متطوعو «صناع الحياة»: مهمتنا حصر البيانات ومساعدة الأسر
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
قال محمد بلال، طالب جامعي، أحد المتطوعين بمؤسسة «صُنّاع الحياة»، ضمن فريق المتطوعين الخاص بحملة «هنوصلك»، التابعة لوزارة التضامن، إنه لم يتردد لحظة فى التطوع ضمن صفوف الحملة، التي تستهدف إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوى الإعاقة، داخل المحافظات المستهدفة، كي يكون جزءاً من هذه الحملة، ولو بمشاركة صغيرة.
وأضاف لـ«الوطن»، أن الهدف من مشاركته فى الحملة، نشر الوعى حول بطاقة الخدمات المتكاملة وسبل الاستفادة منها، إضافة إلى حصر البيانات ومساعدة الأسر ممن لديها أشخاص من ذوى الإعاقة وتوجيهها لاستخراج البطاقة، للحصول على المزايا التى تتيحها تلك البطاقة لحامليها.
«عبدالعزيز»: المرور على المنازل وتوعية الأهالى بالحملة والفئات المستفيدةقال عمر عبدالعزيز، خريج كلية علوم، أحد المتطوعين، إن الأسبوع الماضى شهد جولات للفريق فى القرى المختلفة داخل محافظة الشرقية، تم خلالها ملء الاستمارات الكاشفة واستمارات الحصر، من خلال المرور على المنازل ورفع الوعى لدى الأهالى بالحملة والفئات المستفيدة وتوعية المواطنين ببطاقة الخدمات والمزايا التى يتم تقديمها وتوجهيهم نحو حضور الفعالية المقامة بالمركز واستثناء الحالات الشديدة، حيث يتم التوجه إليها فى المنازل.
وأشار إلى سعادته بالمشاركة فى «هنوصلك»، التى أطلقتها وزارة التضامن، بالتعاون مع مؤسسة صناع الحياة، نظراً لأهمية تلك الحملة، لافتاً إلى أن ما يميزها عن المرحلتين الأولى والثانية من منظومة الخدمات المتكاملة، الوصول إلى الأشخاص ذوى الإعاقة داخل منازلهم وتقديم المساعدة لهم بشكل مباشر، لتمكينهم من الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة، بشكل أبسط وأسهل من المراحل السابقة التى قد تتطلب جهوداً وإجراءات أكثر من ذلك.
«نوران»: استكشاف القرى والمستحقين وإرسال الاستمارات لمقر الوزارةقالت نوران محمد صلاح، متطوعة بمؤسسة صناع الحياة، إنها ضمن فريق طرق الأبواب وزيارة الأسر بالمنازل، موضحة أن دورها يتمثل فى النزول لاستكشاف القرى والأشخاص ذوى الإعاقة بالمرور على المنازل وتوعيتهم ببطاقة الخدمات المتكاملة والمميزات العديدة التى تقدمها، حيث يتم تسجيل البيانات وإرسال الاستمارة للوزارة، ومن ثم يقوم مكتب التأهيل بدوره فيما يتعلق بالإجراءات الخاصة بإصدار بطاقة الخدمات المتكاملة.
وأوضحت «نوران» أن الإعاقات التى سيتم تسجيلها فى المرحلة الثالثة من منظومة الخدمات المتكاملة، تحت شعار «هنوصلك»، تتضمن الإعاقة البسيطة وهى مواجهة الشخص لصعوبة القيام بالأنشطة الأساسية، ولكن يمكنه أن يقوم بها دون مساعدة، والإعاقات الحركية البسيطة مثل: «شلل بسيط بطرف أو بأطراف متعددة - ضمور العضلات البسيط - تيبس المفاصل- إصابات وتشوهات العمود الفقرى - بتر أصابع أو سُلاميات متعددة بالطرف الواحد - عيوب خلقية - ضعف عام بالأطراف والعضلات الناتج عن قصور وأمراض التمثيل الغذائى - الشلل الدماغى البسيط - خلل بالأعصاب الطرفية»، إضافة إلى الإعاقة البصرية «ضعف الإبصار لأقل من 6/18 بالنظارة فى العين الأفضل، والإعاقات السمعية بدءاً من 55 إلى 70 ديسيبل فى الأذن الأفضل بعد استخدام الوسائل المعينة المناسبة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المتطوعون صناع الحياة وزارة التضامن الخدمات المتکاملة ذوى الإعاقة
إقرأ أيضاً:
من البيانات الضخمة إلى البيانات الذكية .. تطور من الكم إلى الكيف !
تخيّل نفسك واقفًا في قلب صحراء مترامية الأطراف، تمتد بلا نهاية في كل اتجاه، الرمال تتلألأ تحت شمس حارقة، تحيط بك ملايين حبيبات الرمال التي تحملها الرياح فتغمر رؤيتك وتشتت انتباهك. يبدو المشهد مهيبًا وساحرًا، لكنه في الوقت نفسه مربك ومليء بالفوضى التي تخفي بين طياتها فرصا وإشارات، تبحث عن تفاصيل صغيرة تحمل لك خلاصا كأثر قدم خفي على الرمال، أو زهرة تنبض بالحياة، أو جدول ماء يختبئ بين الكثبان، ولكن وسط هذا الامتداد الشاسع، تضيع التفاصيل، ويصبح كل شيء مجرد جزء من بحر الرمال الذي لا ينتهي.
هذا المشهد يعكس بدقة واقع البيانات الضخمة، فهي بحر شاسع من المعلومات المتدفقة من كل حدب وصوب، وضخامة هذه البيانات تبدو مثيرة، ومدهشة ومربكة في آن واحد، رغم ما تحمله من إمكانات، فإن الحجم الهائل لهذه البيانات غالبا ما يبتلع الرؤى التي تحتاجها المؤسسات لاتخاذ قرارات استراتيجية، وهنا يأتي دور البيانات الذكية، التي تعمل كعدسة دقيقة قادرة على غربلة هذا الكم الهائل واستخلاص الإشارات المخفية وسط الضوضاء.
خلال العقد الماضي، أصبحت البيانات الضخمة العنوان الأبرز في عالم التقنية، وغالبا ما وصفت بالنفط الجديد لقيمتها في عصر الرقمنة، ومع ذلك واجهت المؤسسات تحديات وصعوبات في تحقيق العائد المتوقع من استثماراتها في تحليل البيانات الضخمة خاصة مع الزيادة الهائلة من المعلومات المتدفقة من مصادر متنوعة مثل وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات البحث وأجهزة الاستشعار وغيرها من المصادر ويمكننا فك شفرة البيانات الضخمة من خلال أربعة أبعاد رئيسية هي: الحجم الهائل لهذه البيانات والتنوع الذي تمثله هذه البيانات من نصوص وصور ومقاطع الفيديو وغيرها من الأنواع والدقة التي تعكس مدى صحتها ومصداقيتها والسرعة التي يتم بها توليد هذه البيانات ومعالجتها.
إذا كانت البيانات الضخمة تمثل بحرًا عظيما من المعلومات المتدفقة من مصادر متعددة، فإن البيانات الذكية هي الجوهر المستخلص من هذا البحر، ذلك الجزء المنقى والمركز. البيانات الذكية هي مجموعة بيانات أصغر، لكنها أكثر دقة وقيمة لأنه تمت تصفيتها وتنظيمها، مما يجعلها قابلة للتحليل والعمل عليها بسهولة. تستند قوة البيانات الذكية إلى أنها تنطلق من غاية محددة لجمعها. هذه الغاية تمثل البوصلة التي توجه عملية تصفية البيانات وتنظيمها لتقديم رؤى قابلة للتنفيذ. وفي سياق الأبعاد الأربعة للبيانات الضخمة الحجم والتنوع والدقة والسرعة، تبرز البيانات الذكية بإضافة بعد خامس وهو القيمة. فهي ليست فقط أكثر دقة وحداثة بفضل تصفيتها وتنظيمها، بل تقدم رؤى عملية تتجاوز الكم إلى الكيف، وتحول الفوضى إلى استراتيجية.
بهذا الأسلوب، يكمن جوهر البيانات الذكية حيث تصبح البيانات الذكية أشبه بالعين التي ترى وسط الرمال المتحركة في الصحراء، تساعد المؤسسات ليس فقط على التكيف مع بحر البيانات الضخمة، بل على استثماره لتحويل التحديات إلى فرص وتحويل التشتت إلى تركيز هي ليست مجرد تقنية بل فلسفة جديدة لإدارة المعلومات تقوم على البحث عن المعنى وسط الزخم وعلى تحقيق الإنجاز وسط التعقيد.
لتحقيق الاستفادة القصوى من البيانات الذكية، تقوم المؤسسات بتركيز استثماراتها على تطوير أنظمة تحليلية متقدمة ومتكاملة، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع تشكيل فرق عمل متعددة التخصصات تجمع بين مهارات تحليل البيانات ورؤية الأعمال الاستراتيجية. كما يجب وضع غاية واضحة لكل عملية جمع وتحليل للبيانات، مع التأكيد على الابتعاد عن التركيز المفرط على الكم، والانتقال نحو بناء حلول تعتمد على القيمة. بذلك، تتحول البيانات من عبء تقني إلى محرك للنمو والابتكار، مما يضمن بقاء المؤسسات في طليعة المنافسة الرقمية.