الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا
محمد الحسن محمد نور
الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤ اللحظة التي انكشف فيها كل شيء.
في الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤، وبعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وغداة التقاط إسرائيل أنفاسها، خرجت علينا فجأةً – دون سابق إنذار – قوات “قسد” (الامتداد المُموَّه لما كان يُعرف بجبهة النصرة)، وهي تجتاح بقوة غير مسبوقة مناطق في دير الزور والشرق السوري.
في ذات الوقت، وبعد أن التقطت إسرائيل أنفاسها ورتبت أحوالها، دخلت المعركة بقوة غاشمة لا حدود لها، فراحت تعربد وتجوس خلال الديار، تدمر بلا هوادة كل البنى العسكرية للجيش السوري: سلاح الجو وسلاح البحرية، ومخازن الأسلحة التقليدية والكيميائية. ثم أتبعت ذلك بتدمير طرق الإمداد لحزب الله، ولم تكتفِ بذلك ،بل شرعت في إنشاء ما سمَّته بالمناطق العازلة”.
وتزامنا مع هذا المشهد ،،
* انسحبت روسيا من قواعدها في اللاذقية وحميميم بكل هدوء وفي وقت قياسي.
ثم،،
* انسحبت إيران في صمت ودون تعقيب.
* قامت تركيا بتوقيع اتفاقات غامضة مع “قسد”، ثم التفتت إلى حزب العمال الكردستاني وأعلنت حله بمسرحية لا تقل غموضاً .
كل ذلك والصمت المريب يخيم على المشهد. الكل صامتون… لا يمكن لكل هذا أن يحدث بمحض الصدفة.
ثم نتابع المشهد، ونقترب أكثر، ونتساءل : –
أولاً كيف حدث ذلك الاجتياح؟
وهل بالفعل استطاع الجولانى الإنتصار على الجيش السورى المدعوم بقوة من الجيش الروسى؟
وهل أقر الجيش الروسى بالهزيمة من فصيل إرهابى حسب تصنيفه؟
ثم ،،،،
أين الرئيس السوري الجديد مما تقوم به إسرائيل ؟
* لماذا لا يدافع عن البلد الذي استولى عليه بالقوة وسلاحه ما زال بيده وما زال يقطر دما ؟
* لماذا لا نسمع له صوتًا؟
* لماذا غاب وتوارى عن المشهد كليا ولم يكلف نفسه حتى عناء الشجب والاستنكار كما يفعل عامة الحكام العرب؟
* لماذا يقف العالم كله يتفرج ويراقب إسرائيل وهي تعربد؟
المشهد العالمي: حرب تجارية… وحسابات القوة
لا ينفصل ما يحدث في الشرق الأوسط عن الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية استعراضية هزت اقتصادات العالم، قبل أن يتراجع مركزًا على هدفه الرئيسي: الصين. العدو الأول الذى باتت تحركاته تمثل تهديداً جديا للإمبراطورية الأمريكية، وهيمنتها على العالم.
وهنا يختلط المشهد:
* الرئيس الأمريكي يتنكّر لحلفائه التقليديين (أوكرانيا وأوروبا وحلف الناتو).
* أمريكا بقيادة الرئيس ترمب تغازل الرئيس بوتين وتتقارب مع روسيا (العدو السابق) فى محاولة لاستدراجه بعيدًا عن الصين.
الرئيس ترمب ينقلب على أوكرانيا ويطالبها بالمبالغ الطائلة التى صرفتها امريكا على حربها ضد روسيا ثم يتخلى عنها كليا تُاركا إياها لمصيرها فى مواجهة روسيا.
تفاصيل الصفقة الكبرى: تقسيم الكعكة
ما يجري اليوم ليس أزمات منفصلة، بل تنفيذ محكم لـ
الصفقة الكبرى ،تفاهم خفي بين الكبار:
1. الشرق الأوسط هيمنة أمريكية-إسرائيلية.
2.أوكرانيا فريسة مُقدَّمة لروسيا.
3. إيران يُسمح لها بالانضمام للنادي النووي مقابل التخلي عن أذرعها (حزب الله، الحوثيين، وغيرهم).
4. تركيا صمتها مُقابل إطلاق يدها في سوريا والقضاء على حزب العمال الكردستاني.
5.السعودية والخليج
تُستنزفان وتُعاد ترتيب أوضاعهما ضمن خرائط القوى الجديدة. وثرواتهم تسيل لعاب الأكلة..
أما الباقي… ففي مهب الريح.
وكلاء يحترقون… وأدوات تتساقط
* الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا.
* إيران تسحب دعمها عن حلفائها.
* أوروبا تُستخدم ثم تُرمى.
* في لبنان والعراق والأردن: صمت الحكام يشي بتواطؤ لا يخفى.
السودان: واجهة تصفية الحسابات
في السودان، تُراق الدماء غزيرة دون وازع ولا رادع
* مئات الآلاف يُبادون كالحشرات.
* الصراع يُصوَّر وكأنه صراع داخلى، ولكنه في الحقيقة ساحة لاختبار الترتيبات الدولية الجديدة.
غزة تُباد… والكل يتفرج
غزة لا تُقصف فقط، بل تمحى.
* تدمير تام وممنهج .منع الإغاثة قطع المياه قطع الكهرباء. تجويع . قتل الناس. تدمير المشافى. تهجيرقسرى .
* الهدف: إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير السكان واحتلال الأرض.
الخاتمة: الوعي والعمل الدؤوب… أو الفناء.
ما يُحاك في الخفاء يُنفَّذ على الأرض بسفك دمائنا وتشريد شعوبنا. نحن كسودانيين – الطرف الأضعف – نرى الصفقة الكبرى تُنسج فوق رؤوسنا، لكن دروس الماضي المرير تمنحنا بصيرة نادرة.
المخرج الوحيد
1. الوعي بخطورة المرحلة فَهم أدوات اللعبة الدولية وعدم الانجرار وراء الوهم.
2.العمل الدؤوب المثابر توحيد الصفوف عبر حوار وطني شامل، ينبذ الخلافات الفرعية، ويرفض خطاب الكراهية والعنصرية.
3. بناء جبهة قوية: يقودها خبراء مستقلون غير منتمين لأجندات حزبية ضيقة ولا خارجية فاسدة، يستفيدون من التجارب المُرّة التي عاناها الشعب السوداني.
4.إعادة هيكلة الدولة عبر نظام فيدرالي عادل يضمن حقوق الأطراف كافة، ويُطمئن “الهامش” التاريخي المهمش، ويخاطب جذور الأزمة السودانية المزمنة: مركزة السلطة والثروة، وتهميش المناطق.
الفيدرالية ليست ترفًا، بل ضمانة للوحدة الوطنية، وسبيلًا للتوزيع العادل للسلطة والموارد، ومرونة القوانين بما يناسب كل اقليم على حدة.وإيقاف نزيف الحروب الأهلية.
5. التضامن الإقليمي ربط القضية السودانية بالنضالات العربية والأفريقية ضد التقسيم الجديد.
هذه ليست دعوة للانكفاء، بل لإشعال شمعة في عتمة المخططات الدولية. فإما أن نعمل اليوم بوعي وإصرار على البقاء… أو نُدفع غدًا إلى الهاوية والزوال . فإنها معركة نكون أو لا نكون….
٢٢ أبريل ٢٠٢٥
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إسرائيل التقسيم السلاح الصفقة الكبرى العالم القوة روسيا
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن عدة هجمات بطائرات بدون طيار بعد انتهاء الهدنة في أوكرانيا
أبريل 21, 2025آخر تحديث: أبريل 21, 2025
المستقلة/- أفاد الجيش الأوكراني بشن هجمات روسية بطائرات مسيرة على عدة مناطق خلال الليل، بعد ساعات فقط من انتهاء “هدنة عيد الفصح” التي أعلنتها موسكو لمدة 30 ساعة.
أصدرت القوات الجوية الأوكرانية تحذيرات من غارات جوية على منطقة كييف، بالإضافة إلى خيرسون، ودنيبروبيتروفسك، وتشيركاسي، وميكولايف، وزابوريزهيا.
وفي مدينة ميكولايف الجنوبية، صرّح رئيس البلدية، أوليكساندر سينكيفيتش، بأنه “سُمع دوي انفجارات”. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك أي إصابات.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية استئناف القتال، مضيفةً أن جيشها “التزم بصرامة بوقف إطلاق النار، وبقي على الخطوط والمواقع التي احتلها سابقًا”.
وانتهت الهدنة التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين عند منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو (21:00 بتوقيت غرينتش). وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار آلاف المرات.
في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، حثت السلطات المحلية سكان عدة مدن أوكرانية، بما فيها العاصمة كييف، على التوجه فورًا إلى الملاجئ القريبة تحسبًا لخطر هجمات الطائرات المسيرة.
وفي منطقة كييف، صرّح مسؤولون محليون بأن قوات الدفاع الجوي “تعمل على تحديد الأهداف”.
وأبلغت القوات الجوية الأوكرانية أيضًا عن “خطر صاروخي” على المناطق الوسطى، وقالت إن الطائرات الروسية “نشطة في الاتجاهين الشمالي الشرقي والشرقي”.
وفي تحديث على تيليغرام، أفاد سلاح الجو بأن روسيا أطلقت 96 طائرة مسيّرة خلال الليل، بالإضافة إلى قصف منطقة ميكولايف الجنوبية بصاروخين، وخيرسون بصاروخ ثالث.
وفي ميكولايف، صرّح رئيس المنطقة فيتالي كيم بعد ذلك بوقت قصير بأن المدينة تعرضت لهجوم صاروخي. وأضاف: “لم تقع إصابات أو أضرار”.
قبل ساعات من انتهاء الهدنة، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن بوتين لم يصدر أمرًا بتمديدها، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى جاهدًا لإنهاء الحرب، في وقت متأخر من يوم الأحد إنه “يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع”. ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل.