرجح أن تتكيف الحياة على الأرض، بما في ذلك البشر، مع هذا الوضع، خاصة مع التكنولوجيا الحديثة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأشعة فوق البنفسجیة المجال المغناطیسی بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
أول إصابة بشرية بدودة آكلة لحوم البشر في المكسيك
أٌصيبت امرأة تبلغ من العمر 77 عاماً من بلدية أكاكوياغوا في ولاية تشياباس الجنوبية المكسيكة بدودة آكلة لحوم البشر, وأوضحت السلطات أن حالتها مستقرة وتتلقى العلاج بالمضادات الحيوية.
فـالمييازيس(النغف): هو مرض طفيلي يحدث عندما تهاجم يرقات الذباب الجروح المفتوحة، حيث تتغذى على الأنسجة الحية.ما هو داء النغف؟على الرغم من اسمها، فإن دودة اللولب الأمريكية الجديدة ليست دودة على الإطلاق، بل هي نوع من الذباب الطفيلي، بحسب موقع Medical xprese.
تضع أنثى ذبابة دودة اللولب بيضها في الجروح المفتوحة أو الخدوش أو لدغات الحشرات على البشر والحيوانات وتتغذى اليرقات عند فقس البيض على الأنسجة الحية، ما قد يؤدي إلى حدوث جروح خطرة، التهابات، وفي بعض الحالات الموت إذا لم يتم العلاج بشكل مناسب.
أكدت وزارة الصحة في نيكاراغوا أن 30 شخصاً قد أصيبوا بالدودة اللولبية الجديدة مطلع عام 2025.
اذ تم القضاء على الطفيلي بكلفة كبيرة في الستينيات ثم جرى استكمال الجهود في التسعينات بعد ظهوره مجدداً, وعاد المرض إلى دول المنطقة بين الحيوانات في عام 2024، ما أدى إلى أسوأ تفشٍ في عقود.
وقد أثار هذا مخاوف جدية بالنسبة لصناعة الثروة الحيوانية في المنطقة وكذلك بالنسبة للصحة العامة، حيث تزايد عدد الحالات المؤكدة في البشر.
فيما سجلت كوستاريكا 28 حالة على الأقل بين البشر ووفاة اثنين, وفي نيكاراغوا، قال وزير الصحة: إن الحالات لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كامل، وتتطلب حالتان من بين الـ 30 حالة المسجلة علاجاً طبياً حرجاً.
وأكد ريكاردو سوماريبا، مدير معهد حماية وصحة الزراعة في نيكاراغوا: «إذا لم تتم إزالة تلك الديدان، كانت ستدمر دماغهم».
وتشمل الأعراض:•تقيح الجروح
•ظهور صديد
•رائحة متعفنة للجرح
•الدوخة والدوار
•الحمى
لا توجد لقاحات أو أدوية تمنع الإصابة، حتى الآن، لكن هناك بعد النصائح التي يمكنها الحد من انتشار المرض وهي كالأتي:
•تغطية الجروح أو الخدوش بضمادات نظيفة وجافة.
•استخدام مبيدات الحشرات في المناطق الزراعية، خاصة على الجلد المكشوف.
•ارتداء قمصان طويلة وبنطلونات طويلة في المناطق الريفية أو الأماكن التي تحتوي على نباتات وأشجار.
•تجنب الاتصال الوثيق مع الحيوانات الضالة أو الماشية.
•استشارة عيادة صحية قبل السفر.
شهدت كندا مؤخراً زيادة في عدد الحالات المرتبطة بالسفر لمناطق تشهد ظهور الطفيلي آكل اللحم دودة اللولب الأمريكية الجديدة.
دفع ذلك خبراء الصحة إلى التحذير من خطر الإصابة، خاصة بين المسافرين إلى المناطق التي تشهد تفشياً للطفيلي مثل كوبا، جمهورية الدومينيكان، كوستاريكا، والمكسيك، بحسب موقع The weather network.
•السفر إلى المناطق المتأثرة (مثل كوستاريكا، نيكاراغوا، أو المكسيك).
•وجود جروح أو خدوش مفتوحة
•التعرض للحيوانات المصابة بالطفيلي مثل الماشية أو الحياة البرية.
للمزيد من اهم الأخبار:
العد التنازلي للضربة الإيرانية الإسرائيلية قد بدأ | البوابة
كلمات دالة:وباءكارثة صحيةآكل اللحمالمكسيكصحةطفيلياتوقاية© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن