أشلاء الأطفال تكشف وحشية أمريكا وعجزها العسكري
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
يمانيون ـ تقرير
تتزايد بشاعة العدوان الأمريكي في اليمن بشكل متزايد، إذ أقدم العدو على استهداف الموانئ والأسواق والتجمعات السكنية والصالات والمستشفيات وحتى مركز علاج السرطان والمقابر ومكبات القمامة. كل هذه الأهداف يسميها المجرم ترامب منصات إطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة.
فجر الـ15 من مارس الماضي، أعلن المجرم ترامب تنفيذ عملية عسكرية مباشرة ضد الشعب اليمني، معلنا استخدام “القوة المميتة” وتوسيع العمليات العسكرية في المنطقة، وذلك من أجل حماية الكيان الإسرائيلي ليواصل إبادته الجماعية لسكان غزة.
أبرز جرائم العدو الأمريكي وقعت يوم الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥م، والتي استهدفت بشكل مباشر ومتعمد ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة بسلسلة من الغارات العدوانية أسفرت عن استشهاد 74 مواطنا وجرح 171 آخرين، جميعهم من الموظفين والعمال المدنيين الأبرياء الذين كانوا يؤدون عملهم اليومي في هذا المرفق الحيوي، كما ألحق أضرارًا جسيمة بالميناء، في تصعيد خطير يُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الممنهجة التي تهدف إلى خنق هذا الشعب، وزيادة معاناته، في محاولة يائسة للنيل من صموده ودفاعه المشروع عن أرضه وحقوقه.
وفي 20 أبريل 2025م، شنّ العدو الأمريكي سلسلة من الغارات الجوية استهدفت بشكل متعمد أحياء سكنية ومناطق متفرقة من العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، ومن ضمن الأحياء المستهدفة “حي وسوق فروة الشعبي” المعروف باكتضاضه بالسكان والواقع في مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء. وقد أسفر هذا الهجوم الوحشي عن استشهاد 12 مدنيًا وجرح 34 آخرين.
وفي تفاصيل مروعة تضاف إلى سجل جرائم الحرب الأمريكية، شهد يوم السبت الموافق 19 أبريل 2025م تصعيداً خطيراً في وتيرة الغارات على اليمن، علاوة على استهداف حرمة الأموات في مقبرة ماجل الدمة بمديرية الصافية، وفي مشهد يندى له الجبين، طالت الغارات مقبرة النجيمات بمديرية السبعين. كما استهدفت المقاتلات الأمريكية حي النهضة السكني بمديرية الثورة، لتسيل دماء الأبرياء وتزهق أرواح شهيدين وتترك جريحين مدنيين من أبناء الحي.
وامتدت آلة الحرب الأمريكية لتطال مديريات بني حشيش وبني مطر والحيمة وهمدان التابعة لمحافظة صنعاء، حيث سقط شهيد وجريح آخر في الاستهداف الغادر لمديرية بني مطر. وبذلك، ارتفع الحصاد المر لهذه الهجمة الوحشية إلى ثلاثة شهداء وأربعة جرحى، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وفي مساء اليوم نفسه، صعّدت الطائرات الأمريكية من غاراتها على محافظة الحديدة، حيث نفذت ثلاث عشرة غارة جوية استهدفت ميناء ومطار المحافظة. ويُعد هذا الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة – المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية – والمطار المدني، خرقاً جسيماً وصريحاً للقواعد والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المرافق المدنية ذات الطابع الإنساني والاقتصادي.
إجرام متواصل
وتستمر الذاكرة اليمنية في تسجيل فصول أخرى من العدوان الأمريكي، ففي الخامس عشر من مارس، استهدفت الغارات العاصمة صنعاء، مخلفة تسعة شهداء وتسعة جرحى. وفي السابع عشر من مارس، طال القصف حي الجراف الشرقي ومصنع الحبشي للحديد ومصنعاً للقطن، ليتبع ذلك استهداف وحشي للمدنيين في منازلهم بمحافظتي صنعاء وصعدة، مخلفاً ثلاثة وخمسين شهيداً وتسعة وتسعين جريحاً.
وفي الـ20 من مارس الماضي ارتفع عدد الضحايا جراء استهداف طيران العدوان الأمريكي لصالة مناسبات قيد الإنشاء في حي سكني بمديرية الثورة بالعاصمة صنعاء، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة، وأسفر القصف عن إصابة سبع نساء وطفلين، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة، وسط حالة من الذعر بين السكان المدنيين.
كما شنت الطائرات الأمريكية غارات على محيط مدينة صعدة، إلى جانب استهداف مزرعة أغنام في الحزم عاصمة محافظة الجوف، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة. وفي محافظة البيضاء، تعرضت مديرية السوادية لقصف جوي أمريكي في تصعيد عسكري يزيد من معاناة المدنيين ويهدد بمزيد من الدمار في البنية التحتية اليمنية.
وفي الرابع والعشرين من مارس استهدف مبنى سكنياً في منطقة عصر.
ويوم الخميس الـ27 من مارس الماضي شنت طائرة حربية أمريكية، غارة استهدفت كسارة أحجار في منطقة العرقوب بمديرية خولان الطيال، شرق العاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، جميعهم من أبناء المنطقة، أثناء عملهم في الكسارة، كما تسببت الغارة في أضرار مادية بالغة في موقع الاستهداف. وفي اليوم التالي شنت الطائرات الأمريكية، غارات مكثفة على مناطق سكنية وحيوية في محافظات يمنية مختلفة، ما أسفر عن دمار كبير في البنى التحتية والممتلكات المدنية، وسط موجة غضب محلية إزاء تصاعد البلطجة العسكرية الأمريكية التي تتجاهل أبسط قواعد القانون الدولي. ففي صنعاء، استهدفت الغارات مطار صنعاء الدولي بضربتين ، تبعتهما غارات متفرقة على منطقة التحرير وسط العاصمة وشارع الستين غرب العاصمة ومنطقة حزيز جنوبها، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بشظايا الصواريخ وتعرض منازل المواطنين وممتلكاتهم لأضرار جسيمة. أما في صعدة فقد شن العدوان الأمريكي 5 غارات على منطقة العصايد بمديرية كتاف، وغارتين على مديرية آل سالم بمحافظة صعدة، ما أدى إلى تدمير مساحات زراعية وتهديد سبل عيش المزارعين. إلى ذلك استهدف الطيران الحربي الأمريكي بثلاث غارات مديرية الحميدات في الجوف. وفي الحديدة شنت الطائرات الأمريكية الحربية ثلاث غارات على مديرية اللحية.
وفي الأول من أبريل، سقط شهداء وجرحى جراء استهداف مشروع ومبنى مؤسسة المياه في الحديدة، وغارات أخرى طالت صعدة وحجة. وفي الثاني من أبريل، استهدف العدوان منطقة رأس عيسى مجدداً، مخلفاً شهيداً وجريحاً. وفي مشهد مروع، استهدف الطيران الأمريكي تجمعاً للمدنيين في فعالية زيارة عيدية في الحديدة، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، في جريمة حاول المجرم “ترامب” تبريرها بتضليل الرأي العام.
وفي الرابع من أبريل، استهدف العدو الأمريكي شبكة الاتصالات في عمران.
وفي الـ7 من أبريل قام العدو الأمريكي بقصف المدنيين و الأحياء السكنية في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب بأمانة العاصمة صنعاء مما أدي إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم امرأتان و جرح 25 منهم 11 امرأة و طفل.
كما قام العدو باستهداف منطقة حفصين بمحافظة صعدة بالعديد من الغارات ما أدى إلى استشهاد شهيدين و أربعة جرحى.
وفي الثامن من أبريل، ارتكبت جريمة بشعة باستهداف مدينة “أمين مقبل السكنية” في الحديدة، مخلفة أربعة شهداء وأكثر من خمسة عشر جريحاً.
العاشر من أبريل أعلنت وزارة الصحة والبيئة عن استشهاد ثلاثة مواطنين نتيجة العدوان الأمريكي الذي استهدف منطقة النهدين بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء.
في الـ14 من أبريل قام العدو الأمريكي بقصف مصنع السواري للسيراميك في مديرية بني مطر في محافظة صنعاء وراح ضحيتها 6 شهداء و 20 جريحا.
إعلان إفلاس أخلاقي وتقني واستخباراتي
لقد تجلى الإفلاس الأخلاقي والتقني والاستخباراتي للولايات المتحدة الأمريكية بوضوح، بينما برز اليمنيون بتفوقهم الواضح في نبل مواقفهم وجودة أهدافهم. ففي حين تستهدف الولايات المتحدة المدنيين، والأعيان المدنية، والمرافق الخدمية، وحتى مقابر الموتى، تتعالى عظمة الأهداف اليمنية التي تتجه نحو حاملات الطائرات الأمريكية، مثل “ترومان” و”فينسون”، وتدك أهدافاً عسكرية في العمق الإسرائيلي.
هذا التباين يكشف عن مفارقة تاريخية، حيث تتجلى قوة الحق في مواجهة الغطرسة والعدوان. إن استهداف المدنيين والأعيان المدنية يمثل قمة الانحدار الأخلاقي، بينما يجسد استهداف القوة العسكرية المحضة والدفاع عن الحقوق المشروعة قمة النبل والشجاعة.
إن دقة الأهداف اليمنية -التي تميز بين المدني والعسكري- تفضح التخبط والعشوائية في جرائم الحرب التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها. كما أن القدرة على الوصول إلى أهداف عسكرية بعيدة، مثل حاملات الطائرات والعمق الإسرائيلي، تشير إلى تطور تقني واستخباراتي لافت للقوات اليمنية، يقابله فشل استخباري واضح للطرف الآخر.
المصدر: موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الطائرات الأمریکیة العدوان الأمریکی العدو الأمریکی العاصمة صنعاء محافظة صعدة إلى استشهاد فی الحدیدة ما أدى إلى فی مدیریة غارات على من أبریل فی منطقة من مارس عدد من
إقرأ أيضاً:
المعركة اليمنية تكتب شهادة وفاة الهيمنة الأمريكية: الصين ترصد التراجع الأمريكي وموسكو تراقب صعود صنعاء
يمانيون../
في تحول لافت على الساحة الدولية، سلطت وسائل إعلام صينية الضوء على ما وصفته بـ”الانحدار الحتمي للهيمنة الأمريكية”، مشيرة إلى أن المعركة الدائرة في البحر الأحمر وبوابة اليمن الجنوبية لم تعد مجرد اشتباك محدود أو مواجهة جيوسياسية عابرة، بل باتت مؤشرًا عالميًا على التحول في موازين القوة الدولية.
سوهو الصيني: مليارات أنفقتها واشنطن بلا طائل… وصنعاء تصوغ المعادلة من جديد
في تقرير نشره موقع سوهو الصيني – أحد أكبر منصات الرصد والتحليل العسكري في بكين – خلص إلى أن العدوان الأمريكي المباشر على اليمن لم يحقق شيئاً يُذكر على المستوى العسكري، رغم استخدام واشنطن ترسانة ضخمة من الصواريخ الموجهة، والاعتماد على حاملات طائرات وكاسحات ألغام ومدمرات بحرية متطورة.
وأكد التقرير أن “الخسائر اليمنية ظلت محدودة، ولم تتجاوز بعض الأهداف الثانوية”، في مقابل فشل العدوان الأمريكي في التأثير الفعلي على الجبهة القتالية اليمنية أو زعزعة بنيتها الدفاعية. ورأى الموقع أن هذه الحقيقة الميدانية تحولت إلى إحراج استراتيجي لواشنطن، التي باتت تُركّز على العمليات الإعلامية أكثر من الميدانية لتغطية فشلها العسكري.
التقرير الصيني لم يكتف بوصف الإخفاقات العسكرية، بل ذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة عادت لتفعيل أدواتها التقليدية القديمة: الاعتماد على المرتزقة المحليين والعملاء الإقليميين. فقد كشفت تقارير عن مساعٍ أمريكية لتحريك ميليشيات يمنية تعمل كقوات برية بالوكالة، في ظل العجز عن خوض مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية.
هذه الاستراتيجية – بحسب سوهو – تكشف عن أزمة ثقة عميقة داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، التي لم تعد قادرة على مواجهة جيوش العقيدة في تضاريس معقدة كالتضاريس اليمنية، حيث تكبد تحالف العدوان على مدى سنوات طويلة خسائر جسيمة، وخصوصًا السعودية، التي وصفها التقرير بـ”الطرف المفضوح أمام شعوب العالم، والمهزوم عسكريًا ونفسيًا”.
الهجوم على “كارل فينسون”: لحظة مفصلية في سجل الإذلال الأمريكي
وفي تطور صادم نقلته وسائل إعلام صينية أخرى، وعلى رأسها منصة باي جيا هاو، جاء الخبر الذي هزّ غرف العمليات الأمريكية في البحر الأحمر: القوات المسلحة اليمنية نفذت هجومًا صاروخيًا دقيقًا على حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون”، وذلك في يومها الأول من انتشارها في مياه المنطقة.
بحسب التقرير، فإن الهجوم اليمني “أحدث دماراً واضحاً على سطح الحاملة”، مشيرًا إلى أن “الصواريخ والمسيّرات اليمنية اخترقت منظومات الدفاع الأمريكية المتقدمة، وخلفت عشرات الحفر والانفجارات على متن الحاملة”. التقرير وصف هذا الحدث بـ”الضربة المفصلية” في مسار الهيمنة الأمريكية، إذ أنها تثبت أن القوة الأمريكية لم تعد بمنأى عن الهجمات المفاجئة، حتى من قوة محدودة الموارد لكنها غنية بالعقيدة والإرادة.
من اللافت أن التقرير الصيني شدد على تفوق صنعاء من خلال “استخدامها تكتيكات منخفضة الكلفة”، ما يعني أن المعادلة الكلاسيكية للتفوق العسكري القائمة على الحجم والنفقات والنفوذ لم تعد مجدية أمام ذكاء الخصوم. فبينما تنفق أمريكا ملايين الدولارات لحماية قطعها البحرية، تنجح اليمن بأسلحة محلية التصنيع وتكاليف محدودة في ضرب رموز تلك القوة، وخلق معادلة جديدة عنوانها: “من يتحكم بالمضيق، يسيطر على الميدان”.
صنعاء تعيد رسم خريطة النفوذ العسكري… من باب المندب إلى واشنطن
ما يجري في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهات متفرقة، بل هو – كما وصفه التقرير – “حرب استخباراتية فريدة”، تشي بأن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك بنك أهداف دقيقاً، وتحركات يومية موثقة لسفن التحالف والأسطول الأمريكي. وهو ما يجعل من عمليات اليمنيين فعلًا مباغتًا متكررًا يرهق القيادة المركزية الأمريكية، ويظهرها بمظهر المتلقي وليس المبادر.
ويشير التقرير إلى أن ما يحدث اليوم في اليمن “يكتب رثاءً حقيقياً لعصر القطب الواحد”، إذ باتت واشنطن تشهد خسائر استراتيجية لم تشهد مثلها منذ حرب فيتنام، لكن هذه المرة ليس من قارة آسيوية بعيدة، بل من بلد فقير ومحاصر ومثقل بجراح العدوان، لكنه مشبع بالإيمان والصمود والكرامة.
خاتمة: شهادة دولية على نهاية عصر… وبداية لآخر يُكتب بصنعاء
إن مجمل ما أوردته وسائل الإعلام الصينية، خصوصاً في هذا التوقيت، لا يُقرأ كتحليل منفرد، بل كرسالة عالمية تنضم إلى أصوات دولية متزايدة باتت ترى في اليمن أكثر من مجرد ساحة مقاومة، بل منصة تُعلن من خلالها نهاية الأسطورة الأمريكية.
لقد أصبحت صنعاء اليوم أحد العناوين الكبرى في معركة تحرير الإرادة العالمية من سطوة القطب الواحد، وها هي الصين – كقوة صاعدة – ترى في المعركة اليمنية تجسيداً حيًّا لهذا التحول التاريخي.
ومن البحر الأحمر، حيث تتكسر الهيبة الأمريكية كل يوم، يُرسم مشهد عالمي جديد… بدايته من اليمن، ونهايته أبعد مما كانت تتخيله واشنطن.