الجيش الليبي يطلق عملية عسكرية لتأمين الحدود الجنوبية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أطلق الجيش الوطني الليبي، الجمعة، عملية عسكرية موسعة لتأمين الحدود الجنوبية، وبسط السيطرة وسط ما تمر به دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي من "من توترات سياسية وأمنية واسعة طيلة الأشهر الماضية"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري.
وتأتي العملية مع زيادة الاضطرابات على الحدود في الأيام الأخيرة بين ليبيا وتشاد، مع تجدد المعارك بين الجماعات الإرهابية والمتمردة التشادية، التي تتواجد في قواعد بجنوب ليبيا، وبين الجيش التشادي، إضافة للمعارك الجارية في السودان، واحتمال تعرض النيجر لتدخل عسكري إقليمي.
بيان الجيش
وجاء في بيان للجيش بشأن دوافع وأهداف العملية العسكرية:
التوترات في الدول جنوب الصحراء والساحل (بعضها على الحدود مع ليبيا) أدت إلى هشاشة الوضع في تلك الدول، وضعف قدرتها على التحكم والسيطرة على حدودها البرية. هذا ساعد في تحرك خلايا من الجماعات الارهابية والاجرامية بشكل واضح. تستند عملية تأمين الحدود على تقارير ومعلومات متواترة لغرف القيادة والمعلومات لدينا من نقاط السيطرة والمراقبة، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية والأمنية الدقيقة والواسعة، بخصوص الوضع في الجنوب. الجيش لن يسمح بأن تكون ليبيا منطلقا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديدا لجيرانها، أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية. التأكيد الشديد على المحافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة والشقيقة والجارة ومشاكلها السياسية. تشارك نخبة القوات برا وجوا في العملية التي لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها. العملية تستهدف حماية البلاد والشعب ومقدراته الاقتصادية والتنموية، والحفاظ على حالة الاستقرار والأمن في الجنوب الليبي كافة.ضبط الحدود مع تشاد
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش قصف سلاح الجو تجمعات المعارضة التشادية جنوب البلاد، فيما جرى إنزال جوي لفرقة مظلات قرب جبال كلنجا القريبة من الحدود التشادية.
وصل آمر قوة عمليات الجنوب، اللواء المبروك سحبان، وآمر اللواء 128، معزز العميد حسن الزادمة، إلى غرفة عمليات القوات البرية في الجنوب لمتابعة سير العملية، وفق المسؤول الإعلامي بالجيش عقيلة الصابر.
وأضاف أنه وصلت التعزيزات العسكرية إلى الحدود الجنوبية وتحديدا مع تشاد؛ استعدادا لتنفيذ مهمات موسعة تباعا لتطهير المنطقة من العصابات المسلحة، ولضبط الأمن وتأمين الحدود ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وفي 10 أغسطس الجاري، توغل متمردون تشاديون قادمون من الأراضي الليبية في تشاد، وهاجموا مركزا صغيرا لخبراء إزالة الألغام، وفق إعلان السلطات هناك، ودارت مواجهات انتهت بسيطرة الجيش التشادي على معدات حربية للمهاجمين.
ويسعى الجيش الليبي إلى ضبط الحدود بالتعاون مع نظيره التشادي، والتصدي لأنشطة المعارضة التشادية التي تتخذ من الجنوب الليبي قاعدة لتنفيذ هجماتها؛ استغلالا للفوضى التي تعيشها ليبيا منذ 2011، وفق مصادر "سكاي نيوز عربية"، ومنها حركة "فاكت" التي أعلنت مؤخرا عودتها للعمل العسكري ضد تشاد.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، قد ذهب إلى شمال البلاد، قرب الحدود مع ليبيا، هذا الأسبوع؛ لمتابعة جهود الجيش التشادي في تتبع ومطاردة الجماعات المتمردة والإرهابية، بما فيها التي تتخذ من ليبيا معاقل لها.
وتزامن إعلانالجيش الليبي عن عملية تأمين الحدود، مع انطلاق جهود أمنية موسعة استهدفت منطقة "أم الأرانب" جنوب غرب البلاد، وفق ما كشفته شعبة الإعلام الحربي، حيث جرى مداهمة عدة منازل استولى عليها مهربون ومتورطون في نشاطات الجريمة المنظمة، وسيجري تسليم تلك المنازل للمواطنين الذين اضطروا إلى هجرها السنوات الماضية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ليبيا وتشاد المعارضة التشادية تشاد الجيش الليبي ليبيا وتشاد الجيش الليبي المعارضة التشادية ليبيا وتشاد المعارضة التشادية تشاد الجيش الليبي ملف ليبيا
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الميليشيات والتهديدات الإرهابية في ليبيا تتطلب مراقبة دقيقة
ليبيا – خبير مصري: التحركات في غرب ليبيا تهدد الاستقرار الإقليمي وحدود مصر
تحركات غريبة في الغرب الليبيأكد اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن هناك تحركات غريبة تحدث في غرب ليبيا، مشيراً إلى أن الميليشيات المسلحة في المنطقة تعمل وفق أجندات مختلفة، بعضها مدعوم من دول خارجية، ما يؤدي إلى نزاعات متكررة تزيد من حالة عدم الاستقرار.
وأوضح رفعت في تصريحات خاصة لموقع “العربية.نت“، أن هناك تقارير تشير إلى وجود خلايا نائمة لتنظيم “داعش” في جنوب وغرب ليبيا تسعى إلى استقطاب مقاتلين أجانب، خاصة من الدول المجاورة، لشن عمليات في المنطقة.
خطر الميليشيات على استقرار المنطقةوأضاف رفعت أنه في حال انهيار السيطرة الحكومية في غرب ليبيا، فقد تنشأ مناطق خاضعة للميليشيات المسلحة، ما يوفر ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية مثل “داعش” والقاعدة. وحذر من أن عدم الاستقرار في الغرب قد يمتد إلى شرق ليبيا، مما يهدد الحدود المصرية بشكل مباشر ويتيح فرصة لمرور عناصر إرهابية إلى مصر عبر الصحراء الغربية.
وأشار إلى أن استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا قد يحول البلاد إلى مركز لتهريب الأسلحة لدول الجوار، بما في ذلك مصر.
الدور المصري في مواجهة التهديداتوفيما يخص الدور المصري، أشار رفعت إلى أن القاهرة تلعب دوراً محورياً في دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية، من خلال استضافة العديد من الاجتماعات بين الأطراف الليبية، بهدف تحقيق الاستقرار دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
وأعاد اللواء التذكير بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2020 أن سرت-الجفرة خط أحمر للأمن القومي المصري. وأكد استعداد مصر للتدخل عسكرياً إذا تجاوزت الميليشيات هذا الخط أو تهددت أمن الحدود.
مراقبة الحدود والتنسيق الإقليميوأضاف رفعت أن القوات المسلحة المصرية تراقب الحدود الغربية باستخدام تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة والرادارات، مع تكثيف الدوريات البرية والجوية. كما أشار إلى استمرار التنسيق الإقليمي مع تونس والجزائر لمنع تفاقم الأزمة.
خط سرت-الجفرة والتقارب المصري-التركيوحول موقف مصر إذا تجاوزت الميليشيات خط سرت-الجفرة، أوضح رفعت أن هذا السيناريو مستبعد حالياً في ظل التقارب المصري-التركي. وأشار إلى أن هذا التقارب قد يساهم في تعزيز فرص الحل السياسي في ليبيا، خاصة إذا تم تنسيق المواقف بين الدولتين لدعم الانتخابات العامة أو مبادرات السلام الشاملة.