صرخة في وجه الصمت.. غزة تنزف واليمن يُقصف والأمة في سبات عميق
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
تئن الأرض العربية وجعًا، وتختلط فيها أصوات القصف بأنّات الجرحى وصرخات الثكالى. غزة، تلك البقعة الصامدة في وجه الظلم، تُذبح كل يوم بآلة القتل الصهيونية، دمها يسيل مدرارًا على مرأى ومسمع من عالم أصم.. واليمن، المثخن بالجراح، يُدكُّ بالقنابل الأمريكية في وضح النهار، شعبه يُقتل جوعًا وقصفًا، وحرمة دمائه تُنتهك بلا رادع وكل هذا ثمناً لموقفه المشرف والمتميز مع الشعب الفلسطيني في غزة.
أيها الأحرار في كل مكان، أما آن لهذا الصمت المطبق أن ينكسر؟ أما آن لغضبنا أن يتفجر بركانًا يُزلزل عروش الظالمين؟ أما آن لرجال العروبة الشرفاء أن ينتفضوا نصرةً للحق ودفاعًا عن المقدسات؟.
في غزة، تتصاعد ألسنة اللهب وتتهاوى الأبنية على رؤوس ساكنيها. أطفال أبرياء يرتجفون رعبًا تحت وطأة القصف، وشباب يسطرون بدمائهم الزكية أروع قصص البطولة والصمود. أمهات فقدن فلذات أكبادهن يذرفن دموعًا حارقة، وآباء كسرت ظهورهم فجائع الأيام. كيف لنا أن نقلب صفحات الأخبار ونشاهد هذه المأساة الإنسانية تتكرر يومًا بعد يوم دون أن تهتز ضمائرنا؟ أما سمعنا صرخات الاستغاثة التي تخترق أسوار الحصار؟ أما رأينا الأجساد الطاهرة تُحمل على الأكتاف مودعةً دنيا لم تعد تعرف إلا القتل والدمار؟ أين ذهبت نخوة العروبة؟ أين ذهبت قيم الإنسانية التي طالما تغنينا بها؟.
وفي اليمن، تتواصل فصول المأساة بصمت دولي مخزٍ. قنابل الموت الأمريكية تحصد أرواح الأبرياء، وحصار جائر يفتك بالأطفال والشيوخ. شعب عريق يواجه الموت جوعًا وقصفًا، يُقتل ببطء أمام أعين العالم الذي يدعي الحرص على حقوق الإنسان. أي ذنب اقترفه هؤلاء الأبرياء ليستحقوا هذا العذاب المضاعف؟ أين أنتم يا من تتشدقون بالعدل والسلام؟ أما ترون صور الأطفال الهزالى الذين تحولت أجسادهم إلى هياكل عظمية؟ أما تسمعون أنين الأمهات اللاتي فقدن القدرة على إطعام أطفالهن؟.
أما أنتم يا خونة الداخل، يا من ارتضيتم لأنفسكم دور العبيد للأعداء، يا من بعتم ضمائركم وأوطانكم بأبخس الأثمان، فاعلموا أن التاريخ لن يرحمكم.. لقد دللتم الغزاة على شعبكم، وتآمرتم على إخوتكم، وخنتم الأمانة التي حملتموها. ستلاحقكم لعنة الشهداء وصرخات الأيامى والثكالى. وحين تشرق شمس النصر قريبًا بإذن الله، ستكونون أول من سيحاسب على جرائمكم النكراء.
أما أنتم أيها الصهاينة الأنذال ومن معكم من المتصهينين العرب وأدوات الاستعمار، فمهما طال جبروتكم ومهما بلغ عدوانكم ذروته، فإن هذه الأرض لن تكون لكم. عروش الظلم لا تدوم، والسلاح مهما بلغت قوته لن يكسر إرادة شعب أبيّ. غزة عصية على الانكسار، واليمن شامخ في وجه التحديات، وكل أرض عربية فيها حر واحد يرفض الذل والهوان ستنتفض في وجهكم.
فلينهض الأحرار في كل مكان، لترتفع أصواتنا مدوية بالغضب في وجه هذا الظلم المستشري. ليكن صوتنا زلزالًا يهز أركان الطغاة ونارًا تحرق وجوه الخونة. لنعلنها صرخة مدوية: كفى للقتل، كفى للدمار، كفى للصمت المخزي! غزة واليمن ليستا وحدهما، والأمة العربية لن تموت.. فجر الحرية قادم لا محالة، وسينتصر الحق مهما طال ليل الظلم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط : التصعيد بالتصعيد.. واليمن في خندق واحد مع غزة حتى النصر
يمانيون../
في لحظة مفصلية من عمر العدوان على اليمن، وأمام تعقيدات إقليمية متشابكة، خرج الرئيس مهدي المشاط بخطاب استثنائي عقب ترؤسه اجتماعًا طارئًا لمجلس الدفاع الوطني، ليعلن بوضوح أن اليمن دخل مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها: “التصعيد بالتصعيد”، وأن ما بعد استهداف ميناء رأس عيسى، ليس كما قبله.
أكد الرئيس المشاط أن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأمريكية على الأراضي اليمنية، لم تعد تُواجَه بسياسات التهدئة المؤقتة أو الرسائل الدبلوماسية، بل بمنهجية ردع شامل يفتح الباب أمام جميع الخيارات. مشددًا على أن زمن اختبار الصبر اليمني قد ولّى، وأن الولايات المتحدة باتت الآن في مرمى الحساب، وكل تصعيد سيقابَل بتصعيد مماثل، وربما أكثر إيلامًا.
لم يكن ذلك مجرّد تصريح عابر، بل إعلان مبدئي عن تحوّل استراتيجي في قواعد الاشتباك، يُدخل اليمن في قلب معادلة إقليمية مفتوحة، تبدأ من ميناء رأس عيسى، ولا تنتهي عند شواطئ غزة.
الرئيس المشاط ربط بوضوح بين ما يحدث في اليمن، وما يجري على أرض فلسطين، معتبرًا أن العدوان الأمريكي والصهيوني على اليمن وغزة هو وجهان لعملة واحدة، مشروعٌ استكباري واحد يسعى لإخضاع الشعوب الحرة، من البحر الأحمر حتى الخليج، من صعدة إلى رفح.
هذا الربط، كما يراه مراقبون، لم يكن رمزيًا فقط، بل يعكس تحالفًا ميدانيًا وأخلاقيًا يتشكل، يُعيد تموضع صنعاء كجزء فاعل في محور المقاومة، ويجعل من الرد اليمني على العدوان الأمريكي والصهيوني جزءًا من معركة تحرير الأمة الكبرى، لا مجرد معركة دفاع عن الذات.
في خطابه، أوحى الرئيس المشاط بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك زمام المبادرة، وأن الترسانة العسكرية تتطور على نحو متسارع، دون الحاجة لاستعراضها في العلن. وأكد أن اليمن لم يكشف عن كل أوراقه، وأن القادم يحمل مفاجآت ميدانية قد تعيد رسم خريطة الاشتباك في البحر الأحمر ومحيطه.
وإلى جانب الجبهة العسكرية، شدّد الرئيس على تماسك الجبهة الداخلية، معتبرًا أن المواجهة هي أيضًا إعلامية، وأمنية، واقتصادية، وشعبية، يحكمها وعي جمعي والتفاف واسع خلف القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
تميز الخطاب بنبرة سيادية عالية، خلت من أي مناشدات أو رسائل للتهدئة، وجاء بلغة القرار لا الرجاء، وبخطاب من موقع قوة، لا من موقع ضعف أو استجداء. كان موقفًا وطنيًا صلبًا يؤكد أن اليمن لا يُساوِم على كرامته، ولا يخضع للإملاءات، مهما بلغت الضغوط.
يرى المراقبون أن خطاب المشاط وضع النقاط على الحروف، وافتتح رسميًا مرحلة جديدة من المواجهة تتسم بالندية، والرد الحازم، وربما ما هو أبعد من ذلك. فالخطاب لم يكن موقفًا عابرًا، بل خارطة طريق استراتيجية تُحوّل كل غارة أمريكية إلى دافع لرد مضاعف، وتُرسّخ أن معركة اليمن لم تعد محلية، بل باتت معركة أمة تبحث عن كرامتها.
اختتم الرئيس المشاط رسائله بجملة تختصر كل شيء: “من ميناء رأس عيسى إلى شوارع غزة.. دمٌ واحد، وسلاح واحد، ومعركة واحدة ضد طغيان واحد”. في هذه العبارة يقرأ اليمنيون ملامح المرحلة القادمة، حيث لا هدنة مع المحتل، ولا سلام مع المعتدي، بل مقاومة متصاعدة حتى النصر.