اليمنيون للمجرم نتنياهو: ردُّنا قادم ولا أمانَ لكم
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
يمانيون../
من بينِ الرُّكامِ الذي خلَّفه القصفُ الأمريكي الصهيوني المشترَك، ينبري صوتُ اليمن الذي لا يُقهَرُ، في مشهدٍ تاريخي جديدٍ يعيد رسمَ معادلات القوة، ويكتُبُ فصلًا جديدًا من فصول الصراع مع هذا الكيان.
جاء صوت اليمن من أعماق الحصار، ومن تحت نيران القصف، ليرتفعَ مجدّدًا نصرةً لفلسطين، مناديًا “غزة ليست وحدَها”، وهذا ليس شعارًا عابرًا؛ بل عهدُ جهاد وإسناد يُترجَمُ اليوم إلى صواريخٍ باليستية ومُسيّراتٍ هجومية تضرِبُ العُمقَ الصهيوني وداعميه، ردعًا وتأديبًا، من البحر إلى البحر.
نتنياهو يعترف ويتهدّد.. والرسائلُ تنعكس:
مجرم الحرب نتنياهو، لم يُخفِ رُعْبَه من الضربات اليمنية الأخيرة، كما كان في الأولى؛ فظهرَ أمس خارجًا عن طورِه ليعترفَ صراحةً: “هؤلاء الحوثيون الذين تلقوا ضرباتٍ موجعةً منَّا ومن حلفائنا الأمريكيين”، مؤكّـدًا أن “يافا التي يتفاخر الحوثيون بضربها ليست محتلّة”، مهدّدًا: “سنَرُدُّ على هجماتهم”، حَــدَّ تعبيره.
في هذا الإطار؛ يرى خبراءُ ومحلِّلون استراتيجيون، أنَّ هذا الاعترافُ ومن أعلى سلطة القرار الصهيوني، يؤكّـدُ فاعليةَ الجبهة اليمنية، ويكشفُ عن تأثيراتها على كيان الاحتلال منذ اليوم الأول لانخراطها في معركة طوفان الأقصى، ويُفصِحُ عن تبعاتها وتداعياتها الموجعة في خاصِرة النسيج الاجتماعي والوعي الجَمْعي للكيان الصهيوني الرخو.
نتنياهو وبتصريحه الجماهيري الذي تناقلته معظمُ وسائل الإعلام العالمية -بحسب مراقبين- يرد صراحةً وبكل حقدٍ على السيد القائد وعلى ناطق القوات المسلحة، وعلى كُـلّ اليمنيين الأحرار، الذين دائمًا ما يذكرون اسمَ “يافا” كبديلٍ عما يُعرَفُ صهيونيًّا “تل أبيب”، ليقول: إن “يافا ليست محتلّة”، بل ويسرُدُ أدلتَه من الكتب اليهودية المحرَّفة التي تزعُمُ ملكيتَهم لهذه البلدة الفلسطينية.
هذه الزلة التي وقع بها نتنياهو -حدَّ المراقبين- ما كانت أن تأتيَ لولا دفعُ اليمنيون له، بتمسكهم بالتسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية، ومن خلال توجيه كُـلّ خطاباتهم وبياناتهم المرسِّخة لوجوديةِ “يافا”، صار هو من يؤكّـد وجودَها، رغم أنها شُطِبت من كُـلّ الوثائق والخرائط الصهيونية المتعلقة بها، بعد أن تم دمجُها ضمن ما يُعرَفُ باسم “تل أبيب” الكبرى.
بهذا الاعتراف يُقِرُّ العدوُّ الصهيوني بأن صنعاء لم تعد فاعلًا عسكريًّا يُربِكُ منظوماتِه الدفاعيةَ ويهدّد عمقه الاستراتيجي فقط؛ بل أصبحت صوتًا ثوريًّا واعيًا، ينسفُ تاريخَه الوجودي المزيَّف، ويهدّد عمقَ الوعي الصهيوني المبني على الخرافة والأباطيل.
سجل العدوان الصهيوني على اليمن: “من يضرب.. سيتلقى الرد”
لم تكن تصريحاتُ نتنياهو واعترافاته بالمشاركة بالعدوان على اليمن، إلا استكمالًا لعدوانٍ غادر وجبان مضى؛ فطائراتُ كيان العدوّ الإسرائيلي نفَّذت غاراتٍ جويةً على الأراضي اليمنية في يوليو 2024م، قصفت فيه مواقعَ مدنيةً قربَ ميناء الحديدة ضمن ما أسماها “عملية الذراع الطويلة”.
وفي سبتمبر من نفس العام، شن العدوّ الصهيوني هجماتٍ مكثّـفةً على ميناء “رأس عيسى” أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، وفي الـ 18 من إبريل اعترف العدوّ الأمريكي بشن عدوانٍ استهدف فيه ميناء “رأس عيسى”، وباعتراف نتنياهو الأخير، يثبت تورُّطَه المباشر في هذه الجريمة.
جرائمُ تكشفُ مدى الفشل العسكري للعدو الصهيوني وداعمه الأمريكي، وأن إجرامَهما لن يزيد اليمنيين إلا عنفوانًا وصلابة؛ فاليمن لم ولن يتراجع، بل أعلنها بوضوح: “قصفٌ يُقابَل بقصف، وعدوان يُقابَل بردٍّ مزلزل”.
في السياق، يؤكّـد مراقبون أن استهدافَ اليمن من قبَل الاحتلال، تحت الغطاء الأمريكي وغيره من الحلفاء، يأتي كون اليمن بات قلبَ جبهة المقاومة المتجددة، والتي كسرت حدود الجغرافيا لتصل إلى العمق المحتلّ، وصواريخ صنعاء أربكت الكيان، وكسرت هالةَ “القُبة الحديدية”.
ويلفت مراقبون إلى أن كُـلَّ طلقة يمنية نحو فلسطين المحتلّة، تعني وحدة الساحات، وولادة محور جهادي مقاوم عربي شعبي، لا تتحكم به العواصمُ المنبطحة، بل تحَرّكه العقيدة الأصيلة والقضية العادلة المحقة.
التصعيدُ بالتحدي.. والردُّ بالمواجهة:
وبعد كُـلِّ تصعيدٍ للعدو وبعد كُـلّ اعتداء، يأتي صوتُ اليمن المجاهد الحر المقاوم، صوت شعبٍ لم يُنْسِهِ الحصارُ جراحَ إخوانه، ولم تُفقِدْه المجازرُ بُوصلتَه، بل يعمل على استراتيجية تعلي من شأن القضية الفلسطينية عالميًّا؛ إذ إن تحريرَها يتطلب تضامُنًا يتجاوز كُـلّ الانتماءات القومية والمذهبية والطائفية ويعلو على كُـلِّ الجراح.
وبات كيان الاحتلال الصهيوني اليوم أمام خيارَين لا ثالث لهما: إما أن يستمرَّ في غيه وعدوانه ويحصدَ المزيدَ من الفشل والرد الموجع، أَو أن يتراجعَ أمام جبهةٍ لم تعد تأبَهُ للتهديد أَو الوعيد.
وجاءت رسالةُ اليمن، الذي صمد في وجه تحالف أكثر من 17 دولة، ولمدة السنوات العشر الماضية، لا يخشى صاروخًا صهيونيًّا ولا وعيد نتنياهو وتهديد ترامب.
وغدًا.. سيكون الردُّ أقسى؛ لأَنَّ في اليمن مَن يؤمنُ أن تحريرَ القدس والأقصى، يبدأ من سهولها وجبالها وسواحلها، ومن صنعاء حتى يافا، الطريق واحد، والعدوّ واحد، وبُوصلةُ الأحرار لن تتغيَّرَ أَو تتبدل، والنصرُ قادم بإذن الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من ميدان السبعين إلى ضفاف يافا المحتلّة.. اليمن يحسمُ خياراتِه
يمانيون ـ عبدالقوي السباعي
هُنا صنعاء.. من الميدانِ إلى الميدان، من صواريخ “ذي الفقار وفلسطين2″، إلى هدير الجماهير في كُـلّ الساحات وميدان السبعين، ومن دماء الشهداء في غزة وفلسطين، إلى أعمدة الدخان في البحرَينِ الأحمر والعربي.
أطلّ علينا، أمس الجمعةُ، لا من زاوية خبرٍ عاجل، بل من قلب معادلةٍ كُتبت بدموع الأُمهات ودماء الأطفال وصبر الشعوب وإرادَة المجاهدين.
تحدث اليمن بلغة النار، وأجاب على الإبادة بلغة الردع؛ مِن أجلِ غزة، ومن أجل كرامة الأُمَّــة، فاستعد الجميع لسماع الحقيقة، كما كُتبت في دفاتر النيران، وارتفعت في رايات الملايين.
في مشهدٍ تتقاطع فيه المعادلاتُ العسكرية بالرسائل السياسية، أطلّ الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “سريع” من ميدان السبعين، لا ليُخبر عن عمليةٍ اعتيادية، بل ليكتب فصلًا جديدًا من المواجهة المفتوحة، والتي اتخذت من غزة بُوصلتَها، ومن دماء شهدائها وقودَها.
بصاروخٍ باليستيّ من نوع “ذي الفقار”، امتدت يد اليمن الطولى إلى محيط مطار “بن غوريون” في “يافا” المحتلّة، لتثبت أن خارطة الاشتباك لم تعد محصورة بالحدود الجغرافية، بل باتت خارطة عقيدةٍ وموقف؛ إذ لم تكن الضربة مُجَـرّد ردّ، بل إعلانٌ أكيدٌ أن صنعاء داخل معركة غزة بصفتها طرفًا فاعلًا، لا داعمًا من بعيدٍ فحسب.
الأكثر رمزية في البيان، لم يكن في اسم الصاروخ (السيف الحيدري)، ولا في موقع الضربة (الباب الخيبري)، بل في تزامنها مع عمليةٍ مزدوجة استهدفت حاملتَي الطائرات الأمريكيتَين “ترومان” و”فينسون”، في البحرَين الأحمر والعربي.
في توقيتٍ مدروس، وبسلاحٍ متنوع من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة، أرادت قواتنا المسلحة أن تضع المعادلة على الطاولة: من يهاجم صنعاء سيدفع الثمن، ومن يصعّد سيدفع أكثر.
وعلى الأرض اليمنية أَيْـضًا، كانت الدفاعات الجوية تُسقِطُ طائرةً أمريكيةً من “طراز MQ-9″، هي الخامسة خلال ثلاثة أسابيع فقط.
وفي كُـلّ مرة تُسقط فيها دفاعاتنا الجوية هذا النوع من الطائرات المتطورة، توصل رسالة مزدوجة: “سيادتنا خط أحمر، والتفوق الأمريكي ليس قدريًّا”.
يتجاوز بيانُ الجمعة، في مضمونه مُجَـرّدَ كونه عرضَ عمليات عسكرية، إنه إعلان استراتيجي واضح: “اليمن في قلب معركة طوفان الأقصى، والعدوان على اليمن لن يمر دون رد”.
أما الرسائل الأعمق، فموجهة إلى عواصم العدُوَّين الأمريكي والصهيوني معًا، للصهاينة: “لا تحلموا بهدوءٍ خلف خطوط ما قبل غزة؛ فكل نقطة احتلال تحت مرمى النار”، وللأمريكيين: “لا تجرَّبوا ما جُرِّبَ سابقًا؛ فالحاملاتُ التي هربت، لن تكونَ أفضلَ حالًا من تلك التي جاءت”.
المرحلةُ الخامسة من معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، هي عنوانُ المرحلة المقبلة، وهي ليست فقط مرحلة عسكرية، بل نفسية، تهدفُ أن تُحدِثَ أثرًا في الوعي الجمعي العربي والإسلامي، أن ثمة مَن قرّر ألا يتراجَعَ، وأن حسابات الردع لم تعد حكرًا على قوى التحالف الغربي.
رسائلُ متعددة من ميدان السبعين إلى مرافئ البحر الأحمر، من صعدة إلى يافا، ومن صنعاء إلى قلب غزة.. هُنا أُمَّـة لا تستسلم.. هُنا إرادَة لا تنكسر، وجراحٌ لا تبكي.. بل تُقاتِل.
لقد حَسِبَ العدوّ أنه يحاصرُ غزة؛ فإذا به يُحاصَر أمام الشعوب، لقد ظن أن اليمن سيتراجع، فإذا باليمن يتقدّم إلى الأمام بخطواتٍ مهما كان الثمن، ويخطُّ بدمه ودموعه، خارطةَ شرفٍ لا تنحني.
في معادلةٍ مفادُها: مَن كان مع فلسطين حقًا.. فليكن كاليمن؛ في الميدان، في البيان، في السماء، وفي الشارع، “ثابتون مع غزة”.. ليست شعارًا نردّده، بل عهدٌ نَفِيَ به، ومعركة ننتصر فيها، بإذن الله.. والله أكبر.. والنصر لليمن وفلسطين، والعارُ لكل الخونة والمتواطئين.